8 مليارات استيقظ يا روبرت مالتوس
ريال مدريد يدرس ضم أرنولد من ليفربول في يناير القادم تقديم 21 شخصا أمام وكيل الملك بتارودانت على خلفية أحداث شغب مباراة هوارة وأمل تزنيت وزارة الصحة اللبنانية تُعلن سقوط 3365 شهيداً و14344 مصاباً منذ بدء العدوان الإسرائيلي "حزب الله" يجبر طائرتين مسيرتين لقوات الاحتلال الإسرائيلي على مغادرة الأجواء اللبنانية أوكرانيا تعلن مسئوليتها عن اغتيال ضابط روسي في شبه جزيرة القرم جيش الاحتلال الإسرائيلي يقوم ببناء بؤر الاستيطانية وفتح محاور جديدة للبقاء أطول في قطاع غزة إرتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 43,712 أغلبيتهم من الأطفال والنساء منذ بدء عدوان الاحتلال الإسرائيلي فرنسا تستنفر وتمنع العلم الفلسطيني قبل مباراتها مع إسرائيل خشية تكرار أحداث أمستردام حزب الله يُنفذ هجوماً جويًّا بسربٍ من المُسيّرات الانقضاضية على مقر قيادة كتيبة راميم في ثكنة هونين شمال مدينة صفد مقتل مستوطنيين إسرائيليين وإصابة اثنين آخرين جراء سقوط صواريخ لحزب الله في نهاريا
أخر الأخبار

8 مليارات.. استيقظ يا روبرت مالتوس

المغرب اليوم -

8 مليارات استيقظ يا روبرت مالتوس

إميل أمين
بقلم : إميل أمين

نهار الخامس عشر من نوفمبر تشرين الثاني الجاري، بلغت البشرية نقطة غير مسبوقة، فيما يخص تعداد السكان على وجه الكرة الأرضية، وذلك بعد أن بلغ عدد قاطني المسكونة نحو 8 مليارات نسمة، الأمر الذي اعتبر نقطة فاصلة في تاريخ التطور البشري.

حتى أوائل القرن التاسع عشر، كان سكان الأرض لا يزيدون عن مليار نسمة، وفي أقل من قرن واحد تضاعف العدد ثماني مرات، الأمر الذي يفتح الباب واسعا للعديد من الأسئلة، وهل يتوجب علينا أن نتذكر بنوع خاص روبرت مالتوس، الباحث السكاني والاقتصادي الإنجليزي الشهير، من أعمال القرن التاسع عشر، وصاحب النظرية الخاصة بالعلاقة بين زيادة السكان وزيادة الموارد الطبيعية اللازمة لحياة البشر؟

ما قاله مالتوس هو أن البشر يتزايدون بمتوالية هندسية، أي 2، 4، 8، 16، وهكذا، فيما الموارد الطبيعية التي تتيحها الكرة الأرضية تمضي بمتوالية عددية، أي 2،4،6،8، وهكذا، ما يعني أن هناك فجوة كبيرة لابد لها أن تحدث يوما ما بين قدرة الكوكب على إطعام أبنائه، ومعدل الزيادة السكانية للبشرية.

ما هو السبب الرئيس في هذا النمو السريع والمخيف؟ وهل ستمضي هذه الزيادة على هذا النحو في قادم العقود؟

بحسب بيانات الأمم المتحدة، يعزى هذا النمو غير المسبوق إلى الزيادة التدريجية في عمر الإنسان بسبب تحسينات أجريت على الصحة العامة والتغذية والنظافة الشخصية والطب، كما أنها نتيجة مستويات عالية من الخصوبة في بعض الدول.

والشاهد أن الأمم المتحدة تقدر أن يصل عدد سكان كوكبنا إلى 9 مليارات نسمة بحلول 2037، ثم يبلغ ذروته عند 10.4 مليار نسمة بين عامي 2080 و2100.

هنا يلاحظ أن معدل زيادة السكان يتباطأ بشكل واضح، الأمر الذي يرد إلى ضعف خصوبة البشرية في المائة عام القادمة من جهة، وارتفاع معدلات الوفيات، في مقابل معدلات المواليد، هذا إذا خلينا جانبا، الاحتمالات الخاصة بحدوث حرب عالمية نووية مهلكة للزرع والضرع، يمكن أن تؤدي إلى كارثة بشرية وفناء مئات الملايين في ضربات صاروخية سريعة لا تصد ولا ترد.

ولعل رؤية تحليلية أعمق للأرقام، تعطينا مؤشرات أكثر أهمية عن قادم الأيام، فعلى سبيل المثال، ستكون الزيادة السكانية في المائة عام القادمة، مركزة بنوع خاص في القارة الإفريقية، وهو أمر يتسق وطبيعة نسب الخصوبة، بالإضافة إلى أن القارة السمراء لا تزال قادرة على استيعاب المزيد من السكان، إن أحسنت استغلال مواردها الطبيعية من جهة، والوصول إلى معدلات تنمية مستدامة متميزة، ما يخرجها من دائرة الفقر، ويخفض من أعداد الفقراء.

الأمر الآخر المرجح هو تغير في التركيبة الديموغرافية للكثير من الدول الكبرى، فعلى سبيل المثال، من المحتمل أن تتفوق الهند على الصين كأكبر دولة في العالم من حيث عدد السكان في الأعوام القليلة القادمة.

هناك علاقة أخرى قائمة بين التغيرات المناخية، وزيادة عدد السكان، ذلك أن حوالي 90% من النمو السكاني خلال العقد المقبل سيأتي من البلدان الأقل تلويثا، فسكان الهند وإفريقيا أقل بكثير من نظرائهم في أميركا وأوروبا والصين، ووفقا للأمم المتحدة، فإن البلدان الفقيرة وذات الدخل المتوسط الأدنى مسؤولة فقط عن سُبع انبعاثات ثاني أكسيد الكربون في العالم.

البيانات الخاصة بتعداد سكان القارات منفصلة، تضع القارئ أمام عدة حقائق، بعضها موصول بنوع خاص بالقارة الأوروبية، تلك التي تصل معدلات النمو السكاني في بعضها إلى صفر في المائة، الأمر الذي يرسم علامات مخيفة حول مستقبل تلك الدول، وما إذا كانت قادرة على الحفاظ على الأصول والجذور التاريخية لها، أم أنه سيتم إحلالها وإبدالها بشعوب أخرى أقرب جغرافيا، ومن خلال الهجرات المختلفة شرعية كانت أو غير شرعية.

عطفا على ذلك، فإن تناقص عدد السكان في دولة ما، في مواجهة ارتفاع أعداد الوفيات، يقود حتما إلى تحولها من مجتمعات شابة منتجة، إلى جماعات بشرية مصابة بالشيخوخة غير قادرة على الإنتاج مع عدد أقل نسبيا من الأشخاص في سن العمل لإعالة المتقاعدين، مما يعني ضرائب أعلى أو إنفاق أقل على كبار السن.
هل هذه لحظة يتوجب على العالم الاحتفال بها، أم التوجس منها، والقلق بشأنها، والتحسب مستقبلا لتبعاتها والتي قد تبدو كارثية، وبالتحديد إذا أخذنا في اعتبارنا رؤية روبرت مالتوس المتقدمة؟

تبدو العلاقة بين زيادة السكان ومصادر الغذاء لأجيال المستقبل مثيرة للقلق، فقد عاش أكثر من 60% من البشر منذ 35 عاما في المناطق الريفية، أما اليوم فيعيش أكثر من نصف سكان العالم (54%) في المناطق الحضرية وتواصل هذه النسبة ارتفاعها.

وفي العام 2050 سيعيش أكثر من ثلثي البشر في المدن ما سيؤدي إلى إضافة صافية تبلغ 2.4 مليار نسمة في البلدان والمدن، وعليه فإن زيادة تعداد سكان المدن تؤثر على أنماط استهلاك الغذاء، إذ يتسبب ارتفاع مستويات الدخل في المناطق الحضرية إلى زيادة الطلب على المواد الغذائية.

ما الذي يتوجب على البشرية فعله لملاقاة مثل هذه الزيادة في قادم الأيام؟

المؤكد أنه من غير خطة منهجية مدروسة، سوف تصبح البشرية في مواجهة أزمات متصاعدة، ومن هذا المنطلق فإنه لابد من تبني سياسات قائمة على تنويع مصادر الغذاء، ودعم المنظمات المعنية على تبني ممارسات غذائية جديدة تواكب المتغيرات، وكذا تشجيع الحلول والطرق الزراعية الحديثة خاصة في القارة السمراء.

من جهة أخرى يعن لنا التساؤل: "ماذا عن العالم العربي والشرق الأوسط؟".

من الواضح للغاية أن نسبة الشباب في تلك الرقعة الجغرافية تتجاوز الشيوخ، ومعدلات الولادة أكبر من معدلات الوفاة، الأمر الذي يمكن أن يترجم بردا وسلاما على عملية التنمية المستدامة، وإن تطلب الأمر رؤية جماعية مستقبلية بين الدول العربية وبعضها بعضا.

هل يتوجب على مالتوس الاستيقاظ ومتابعة نجاعة نظريته في حاضرات أيامنا؟

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

8 مليارات استيقظ يا روبرت مالتوس 8 مليارات استيقظ يا روبرت مالتوس



GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

GMT 17:36 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تَدَعوا «محور الممانعة» ينجح في منع السلام!

GMT 17:32 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

عودة ترمبية... من الباب الكبير

GMT 17:27 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

ترمب الثاني

GMT 21:28 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

«هي لأ مش هي»!

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 07:08 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك
المغرب اليوم - الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك

GMT 07:41 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

إكس" توقف حساب المرشد الإيراني خامنئي بعد منشور بالعبرية

GMT 09:41 2023 الإثنين ,17 إبريل / نيسان

لعب المغربي وليد شديرة مع المغرب يقلق نادي باري

GMT 13:28 2019 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

افتتاح مهرجان موسكو السينمائي الدولي الـ41

GMT 09:55 2019 الثلاثاء ,15 كانون الثاني / يناير

عيادات تلقيح صناعي تُساعد النساء في عمر الـ 60 علي الإنجاب

GMT 06:16 2018 الثلاثاء ,13 شباط / فبراير

رِجل الحكومة التي كسرت وليست رجل الوزير

GMT 07:43 2018 الإثنين ,05 شباط / فبراير

اختاري العطر المناسب لك بحسب نوع بشرتك

GMT 16:33 2018 الثلاثاء ,23 كانون الثاني / يناير

الهلال السعودي يتشبث بنجم الوداد أشرف بنشرقي

GMT 10:22 2013 السبت ,26 كانون الثاني / يناير

سمك السلور العملاق يغزو الراين الألماني وروافده

GMT 18:06 2017 الجمعة ,29 كانون الأول / ديسمبر

مفاجأة سارة للراغبين بالتعاقد في قطاع التعليم المغربي

GMT 08:07 2017 الإثنين ,11 كانون الأول / ديسمبر

وفاة الفنان السعودي أبو بكر سالم بعد صراع طويل مع المرض

GMT 09:55 2017 الأحد ,03 كانون الأول / ديسمبر

جولن لوبيتيغي يؤكد أن إسبانيا ستتعذب بحثا عن التأهيل

GMT 09:56 2017 الأحد ,03 كانون الأول / ديسمبر

الأسود يقطعون 2600 كلم بين ملاعب مونديال روسيا
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib