ترمب وعبور أميركا «نهر الروبيكون»
الحوثيون يؤكدون إفشال هجوم أميركي بريطاني على اليمن باستهداف حاملة الطائرات "يو إس إس هاري إس ترومان" إسرائيل تنفي مغادرة أي وفد لمفاوضات وقف إطلاق النار في غزة إلى القاهرة 10 جنود إيرانيين شباب لقوا حتفهم في حادث سقوط حافلة في واد غرب إيران سقوط نحو 300 قتيل في اشتباكات عنيفة بين قوات سورية الديمقراطية وفصائل مسلحة مدعومة من تركيا في محيط سد تشرين وزارة الصحة في غزة تكشف أن عدد ضحايا عدوان الاحتلال الإسرائيلي على القطاع ارتفع إلى 45,259 شهيداً و107,627 مصاباً من 7 أكتوبر 2023 تسجيل 76 حالة وفاة و768 إصابة جراء إعصار شيدو الذي ضرب مقاطعات "كابو" و"ديلغادو" و"نابولا" و"نياسا" في شمال موزمبيق زلزال متوسط بقوة 5.3 درجة غرب يضرب جنوب إفريقيا تكريم الفنان الكوميدي محمد الخياري في الدورة العاشرة لمهرجان ابن جرير للسينما وفاة الفنان المغربي القدير محمد الخلفي عن عمر يناهز 87 عامًا بعد معاناة طويلة مع المرض ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي إلى 45227 شهيد و107573 جريح منذ السابع من أكتوبر 2023
أخر الأخبار

ترمب وعبور أميركا «نهر الروبيكون»

المغرب اليوم -

ترمب وعبور أميركا «نهر الروبيكون»

إميل أمين
بقلم - إميل أمين

حقق الرئيس السابق، والمرشح الساعي لنيل حظوة في أعين الحزب الجمهوري، ليكون الحصان الرابح في الطريق إلى البيت الأبيض في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، فوزاً ساحقاً في الانتخابات التمهيدية التي جرت قبل أيام في ولاية آيوا، حيث فاز بأكبر عدد من الأصوات في جميع مقاطعات الولاية البالغ عددها 99 مقاطعة باستثناء واحدة، خسرها بفارق صوت واحد.

حصل ترمب على 51% من الأصوات، وجاء بعده بفارق شاسع حاكم ولاية فلوريدا رون ديسانتيس، بنسبة 21%، وثالثاً نيكي هايلي، السفيرة السابقة في الأمم المتحدة، بنسبة 19%، رغم الزخم الجمهوري المقصود من بعض أركان الحزب لإعلاء شأنها، على أمل أن تُقدَّر لها إزاحة ترمب.

يعنّ لنا أن نتساءل: هل هذا الفوز يعد القفزة الأولى في طريق أميركا نحو عبور « نهر الروبيكون»؟

يعني هذا المصطلح عدم المقدرة على العودة إلى الوراء، ومرجعه حادثة عبور يوليوس قيصر هذا النهر، والدخول إلى روما بجيوشه، ما أدى إلى اشتعال الحرب الأهلية، ومن ثم تكريسه حاكماً دائماً وإلى الأبد للإمبراطورية التاريخية.

الاستعارة في الحالة الأميركية مفادها البحث في المشهد الأميركي الذي يبدو على بُعد قفزتين أخريين؛ الأولى تتمثل في وصول ترمب إلى الترشيح النهائي للجمهوريين، ومنافسة بايدن، إنْ قدِّر له إكمال السباق، والأخرى الوصول إلى البيت الأبيض، وساعتها ستكون مقولة يوليوس قيصر قد تحققت: alea iacta ist «قد ألقي النرد».

على أن فوز ولاية آيوا يستدعي نوعاً من أنواع فك شفراته، إذ نجد أن نصف المشاركين في التجمع الحزبي الجمهوري في الولاية، يعدّون جزءاً من حركة ترمب «اجعل أميركا عظيمة مرة أخرى»، ما يفيد بأنه بعد قرابة ثلاث سنوات من رحيل ترمب عن البيت الأبيض، هناك من يؤمن بدعوته جراء أحوال أميركا المتضعضعة، لا سيما على المستوى السياسي والحزبي.

الأمر الآخر هو أن ترمب اكتسب أنصاراً جدداً؛ ففي اقتراع آيوا التمهيدي هذه المرة، صوّت له الناخبون الإنجيليون، والمحافظون اليمينيون المتشددون، وهؤلاء كان قد واجه صعوبات في الفوز بهم في انتخابات 2016، الأمر الذي يفيد بأن هناك مَن بات يؤمن بجدوى ترمب، رغم أخطائه وخطاياه، في مواجهة الانفلات التحرري اليساري لدى الديمقراطيين.

ومن نافلة القول إن الرؤساء الذين يخسرون سباقاً رئاسياً، يتوارون عن الأنظار خجلاً ووجلاً، فيما ترمب نجده على العكس، يبادر بالترشح وتتعزز فرصه، بل أكثر من ذلك تتصاعد أعداد الذين يؤمنون بأنه كان الفائز في انتخابات 2020، فقد قالت أغلبية كبيرة من رواد المؤتمرات الحزبية في ولاية آيوا لشبكة CBS إنهم يعتقدون أن ترمب تعرَّض لمؤامرة.

يبدو ترمب على بُعد أيام من تحدٍّ جديد في ولاية نيوهامبشير، قد تضحى فيه نيكي هايلي المرشح الأوفر حظاً، ما يفتح باباً للحديث عن أغلبية صامتة داخل الحزب الجمهوري تتجهز للتخلي عن ترمب، ساعيةً إلى دعم هايلي.

غير أن هذا التخطيط قد يسقط من تلقاء ذاته حال استمرت انتصارات ترمب على الأرض، وساعتها ربما يتوجب على أركان وقيادات الحزب الجمهوري «تجرع كأس سقراط»، على أمل استرداد البيت الأبيض مرة جديدة.

هل سيُسمح لترمب باجتياز روبيكون أميركا؟

الشاهد أن أوضاع أميركا الداخلية باتت مثيرة للقلق نهاراً والأرق ليلاً، فقد أصبحت البيروقراطية الأميركية المتضخمة مسيَّسة، ويشمل ذلك مكتب التحقيقات الاتحادي ووزارة العدل، فقد أهدرت هاتان المؤسستان وقتاً وموارد لمطاردة أشخاص بدوافع سياسية، كما يشمل هؤلاء الكاثوليك التقليديين، أو الآباء الغاضبين والمدافعين عن الحياة بعيداً عن العنف، وهؤلاء ممثَّلون بأنصار ترمب أو ترمب نفسه.

في أوائل ديسمبر (كانون الأول) المنصرم، وخلال تصريحات لقناة «فوكس نيوز»، كشف ترمب عن بعض مخططاته لإعادة مراجعة الأوضاع السياسية في البلاد.

تطرق ترمب إلى قضية خفض الإنفاق الفيدرالي ووقف تمويل ما أطلق عليها «الدولة العميقة»، وتعهَّد بالطعن في دستورية قانون ميزانية الكونغرس لعام 1974 في المحكمة، بحيث يصبح له الحق في خفض الميزانية الاتحادية بجرة قلم.

لم يوارِ ترمب أو يدارِ نياته الشمولية تجاه إشكاليات الحدود وإنتاج النفط المحلي، فيما الأكثر إثارة والذي يعكس المخاوف الحقيقية لما بعد عبوره لروبيكون أميركا، هي وعوده بتعيين مدَّعٍ عامٍّ يلاحق مَن وصفه بالرئيس الأكثر فساداً في الولايات المتحدة، جو بايدن، وعائلته الإجرامية بأكملها، على حد تعبيره، مكرراً من جديد: «سوف أمحو الدولة العميقة تماماً»، وهنا يُتوقع أن يستخدم مؤسسات الدولة لملاحقة مناوئيه وسحق أي معارضة له.

هنا يضحى التساؤل واجب الوجود عن مدى سماح هذه الدولة لترمب بالعبور إلى البيت الأبيض، وبالقدر نفسه عدم عبوره، والذي يمكن إدخال أميركا والعالم في دوامة من المخاوف السياسية العميقة... كيف ذلك؟

بالعودة إلى التقرير الصادر عن مجموعة «أورآسيا الاستشارية»، الصادر أوائل يناير (كانون الثاني) الجاري، نجد خلاصة خطيرة مفادها أن انتخابات الرئاسة الأميركية 2024 يمكن أن تمثل أكبر خطر سياسي على العالم، وبغضّ النظر عمّن سيفوز فيها.

وحسب المجموعة عينها، فإن الديمقراطية الأميركية مهدَّدة إلى درجة لم تشهدها الأمة منذ 150 عاماً، في إشارة إلى زمن الحرب الأهلية... أهو حديث عبور الروبيكون حقاً؟

باختصار غير مخلٍّ، حال قُدِّر لترمب تجاوز كل فخاخ المحاكمات ووصل إلى سدة البيت الأبيض، سوف يرفض ملايين الأميركيين الديمقراطيين عدّه رئيساً شرعياً، بسبب نص دستوري يحظر على أي شخص «شارك في تمرد» تولي مثل هذا المنصب الرفيع.

أما إذا خسر ترمب مرة أخرى أمام بايدن، فمن المرجح أن يزعم حدوث عمليات تزوير كبيرة وأن يحرّض على شن حملات تخويف واسعة النطاق ضد مسؤولي الانتخابات والعاملين فيها، وقد ينفجر مشهد العنف تلقائياً في طول البلاد وعرضها، لتدخل البلاد بالفعل في دوامة الحرب الأهلية.

هل أميركا على موعد مع سيناريو أبوكاليبس في جميع الأحوال؟ إلى قراءة قادمة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ترمب وعبور أميركا «نهر الروبيكون» ترمب وعبور أميركا «نهر الروبيكون»



GMT 22:27 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

تل أبيب ــ دمشق... سقوط الضمانات

GMT 19:37 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

وانفقأ دُمّل إدلب

GMT 14:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الحضارة بين العلم والفلسفة أو التقنية والإدارة

GMT 14:35 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل

GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

إطلالات أروى جودة في 2024 بتصاميم معاصرة وراقية

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 11:19 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
المغرب اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 10:20 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
المغرب اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 13:49 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الفنانة زينة تكشف عن مفاجأة جديدة في مشوارها الفني
المغرب اليوم - الفنانة زينة تكشف عن مفاجأة جديدة في مشوارها الفني

GMT 18:10 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

يبدأ الشهر بيوم مناسب لك ويتناغم مع طموحاتك

GMT 09:12 2024 الأربعاء ,12 حزيران / يونيو

لاعبو منتخب "الأسود" يؤكدوا ثقتهم في الركراكي

GMT 08:54 2023 الأربعاء ,06 كانون الأول / ديسمبر

العام الحالي 2023 الأكثر حرّاً في التاريخ المسجّل

GMT 16:07 2023 الثلاثاء ,10 تشرين الأول / أكتوبر

علماء الآثار يزعمون اكتشاف "خريطة كنز عملاقة"

GMT 05:19 2018 الخميس ,11 تشرين الأول / أكتوبر

زينّي حديقة منزلك بـ"فانوس الإضاءة الرومانسي"

GMT 09:00 2018 الثلاثاء ,12 حزيران / يونيو

" ديور " تطرح ساعات مرصعة بالألماس

GMT 18:37 2016 الأحد ,03 إبريل / نيسان

شيرى عادل فى كواليس تصوير "بنات سوبر مان"

GMT 02:51 2017 الجمعة ,27 تشرين الأول / أكتوبر

شيرين سعيدة بنجاح "سابع جار" ودورها في "عائلة زيزو"

GMT 08:44 2016 الثلاثاء ,27 أيلول / سبتمبر

لائحة مغربيات لمعت أسماؤهن في سماء الموضة العالمية

GMT 10:55 2016 الخميس ,21 تموز / يوليو

ماريو غوتزه ينضم إلى بروسيا دورتموند رسمياً
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib