دبلوماسية جدة ومساقات السلام العالمي
ريال مدريد يدرس ضم أرنولد من ليفربول في يناير القادم تقديم 21 شخصا أمام وكيل الملك بتارودانت على خلفية أحداث شغب مباراة هوارة وأمل تزنيت وزارة الصحة اللبنانية تُعلن سقوط 3365 شهيداً و14344 مصاباً منذ بدء العدوان الإسرائيلي "حزب الله" يجبر طائرتين مسيرتين لقوات الاحتلال الإسرائيلي على مغادرة الأجواء اللبنانية أوكرانيا تعلن مسئوليتها عن اغتيال ضابط روسي في شبه جزيرة القرم جيش الاحتلال الإسرائيلي يقوم ببناء بؤر الاستيطانية وفتح محاور جديدة للبقاء أطول في قطاع غزة إرتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 43,712 أغلبيتهم من الأطفال والنساء منذ بدء عدوان الاحتلال الإسرائيلي فرنسا تستنفر وتمنع العلم الفلسطيني قبل مباراتها مع إسرائيل خشية تكرار أحداث أمستردام حزب الله يُنفذ هجوماً جويًّا بسربٍ من المُسيّرات الانقضاضية على مقر قيادة كتيبة راميم في ثكنة هونين شمال مدينة صفد مقتل مستوطنيين إسرائيليين وإصابة اثنين آخرين جراء سقوط صواريخ لحزب الله في نهاريا
أخر الأخبار

دبلوماسية جدة... ومساقات السلام العالمي

المغرب اليوم -

دبلوماسية جدة ومساقات السلام العالمي

إميل أمين
بقلم : إميل أمين

من جديد تتألق جدة، جوهرة مكانية على ساحل البحر الأحمر، وركيزة للدبلوماسية العالمية؛ فهي تستضيف قمماً عالمية، ساعيةً في طريق إفشاء السلام وإنهاء الخصام، حول كثير من بقاع وأصقاع المسكونة.

اليوم (السبت) وغداً (الأحد)، يسارع ضيوف من نحو 30 دولة حول العالم، يتقدمهم مستشارو الأمن القومي في تلك البلدان، بهدف السعي لإيجاد مخرج للمأزق الروسي - الأوكراني الذي طال وبات يتهدد الأمن والسلم الدوليين.

الهدف الثمين والمقدَّر جداً لقمة جدة، هو السعي في طريق استكشاف أفق جديد يمكّن في النهاية من الوصول إلى بدء مفاوضات جدية تنهي الأزمة العبثية التي أرهقت العالم برمته في الحال، وتهدد بدخوله مساراً كارثياً مستقبلاً.

تدير الدبلوماسية السعودية، وباقتدار، واحدة من أهم الطاولات المستديرة سياسياً، في الآونة الحديثة، وتلعب القيادة السياسية في المملكة دور الميسّر بين قوى عظمى ومتحاربين كبار، في ظل استراتيجيات غير واضحة، وأهداف ما ورائية، بل وإصرار عميق من أطراف الأزمة كافة على المضي قدماً في طريق وقف النار والدمار.

ما يميز قمة جدة واقعاً أنها لا تبحث في حلول لمشكلة، بل في مساقات لإشكالية مفخخة.

فلسفياً الفارق بين الأمرين واسع وعميق، فالمشكلة متكررة وحلولها تكاد تكون تقليدية ومنهجية، في حين أن الإشكالية تحتاج إلى أفكار من خارج الصندوق، وفي الحالة الروسية - الأوكرانية يتطلب الأمر دعماً وزخماً من أصحاب النيات الحسنة والطوايا الصالحة، ناهيك بالعقول البراقة اللماحة، القادرة على ما لم تأتِ به الأوائل، مع الاعتذار لرهين المحبسين أبي العلاء المعري.

حاضراً تبدو المصالح متشابكة بصورة معقدة، والهواجس متداخلة، والدمار المهلك قد طاول الطرفين، وبينما نيران الحرب تشتعل، تبدو الخسائر الجانبية في الأفق أشد هولاً، لا سيما في ظل ضبابية تجتاح العالم، ورطانة لغوية عن نظام عالمي جديد يعاني من ولادة متعسرة، فيما المخيف حتى الرعب، عودة تاريخية مظلمة لزمن القوميات والشوفينيات، وصعود تيارات اليمين، في ظل مخاوف تجد من يغذيها، من جراء القرار الروسي بخوض المعركة، وكأن العالم قافز إلى الخلف، وصاعد إلى الهاوية.

هل من فرصة تاريخية أمام قمة جدة، التي ستكمل نقاشات قمة السلام بشأن أوكرانيا التي عقدت في العاصمة الدنماركية الشهر الماضي؟

يمكن من دون أدنى شك التوافق لجهة عقد قمة دولية خاصة بالأزمة على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة، في سبتمبر (أيلول) المقبل، يقوم خلالها قادة العالم بتوقيع المبادئ المؤدية إلى وضع حد للحرب، ومن ثم فتح دروب السلام ما بين موسكو وكييف، ومحاولة بناء الثقة من جديد، ولن يكون الأمر أكثر صعوبة من تصالح وتسامح غالبية دول أوروبا مع ألمانيا النازية عقب الحرب العالمية الثانية.

يبدو المشهد في مجمله مأزوماً ومركباً، وهذا صحيح، لا سيما أن هناك ربما من يتطلع إلى نتيجة صفرية، بمعنى فائز يأخذ الكل ومهزوم يتحمل أكلاف المعركة دفعة واحدة، وهذا ما لا يظن أحد أنه وارد الحدوث.

لكن الثابت أن الكلام عن الحل السلمي في الوقت ذاته ليس مستحيلاً، لا سيما أن السعودية توسطت من قبل بين روسيا وأوكرانيا، وقد نجحت وساطتها ذات مرة، حين أسفرت عن تبادل الأسرى بين طرفَي الحرب العبثية، وليس سراً القول إن دبلوماسية المملكة تعمل الآن جاهدة على صفقة جديدة يُعاد بموجبها الأطفال الأوكرانيون الذين نقلتهم موسكو إلى الأراضي الروسية.

هل من إشارات يمكن عدّها إيجابية من قادة روسيا وأوكرانيا، استبقت قمة جدة؟

ذلك كذلك بالفعل؛ فقد صرح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في الجلسة العامة للقمة الروسية - الأفريقية الثانية مؤخراً بأنه يجب حل جميع التناقضات أثناء المفاوضات.

أما رئيس أوكرانيا فولوديمير زيلينسكي، فقد أعرب يوم الخميس الماضي عن أمله في عقد «قمة سلام» بشأن أوكرانيا في الخريف المقبل، وعدّ محادثات جدة نقطة الانطلاق نحو السلام.

تبدو قمة جدة فرصة ذهبية لتطوير مبادئ السلام التي تقوم على ما ورد في ميثاق الأمم المتحدة، الذي يتمسك بسلامة أراضي كل دولة واستقلالها السياسي، كما إدانة أي عدوان، ورفض أي تهديد باستخدام القوة.

أحد أهم الأسئلة التي تُطرح قبل قمة جدة: هل للغرب كما الشرق مصلحة في إنهاء هذه الأزمة؟

مؤكداً أن هناك رغبة مكبوتة لدى الجميع، لكن من غير أدنى مقدرة للتعبير عنها، وقد يمضي المرء في القول إن السعودية تفتح المجال للجميع للتنفيس سراً وجهراً، بما يجول في الصدور.

روسيا من ناحيتها تخسر الكثير يوماً تلو الآخر؛ فلم يعد يناصرها على استحياء سوى الصين وبعض دول أفريقيا، وهذه وتلك يمكنها التنصل منها عند نقطة زمنية معينة.

أوكرانيا مرهقة، وغير واثقة من أن واشنطن وبروكسل ستمضيان إلى ما هو أبعد، ومن غير المصدَّق أن يراجع ما قاله كلٌ من ضابط المخابرات الأميركية السابق، سكوت ريتر، والأستاذ بجامعة سيراكيوز، شون ماكفيت، من أن زيلنسكي خيَّب أمل الولايات المتحدة وأفقدها ثقتها به، ما يفيد بأن شيكات على بياض أخرى باتت أمراً مشكوكاً فيه لا سيما إذا دخل البيت الأبيض رئيس جمهوري جديد، أكان ترمب أو مَن لف لفه.

أما أوروبا، فهي بجلاء تام الخاسر الأكبر في المعركة، فقد خسرت فرصة «الأوراسيا»، التي كانت حلم قادتهم الكبار، لا سيما شارل ديغول، فيما الأثمان الفادحة، باتت تحمل على المستقبل، خصوصاً بعد العودة إلى «عصر العسكرة»، بعد الاهتمام بتنمية الأمم وترقية الشعوب.

البديل الوحيد لاستمرار الحرب هو فتح باب الهوة النووية، واستشراء الفقر وفتح فمه واسعاً، وسطوة الجوع على الفقراء.

تتألق كوادر الدبلوماسية السعودية، ومِن ورائها دولة تتمتع باستقرار سياسي وأمني، ونجاحات إقليمية ودولية قائمة ومقبلة، ومواقف من الحيادية الإيجابية تبدو جلية للقاصي والداني...

يبدو الصوت المتردد في قاعات جدة عالياً وغالياً، ومفاده: «ليس هناك ما نخسره في طريق السعي للسلام، لكن حكماً بالحرب سيخسر الجميع كل شيء».

فلتصمت المدافع، ولتَسُد روح العدالة والحكمة والسلم مرة وإلى ما شاء الله.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

دبلوماسية جدة ومساقات السلام العالمي دبلوماسية جدة ومساقات السلام العالمي



GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

GMT 17:36 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تَدَعوا «محور الممانعة» ينجح في منع السلام!

GMT 17:32 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

عودة ترمبية... من الباب الكبير

GMT 17:27 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

ترمب الثاني

GMT 21:28 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

«هي لأ مش هي»!

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 07:08 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك
المغرب اليوم - الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك

GMT 07:41 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

إكس" توقف حساب المرشد الإيراني خامنئي بعد منشور بالعبرية

GMT 09:41 2023 الإثنين ,17 إبريل / نيسان

لعب المغربي وليد شديرة مع المغرب يقلق نادي باري

GMT 13:28 2019 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

افتتاح مهرجان موسكو السينمائي الدولي الـ41

GMT 09:55 2019 الثلاثاء ,15 كانون الثاني / يناير

عيادات تلقيح صناعي تُساعد النساء في عمر الـ 60 علي الإنجاب

GMT 06:16 2018 الثلاثاء ,13 شباط / فبراير

رِجل الحكومة التي كسرت وليست رجل الوزير

GMT 07:43 2018 الإثنين ,05 شباط / فبراير

اختاري العطر المناسب لك بحسب نوع بشرتك

GMT 16:33 2018 الثلاثاء ,23 كانون الثاني / يناير

الهلال السعودي يتشبث بنجم الوداد أشرف بنشرقي

GMT 10:22 2013 السبت ,26 كانون الثاني / يناير

سمك السلور العملاق يغزو الراين الألماني وروافده

GMT 18:06 2017 الجمعة ,29 كانون الأول / ديسمبر

مفاجأة سارة للراغبين بالتعاقد في قطاع التعليم المغربي

GMT 08:07 2017 الإثنين ,11 كانون الأول / ديسمبر

وفاة الفنان السعودي أبو بكر سالم بعد صراع طويل مع المرض

GMT 09:55 2017 الأحد ,03 كانون الأول / ديسمبر

جولن لوبيتيغي يؤكد أن إسبانيا ستتعذب بحثا عن التأهيل

GMT 09:56 2017 الأحد ,03 كانون الأول / ديسمبر

الأسود يقطعون 2600 كلم بين ملاعب مونديال روسيا
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib