سقف الدين الأمريكي منعطف مثير وخطير
دونالد ترامب يفضل السماح لتطبيق تيك توك بمواصلة العمل في الولايات المتحدة لفترة قصيرة على الأقل شركة طيران أمريكية تجبر أحد الركاب على ترك مقعده في الدرجة الأولى لصالح كلب مرافق مقتل 10 ركاب وإصابة 12 في تحطم طائرة في البرازيل مطار دمشق الدولي يُعلن تمديد تعليق الرحلات الجوية حتى الأول من يناير 2025 الحوثيون يؤكدون إفشال هجوم أميركي بريطاني على اليمن باستهداف حاملة الطائرات "يو إس إس هاري إس ترومان" إسرائيل تنفي مغادرة أي وفد لمفاوضات وقف إطلاق النار في غزة إلى القاهرة 10 جنود إيرانيين شباب لقوا حتفهم في حادث سقوط حافلة في واد غرب إيران سقوط نحو 300 قتيل في اشتباكات عنيفة بين قوات سورية الديمقراطية وفصائل مسلحة مدعومة من تركيا في محيط سد تشرين وزارة الصحة في غزة تكشف أن عدد ضحايا عدوان الاحتلال الإسرائيلي على القطاع ارتفع إلى 45,259 شهيداً و107,627 مصاباً من 7 أكتوبر 2023 تسجيل 76 حالة وفاة و768 إصابة جراء إعصار شيدو الذي ضرب مقاطعات "كابو" و"ديلغادو" و"نابولا" و"نياسا" في شمال موزمبيق
أخر الأخبار

سقف الدين الأمريكي.. منعطف مثير وخطير

المغرب اليوم -

سقف الدين الأمريكي منعطف مثير وخطير

إميل أمين
بقلم : إميل أمين

سريعا بدأ موسم معارك الكونغرس، وبخاصة في ظل الصراعات الخفية والظاهرة، بين الحزبين الكبيرين، والكثير من الثأرات القديمة، التي يتطلع أصحابها للإنتقام كل من غريمه.

بدأ الموسم إفتتاحيته من خلال أزمة وثائق بايدن السرية، والتي تكاد تشبه كرة الثلج، ذلك أنها تكبر وتتعاظم يوما تلو الآخر، وهي ليست حديثنا، بل لنا معها عودة عما قريب، وفي ضوء ما يستجد من أحداث.

حديث الساعة هو قضية سقف الدين الأمريكي، ذلك أنه وخلال الساعات القادمة، حتى نهار الخميس، يمكن أن تدخل الولايات المتحدة في حالة شلل أو إغلاق حكومي.

قصة سقف الدين الأمريكي باتت تتكرر بصورة شبه تقليدية، غير أنها هذه المرة، تكتسب مخاطر مجتمعية وسياسية، قبل أن تعكس وجها فراقيا وشقاقيا سياسيا.

جرت العادة أن تغطي حكومات الولايات المتحدة العجز بين الإيرادات والنفقات، من خلال الإقتراض، سواء من الأسواق الخارجية، وغالبها دول وحكومات، أو من الداخل المتمثل في البنوك والمؤسسات المالية الأمريكية الكبرى.

غالبا ما يكون الإقتراض في صورة أوراق مالية قابلة للتداول، وأذونات خزانة، وأحيانا سندات تضمنها الحكومة الفدرالية، ولا تتاثر بالتضخم، حيث تستثمر فيها دول وحكومات وصناديق كبرى.

يبلغ الحد الأقصى للدين المسموح به للولايات المتحدة 31.4 تريليون دولار ، وحتى السبت الماضي ، بلغ 31.38 تريليون دولار، بحسب أخر البيانات على موقع وزارة الخزانة الأمريكية.

يبدو الرقم المتقدم حقا مخيفا، ذلك أنه يعني أن الدين العام يقارب 130% من الناتج الإجمالي لأمريكا، وبتوزيعه على تعداد أمريكا، يخلص المرء إلى أن كل مواطن أمريكي كبير أم صغير، رجل أم سيدة، بات محملا بإعباء هذا الدين.

هل يمثل المشهد مخاطر حقيقية على سمعة أمريكا مالئة الدنيا وشاغلة الناس؟

ذلك كذلك قولا وفعلا، وهو ما نبهت إليه وزيرة الخزانة الأمريكية، جانيت بلين، حيث أعتبرت أنه ما لم يقوم الكونغرس برفع سقف الدين ، ليتجاوز مبلغ 31.4 ، فإن البلاد ستدخل في إجراءات إستثنائية ، ستكون لها نتائج مريرة على الأمريكيين في الداخل ، كما ستنعكس على مقدرة أمريكا على سداد ديونها .

في الداخل، سوف يتم تعليق المساهمات في صناديق التقاعد ، والصناديق السيادية ، وهو أمر لا يمكن بحال من الأحوال أن يستمر لأكثر من ستة أشهر .

وبتفكيك أكثر ، سوف تتأثر عمليات الرعاية الصحية ، والعديد من الخدمات الطبية التي تقدمها الحكومة الإتحادية لمواطنيها ، مثل الميدكيد ، والميدكير ،وغيرهما .

كما ستعاني العديد من الأعمال الصغيرة والمتوسطة التي تعتمد على قروض فيدرالية ، وسيتوقف دفع رواتب الموظفين الفيدراليين ، وبالنتيجة سوف تغلق الكثير من الشركات أبوابها.

يعني ما تقدم أن الإقتصاد الأمريكي الداخلي ، والذي يعاني حتى الساعة من أثار جائحة كوفيد – 19 من جهة ، ومن تبعات الحرب الروسية – الأوكرانية من جهة ثانية ، سوف يتجرع المزيد من الركود والتضخم والكساد ، عطفا على زيادة الأسعار ، ما يعني عدم قدرة المواطن الأمريكي على تلبية إحتياجاته اليومية بالشكل الذي أعتاده .

على أن الطامة الكبرى التي ستحدث حال عدم رفع سقف الدين ، وإستمراء الحزبين لحالة العناد ، تتمثل في التخلف عن سداد الديون الخارجية ، الأمر الذي لا يمكن إصلاحه بإعتراف بيلين نفسها ، وهو ما قد يدفع بتخفيض التصنيف الإئتماني السيادي لأمريكا ، وبالتالي لن يتم النظر إليها بوصفها أفضل مكان للإستثمار حول العالم ، وللقارئ أن يتخيل ردات الفعل الدولية، حال طالبت دول العالم والمستثمرين الأممين ، بودائعهم ،أو محاولة تسييل أذونات الخزانة التي يحوزونها .

لماذا تبدو المعركة قاسية بين الجمهوريين والديمقراطيين ؟

بإختصار غير مخل ، يرى الجمهوريون ، أن الديمقراطيين قد أسرفوا بغير حد أو مد ، خلال العامين الماضيين ، لاسيما أنه كانت لهم اليد الطولى في مجلس النواب .

في أكتوبر الماضي ، وفي خضم أزمة مشابهة ، قال مكتب الميزانية في الكونغرس ، إن عبء الدين الإتحادي سيتضاعف على مدى الثلاثين عاما القادمة ، ليبلغ 202% من الناتج الإقتصادي بحلول عام 2051، مع نمو العجز وإرتفاع أسعار الفائدة في نهاية المطاف .

لم يعد هناك أدنى شك ، في أن الولايات المتحدة الأمريكية ، لا تعاني من حالة تشظي سياسي ، تعمل على تفتيت نسيجها المجتمعي فحسب ، بل أضحت على عتبات أزمة إقتصادية واضحة تدل عليها معدلات الفائدة غير المسبوقة ، والتي بلغت نحو 5% ، ما ينذر بالمزيد من الإنكماش والكساد ، ويحذر من إمكانية إنهيار سوق العقارات على سبيل المثال ، ما يعيد أشباح أزمة التوريق البنكية العقارية للعام 2008.

ما المطلوب من الديمقراطيين المسيطرين على مجلس الشيوخ؟

يرى الجمهوريون أنه لابد من تخفيض الإنفاق ، وإنهاء نهج بايدن الخاص بسياسات الإستدانة الأمر الذي يجعل الطفل الأمريكي بمجرد ولادته ، مطالبا ب 150 ألف دولار من ديون بلاده ، والعهدة هنا على الكاتب الأمريكي ستيفن مور ، عبر صحيفة "ذا هيل " الأمريكية.

حكما لن يقبل الديمقراطيون ذلك ، ومرد الأمر أن البديل مر ، ويتمثل في تخفيض النفقات أو زيادة الضرائب ، وكلاهما يقود إلى فقدان الديمقراطيين حضورهم وشعبيتهم بين مؤيديهم ، لصالح الجمهوريين .

الأمر المثير الأخر هو أن تخفيض النفقات ، سيؤثر على واحدة من أهم القضايا مثار الشد والجذب في الكونغرس ، ونعني بها قضية تمويل الحرب في أوكرانيا .

يتساءل الجمهوريون ، وربما معهم ملايين الأمريكيين :" هل مائة مليار دولار دعما لكييف – زيلنسكي ، خدمت الأمن القومي الأمريكي ، أم يتوجب التوقف والبحث في الحلول السلمية ؟.

مهما يكن من أمر ، تبدو واشنطن في الساعات القليلة القادمة أمام منعطف مثير وخطير ، لكنه طبيعي للذين عندهم علم من كتاب دورات الحضارات الكبرى، نشوءها وإرتقاءها، ثم إضمحلالها، من فرط إمتدادها الإمبراطوري.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سقف الدين الأمريكي منعطف مثير وخطير سقف الدين الأمريكي منعطف مثير وخطير



GMT 22:27 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

تل أبيب ــ دمشق... سقوط الضمانات

GMT 19:37 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

وانفقأ دُمّل إدلب

GMT 14:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الحضارة بين العلم والفلسفة أو التقنية والإدارة

GMT 14:35 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل

GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

إطلالات أروى جودة في 2024 بتصاميم معاصرة وراقية

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 11:19 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
المغرب اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 10:20 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
المغرب اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 09:56 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

المغرب تصنع أول دواء من القنب الهندي لعلاج الصرع
المغرب اليوم - المغرب تصنع أول دواء من القنب الهندي لعلاج الصرع

GMT 13:38 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

نيللي كريم تجتمع مع روبي وكندة علوش في "جاني في المنام"
المغرب اليوم - نيللي كريم تجتمع مع روبي وكندة علوش في

GMT 18:10 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

يبدأ الشهر بيوم مناسب لك ويتناغم مع طموحاتك

GMT 09:12 2024 الأربعاء ,12 حزيران / يونيو

لاعبو منتخب "الأسود" يؤكدوا ثقتهم في الركراكي

GMT 08:54 2023 الأربعاء ,06 كانون الأول / ديسمبر

العام الحالي 2023 الأكثر حرّاً في التاريخ المسجّل

GMT 16:07 2023 الثلاثاء ,10 تشرين الأول / أكتوبر

علماء الآثار يزعمون اكتشاف "خريطة كنز عملاقة"

GMT 05:19 2018 الخميس ,11 تشرين الأول / أكتوبر

زينّي حديقة منزلك بـ"فانوس الإضاءة الرومانسي"

GMT 09:00 2018 الثلاثاء ,12 حزيران / يونيو

" ديور " تطرح ساعات مرصعة بالألماس

GMT 18:37 2016 الأحد ,03 إبريل / نيسان

شيرى عادل فى كواليس تصوير "بنات سوبر مان"

GMT 02:51 2017 الجمعة ,27 تشرين الأول / أكتوبر

شيرين سعيدة بنجاح "سابع جار" ودورها في "عائلة زيزو"

GMT 08:44 2016 الثلاثاء ,27 أيلول / سبتمبر

لائحة مغربيات لمعت أسماؤهن في سماء الموضة العالمية

GMT 10:55 2016 الخميس ,21 تموز / يوليو

ماريو غوتزه ينضم إلى بروسيا دورتموند رسمياً
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib