الفيلق الروسي ورقعة الشطرنج الأفريقية
الحوثيون يؤكدون إفشال هجوم أميركي بريطاني على اليمن باستهداف حاملة الطائرات "يو إس إس هاري إس ترومان" إسرائيل تنفي مغادرة أي وفد لمفاوضات وقف إطلاق النار في غزة إلى القاهرة 10 جنود إيرانيين شباب لقوا حتفهم في حادث سقوط حافلة في واد غرب إيران سقوط نحو 300 قتيل في اشتباكات عنيفة بين قوات سورية الديمقراطية وفصائل مسلحة مدعومة من تركيا في محيط سد تشرين وزارة الصحة في غزة تكشف أن عدد ضحايا عدوان الاحتلال الإسرائيلي على القطاع ارتفع إلى 45,259 شهيداً و107,627 مصاباً من 7 أكتوبر 2023 تسجيل 76 حالة وفاة و768 إصابة جراء إعصار شيدو الذي ضرب مقاطعات "كابو" و"ديلغادو" و"نابولا" و"نياسا" في شمال موزمبيق زلزال متوسط بقوة 5.3 درجة غرب يضرب جنوب إفريقيا تكريم الفنان الكوميدي محمد الخياري في الدورة العاشرة لمهرجان ابن جرير للسينما وفاة الفنان المغربي القدير محمد الخلفي عن عمر يناهز 87 عامًا بعد معاناة طويلة مع المرض ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي إلى 45227 شهيد و107573 جريح منذ السابع من أكتوبر 2023
أخر الأخبار

الفيلق الروسي ورقعة الشطرنج الأفريقية

المغرب اليوم -

الفيلق الروسي ورقعة الشطرنج الأفريقية

إميل أمين
بقلم - إميل أمين

هل استلهم القيصر بوتين فكرة «الفيلق الأفريقي»، الذي أمر الفوهور هتلر في يناير (كانون الثاني) 1941، بإنشائه، وسلّم قيادته لثعلب الصحراء الفيلد مارشال روميل؟

ضمن دوائر الصراع الجيوسياسي حول العالم، يجري حديث الفيلق العسكري الذي تعمل روسيا على قدم وساق ليجد طريقه إلى قلب أفريقيا، ما يعكس نوايا موسكو في التمدد داخل عمق القارة السمراء، وفي مشاغبة لا تغفلها العين للمصالح الأميركية والأوروبية.

بدت زيارات نائب وزير الدفاع الروسي، يونس بك يفكيروف إلى ليبيا، وعدد من دول القارة الأفريقية، خلال النصف الثاني من العام الماضي، لافتة للنظر، وسرت في الأفق شائعات عدة عن اتفاقيات يجري الإعداد لها، تنطلق من ليبيا، الحليف القديم للاتحاد السوفياتي، ومن بعده الوريث روسيا، إلى عدد من الدول الأفريقية.

لم يطل وقت التكهنات، فقد قطعت صحيفة «فيدوموستي» الموسكوفية قول كل خطيب، وتبّدى الأمر في بلورة روسيا لقوة عسكرية يصل عديدها نحو خمسين ألف جندي، وتحت إشراف مباشر من نائب وزير الدفاع، مكونة من عسكريين نظاميين، ومسلحين من جماعة «فاغنر» السابقة، ومجموعات أمنية خاصة تابعة لشركات روسية تعمل في أفريقيا، اتُّفق على تسميتها «الفيلق الروسي».

علامة الاستفهام الأولى التي تتقاطع مع القارئ: ما الهدف الذي يسعى إليه الدب الروسي؟

يكاد التبرير الطهراني عند الروس، يماثل نظيريه الأميركي والأوروبي، وإن اختلفت الأدوات. الصينيون فقط لا يعرفون طريق الذرائع، وإنما يعمدون إلى البراغماتية المباشرة، حتى وإن جاءت فجة، الموارد مقابل الأموال.

يحدثنا الروس عن نواياهم في أن يتمكّن هذا الفيلق من مواجهة النفوذ الغربي، وتعزيز موقف موسكو في أفريقيا، وإجراء عمليات واسعة النطاق في القارة لدعم البلدان التي تسعى إلى تحرير نفسها أخيراً من الاعتماد الاستعماري الجديد وتطهير الوجود الغربي.

لا تنفي هذه الكلمات ذات المدلول الأخلاقي والإنساني، أن أفريقيا ومن جديد أمام تحوير أو تطوير لجماعة «فاغنر» العسكرية السابقة في الشكل، أو في طبيعة العمليات المنوطة بها، من الانطلاق إلى بوركينا فاسو، ومالي، والنيجر، وجمهورية أفريقيا الوسطى، ومع مزيد من النجاحات يبقى من الوارد التمدد إلى ما هو أبعد من مجرد خمس دول أفريقية.

أحد أهم التساؤلات المثيرة التي تقابل الباحث في شأن هذا الفيلق، موصول بفكرة الدور الذي تلعبه تلك القوات على صعيد السلم والأمن، أو الفوضى والصراعات في أفريقيا، وهل سيكون هناك هدف بعيد يتمثل في تنصيب حكام جدد يراعون مصالح روسيا، ويعملون بمثابة قوة طاردة للنفوذ الغربي، وإنهاء حقبة الإمبريالية الأوروبية بنوع خاص، أي بعبارة أخرى، الهدف اليوم لوجيستي عملياتي، وفي الغد سياسي مؤدلج يسعى لما هو أبعد من مكاسب المعارك الوقتية؟

تبدو شبكة العلاقات الروسية - الأفريقية ذات صفحة بيضاء في أعين كثير جداً من الأفارقة، وهناك في الخلفية التاريخية ذكريات عن دعمَين مادي وعسكري، وجامعات روسية فتحت أبوابها واسعة منذ خمسينات وستينات القرن الماضي أمام طلاب المعرفة، ولم تكن روسيا يوماً ما قوة غازية قاهرة مستعمرة في أفريقيا، ما يعني أن موسكو لديها بالفعل أوتار جيدة للعزف عليها، وفي المقابل فقد سئم الأفارقة من النفوذ الأوروبي عامة، والفرنسي خاصة، ما تجلى في خسارة باريس مربعات نفوذها الأفريقية يوماً تلو الآخر في الأعوام الأخيرة، ولهذا يمكن أن يكون «الفيلق الأفريقي»، مرتكَزاً جديداً للأفارقة الباحثين عن حلفاء جدد، يمكن من خلالهم تحقيق مكاسب مادية، مع حماية عسكرية.

غير أنه من الوارد أن تكون فكرة السطوة قائمة وقادمة في عقول العسكرية الروسية، لا سيما لجهة إحكام السيطرة على مصادر الثروات والأنظمة، ما يجعل من الأمر خطراً داهماً على المصالح الغربية، ويهدد ما تبقى من نفوذ واشنطن وبروكسل وغيرهما في الأرض السمراء التي أحببتها على حد وصف الأمين العام الأسبق للأمم المتحدة، الراحل د. بطرس غالي.

هل هي لعبة الكراسي الموسيقية، أم صراع الأضداد على خريطة الشطرنج الإدراكية الأفريقية؟

الحقيقة المؤكدة هي أن موسكو تعمد إلى توسيع نقاط الصراعات الملتهبة حول العالم، ولكن عن طريق فكرة المواجهات غير المتكافئة، ذلك أنه ما بات يتوجب عليها تحريك جيوشها وأساطيلها لمجابهة «الناتو»، لكن يمكنها تأليب الشعوب وإنشاء تحالفات سياسية وعسكرية، وعن طريق شراكتها مع الصين، ولو كانت مؤقته، تستطيع أن تشكل خنجراً في خاصرة الفوقية الرأسمالية الغربية.

مشهد وحديث الفيلق الروسي يقطعان باتساع مدارات الصراعات ما بين الأقطاب الدولية، الأمر الذي يعيد إرهاصات ما قبل الحرب العالمية الثانية، ويعزز من تساؤلات المتسائلين عن احتمالات المواجهة الكونية الثالثة التي قد لا تبقي ولا تذر.

روسيا وعبر فيلقها هذا، تسعى لفتح جيوب سياسية وعسكرية واسعة أمام واشنطن، تمتد من أوكرانيا المتعثرة، إلى إيران السادرة في غيها، عطفاً على وكلائها الذين يجبرون الإمبراطورية المنفردة بمقدرات العالم على الانسحاب عمّا قريب من سوريا والعراق، في انتكاسة بعد عقدين من التدخل العسكري، ودون حصاد يحصد، ومن غير أن نغفل ما تتعرّض له الملاحة الدولية في البحر الأحمر.

غالب الظن أن القيصر بوتين قرأ مصطلح «فرط الامتداد الإمبراطوري»، للمؤرخ الأميركي الأشهر بول كيندي، وعرف كيف يناور ويداور من خلاله أميركا، التي بات عليها دفع تكلفة هذا الامتداد.

تكتب مجلة «جون أفريك» الفرنسية قبل أيام عن زيارة وزير الخارجية الأميركي بلينكن، أربع دول أفريقية، تقول: «بلينكن المحطم في الشرق الأوسط، يريد استعادة طرق أفريقيا في جنوب الصحراء الكبرى، خوفاً من هواجس روسيا والصين هناك».

خسر روميل قائد الفيلق الألماني أمام مونتغومري قائد قوات الحلفاء، في معركة العلمين، التي كانت نقطة تحول في الحرب العالمية الثانية... هل يلقى الفيلق الروسي المصير نفسه، أم يحقق انتصارات تُغيّر من شكل النظام الدولي، اليوم من أفريقيا، وغداً من أميركا الجنوبية؟

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الفيلق الروسي ورقعة الشطرنج الأفريقية الفيلق الروسي ورقعة الشطرنج الأفريقية



GMT 22:27 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

تل أبيب ــ دمشق... سقوط الضمانات

GMT 19:37 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

وانفقأ دُمّل إدلب

GMT 14:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الحضارة بين العلم والفلسفة أو التقنية والإدارة

GMT 14:35 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل

GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

إطلالات أروى جودة في 2024 بتصاميم معاصرة وراقية

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 11:19 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
المغرب اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 10:20 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
المغرب اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 13:49 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الفنانة زينة تكشف عن مفاجأة جديدة في مشوارها الفني
المغرب اليوم - الفنانة زينة تكشف عن مفاجأة جديدة في مشوارها الفني

GMT 18:10 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

يبدأ الشهر بيوم مناسب لك ويتناغم مع طموحاتك

GMT 09:12 2024 الأربعاء ,12 حزيران / يونيو

لاعبو منتخب "الأسود" يؤكدوا ثقتهم في الركراكي

GMT 08:54 2023 الأربعاء ,06 كانون الأول / ديسمبر

العام الحالي 2023 الأكثر حرّاً في التاريخ المسجّل

GMT 16:07 2023 الثلاثاء ,10 تشرين الأول / أكتوبر

علماء الآثار يزعمون اكتشاف "خريطة كنز عملاقة"

GMT 05:19 2018 الخميس ,11 تشرين الأول / أكتوبر

زينّي حديقة منزلك بـ"فانوس الإضاءة الرومانسي"

GMT 09:00 2018 الثلاثاء ,12 حزيران / يونيو

" ديور " تطرح ساعات مرصعة بالألماس

GMT 18:37 2016 الأحد ,03 إبريل / نيسان

شيرى عادل فى كواليس تصوير "بنات سوبر مان"

GMT 02:51 2017 الجمعة ,27 تشرين الأول / أكتوبر

شيرين سعيدة بنجاح "سابع جار" ودورها في "عائلة زيزو"

GMT 08:44 2016 الثلاثاء ,27 أيلول / سبتمبر

لائحة مغربيات لمعت أسماؤهن في سماء الموضة العالمية

GMT 10:55 2016 الخميس ,21 تموز / يوليو

ماريو غوتزه ينضم إلى بروسيا دورتموند رسمياً
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib