رسالة الفاتيكان في رمضان
ريال مدريد يدرس ضم أرنولد من ليفربول في يناير القادم تقديم 21 شخصا أمام وكيل الملك بتارودانت على خلفية أحداث شغب مباراة هوارة وأمل تزنيت وزارة الصحة اللبنانية تُعلن سقوط 3365 شهيداً و14344 مصاباً منذ بدء العدوان الإسرائيلي "حزب الله" يجبر طائرتين مسيرتين لقوات الاحتلال الإسرائيلي على مغادرة الأجواء اللبنانية أوكرانيا تعلن مسئوليتها عن اغتيال ضابط روسي في شبه جزيرة القرم جيش الاحتلال الإسرائيلي يقوم ببناء بؤر الاستيطانية وفتح محاور جديدة للبقاء أطول في قطاع غزة إرتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 43,712 أغلبيتهم من الأطفال والنساء منذ بدء عدوان الاحتلال الإسرائيلي فرنسا تستنفر وتمنع العلم الفلسطيني قبل مباراتها مع إسرائيل خشية تكرار أحداث أمستردام حزب الله يُنفذ هجوماً جويًّا بسربٍ من المُسيّرات الانقضاضية على مقر قيادة كتيبة راميم في ثكنة هونين شمال مدينة صفد مقتل مستوطنيين إسرائيليين وإصابة اثنين آخرين جراء سقوط صواريخ لحزب الله في نهاريا
أخر الأخبار

رسالة الفاتيكان في رمضان

المغرب اليوم -

رسالة الفاتيكان في رمضان

إميل أمين
بقلم - إميل أمين

منذ المجمع المسكوني الفاتيكاني الثاني (1962 - 1965)، ووثيقة في «حاضرات أيامنا»، التي فتحت طريقاً جديدة بين المؤسسة الرومانية الكاثوليكية والعالم الإسلامي، تتوطد العلاقات بين الجانبين عاماً بعد الآخر، وقد درجت دائرة الحوار بين أتباع الأديان في الفاتيكان، على أن توجه رسالة تهنئة إلى العالم الإسلامي في رمضان من كل عام، وغالباً ما تكون ذات قيمة إنسانية مشتركة، تهم كل أصحاب النفوس الصالحة والضمائر النقية، وبهدف يصب في نهاية الأمر في مسارات خير البشرية وسلامة البرية، من أدناها إلى أقصاها.

جاءت الرسالة السنوية هذا العام، وضمن الاحترام والتقدير الواجبين للعالم الإسلامي في الشهر الفضيل، تحت عنوان: «المسيحيون والمسلمون: إطفاء نار الحرب وإضاءة شمعة السلام».

الرسالة التي تحمل توقيع رئيس الدائرة الكاردينال غيكسوت، تحمل أول الأمر تحيات قرب وصداقة من المسلمين الذين يعيشون مسيرة روحية في رمضان، وهي لغة تصالحية وتسامحية، تُخبر بتغييرٍ طيّب وخلّاق في مسيرة مؤسسة دينية كبرى لجهة أتباع الدين الإسلامي شرقاً وغرباً، ويستشفّ القارئ من الرسالة تأكيد وحدة النوع البشري، ذاك الذي بات يعاني ويلات الشرور الآنيّة.

في مقدِّم تلك الآلام والمخاوف، العدد المتصاعد من الصراعات، بدءاً من القتال العسكري، مروراً بالاشتباكات المسلحة بدرجات متفاوتة من الشدة، والتي تشمل الدول والمنظمات والعصابات المسلحة والمدنيين.

تُذكّر الرسالة في مطلعها بما أشار إليه البابا فرنسيس أكثر من مرة في السنوات الأخيرة، من أن العالم يعيش حالة من الحرب العالمية المجزأة، وربما لم يتبقَّ الكثير، لكي تشعل أعواد الثقاب، الحرب الكبرى التي لن تُبقي ولن تَذَرْ، ما يعني حتمية فناء البشرية، بعدما نجحت طوال النصف الثاني من القرن العشرين في تجنب الحرب النووية.

تتوقف رسالة الفاتيكان في رمضان للعالم الإسلامي هذا العام، عند أسباب الصراعات، وهي إذ تؤكد وجود منطلقات تقليدية من عينة التطلع الإنساني الدائم إلى الهيمنة، عطفاً على الطموحات الجيوسياسية، والمصالح الاقتصادية، فإنه من المؤكد أن السبب الرئيس، على ما ذكر كاتب الرسالة، هو استمرار تصنيع الأسلحة والاتجار بها.

يضع الفاتيكان العالم أمام حقيقة أخلاقية، وهي أنه بينما جزء من عائلتنا البشرية يعاني بشدة من الآثار المدمرة لاستخدام هذه الأسلحة في الحروب، فإن آخرين، غير مكترثين، يهتمون بالربح الاقتصادي الكبير الناتج من هذه التجارة غير الأخلاقية، في إشارة لا تخطئها العين، إلى المجمعات الصناعية العسكرية، التي تملأ الحواضر الغربية والشرقية، تسوق الموت، وتحرم الفقراء من عوائد وفوائد التنمية الحقيقية التي تنعكس سلاماً على المسكونة وساكنيها.

تضعنا الرسالة أمام بعض الحقائق الجيدة والمفرحة في عالمنا المعاصر، وفيها أن هناك موارد بشرية هائلة يمكنها أن تكون طريقاً لتعزيز السلام ووأد الخصام، وهي موارد يمكن أن تُستخدم في تجذير رغبة السلام الكامنة في النيات الطيبة عند الناس، لا سيما أنه لا يمكن لأحد أن يعجز عن رؤية الآثار المأساوية للحرب من فقدانٍ لأرواح بشرية، وإصابات خطيرة، وحشود من الأيتام والأرامل.

تأتي الرسالة كأنها صدى لواقع مؤلم نراه في الشرق الأوسط، حيث أزمة غزة، وفي شرق آسيا حيث المعاناة الأوكرانية، وفي كثير من بقاع وأصقاع المعمورة، حيث تدمير البنى التحتية والممتلكات يجعل الحياة صعبة للغاية، إن لم تكن مستحيلة.

تكاد كلمات الرسالة تنطق بإدانة الحرب، تلك التي تتسبب في نزوح مئات الآلاف من الأشخاص داخل بلدانهم أو يُضطرون إلى الفرار إلى بلدان أخرى لاجئين، وبالتالي فإن إدانة الحرب ونبذها يجب أن يكونا واضحين لا لبس فيهما.

الشعار الأهم في رسالة دائرة الحوار الفاتيكاني للعالم الإسلامي هذا العام، هو ذاك الذي صكّه البابا فرنسيس: «لا توجد حرب مقدسة، السلام وحده هو المقدس»، هنا يمكن للذين لهم دالّة على التاريخ، الحكم على الخبرات المستفادة من أحاجي الإنسانية المتناحرة في العصور الوسطى، واليوم يثبت لها من خلال التجربة والحكم أن السلام والتعايش هما الحل، وأن الجوار والحوار هما درب البشرية الصاعدة في مدارك الحياة الأنفع والأرفع.

تؤكد الرسالة أن حياة الإنسان في كل الأديان أمر مقدّس، وبالتالي تظل هذه الحياة جديرة بالاهتمام والاحترام والحماية، كما أن الإحساس المتجدد باحترام هذه الكرامة الإنسانية لهبة الحياة سيسهم في الاقتناع بضرورة رفض الحرب وتقدير السلام.

يؤكد الكاردينال غيكسوت، أن الأديان رغم اختلافاتها، تعترف بوجود الضمير وبدوره المهم، ومن هنا تتبدى الأهمية الفائقة لتنشئة الضمائر على احترام القيمة المطلقة لحياة كل إنسان وحقه في السلامة الجسدية والأمن والحياة الكريمة.

تبدو البشرية في يقين رسالة رمضان هذا العام، شهوداً للرجاء، حيث الجميع مدعوّ لإنارة شمعة الأمل التي يُشعّ نورها بالأمان والفرح، ومع اليقظة والتنبه لأن النار في حال عدم السيطرة عليها، يمكن أن تؤدي إلى تدمير الخليقة بشراً وحجراً.

الرسالة تتمنى مزيداً من السلام والرجاء والفرح للعالم الإسلامي في رمضان.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

رسالة الفاتيكان في رمضان رسالة الفاتيكان في رمضان



GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

GMT 17:36 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تَدَعوا «محور الممانعة» ينجح في منع السلام!

GMT 17:32 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

عودة ترمبية... من الباب الكبير

GMT 17:27 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

ترمب الثاني

GMT 21:28 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

«هي لأ مش هي»!

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 09:50 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة
المغرب اليوم - فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة

GMT 10:04 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد
المغرب اليوم - أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد

GMT 07:08 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك
المغرب اليوم - الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك

GMT 00:06 2016 الأربعاء ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

طريقة عمل خبز الذرة للإفطار

GMT 16:46 2014 الثلاثاء ,08 تموز / يوليو

الشوفان سلاح ضد السرطان

GMT 03:39 2017 السبت ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

دخول سيارتين قديمتين لـ"مرسيدس بنز" إلى المزاد العلني

GMT 07:11 2015 الإثنين ,05 تشرين الأول / أكتوبر

ارتفاع معدل التلوث جراء حرائق الغابات في إندونيسيا

GMT 19:47 2017 الأربعاء ,04 تشرين الأول / أكتوبر

ميس حمدان تسجّل حلقة رائعة لبرنامج "بيومي أفندي"

GMT 11:02 2022 الأحد ,11 كانون الأول / ديسمبر

بيروت تتوالد من رمادها وتتزين بكُتابها.

GMT 22:37 2020 الإثنين ,18 أيار / مايو

وفاة رجل الأعمال السعودي صالح كامل
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib