تأجيج الحرب في أوكرانيا
ثوران بركاني جديد في أيسلندا يهدد منتجع بلو لاجون الشهير الحكومة الإسبانية تفرض غرامة تصل لـ179 مليون يورو على 5 شركات طيران بسبب ممارسات تعسفية السلطات الأمنية في بريطانيا تُخلي أجزاء كبيرة من مطار جاتويك جنوبي لندن لأسباب أمنية وزارة الصحة في غزة تُناشد المؤسسات الدولية والإنسانية بتوفير الحماية للمستشفيات والكوادر الصحية في القطاع إصابة 6 كوادر طبية وأضرار مادية جراء هجوم إسرائيلي على مستشفى كمال عدوان شمال قطاع غزة مقتل 10 أشخاص فى هجوم على مزار فى ولاية بغلان شمال شرق أفغانستان الشرطة البريطانية تُغلق السفارة الأميركية فى لندن بعد انفجار طرد مشبوه عثر عليه بالمنطقة الجيش الإسرائيلي يُصدر أمراً بإخلاء 3 قرى في جنوب لبنان وانتقال السكان إلى شمال نهر الأولى الشرطة البرازيلية تتهم بشكل رسمي الرئيس السابق اليميني جاير بولسونارو بالتخطيط لقلب نتيجة انتخابات 2022 بالتعاون مع مؤيديه المرصد السوري لحقوق الإنسان يُعلن ارتفاع عدد شهداء الغارة الإسرائيلية علي مدينة تدمر الي 92 شخصاً
أخر الأخبار

تأجيج الحرب في أوكرانيا

المغرب اليوم -

تأجيج الحرب في أوكرانيا

إميل أمين
بقلم : إميل أمين

عشية الأربعاء الماضي، حلّ الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، ضيفاً على الولايات المتحدة الأميركية، وإن كان العالم لا يزال يتساءل كيف خرج من بلاده، وأي سيناريو استخباراتي وخداعي جرت به المقادير، يسر له الدروب إلى بنسلفانيا أفنيو، ليلتقي الرئيس الأميركي بايدن.
السيناريو ليس هو جوهر القضية، فقد فعلتها الدولة الاستخباراتية الأميركية مراراً من قبل، فيما الأهم هو ماورائيات الزيارة، التي انقسم من حولها العارفون ببواطن الأمور، ففريق قال إنها تمهيد لمسار المفاوضات، وفريق آخر قطع بأنها استعداد لجولة أشد شراسة من الحرب خلال الشتاء الجاري.
يحتاج مشهد زيلينسكي في أميركا إلى لحظات انتباه، ومحاولة تفكيك الصور قبل الكلمات... ماذا عن هذا؟
يلفت النظر في صور بايدن وزيلينسكي، انعدام الندية، وسيادة التبعية، بل ربما ما هو أكثر من ذلك، ما يعني أن من يواجه روسيا، هو سيد البيت الأبيض، رأس الحربة في الناتو، وأن زيلينسكي ليس سوى وكيل الحرب في مواجهة القيصر بوتين.
ثم خذ إليك، أن يجتمع الكونغرس بمجلسيه، وفي حضور نانسي بيلوسي، الرئيسة المنتهية رئاستها لمجلس النواب، وكمالا هاريس نائبة الرئيس، لاستقبال زيلينسكي، وفي هذه إشارة لا تخطئها العين لأهمية القضية بأكثر من صاحبها، الذي حمل علم بلاده، ليرتفع داخل أروقة برلمان الشعب الأميركي محمولاً من القامتين الثانية والثالثة في البلاد، في مشهد غالب الأمر لم يحدث سابقاً، حتى وإن تسبب في غضبة ملايين الأميركيين، الذين اعتبروا الأمر تجاوزاً للأعراف والتقاليد الأميركية.
مَن يبدو في حاجة إلى الآخر؟
ظاهرياً من الواضح أن زيلينسكي هو من جاء طلباً لدعم بلاده في مواجهتها لروسيا، غير أنه من الواضح أن خطط العم سام تمضي في اتجاه آخر، بعيدة كل البعد عن فرضية السلام، خطط تخدم طبقة النخب الأميركية التي تناولنا شأنها في المقال الماضي، والتي أدمنت الحروب الدائمة، خدمة للمجمع الصناعي العسكري الأميركي، حتى وإن جرى إنفاق مليارات الدولارات على أطراف وأطياف خارجية، وليذهب فقراء أميركا ما شاء لهم أن يذهبوا، وليكتشف العالم زيف الديمقراطية الأميركية الغناء.
بدا بايدن وفي لقائه مع زيلينسكي، مدفوعاً بقوة قادرة وربما قاهرة لجهة استمرارية الحرب، لا البحث عن مخارج لها بعيداً عن ميادين الوغى، إذ قطع بأنه لا يتوقع نهاية سريعة للصراع في أوكرانيا، معلناً أن بوتين ليست لديه النية لوقف هذه الحرب القاسية، حتى لو كان لدى زيلينسكي سعي لسلام دائم.
تصريحات بايدن منافية ومجافية للواقع، ذلك أن بوتين والقادة الروس، تناولوا شأن المفاوضات السلمية أكثر من مرة، وبدا كذلك أن حكيم السياسة الخارجية الأميركية وبطريركها الشرعي، هنري كيسنجر، قد حاول بدوره تقديم نصائح في هذا السياق، وحتى لا يتحول المشهد إلى صراع عالمي، غير أن زيلينسكي هو من أوصد مغاليق الأبواب النحاسية، في وجه رؤى إنهاء الحرب الدائرة.
بات واضحاً، بل ومؤكداً من خلال زيارة زيلينسكي، أن واشنطن راغبة، عطفاً على أنها قادرة، في صبّ مزيد من الزيت على النار، وذلك من خلال التخطيط لإرسال بطاريات «باتريوت» إلى أوكرانيا، وإن اقتضى الأمر بعض الوقت لتدريب الأوكرانيين على طرق استخدامها.
تبلغ حزمة المساعدات العسكرية الأميركية الجديدة لأوكرانيا نحو ملياري دولار، فيما هناك في الطريق حزمة أخرى هائلة تبلغ نحو 45 ملياراً قيد الإعداد، ورغم أنها ليست كلها عسكرية، فإنها تمثل التزاماً أميركياً رسمياً وعلنياً من قبل إدارة بايدن، لدعم أوكرانيا، ودفعها في طريق المزيد من النار والدمار.
أجاد زيلينسكي العزف على المتناقضات في كلمته داخل الكونغرس، فقد ربط روسيا بإيران، لا سيما بعد أن باتت الأخيرة مصدراً للطائرات المسيرة التي أربكت حسابات الدفاع الأوكراني، ووجد في تهمة الإرهاب خاصرة أميركية رخوة، ينفذ من خلالها إلى قلب نواب الشعب الأميركي.
فات زيلينسكي، أن بطاريات «باتريوت» ليست الحل الأمثل للدفاع عن أوكرانيا، فهي تصلح للدفاع عن منطقة محدودة، أو قاعدة عسكرية، أو منشأة استراتيجية، لكنه من الصعب أن تغطي سماوات البلد دفعة واحدة.
ثم من حيث الأكلاف المادية، فإنه من العبث إطلاق صاروخ من البطاريات الأميركية التي تعتبر عنصراً أساسياً في دفاعات حلف شمال الأطلسي، تكلفته مليون دولار، على مسيرة إيرانية الصنع، لا تتجاوز تكاليفها خمسين ألف دولار.
ما يهم زيلينسكي، وكما تبدى في كلماته على الأراضي الأميركية، هو «هزيمة الكرملين في ساحة القتال»، على حد تعبيره، وتعجيل الدور الأميركي في تسريع الانتصار على سيد الكرملين، ما سيثبت لأي معتدٍ مستقبلاً أنه لا فائدة من اختراق الحدود الدولية.
ضمن ما رشح خلال هذه الزيارة، موصول بالأسلحة الموجهة بدقة والتي سيتم تزويد الطائرات الأوكرانية بها، ويمكن للأوكرانيين تثبيتها فوق صواريخها الأمر الذي يضاعف من خسائر الجانب الروسي، ويقلل من فقدان أوكرانيا لذخيرتها المتناقصة بسرعة كبيرة، خاصة بعدما كادت مخازن الأوروبيين بدورها تفرغ من احتياطياتها الاستراتيجية.
يقول الراوي إن المشهد في واشنطن العاصمة الأيام القليلة الماضية، كان أشبه بتمكين زيلينسكي بمزيد من الأحجار والمقالع التي تتوفر لأميركا، وتبدو تكلفتها زهيدة جداً، سيما في ظل ميزانية دفاعها التريليونية، ومعرفتها أنها لن تتسبب في إصابة قلب أحجار الزاوية الروسية، فالهدف الأميركي هو الاستنزاف، انطلاقاً من معرفة يقينية بأن بوتين لن يهزم، وفي المقابل ستسيل الدماء من رؤوس المواطنين الأوكرانيين، إذا استمرت الحرب بهذا الشكل.
الشيء المؤكد، هو أن واشنطن، جمهوريين وديمقراطيين، منطلقة في سياقات التصعيد العسكري، والفتات الذي تلقيه لزيلينسكي لا يتجاوز ميكانيزمات الحرب النفسية التي تشنها على بوتين، الذي بدأت الأزمات الاقتصادية تعتمل في بلاده، ومن ناحية ثانية تدفع الشركاء الأوروبيين للمساعدة أكثر وجعل موارد أوكرانيا بلا حدود.
هل على دول العالم الاستعداد لعام جديد بألوان الحداد القاتم؟
يخشى أن يكون ذلك كذلك، ولله الأمر من قبل ومن بعد.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تأجيج الحرب في أوكرانيا تأجيج الحرب في أوكرانيا



GMT 14:35 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل

GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

GMT 17:36 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تَدَعوا «محور الممانعة» ينجح في منع السلام!

GMT 17:32 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

عودة ترمبية... من الباب الكبير

GMT 17:27 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

ترمب الثاني

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ المغرب اليوم

GMT 22:23 2024 الخميس ,24 تشرين الأول / أكتوبر

تفاصيل مباحثات عباس وبوتين لوجود فلسطين في البريكس

GMT 05:47 2023 الثلاثاء ,11 إبريل / نيسان

أول مواطن تركي يسافر إلى محطة الفضاء الدولية

GMT 14:44 2022 الإثنين ,12 كانون الأول / ديسمبر

 المؤشر نيكي يهبط 0.57% في بداية التعامل بطوكيو

GMT 10:31 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

الاتجاهات في عام 2018 تحمل التكنولوجيا إلى مناطق مخيفة

GMT 05:02 2017 الجمعة ,28 إبريل / نيسان

رباه..إنهم يلقنون فرنسا الديمقراطية !!!

GMT 00:32 2017 الثلاثاء ,03 تشرين الأول / أكتوبر

عمرو موسي يتصدر الأكثر مبيعًا بـكتابيه

GMT 21:19 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

النقد الدولي يخفض توقعاته لنمو الصين لـ4.8%

GMT 16:24 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

كيفية إنشاء أحداث خاصة في تطبيق واتساب

GMT 20:46 2023 الخميس ,14 كانون الأول / ديسمبر

الحكومة المغربية تُصادق على إحصاء السكان

GMT 11:04 2023 الخميس ,14 كانون الأول / ديسمبر

صافرات الإنذار تدوي في مستوطنات غلاف غزة

GMT 21:58 2023 الأربعاء ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

أنشيلوتي يعنف نجم هجوم ريال مدريد عقب لقاء فالنسيا

GMT 11:58 2023 الأحد ,08 تشرين الأول / أكتوبر

نور الغندور تتألّق بأزياء ملفتة ومميزة
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib