دبلوماسية جدة ومساقات السلام العالمي
البرلمان اللبناني ينتخب جوزيف عون رئيسا جديدا للبنان بعد ولة انتخابية ثانية ظهر الخميس "99 صوتًا من أعضاء مجلس النواب اللبناني يحسمون جولة الانتخابات الرئاسية" إستعدادات وتحضيرات يشهدها قصر بعبدا بانتظار الرئيس اللبناني الـ14 للبلاد بدء عملية تصويت نواب البرلمان اللبناني بالاقتراع السري في الدورة الثانية لانتخاب الرئيس الجديد بدء جلسة الدورة الثانية في البرلمان اللبناني لانتخاب رئيس الجمهورية نادي وست هام يونايتد يُعلن أقال مدربه الإسباني جولين لوبتيغي بسبب سوء نتائج الفريق هذا الموسم الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون يُقدم العزاء في وفاة أسطورة الملاكمة عبد القادر ولد مخلوفي مقتل 3 وإصابة 3 آخرين جراء تحطم طائرة مائية في جزيرة سياحية أسترالية توقف حركة الطيران بين سوريا والإمارات بعد انطلاق أول رحلة جوية أمس الثلاثاء قوات الاحتلال الإسرائيلي تقتحم مدينة الظاهرية جنوب الخليل في الضفة الغربية وتصادر عدداً من المركبات
أخر الأخبار

دبلوماسية جدة... ومساقات السلام العالمي

المغرب اليوم -

دبلوماسية جدة ومساقات السلام العالمي

إميل أمين
بقلم : إميل أمين

من جديد تتألق جدة، جوهرة مكانية على ساحل البحر الأحمر، وركيزة للدبلوماسية العالمية؛ فهي تستضيف قمماً عالمية، ساعيةً في طريق إفشاء السلام وإنهاء الخصام، حول كثير من بقاع وأصقاع المسكونة.

اليوم (السبت) وغداً (الأحد)، يسارع ضيوف من نحو 30 دولة حول العالم، يتقدمهم مستشارو الأمن القومي في تلك البلدان، بهدف السعي لإيجاد مخرج للمأزق الروسي - الأوكراني الذي طال وبات يتهدد الأمن والسلم الدوليين.

الهدف الثمين والمقدَّر جداً لقمة جدة، هو السعي في طريق استكشاف أفق جديد يمكّن في النهاية من الوصول إلى بدء مفاوضات جدية تنهي الأزمة العبثية التي أرهقت العالم برمته في الحال، وتهدد بدخوله مساراً كارثياً مستقبلاً.

تدير الدبلوماسية السعودية، وباقتدار، واحدة من أهم الطاولات المستديرة سياسياً، في الآونة الحديثة، وتلعب القيادة السياسية في المملكة دور الميسّر بين قوى عظمى ومتحاربين كبار، في ظل استراتيجيات غير واضحة، وأهداف ما ورائية، بل وإصرار عميق من أطراف الأزمة كافة على المضي قدماً في طريق وقف النار والدمار.

ما يميز قمة جدة واقعاً أنها لا تبحث في حلول لمشكلة، بل في مساقات لإشكالية مفخخة.

فلسفياً الفارق بين الأمرين واسع وعميق، فالمشكلة متكررة وحلولها تكاد تكون تقليدية ومنهجية، في حين أن الإشكالية تحتاج إلى أفكار من خارج الصندوق، وفي الحالة الروسية - الأوكرانية يتطلب الأمر دعماً وزخماً من أصحاب النيات الحسنة والطوايا الصالحة، ناهيك بالعقول البراقة اللماحة، القادرة على ما لم تأتِ به الأوائل، مع الاعتذار لرهين المحبسين أبي العلاء المعري.

حاضراً تبدو المصالح متشابكة بصورة معقدة، والهواجس متداخلة، والدمار المهلك قد طاول الطرفين، وبينما نيران الحرب تشتعل، تبدو الخسائر الجانبية في الأفق أشد هولاً، لا سيما في ظل ضبابية تجتاح العالم، ورطانة لغوية عن نظام عالمي جديد يعاني من ولادة متعسرة، فيما المخيف حتى الرعب، عودة تاريخية مظلمة لزمن القوميات والشوفينيات، وصعود تيارات اليمين، في ظل مخاوف تجد من يغذيها، من جراء القرار الروسي بخوض المعركة، وكأن العالم قافز إلى الخلف، وصاعد إلى الهاوية.

هل من فرصة تاريخية أمام قمة جدة، التي ستكمل نقاشات قمة السلام بشأن أوكرانيا التي عقدت في العاصمة الدنماركية الشهر الماضي؟

يمكن من دون أدنى شك التوافق لجهة عقد قمة دولية خاصة بالأزمة على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة، في سبتمبر (أيلول) المقبل، يقوم خلالها قادة العالم بتوقيع المبادئ المؤدية إلى وضع حد للحرب، ومن ثم فتح دروب السلام ما بين موسكو وكييف، ومحاولة بناء الثقة من جديد، ولن يكون الأمر أكثر صعوبة من تصالح وتسامح غالبية دول أوروبا مع ألمانيا النازية عقب الحرب العالمية الثانية.

يبدو المشهد في مجمله مأزوماً ومركباً، وهذا صحيح، لا سيما أن هناك ربما من يتطلع إلى نتيجة صفرية، بمعنى فائز يأخذ الكل ومهزوم يتحمل أكلاف المعركة دفعة واحدة، وهذا ما لا يظن أحد أنه وارد الحدوث.

لكن الثابت أن الكلام عن الحل السلمي في الوقت ذاته ليس مستحيلاً، لا سيما أن السعودية توسطت من قبل بين روسيا وأوكرانيا، وقد نجحت وساطتها ذات مرة، حين أسفرت عن تبادل الأسرى بين طرفَي الحرب العبثية، وليس سراً القول إن دبلوماسية المملكة تعمل الآن جاهدة على صفقة جديدة يُعاد بموجبها الأطفال الأوكرانيون الذين نقلتهم موسكو إلى الأراضي الروسية.

هل من إشارات يمكن عدّها إيجابية من قادة روسيا وأوكرانيا، استبقت قمة جدة؟

ذلك كذلك بالفعل؛ فقد صرح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في الجلسة العامة للقمة الروسية - الأفريقية الثانية مؤخراً بأنه يجب حل جميع التناقضات أثناء المفاوضات.

أما رئيس أوكرانيا فولوديمير زيلينسكي، فقد أعرب يوم الخميس الماضي عن أمله في عقد «قمة سلام» بشأن أوكرانيا في الخريف المقبل، وعدّ محادثات جدة نقطة الانطلاق نحو السلام.

تبدو قمة جدة فرصة ذهبية لتطوير مبادئ السلام التي تقوم على ما ورد في ميثاق الأمم المتحدة، الذي يتمسك بسلامة أراضي كل دولة واستقلالها السياسي، كما إدانة أي عدوان، ورفض أي تهديد باستخدام القوة.

أحد أهم الأسئلة التي تُطرح قبل قمة جدة: هل للغرب كما الشرق مصلحة في إنهاء هذه الأزمة؟

مؤكداً أن هناك رغبة مكبوتة لدى الجميع، لكن من غير أدنى مقدرة للتعبير عنها، وقد يمضي المرء في القول إن السعودية تفتح المجال للجميع للتنفيس سراً وجهراً، بما يجول في الصدور.

روسيا من ناحيتها تخسر الكثير يوماً تلو الآخر؛ فلم يعد يناصرها على استحياء سوى الصين وبعض دول أفريقيا، وهذه وتلك يمكنها التنصل منها عند نقطة زمنية معينة.

أوكرانيا مرهقة، وغير واثقة من أن واشنطن وبروكسل ستمضيان إلى ما هو أبعد، ومن غير المصدَّق أن يراجع ما قاله كلٌ من ضابط المخابرات الأميركية السابق، سكوت ريتر، والأستاذ بجامعة سيراكيوز، شون ماكفيت، من أن زيلنسكي خيَّب أمل الولايات المتحدة وأفقدها ثقتها به، ما يفيد بأن شيكات على بياض أخرى باتت أمراً مشكوكاً فيه لا سيما إذا دخل البيت الأبيض رئيس جمهوري جديد، أكان ترمب أو مَن لف لفه.

أما أوروبا، فهي بجلاء تام الخاسر الأكبر في المعركة، فقد خسرت فرصة «الأوراسيا»، التي كانت حلم قادتهم الكبار، لا سيما شارل ديغول، فيما الأثمان الفادحة، باتت تحمل على المستقبل، خصوصاً بعد العودة إلى «عصر العسكرة»، بعد الاهتمام بتنمية الأمم وترقية الشعوب.

البديل الوحيد لاستمرار الحرب هو فتح باب الهوة النووية، واستشراء الفقر وفتح فمه واسعاً، وسطوة الجوع على الفقراء.

تتألق كوادر الدبلوماسية السعودية، ومِن ورائها دولة تتمتع باستقرار سياسي وأمني، ونجاحات إقليمية ودولية قائمة ومقبلة، ومواقف من الحيادية الإيجابية تبدو جلية للقاصي والداني...

يبدو الصوت المتردد في قاعات جدة عالياً وغالياً، ومفاده: «ليس هناك ما نخسره في طريق السعي للسلام، لكن حكماً بالحرب سيخسر الجميع كل شيء».

فلتصمت المدافع، ولتَسُد روح العدالة والحكمة والسلم مرة وإلى ما شاء الله.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

دبلوماسية جدة ومساقات السلام العالمي دبلوماسية جدة ومساقات السلام العالمي



GMT 19:56 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

عيد سعيد!

GMT 07:04 2024 الأحد ,29 كانون الأول / ديسمبر

وزن تأريخ الأردن في التوجيهي 4 علامات.. أيعقل هذا ؟!

GMT 07:01 2024 الأحد ,29 كانون الأول / ديسمبر

لكنّها الطائفيّة... أليس كذلك؟

GMT 06:58 2024 الأحد ,29 كانون الأول / ديسمبر

العلويون جزء من التنوّع الثقافي السوري

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 04:02 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

ملخص وأهداف مباراة توتنهام ضد ليفربول في الدوري الإنكليزي

GMT 21:17 2019 الجمعة ,03 أيار / مايو

المكاسب المالية تسيطر عليك خلال هذا الشهر

GMT 02:19 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

فالنسيا يواصل نزيف النقاط بالتعادل مع ديبورتيفو ألافيس

GMT 17:49 2017 الثلاثاء ,17 كانون الثاني / يناير

بشرى بوشارب تُعلن عن رواية "المهاجرة" في القاهرة

GMT 22:17 2016 الإثنين ,10 تشرين الأول / أكتوبر

فوائد لاستخدام العشب الصناعي في حديقة منزلك

GMT 17:54 2016 الجمعة ,14 تشرين الأول / أكتوبر

سون هيونغ مين يفوز بجائزة لاعب الشهر في الدوري الإنجليزي

GMT 15:48 2016 الأحد ,11 كانون الأول / ديسمبر

آن هاثاواي تفتخر برشاقتها بعد الولادة في فستان أسود

GMT 13:23 2015 الخميس ,22 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار ومواصفات آيفون 5S بتقنية 4G في المغرب

GMT 02:09 2015 السبت ,19 كانون الأول / ديسمبر

الحكم على المتطرف عبد الرؤوف الشايب بالحبس خمسة أعوام

GMT 04:33 2017 الأربعاء ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

لاعبون مغاربة فوتوا قطار كأس العالم بسبب قرار خاطئ

GMT 02:23 2017 الأربعاء ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

شيماء مرسي تؤكّد أهمية اتّباع إتيكيت مواقع التواصل الاجتماعي
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib