من كول إلى فوكاياما الغرب إلى أين
ريال مدريد يدرس ضم أرنولد من ليفربول في يناير القادم تقديم 21 شخصا أمام وكيل الملك بتارودانت على خلفية أحداث شغب مباراة هوارة وأمل تزنيت وزارة الصحة اللبنانية تُعلن سقوط 3365 شهيداً و14344 مصاباً منذ بدء العدوان الإسرائيلي "حزب الله" يجبر طائرتين مسيرتين لقوات الاحتلال الإسرائيلي على مغادرة الأجواء اللبنانية أوكرانيا تعلن مسئوليتها عن اغتيال ضابط روسي في شبه جزيرة القرم جيش الاحتلال الإسرائيلي يقوم ببناء بؤر الاستيطانية وفتح محاور جديدة للبقاء أطول في قطاع غزة إرتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 43,712 أغلبيتهم من الأطفال والنساء منذ بدء عدوان الاحتلال الإسرائيلي فرنسا تستنفر وتمنع العلم الفلسطيني قبل مباراتها مع إسرائيل خشية تكرار أحداث أمستردام حزب الله يُنفذ هجوماً جويًّا بسربٍ من المُسيّرات الانقضاضية على مقر قيادة كتيبة راميم في ثكنة هونين شمال مدينة صفد مقتل مستوطنيين إسرائيليين وإصابة اثنين آخرين جراء سقوط صواريخ لحزب الله في نهاريا
أخر الأخبار

من كول إلى فوكاياما... الغرب إلى أين؟

المغرب اليوم -

من كول إلى فوكاياما الغرب إلى أين

إميل أمين
بقلم : إميل أمين

 

في الفترة من عام 1833 إلى 1836 رسم الأميركي توماس كول، خمس لوحات، لا تزال معروضة في المتحف الوطني في واشنطن، تحمل عنوان «مسار الإمبراطورية»، وتصف نشوء وارتقاء مدينة خيالية قائمة على نهاية وادٍ عالٍ، قرب نهر يلتقي مع البحر.
إسقاطات اللوحة واضحة جداً، لا سيما الصخرة الضخمة فوق الجرف الذي يطل على الوادي، وعند بعض النقاد الفنيين أنها تعبير عن ثبات كوكب الأرض، في مقابل تغير حالة الإنسان.
تمثل اللوحة الأولى الحالة البدائية للبشرية، أي الصيد لتوفير الغذاء، كما في أميركا الشمالية بداية عهدها، فيما اللوحة الثانية تعبّر عن الحالة الرعوية أو الريفية كما نجدها في بلاد اليونان القديمة، والثالثة تسمى كمال الإمبراطورية وترمز إلى روما القديمة.
يتغير حال مسار الحضارة من عند اللوحة الرابعة، حيث الدمار والنهب والسلب، وغالباً كان مشهد دمار روما عام 455 من جانب قبائل الوندال، في فكر كول، ويمتد المشهد للوصول إلى اللوحة الأخيرة، لوحة الخراب حيث أطلال المدينة تظهر في ظل الضوء الشاحب لغروب الشمس هناك حيث تعود البشرية إلى حالتها البدائية، ومن بعيد يبدو ضوء القمر حزيناً والغيوم محلقة فوق النهر الممتلئ بالأطلال، وكأن كول يشير عبر هذه اللوحة الكئيبة إلى مصير كل الإمبراطوريات بعد سقوطها.
يعنّ لنا والعالم في القلب من تحولات تكتونية جذرية التساؤل: هل مسار الخليقة دائري، تتكرر أحداثه عبر التاريخ، أم مقذوفي حلزوني صاعد إلى الأمام غير ملتفت للوراء بالمرة؟
وراء علامة الاستفهام المتقدمة ملامح ومعالم لديمقراطية غربية تتداعى من جراء موجات جديدة من الشعبوية المتطرفة التي تجتاح أميركا وأوروبا... موجات تتخذ وقودها من الضغوط الاجتماعية والاقتصادية، لتتجلى في العداء للمهاجرين تارةً، واختلاق معارك ثقافية تارة أخرى، ما يعني أن الديمقراطيات التقليدية الغربية تمر بامتحان داخلي يواكب شن روسيا «أعنف هجمة» يشهدها النظام الليبرالي الغربي منذ عقود.
تبدو الحواضن الغربية على مقربة من لوحة كول الرابعة، الدمار، وبخاصة في ظل انتهاز القوى اليمينية والشعبوية، مشاعر الخيبة العميقة التي تفشت، من جراء ارتفاع أسعار المحروقات وبقية السلع والخدمات، وعجز الحكومات عن كبح التضخم.
دفعت التطورات الاقتصادية الأخيرة في طريق استنفار البعض بخطاب خلافي وقوده العِرق والجنس والدين والهجرة، ما أدى إلى شيوع وذيوع حديث الثقافة الغربية التي تواجه خطراً وجودياً.
هل سيكون انهيار الليبرالية الغربية، هو درب اللوحة الخامسة لكول، لوحة الخراب، سواء من خلال الحروب الأهلية، أو المواجهة الكونية بأسلحة الدمار الشامل؟
ربما نجد الجواب في كتاب فرنسيس فوكاياما الأخير، والمعنون «LIBRALISM AND ITS DISCONTENT» أو «الليبرالية وخيباتها»، وفيه يذهب إلى أن المذهب الليبرالي الذي كان الأساس الذي شيّدت عليه حضارة الغرب، لا سيما بعد الحرب العالمية الأولى حتى الساعة، في خطر، فالاختلاف في الرأي، واحترام الحقوق الفردية، وسيادة القانون... باتت كلها مهددة الآن من جراء ما يطلق عليه ركود الديمقراطية، وصولاً إلى كسادها.
هل من بيانات تدعم فوكاياما في طرحه الأخير؟
وفقاً لمؤسسة «فريدوم هاوس»، شهدت الحقوق السياسية والحريات المدنية في جميع أنحاء العالم تراجعاً سنوياً على مدار الأعوام الستة عشر الماضية، ما يجعل التساؤل عن حمل الليبرالية لبذور فنائها في أحشائها أمراً واجب الوجود.
حسب المفكر الأميركي الجنسية، الياباني الأصل، فإنه ومنذ ظهور الليبرالية في القرن السابع عشر كمبدأ منظم للسياسة، فإنها عملت على جذب أنظار السياسات بعيداً عن السعي إلى توفير حياة كريمة، وفق ما يحددها دين معين أو عقيدة أخلاقية أو تقليد ثقافي.
أيكون الفراغ الروحي أحد أسباب الوصول إلى مرحلة الخراب؟
يمكن القطع بأن الطبيعة اللاإرادية في الليبرالية تخلق فراغاً روحياً، إذ يسلك الأفراد طرقهم الخاصة، ولا يختبرون سوى إحساس ضعيف بالمجتمع، وغالباً ما شجعت المجتمعات الليبرالية السعي بلا هدف وراء الإشباع الذاتي المادي.
هل كان لاجتياح بوتين تأثير في تحديث فوكاياما لنظرته لليبرالية؟
غالب الأمر أنه على هذا النحو، فمن سوء الطالع أظهر توجه بوتين أن العالم لم يصل إلى حالة «السلام الدائم»، التي نادى بها الفيلسوف الألماني إيمانويل كانط، تلك اللحظة الما - بعد تاريخية، وأن القوة العسكرية القاسية الخشنة، تظل الضامن النهائي للسلام بالنسبة إلى البلدان الليبرالية، ولا يحتاج الأمر إلى القول إن تلك القوة ستظل عماد القوى السلطوية، منبتّة الصلة بالليبرالية، كما الحال بالنسبة لروسيا والصين، في تقدير الغرب وتقييمه.
يجزم فوكاياما بأن عالم اليوم عبارة عن تركيبات اجتماعية جاءت على هيئة نواتج لصراعات تاريخية تضمنت غالباً الغزو والعنف والاندماج القسري والتلاعب المتعمد بالرموز الثقافية، ومن هنا نشأت مجموعات ذات هويات محددة ترى نفسها عالقة في صراع بلا فائدة منه يطلق عليه «الصراع الصفري ZERO SUM STRUGGLE»، ذلك لأن كل مكسب لطرف يعد خسارة لطرف آخر، فلا تراكم لأي شيء مشترك بينهما، ما يعني حتمية المواجهة العسكرية.
عام 1914 كانت أوروبا خالية إلى حد كبير من الصراعات المدمرة لمدة قرن تقريباً، ومع ذلك نشبت الحربان العالميتان الأولى والثانية.
هنا قد يضحى الفارق بين لوحة الخراب لكول في منتصف القرن التاسع عشر، ونتاج الحربين الكونيتين السابقتين، هو مدى الضرر المتوقع من المواجهة النووية حال حدوثها.
التاريخ يبدو دائرياً مع الاعتذار للمؤرخ الأميركي آرثر ماير شليزنغر ورؤيته الحلزونية التصاعدية.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

من كول إلى فوكاياما الغرب إلى أين من كول إلى فوكاياما الغرب إلى أين



GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

GMT 17:36 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تَدَعوا «محور الممانعة» ينجح في منع السلام!

GMT 17:32 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

عودة ترمبية... من الباب الكبير

GMT 17:27 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

ترمب الثاني

GMT 21:28 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

«هي لأ مش هي»!

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 09:50 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة
المغرب اليوم - فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة

GMT 10:04 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد
المغرب اليوم - أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد

GMT 07:08 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك
المغرب اليوم - الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك

GMT 13:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 01:46 2024 الأحد ,27 تشرين الأول / أكتوبر

أخوماش يهزم أملاح بالدوري الإسباني

GMT 00:14 2024 الجمعة ,18 تشرين الأول / أكتوبر

صندوق النقد يتوقع مستقبلا عصيباً للاقتصاد العالمي

GMT 03:11 2024 الجمعة ,18 تشرين الأول / أكتوبر

إنستغرام تطلق تجارب جديدة على ريلز لدعم المبدعين

GMT 06:18 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الحمل الجمعة 30 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 00:16 2024 السبت ,19 تشرين الأول / أكتوبر

داو جونز يرتفع 36 نقطة ليحقق مكاسب قياسية

GMT 03:05 2024 الجمعة ,18 تشرين الأول / أكتوبر

مايكروسوفت تُعلن لوحة ألعاب للاعبين ذوي الهمم

GMT 10:03 2024 الأربعاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

المغرب التطواني يتعاقد مع عزيز العامري لقيادة الفريق

GMT 02:56 2024 الجمعة ,18 تشرين الأول / أكتوبر

تستعد شركة شاومي لإصدار النسخة العالمية من هاتف Redmi Note 14 5G

GMT 19:28 2016 الثلاثاء ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

برج التنين.. قوي وحازم يجيد تأسيس المشاريع

GMT 15:20 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

رشيد العلمي يُفجِّر فضيحة مدوية تطال وزراء سابقين

GMT 23:56 2015 الخميس ,15 تشرين الأول / أكتوبر

علماء "ناسا" يؤكدون وجود نوع من الحياة على كوكب المريخ

GMT 14:50 2013 الثلاثاء ,23 تموز / يوليو

سرير من خشب الجوز المتوهج يحكي تاريخ النحت

GMT 14:42 2022 الإثنين ,12 كانون الأول / ديسمبر

الدولار يرتفع مع استمرار الضغوط التضخمية في أميركا
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib