2003 زمن العواصف غير المثالية
الحوثيون يؤكدون إفشال هجوم أميركي بريطاني على اليمن باستهداف حاملة الطائرات "يو إس إس هاري إس ترومان" إسرائيل تنفي مغادرة أي وفد لمفاوضات وقف إطلاق النار في غزة إلى القاهرة 10 جنود إيرانيين شباب لقوا حتفهم في حادث سقوط حافلة في واد غرب إيران سقوط نحو 300 قتيل في اشتباكات عنيفة بين قوات سورية الديمقراطية وفصائل مسلحة مدعومة من تركيا في محيط سد تشرين وزارة الصحة في غزة تكشف أن عدد ضحايا عدوان الاحتلال الإسرائيلي على القطاع ارتفع إلى 45,259 شهيداً و107,627 مصاباً من 7 أكتوبر 2023 تسجيل 76 حالة وفاة و768 إصابة جراء إعصار شيدو الذي ضرب مقاطعات "كابو" و"ديلغادو" و"نابولا" و"نياسا" في شمال موزمبيق زلزال متوسط بقوة 5.3 درجة غرب يضرب جنوب إفريقيا تكريم الفنان الكوميدي محمد الخياري في الدورة العاشرة لمهرجان ابن جرير للسينما وفاة الفنان المغربي القدير محمد الخلفي عن عمر يناهز 87 عامًا بعد معاناة طويلة مع المرض ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي إلى 45227 شهيد و107573 جريح منذ السابع من أكتوبر 2023
أخر الأخبار

2003... زمن العواصف غير المثالية

المغرب اليوم -

2003 زمن العواصف غير المثالية

إميل أمين
بقلم : إميل أمين

هل من باب التشاؤم القول، إن 2023 قد يكون زمن العواصف غير المثالية؟
لا تعرف حركة التاريخ التفاؤل أو التشاؤم، وإنما تتبين من خلال قراءة الأحداث وتفكيكها، وتوقع قادم الأيام وتركيبها، ضمن مسارات ومساقات حياتية، سيما أن المستقبل، هو الماضي حين كان يتخلق في الرحم.
يمكن القطع أن 2022، هو أحد المفاصل التاريخية التي يصدق فيها قول القائد البلشفي فلاديمير لينين «هناك عقود لا يحدث فيها شيء، وأسابيع تحدث فيها عقود».
ما حفلت به 2022، كفيل بأن يلقي بأثره على العام الجديد، كنقطة مفصلية، في حالة التدهور التي تحيق بالنظام العالمي الحالي.
لكن عن أي عواصف تحديداً يتهامس السائرون في الساعات القليلة المتبقية، قبيل انبلاج فجر العام الجديد؟
قد يبدو عام 2023، بداية حقيقية لما أطلق عليه المستشار الألماني، أولاف شولتز، Zeitenwende أو «التحول الجذري التاريخي»، من زمن الثنائية القطبية، ثم الأحادية المنفردة، إلى نظام دولي متعدد الأطراف، بمعنى تجمعات دولية شرقية وغربية متباينة، إنما ضمن سياقات عالم متعدد الاستقطابات الدولية.
تبدأ العواصف من عند حالة المناخ العالمي، كما تتضح في الأيام الأخيرة، فبعد صيف قائظ ملتهب، بحرائقه وفيضاناته، ها هي الطبيعة تقلب للعالم ترس المجن، لتظهر عواصف ثلجية وصقيع قارس؛ ما يجعل المرء حائراً فيما ينتظر الكوكب الأزرق، وهل نحن في الطريق لعصر الجليد، أم زمن الاحتباس الحراري؟
وفي كل الأحوال، تبقى قضية التغيرات المناخية، مدخلاً لأزمات تزعزع استقرار عالمنا، فمن إشكاليات سلاسل التوريد ومخاطر نقص الغذاء، مروراً بكوارث نقص المياه، ثم النزوح والهجرات غير الشرعية، تفقد البشرية اطمئنانها في الحاضر، وسلامها في المستقبل.
هل سيعرف السلام طريقه للعالم في العام الجديد؟
يبدو المطلب عزيزاً في ظل تفاقم الخلافات بين روسيا وأوكرانيا، والدور الأميركي المثير لعلامات الاستفهام، ناهيك عما تمثله قضايا الصراعات الإقليمية، كأزمة إيران في الخليج العربي، وتايوان وبحر الصين الجنوبي شرق آسيا، وتهديدات كوريا الشمالية الصاروخية النووية، والقائمة تطول؛ ما يجعل الراوي يقطع بأنه شاهد «مارس» إله الحرب يتسلل من باب 2022 فجراً، ويلج 2023، بابتسامة خبيثة على محياه.
نقبِل على العام الجديد، وحالة القطبية الدولية مهترئة، فلا الولايات المتحدة باتت المهيمنة بالمطلق، ولا الصين قادرة على أن تملأ مربعات نفوذ العم سام، في حين روسيا منهمكة في نزاع أوكرانيا.
يقرّ المنظّر الأميركي الأشهر، ريتشارد هاس، بأن أميركا الممزقة داخلياً، باتت أقل استعداداً وقدرة على القيادة الدولية، كما أضحت المنافسة الجيوسياسية المحتدمة، سبباً في زيادة صعوبة التعاون الذي تتطلبه المشكلات العالمية الجديدة.
ما قاله هاس، ينطبق على سبيل المثال على الحالة الإيرانية، وكيف أن الغزل على المتناقضات، بين أطراف متصارعة، يكاد يسمح لها بأن تتحول إلى دولة نووية.
تبدو إيران مُهدّداً إقليمياً وأممياً، بلا أدنى شك، وها هي تقترب من مستوى تخصيب 90 في المائة، ومع ذلك لا تبدو الولايات المتحدة راغبة في الدخول معها في صدام عسكري، ولا قابلة لتحولها لقوة نووية.
وفي حين التردد الأميركي مستمر ومستقر، تتعزز الشراكات الروسية - الإيرانية عسكرياً من جهة، والصينية - الإيرانية اقتصادياً من ناحية أخرى.
التحول الجذري الذي يتناوله المستشار الألماني شولتز بتفصيل موسع، عبر مجلة «الفورين بوليسي» مؤخراً، لا يوفر قضايا اقتصادية تكاد تصيب القارئ بالهلع، ومن بينها قضية الديون العالمية للدول والشركات والأسر، والتي تجاوزت 290 تريليون دولار بحلول الربع الثالث من عام 2022.
وهنا ينبغي الإشارة إلى أن الكونغرس الأميركي بثوبه الجديد القشيب، وفي ظل الأزمات الاقتصادية الداخلية للأميركيين، لا يبدو أنه ماضٍ في السماح بعملية توسيع موارد صندوق النقد الدولي والبنك الدولي اللازمة لمنع حالات التخلف عن السداد وإعادة جدولة الديون، لا سيما في البلدان النامية.
على عتبات العام الجديد، هناك من يحاول تصوير المشهد على أنه عودة إلى زمن الحرب الباردة، حيث الصراع بين الأنظمة الديمقراطية ومنافستها الشمولية.
أصحاب هذا التوجه يرون في التحالف الروسي - الصيني، وجهاً من أوجه صعود الديكتاتوريات المحدثة من جديد، تلك التي تمضي في توسيع دائرة نفوذها، من خلال نشوء وارتقاء تجمعات جغرافية وديموغرافية جديدة.
وفي هذه الأوقات الصعبة، تبدو الديمقراطيات التقليدية الغربية، في مواجهة اختبارات صعبة للصمود والتحدي، في مقابل عالم آخر يصعد، ومراكز قوة تتحول، مخلفة وراءها العالم القديم بمركزيته التاريخية.
يوماً وراء الآخر، تبدو مساحات الحركة للدولة القومية ذات الطابع الويستفالي تتقلص، وينفتح المجال لطروحات وشروحات الحكومات العالمية، تلك التي تعكس جانباً من وجهها الشركات عابرة القارات، والمنظمات الدولية، وجميعها باتت تشكل أدوات نهبوية لا نخبوية، شاغلها الأعظم مراكمة الثروات؛ ما يلقي بعلامات قلق وأرق حول مشهد العلاقات الدولية، ويمهد الطريق لفراق لا وفاق، ولارتفاع الجدران عوضاً عن بناء الجسور؛ ما يقود في نهاية المشهد للمزيد من الحروب.
ندخل العام الجديد، وصراع الهويات القاتلة آخذ في المد لا الجزر، وآية ذلك ما رأيناه في أوروبا في العام المنصرم، أما عن الولايات المتحدة، فحدث ولا حرج عن القراءات الاستشرافية الخاصة بالحرب الأهلية، والصراع العرقي القائم والقادم معاً، وليس أدل على خطورة المشهد هناك، من الأنباء المتعلقة بقيام جماعات يمينية بقطع التيار الكهربائي، وتخريب محطات توليد الطاقة في عدد من المدن الكبيرة وإصابتها بالشلل، وهو حديث لنا معه عودة.
أي عالم مقبلون عليه في زمن خطابات الكراهية المنتشرة عبر وسائط اتصال اجتماعي، غيرت الأوضاع وبدّلت الطباع، وباتت منفلتة من غير محددات أو معايير، ومن دون بروتوكولات أخلاقية أو لوائح قانونية تضبط خطوط طولها وعرضها؟
هل هي تحولات جذرية تختصم من جديد من كرامة النوع الإنساني؟
ربما المطلوب شراكات إنسانية، من دون غموض آيديولوجي، وهذا لن يتحقق إلا من خلال عقول وأدوات مغايرة، ترى البشرية في قارب واحد، تنجو معاً أو تواجه مصير الفناء سوياً.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

2003 زمن العواصف غير المثالية 2003 زمن العواصف غير المثالية



GMT 22:27 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

تل أبيب ــ دمشق... سقوط الضمانات

GMT 19:37 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

وانفقأ دُمّل إدلب

GMT 14:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الحضارة بين العلم والفلسفة أو التقنية والإدارة

GMT 14:35 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل

GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

إطلالات أروى جودة في 2024 بتصاميم معاصرة وراقية

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 11:19 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
المغرب اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 09:56 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

المغرب تصنع أول دواء من القنب الهندي لعلاج الصرع
المغرب اليوم - المغرب تصنع أول دواء من القنب الهندي لعلاج الصرع

GMT 13:49 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الفنانة زينة تكشف عن مفاجأة جديدة في مشوارها الفني
المغرب اليوم - الفنانة زينة تكشف عن مفاجأة جديدة في مشوارها الفني

GMT 18:10 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

يبدأ الشهر بيوم مناسب لك ويتناغم مع طموحاتك

GMT 09:12 2024 الأربعاء ,12 حزيران / يونيو

لاعبو منتخب "الأسود" يؤكدوا ثقتهم في الركراكي

GMT 08:54 2023 الأربعاء ,06 كانون الأول / ديسمبر

العام الحالي 2023 الأكثر حرّاً في التاريخ المسجّل

GMT 16:07 2023 الثلاثاء ,10 تشرين الأول / أكتوبر

علماء الآثار يزعمون اكتشاف "خريطة كنز عملاقة"

GMT 05:19 2018 الخميس ,11 تشرين الأول / أكتوبر

زينّي حديقة منزلك بـ"فانوس الإضاءة الرومانسي"

GMT 09:00 2018 الثلاثاء ,12 حزيران / يونيو

" ديور " تطرح ساعات مرصعة بالألماس

GMT 18:37 2016 الأحد ,03 إبريل / نيسان

شيرى عادل فى كواليس تصوير "بنات سوبر مان"

GMT 02:51 2017 الجمعة ,27 تشرين الأول / أكتوبر

شيرين سعيدة بنجاح "سابع جار" ودورها في "عائلة زيزو"

GMT 08:44 2016 الثلاثاء ,27 أيلول / سبتمبر

لائحة مغربيات لمعت أسماؤهن في سماء الموضة العالمية

GMT 10:55 2016 الخميس ,21 تموز / يوليو

ماريو غوتزه ينضم إلى بروسيا دورتموند رسمياً
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib