2022 أوروبا بين العنصرية والنيونازية
ثوران بركاني جديد في أيسلندا يهدد منتجع بلو لاجون الشهير الحكومة الإسبانية تفرض غرامة تصل لـ179 مليون يورو على 5 شركات طيران بسبب ممارسات تعسفية السلطات الأمنية في بريطانيا تُخلي أجزاء كبيرة من مطار جاتويك جنوبي لندن لأسباب أمنية وزارة الصحة في غزة تُناشد المؤسسات الدولية والإنسانية بتوفير الحماية للمستشفيات والكوادر الصحية في القطاع إصابة 6 كوادر طبية وأضرار مادية جراء هجوم إسرائيلي على مستشفى كمال عدوان شمال قطاع غزة مقتل 10 أشخاص فى هجوم على مزار فى ولاية بغلان شمال شرق أفغانستان الشرطة البريطانية تُغلق السفارة الأميركية فى لندن بعد انفجار طرد مشبوه عثر عليه بالمنطقة الجيش الإسرائيلي يُصدر أمراً بإخلاء 3 قرى في جنوب لبنان وانتقال السكان إلى شمال نهر الأولى الشرطة البرازيلية تتهم بشكل رسمي الرئيس السابق اليميني جاير بولسونارو بالتخطيط لقلب نتيجة انتخابات 2022 بالتعاون مع مؤيديه المرصد السوري لحقوق الإنسان يُعلن ارتفاع عدد شهداء الغارة الإسرائيلية علي مدينة تدمر الي 92 شخصاً
أخر الأخبار

2022... أوروبا بين العنصرية والنيونازية

المغرب اليوم -

2022 أوروبا بين العنصرية والنيونازية

إميل أمين
بقلم : إميل أمين

نهار الأحد الماضي، قالت النيابة الفرنسية، إن الرجل الذي اعترف بقتل 3 أفراد يوم الجمعة 23 ديسمبر (كانون الأول) الجاري، في باريس، كان ينوي في البداية اغتيال مهاجرين في بلدة بشمال العاصمة، عدد كبير من سكانها من أصول أجنبية، وذلك بدافع كراهية مَرَضية.
هل هذا هو المشهد الأخير للتطرف اليميني في القارة الأوروبية، قارة التنوير، فولتير وباسكال، روسو وهوغو، كانط وهيغل؟
مؤلم إلى حد الأسى ما آلت إليه أحوال العنصرية في القارة الأوروبية خلال هذا العام، والتي تنحو بعض تياراتها لجهة عودة أشباح النازية مرة جديدة.
كارثة العجوز الفرنسي الذي أطلق النار بالقرب من المركز الثقافي الكردي في قلب باريس، أنه معروف بميوله العنصرية وكراهيته للأجانب، ومحكوم سابق بتهم متعلقة بالعنف.
هل يعني ذلك أن هناك قصوراً ما في مواجهة تنامي اليمين الأصولي في فرنسا؟
رسمياً، فرنسا: «لن تتسامح مع خطاب الكراهية»، وهذا ما أعلنه الرئيس الفرنسي ماكرون عام 2019، حين حاول المتطرف اليميني كلود سنيك إحراق مسجد في مدينة بايون جنوب غربي فرنسا، قبل أن يتمكن بعض المصلين من السيطرة عليه.
القانون الفرنسي يتضمن مواد ضد العنصرية، ويضمن دستور عام 1958 للمواطنين معاملة متساوية، بصرف النظر عن الأصل أو العرق أو الدين.
لكن الواقع يخالف التنظير الآيديولوجي، فالعنف اليميني يستشري بشكل مخيف في أرجاء فرنسا، وهو ما جرى عشية مباراة المغرب وفرنسا، حين هاجمت مجموعات متطرفة من اليمين العنصري، ومن أصحاب التوجهات النيونازية، في كثير من المدن الفرنسية؛ خصوصاً نيس ومونبيلييه وليون وغيرها، المشجعين المغاربة والعرب بالأسلحة البيضاء.
إلام يسعى هذا التيار؟ وهل بالفعل يخطط لإحداث حرب أهلية وجر الفرنسيين إلى مشروع تفكك اجتماعي؟
عند النائب الفرنسي اليساري نيكولا سادين أنه «يتم الآن تنظيم اليمين المتطرف العنيف، ويقوم بغارات حقيقية، بدعم ضمني من الأحزاب السياسية الناشئة في المشهد السياسي الأعمى مع التبديلات المؤسسية، كما هو الحال في البرلمان».
صحوة اليمين الأوروبي لم تتوقف عند فرنسا، ففي أوائل ديسمبر نفسه، كانت السلطات الألمانية تفكك خلية عنصرية تمتلك أسلحة متقدمة، وخططاً لقلب نظام الحكم، والاستيلاء على البرلمان، عُرفت باسم «مواطني الرايخ».
في هذه الأجواء، يكون من الطبيعي أن يتعزز نفوذ حزب «البديل من أجل ألمانيا»، وتتصاعد حركات مثل «بغيدا»، وجميعها تصب في خانة «مد الكراهية».
الوضع في إيطاليا ليس أحسن حالاً. وعلى الرغم من أننا لا ننكر حق كل أمة وشعب في رعاية مصالحه، فإن طريق المجابهة والصدام مع الآخر، وصولاً إلى أطروحات الإقصاء والعزل، لا يفيد.
من فرنسا وإيطاليا، يلاحظ المرء حكومات تحمل التوجهات ذاتها في السويد، البلد الذي عُرف بكونه مضيافاً لكثيرين، وفي المجر التي ذاقت قسوة التشدد الشيوعي، وكان لا بد لها من أن تكون أكثر رحمة بالآخرين.
ما الذي يستدعي هذه الفورة غير الخلاقة إنسانياً ووجدانياً في حياة الأوروبيين؟
يذهب البعض إلى أن المشهد له صلة جذرية بالحرب في أوكرانيا؛ لا سيما بعد أن نشر المرصد الأوروبي لحقوق الإنسان تقريراً، وثق فيه ممارسات عنصرية وغير إنسانية تجاه اللاجئين غير الأوروبيين؛ حيث أصدرت السلطات الفرنسية في إقليم إيسون ومنطقة بانتان قراراً بطرد اللاجئين غير الأوروبيين من مراكز الإيواء، ليحل محلهم لاجئون أوكرانيون.
غير أن هذا -وإن كان جزئياً صحيحاً- هناك ما هو سابق عليه، فالبعض يُرجع الأمر للحوادث الإرهابية التي تعرضت لها أوروبا عامة، وفرنسا خاصة، خلال السنوات المنصرمة، والبعض الآخر يرى أنه ردات فعل للأوضاع الاقتصادية؛ لا سيما بعد جائحة «كورونا».
يبدو المشهد كأننا في دوامة من العنف المتبادل، والمشاعر السلبية المنتقلة عبر الأرصفة الأوروبية، ومن غير أن نهمل تياراً فكرياً كان سبباً مباشراً في ارتفاع النعرات العرقية، وصب الزيت على رؤى الهويات القاتلة.
حين يكتب الفرنسي، ميشال ويلبيك، عمله المسمى «الاستسلام»، فإنه يدفع الفرنسيين إلى الهلع من مستقبل بلادهم، ملقياً كل الأوزار على عاتق من يسميهم «السود، والنساء، وأصحاب الهويات المغايرة»، أولئك الذين يتمتعون بالحق في المساواة.
ويلبيك جاء بعد رينو كامو، صاحب كتاب «الاستبدال العظيم»، وفيه يقطع بأن مؤامرة منظمة تجري عبر الأراضي الأوروبية، لتفريغها من سكانها البيض الأصليين، بسكان من العرب والبربر، من الشرق أوسطيين والشمال أفريقيين، ومن جنوب الصحراء.
يصبح من الطبيعي جداً في هذه الأجواء، تلك الدعوة التي أطلقها في مايو (أيار) من عام 2021 نحو عشرين جنرالاً فرنسياً، وفيها طرح قيام حكومة عسكرية فرنسية، لوقف تفكك البلاد من جراء هجرة الأجانب.
تبدو أوروبا في أزمة حقيقية، يمكنها أن تقود عما قريب إلى نشوء وارتقاء جماعات ومنظمات تحول الشطط الفكري إلى جحيم مقيم، وحروب أهلية، الأمر الذي يضاعف من التحديات التي تواجهها قارة التنوير التي كانت.
ربما يتعين على الفرنسيين خاصة، والأوروبيين عامة، مراجعة كتاب الصحافي الفرنسي أنطوان لاريس، والمعنون «أبداً لن أعطيك كراهيتي»، وقد فقد لاريس زوجته في مسرح «الباتاكلان» تاركة له طفلة عمرها أشهر، ومفاده أنه لن يسمح للكراهية بأن تتملك من نفسه تجاه قاتل زوجته.
هل تتجاوز أوروبا نفق الكراهية المظلم في 2023؟

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

2022 أوروبا بين العنصرية والنيونازية 2022 أوروبا بين العنصرية والنيونازية



GMT 14:35 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل

GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

GMT 17:36 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تَدَعوا «محور الممانعة» ينجح في منع السلام!

GMT 17:32 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

عودة ترمبية... من الباب الكبير

GMT 17:27 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

ترمب الثاني

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ المغرب اليوم

GMT 22:23 2024 الخميس ,24 تشرين الأول / أكتوبر

تفاصيل مباحثات عباس وبوتين لوجود فلسطين في البريكس

GMT 05:47 2023 الثلاثاء ,11 إبريل / نيسان

أول مواطن تركي يسافر إلى محطة الفضاء الدولية

GMT 14:44 2022 الإثنين ,12 كانون الأول / ديسمبر

 المؤشر نيكي يهبط 0.57% في بداية التعامل بطوكيو

GMT 10:31 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

الاتجاهات في عام 2018 تحمل التكنولوجيا إلى مناطق مخيفة

GMT 05:02 2017 الجمعة ,28 إبريل / نيسان

رباه..إنهم يلقنون فرنسا الديمقراطية !!!

GMT 00:32 2017 الثلاثاء ,03 تشرين الأول / أكتوبر

عمرو موسي يتصدر الأكثر مبيعًا بـكتابيه

GMT 21:19 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

النقد الدولي يخفض توقعاته لنمو الصين لـ4.8%

GMT 16:24 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

كيفية إنشاء أحداث خاصة في تطبيق واتساب

GMT 20:46 2023 الخميس ,14 كانون الأول / ديسمبر

الحكومة المغربية تُصادق على إحصاء السكان

GMT 11:04 2023 الخميس ,14 كانون الأول / ديسمبر

صافرات الإنذار تدوي في مستوطنات غلاف غزة

GMT 21:58 2023 الأربعاء ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

أنشيلوتي يعنف نجم هجوم ريال مدريد عقب لقاء فالنسيا

GMT 11:58 2023 الأحد ,08 تشرين الأول / أكتوبر

نور الغندور تتألّق بأزياء ملفتة ومميزة
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib