رسالة الفاتيكان في رمضان
عطل فني يجبر طائرة روسية على الهبوط اضطراريًا في مطار شرم الشيخ الدولي هيئة الطيران المدني تعلن إعادة تأهيل كاملة لمطاري حلب ودمشق لاستقبال الرحلات من كافة أنحاء العالم رهينة اسرائيلية توجه رسالة لـ نتننياهو وتُحذر من أن بقاءها على قيد الحياة مرتبط بانسحاب جيش الإحتلال الديوان الملكي السعودي يُعلن وفاة الأميرة منى الصلح والدة الأمير الوليد بن طلال بن عبدالعزيز آل سعود الإدارة الجديدة في سوريا تفرض شروطاً جديدة على دخول اللبنانيين إلى أراضيها الجيش الأميركي يبدأ بتجهيز معسكر جدي في محافظة حلب شمال سوريا الجيش الإسرائيلي يعلن تدمير حي بالكامل شمال قطاع غزة الجيش الروسي يعترض ثمانية صواريخ أميركية الصنع أطلقتها أوكرانيا وبسيطر على قرية جديدة في مقاطعة لوجانسك ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 45,717 منذ بدء عدوان الاحتلال الإسرائيلي في السابع من أكتوبر 2023 مستشار النمسا يعلن تنحيه عن منصبه وترشيح وزير الخارجية لخلافته
أخر الأخبار

رسالة الفاتيكان في رمضان

المغرب اليوم -

رسالة الفاتيكان في رمضان

إميل أمين
بقلم - إميل أمين

منذ المجمع المسكوني الفاتيكاني الثاني (1962 - 1965)، ووثيقة في «حاضرات أيامنا»، التي فتحت طريقاً جديدة بين المؤسسة الرومانية الكاثوليكية والعالم الإسلامي، تتوطد العلاقات بين الجانبين عاماً بعد الآخر، وقد درجت دائرة الحوار بين أتباع الأديان في الفاتيكان، على أن توجه رسالة تهنئة إلى العالم الإسلامي في رمضان من كل عام، وغالباً ما تكون ذات قيمة إنسانية مشتركة، تهم كل أصحاب النفوس الصالحة والضمائر النقية، وبهدف يصب في نهاية الأمر في مسارات خير البشرية وسلامة البرية، من أدناها إلى أقصاها.

جاءت الرسالة السنوية هذا العام، وضمن الاحترام والتقدير الواجبين للعالم الإسلامي في الشهر الفضيل، تحت عنوان: «المسيحيون والمسلمون: إطفاء نار الحرب وإضاءة شمعة السلام».

الرسالة التي تحمل توقيع رئيس الدائرة الكاردينال غيكسوت، تحمل أول الأمر تحيات قرب وصداقة من المسلمين الذين يعيشون مسيرة روحية في رمضان، وهي لغة تصالحية وتسامحية، تُخبر بتغييرٍ طيّب وخلّاق في مسيرة مؤسسة دينية كبرى لجهة أتباع الدين الإسلامي شرقاً وغرباً، ويستشفّ القارئ من الرسالة تأكيد وحدة النوع البشري، ذاك الذي بات يعاني ويلات الشرور الآنيّة.

في مقدِّم تلك الآلام والمخاوف، العدد المتصاعد من الصراعات، بدءاً من القتال العسكري، مروراً بالاشتباكات المسلحة بدرجات متفاوتة من الشدة، والتي تشمل الدول والمنظمات والعصابات المسلحة والمدنيين.

تُذكّر الرسالة في مطلعها بما أشار إليه البابا فرنسيس أكثر من مرة في السنوات الأخيرة، من أن العالم يعيش حالة من الحرب العالمية المجزأة، وربما لم يتبقَّ الكثير، لكي تشعل أعواد الثقاب، الحرب الكبرى التي لن تُبقي ولن تَذَرْ، ما يعني حتمية فناء البشرية، بعدما نجحت طوال النصف الثاني من القرن العشرين في تجنب الحرب النووية.

تتوقف رسالة الفاتيكان في رمضان للعالم الإسلامي هذا العام، عند أسباب الصراعات، وهي إذ تؤكد وجود منطلقات تقليدية من عينة التطلع الإنساني الدائم إلى الهيمنة، عطفاً على الطموحات الجيوسياسية، والمصالح الاقتصادية، فإنه من المؤكد أن السبب الرئيس، على ما ذكر كاتب الرسالة، هو استمرار تصنيع الأسلحة والاتجار بها.

يضع الفاتيكان العالم أمام حقيقة أخلاقية، وهي أنه بينما جزء من عائلتنا البشرية يعاني بشدة من الآثار المدمرة لاستخدام هذه الأسلحة في الحروب، فإن آخرين، غير مكترثين، يهتمون بالربح الاقتصادي الكبير الناتج من هذه التجارة غير الأخلاقية، في إشارة لا تخطئها العين، إلى المجمعات الصناعية العسكرية، التي تملأ الحواضر الغربية والشرقية، تسوق الموت، وتحرم الفقراء من عوائد وفوائد التنمية الحقيقية التي تنعكس سلاماً على المسكونة وساكنيها.

تضعنا الرسالة أمام بعض الحقائق الجيدة والمفرحة في عالمنا المعاصر، وفيها أن هناك موارد بشرية هائلة يمكنها أن تكون طريقاً لتعزيز السلام ووأد الخصام، وهي موارد يمكن أن تُستخدم في تجذير رغبة السلام الكامنة في النيات الطيبة عند الناس، لا سيما أنه لا يمكن لأحد أن يعجز عن رؤية الآثار المأساوية للحرب من فقدانٍ لأرواح بشرية، وإصابات خطيرة، وحشود من الأيتام والأرامل.

تأتي الرسالة كأنها صدى لواقع مؤلم نراه في الشرق الأوسط، حيث أزمة غزة، وفي شرق آسيا حيث المعاناة الأوكرانية، وفي كثير من بقاع وأصقاع المعمورة، حيث تدمير البنى التحتية والممتلكات يجعل الحياة صعبة للغاية، إن لم تكن مستحيلة.

تكاد كلمات الرسالة تنطق بإدانة الحرب، تلك التي تتسبب في نزوح مئات الآلاف من الأشخاص داخل بلدانهم أو يُضطرون إلى الفرار إلى بلدان أخرى لاجئين، وبالتالي فإن إدانة الحرب ونبذها يجب أن يكونا واضحين لا لبس فيهما.

الشعار الأهم في رسالة دائرة الحوار الفاتيكاني للعالم الإسلامي هذا العام، هو ذاك الذي صكّه البابا فرنسيس: «لا توجد حرب مقدسة، السلام وحده هو المقدس»، هنا يمكن للذين لهم دالّة على التاريخ، الحكم على الخبرات المستفادة من أحاجي الإنسانية المتناحرة في العصور الوسطى، واليوم يثبت لها من خلال التجربة والحكم أن السلام والتعايش هما الحل، وأن الجوار والحوار هما درب البشرية الصاعدة في مدارك الحياة الأنفع والأرفع.

تؤكد الرسالة أن حياة الإنسان في كل الأديان أمر مقدّس، وبالتالي تظل هذه الحياة جديرة بالاهتمام والاحترام والحماية، كما أن الإحساس المتجدد باحترام هذه الكرامة الإنسانية لهبة الحياة سيسهم في الاقتناع بضرورة رفض الحرب وتقدير السلام.

يؤكد الكاردينال غيكسوت، أن الأديان رغم اختلافاتها، تعترف بوجود الضمير وبدوره المهم، ومن هنا تتبدى الأهمية الفائقة لتنشئة الضمائر على احترام القيمة المطلقة لحياة كل إنسان وحقه في السلامة الجسدية والأمن والحياة الكريمة.

تبدو البشرية في يقين رسالة رمضان هذا العام، شهوداً للرجاء، حيث الجميع مدعوّ لإنارة شمعة الأمل التي يُشعّ نورها بالأمان والفرح، ومع اليقظة والتنبه لأن النار في حال عدم السيطرة عليها، يمكن أن تؤدي إلى تدمير الخليقة بشراً وحجراً.

الرسالة تتمنى مزيداً من السلام والرجاء والفرح للعالم الإسلامي في رمضان.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

رسالة الفاتيكان في رمضان رسالة الفاتيكان في رمضان



GMT 07:04 2024 الأحد ,29 كانون الأول / ديسمبر

وزن تأريخ الأردن في التوجيهي 4 علامات.. أيعقل هذا ؟!

GMT 07:01 2024 الأحد ,29 كانون الأول / ديسمبر

لكنّها الطائفيّة... أليس كذلك؟

GMT 06:58 2024 الأحد ,29 كانون الأول / ديسمبر

العلويون جزء من التنوّع الثقافي السوري

GMT 06:54 2024 الأحد ,29 كانون الأول / ديسمبر

سوريا والصراع على الإسلام

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 06:52 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة
المغرب اليوم - أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة

GMT 11:58 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد
المغرب اليوم - وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد

GMT 07:04 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل
المغرب اليوم - نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل

GMT 01:28 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

الجيش الإسرائيلي يعترض عن صاروخ أطلق من اليمن
المغرب اليوم - الجيش الإسرائيلي يعترض عن صاروخ أطلق من اليمن

GMT 08:37 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

شذى حسون تكشف عن أحدث أعمالها الغنائية “قلبي اختار”
المغرب اليوم - شذى حسون تكشف عن أحدث أعمالها الغنائية “قلبي اختار”

GMT 03:11 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

روما يضرب موعداً مع الميلان في ربع النهائي

GMT 19:51 2019 الأربعاء ,23 كانون الثاني / يناير

الإطاحة بخليجيين وعاهرات داخل "فيلا" مُعدّة للدعارة في مراكش

GMT 03:53 2019 الإثنين ,22 إبريل / نيسان

نجلاء بدر تُنهي تصوير 75% من مسلسل "أبوجبل"

GMT 05:39 2019 الثلاثاء ,22 كانون الثاني / يناير

الحبيب المالكي ينقلُ رسالة الملك لرئيس مدغشقر الجديد

GMT 05:34 2019 الجمعة ,18 كانون الثاني / يناير

وجهات رومانسية لقضاء شهر عسل يبقى في الذاكرة

GMT 19:09 2018 الأحد ,23 كانون الأول / ديسمبر

أياكس ينتزع فوزًا صعبًا من أوتريخت في الدوري الهولندي

GMT 11:00 2018 الخميس ,20 كانون الأول / ديسمبر

إيدي هاو يُقلّل من أهمية التقارير التي تحدثت عن ويلسون

GMT 09:56 2018 الأحد ,16 كانون الأول / ديسمبر

نصيري يؤكّد صعوبة تحويل الأندية إلى شركات

GMT 02:29 2018 الثلاثاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

هاشم يدعم قضية تطوير المنظومة التعليمة في مصر

GMT 17:53 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

تعرفي على أفضل مطاعم العاصمة الأردنية "عمان"

GMT 23:05 2018 الثلاثاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الفرنسي يسخّر من ترامب بعد رفضه زيارة المقبرة التذكارية

GMT 05:40 2018 الجمعة ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

وفاة الأميركية كيتي أونيل أسرع امرأة في العالم عن 72 عامًا

GMT 22:39 2018 الإثنين ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

"سيدات طائرة الأهلي" يواجه الطيران الأربعاء

GMT 05:29 2018 الخميس ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

موقف المدارس الخصوصية من التوقيت الجديد في المغرب

GMT 08:33 2018 الأربعاء ,31 تشرين الأول / أكتوبر

تعرفي علي تصاميم غرف معيشة عصرية وأنيقة إعتمديها في منزلك

GMT 11:38 2018 الثلاثاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

ملكة جمال المغرب العربي تستعد لكشف مجموعة من المفاجآت

GMT 21:31 2018 الإثنين ,08 تشرين الأول / أكتوبر

روايات عسكرية تكشف تفاصيل استخدام الجيش الأميركي للفياغرا
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib