السعودية واستراتيجية التقنية الحيوية
ريال مدريد يدرس ضم أرنولد من ليفربول في يناير القادم تقديم 21 شخصا أمام وكيل الملك بتارودانت على خلفية أحداث شغب مباراة هوارة وأمل تزنيت وزارة الصحة اللبنانية تُعلن سقوط 3365 شهيداً و14344 مصاباً منذ بدء العدوان الإسرائيلي "حزب الله" يجبر طائرتين مسيرتين لقوات الاحتلال الإسرائيلي على مغادرة الأجواء اللبنانية أوكرانيا تعلن مسئوليتها عن اغتيال ضابط روسي في شبه جزيرة القرم جيش الاحتلال الإسرائيلي يقوم ببناء بؤر الاستيطانية وفتح محاور جديدة للبقاء أطول في قطاع غزة إرتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 43,712 أغلبيتهم من الأطفال والنساء منذ بدء عدوان الاحتلال الإسرائيلي فرنسا تستنفر وتمنع العلم الفلسطيني قبل مباراتها مع إسرائيل خشية تكرار أحداث أمستردام حزب الله يُنفذ هجوماً جويًّا بسربٍ من المُسيّرات الانقضاضية على مقر قيادة كتيبة راميم في ثكنة هونين شمال مدينة صفد مقتل مستوطنيين إسرائيليين وإصابة اثنين آخرين جراء سقوط صواريخ لحزب الله في نهاريا
أخر الأخبار

السعودية واستراتيجية التقنية الحيوية

المغرب اليوم -

السعودية واستراتيجية التقنية الحيوية

إميل أمين
بقلم - إميل أمين

أطلق ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، قبل أيام، «الاستراتيجية الوطنية للتقنية الحيوية»، التي يمكن اعتبارها رافداً جديداً من روافد «رؤية 2030»، بهدف تحقيق الريادة للمملكة في عالم التقنية الحيوية، على مستوى الشرق الأوسط، وشمال أفريقيا، بالوصول إلى نهاية هذا العقد.

لعل التساؤل الأوليّ الذي يواجه القارئ: «ما التقنية الحيوية، كمفهوم مستحدث في عالمنا المعاصر؟».

الشاهد أن هذا المصطلح استعمل لأول مرة من قبل الاقتصادي الزراعي المجري «كارل إيركي» عام 1919، وكان يعني به «كل خطوط العمل المؤدية إلى منتجات، ابتداء من المواد الأولية، وذلك بمساعدة كائنات حية».

على أنه يمكن تأصيل عالم التقانة الحيوية للأغذية من عند العالم الفرنسي الشهير «لويس باستور»، الذي اكتشف عام 1871 أن تسخين العصائر إلى درجة حرارة معينة أمر من شأنه أن يقتل البكتيريا السيئة.

استطاع باستور تطبيق هذه العملية على إنتاج الحليب، حيث يتم تسخينه إلى درجة حرارة معينة لتحسين سلامة الغذاء.

لاحقاً أضحت Biotechnology طريقاً لمعالجة الكائنات الحية، أي التعامل مع الكائنات الحية على المستوى الخلوي، وتحت الخلوي، من أجل تحقيق أقصى استفادة منها صناعياً وزراعياً، وبالتالي اقتصادياً، وذلك عن طريق تحسين خواصها وصفاتها الوراثية.

هل من هدف رئيس لهذه الاستراتيجية؟ بالقطع، تعزيز مكانة المملكة كدولة رائدة في قطاع التقنية الحيوية، وهو ما تجسده هذه الاستراتيجية، التي تتسع آفاقها لتعبّر عن بداية رحلة تحويلية للمملكة والعالم.

والشاهد أنه كبقية روافد «رؤية 2030» تسعى استراتيجية التقنية الحيوية التي أعلنها ولي العهد، لأن تضحى السعودية تجمعاً عالمياً رائداً في مجال هذا الفتح العلمي الجديد، الكفيل بتغيير الأوضاع وتبديل الطباع حول البشر والحجر، إلى جانب تحقيق مستوى عالٍ من الاكتفاء الذاتي، وإحداث أثر اجتماعي واقتصادي إيجابي، وذلك من خلال البناء على 4 مرتكزات استراتيجية، تبدأ بالإنسان... ماذا عن ذلك؟

المرتكز الأول الذي يمكن مشاغبته فكرياً في هذه الاستراتيجية موصول بالجينوم، أي المجموعة الكاملة من المعلومات الوراثية الموجودة في تسلسل الحمض الريبوزي النووي للإنسان.

وتؤسس التقنية الحيوية قاعدة معرفية لفهم هذا الجينوم، والمحلي منه، أي السعودي بنوع خاص، وتحفيز سبل الوقاية الصحية، وتعزيز الابتكار، وذلك بتوسيع قاعدة بيانات الجينوم الوطني ومنصة التحليلات.

هل لهذا المرتكز أهمية خاصة في عالمنا المعاصر؟

بلا شك سوف يدار عالمنا الحاضر من خلال البيانات الرقمية الجينية للبشر، وليس سراً القول إن الحروب العالمية المقبلة لن تدار بالأسلحة التقليدية، ولا النووية، بل بالتحكم في البشرية عبر مكوناتها البيولوجية، ما يعني أن من يمتلك شفرات الجينوم لشعب بعينه قادر على أن يؤثر فيه تأثيراً جذرياً، ولهذا تسارع الدول الكبرى إلى بلورة بنوك معرفية جينية لشعوبها، وللآخرين على قدم المساواة.

ضمن ثورة الجينوم، التي تحتويها هذه الاستراتيجية، تطويع العلاج الجيني لخدمة الإنسانية في مكافحة الأمراض الوراثية باستخدام التكنولوجيا الحيوية، وذلك عبر نقل وتعديل الجينات المعطوبة، بالإضافة إلى إمكانية زرع أعضاء جديدة باستخدام المحتوى الوراثي لخلية المريض، بدلاً من أن ينقل له عضو من متبرع أو من ميت.

تضمن التقنية الحيوية، عبر أبحاث الجينوم، إنتاج أدوية خاصة بالمحتوى الجيني للفرد، أو ما يعرف بعلم الصيدلة الجيني، ناهيك عن تيسير التعامل مع قضايا النسب والطب الشرعي.

المرتكز الثاني، من بين مرتكزات الاستراتيجية السعودية الجديدة للتقنية الحيوية، موصول بتحسين زراعة النباتات، حيث تعد طريقاً نحو واحدة من أهم استراتيجيات الدول الساعية لاستقلال القرار الوطني على صعيد ضمان استدامة الإمدادات الغذائية.

وتمكن التقنية الحيوية من نقل جينات بعض الصفات المرغوبة إلى نباتات أخرى، مثل تحمل درجة الحرارة، ونقص المياه من نباتات صحراوية، والتحكم في أحجام وأشكال الثمار والنباتات، عطفاً على إمكانية رفع القيمة الغذائية لمحصول، بإضافة بعض الصفات الوراثية من محاصيل أخرى، أما الإضافة الكبرى في هذا السياق فتتعلق بالقدرة على إنتاج وقود حيوي صديق للبيئة، وهو ما يتسق ورؤية المملكة لمكافحة التغير المناخي.

هنا يمكن القول إن التقنية الحيوية سوف تترك أثراً إيجابياً على تخفيض الواردات الزراعية، ما يعني تحقيق فائض في ميزان المدفوعات، إلى جانب تعزيز الممارسات الخضراء التي تسهم في تنقية هواء الكوكب المتألم.

المرتكز الثالث يدور حول قضية غاية في الأهمية، أظهرت خطورتها وحساسيتها أزمة تفشي جائحة «كوفيد 19» قبل بضعة أعوام، ونعني بها اللقاحات ومدى توافرها وإنتاجها.

باختصار مفيد، تعزز التقنية الحيوية من إمكانية التصنيع المتكامل للقاحات، الأمر الذي يعني تحقيق مستويات عالية من الاكتفاء الذاتي، إلى جانب تطوير فرص تفتح مجالاً أوسع للتصدير إلى منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وتمكين جهود البحث العلمي والتطوير باستخدام التقنيات المبتكرة.

المرتكز الرابع والأخير موصول بفكرة التوطين، حيث تمكّن التقنية من تحقيق كفاءة الإنفاق في الرعاية الصحية، بإنشاء منصة متكاملة للتصنيع الحيوي.

الاستراتيجية الجديدة تسهم بنسبة 3 في المائة في الناتج الإجمالي المحلي غير النفطي، وبأثر كلي يبلغ نحو 130 مليار دولار، ناهيك عن توفير آلاف الفرص والوظائف الجديدة.

استراتيجية التقنية الحيوية للمملكة تقطع بأن طرح القضايا المصيرية أبداً ودوماً ينطلق من الذات الواعية، لا من عند الآخر المراوغ.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

السعودية واستراتيجية التقنية الحيوية السعودية واستراتيجية التقنية الحيوية



GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

GMT 17:36 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تَدَعوا «محور الممانعة» ينجح في منع السلام!

GMT 17:32 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

عودة ترمبية... من الباب الكبير

GMT 17:27 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

ترمب الثاني

GMT 21:28 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

«هي لأ مش هي»!

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 09:50 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة
المغرب اليوم - فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة

GMT 10:04 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد
المغرب اليوم - أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد

GMT 07:08 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك
المغرب اليوم - الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك

GMT 13:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 01:46 2024 الأحد ,27 تشرين الأول / أكتوبر

أخوماش يهزم أملاح بالدوري الإسباني

GMT 00:14 2024 الجمعة ,18 تشرين الأول / أكتوبر

صندوق النقد يتوقع مستقبلا عصيباً للاقتصاد العالمي

GMT 03:11 2024 الجمعة ,18 تشرين الأول / أكتوبر

إنستغرام تطلق تجارب جديدة على ريلز لدعم المبدعين

GMT 06:18 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الحمل الجمعة 30 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 00:16 2024 السبت ,19 تشرين الأول / أكتوبر

داو جونز يرتفع 36 نقطة ليحقق مكاسب قياسية

GMT 03:05 2024 الجمعة ,18 تشرين الأول / أكتوبر

مايكروسوفت تُعلن لوحة ألعاب للاعبين ذوي الهمم

GMT 10:03 2024 الأربعاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

المغرب التطواني يتعاقد مع عزيز العامري لقيادة الفريق

GMT 02:56 2024 الجمعة ,18 تشرين الأول / أكتوبر

تستعد شركة شاومي لإصدار النسخة العالمية من هاتف Redmi Note 14 5G

GMT 19:28 2016 الثلاثاء ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

برج التنين.. قوي وحازم يجيد تأسيس المشاريع

GMT 15:20 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

رشيد العلمي يُفجِّر فضيحة مدوية تطال وزراء سابقين

GMT 23:56 2015 الخميس ,15 تشرين الأول / أكتوبر

علماء "ناسا" يؤكدون وجود نوع من الحياة على كوكب المريخ

GMT 14:50 2013 الثلاثاء ,23 تموز / يوليو

سرير من خشب الجوز المتوهج يحكي تاريخ النحت

GMT 14:42 2022 الإثنين ,12 كانون الأول / ديسمبر

الدولار يرتفع مع استمرار الضغوط التضخمية في أميركا
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib