أوروبا غير المتوقع يحدث دائماً
وزارة الصحة الفلسطينية تُعلن ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي إلى 41 ألفًا و272 شهيدًا، و95 ألفًا و551 إصابة وزارة الصحة اللبنانية تنفي معلومات غير دقيقة حول سقوط 11 شهيداً و4000 مصاب وزير الصحة اللبناني يعلن أن 3 آلاف جريح بانفجار أجهزة النداء بعضها يحتاج إلى العلاج في الخارج طائرة تابعة للخطوط الملكية المغربية تجري هبوطاً اضطرارياً في إسبانيا بسبب سرب من الطيور شركة الخطوط الجوية الفرنسية تُعلق رحلاتها إلى بيروت وتل أبيب حتى الخميس مقتل وإصابة عدد من الأشخاص في قصّف مدفعي شنّة الدعم السريع على الفاشر وزارة الصحة اللبنانية تدعو جميع اللبنانيين للتخلص من أجهزة اتصال "بيجر" شركة ميتا تحظر وسائل الإعلام الروسية الحكومية بسبب نشاط التدخل الأجنبى حزب الله اللبناني يُصدر بياناً جديداُ يحدد فيه هوية الجهة المنفذة لانفجار الأجهزة اللاسلكية الذي أسفر عن عدد من القتلى وآلاف الجرحى مستشفيات جنوب لبنان تخطت قدرتها الاستيعابية والجرحى ينقلون إلى مستشفيات خارج المحافظة
أخر الأخبار

أوروبا... غير المتوقع يحدث دائماً

المغرب اليوم -

أوروبا غير المتوقع يحدث دائماً

إميل أمين
بقلم : إميل أمين

يبدو المشهد الدولي، لا سيما على الساحة الأوروبية مؤخراً، أقرب ما يكون لمسرحيات العبث لصموئيل بيكت؛ ذلك أن أوروبا التي كانت قاب قوسين أو أدنى من الطرح الأوراسي، وبلورة تعايش وتعاون بين شعوب يحدّها من الغرب المحيط الأطلسي، ومن الشرق جبال الأورال، ها هي الآن تجد نفسها في مواجهة احتمالات جديدة وجدية لأن تضحى موقع وموضع صراعات حكماً سوف تتحول من الإقليميــة إلى القومية وصولاً إلى العالمية.
قبل بضعة أيام تحدث قائد الجيش البريطاني الجنرال باتريك ساندرز أمام جنوده، بشأن احتمالات المواجهة العسكرية مع روسيا، وكيف أنه يتوجب على الحلفاء الأوروبيين الاستعداد للسيناريوهات كافة، بل إنه أثار الكثير من الجدل عندما دعا كل قوات بلاده إلى أن تكون على أهبة الاستعداد للفوز بأي معركة قد تخوضها على الأرض.
حرارة حديث القائد العسكري البريطاني زادت حدتها من خلال تصريحه، وليس تلميحه، بأن أي معركة قادمة قد تخوضها أوروبا، إنما تعني شيئاً واحداً وهو اندلاع حرب عالمية ثالثة.
البريطانيون بنوع خاص، هم أكثر من يدعم ويزخم الجانب الأوكراني في المواجهة مع روسيا، ولعل أحدث الأسلحة التي وصلت للأوكرانيين كانت بريطانية، وحتى الأميركية منها تم تهريبها من خلالهم، باعتبار أن ما قام به الـــــروس، هو تهديد لعموم أوروبا وأن عمليات القيصر العسكرية لا بد أن تتوقف عند حدود أوكـــــرانيا.
يلاحظ المرء أيضــــاً أن هناك حالة استنفار قصوى في صفوف القوات البريطانية، التي تراجعت أعدادها إلى 72 ألف جندي، وربما لهذا كثر الحديث عن تجهيزات بريطانية نووية لملاقاة صواريخ موسكو عابرة القارات والفرط صوتية، وبلغ الأمر حد الملاسنة والتهديد العلني.
ما يحدث في أوروبا أول الأمر، وعلى صعيد المواجهة الروسية مع «الناتو» بصورة عامة، يجعل المرء يستدعي من الذاكرة مقولة الأديب الفرنسي الشهير أندريه موروا (1885 - 1967) الشهيرة Toujours l›inattendu arrive «غير المتوقــــع يحدث دائماً».
والمعنى هنا، أن فكرة الحرب والمواجهة العالمية على الأراضي الأوروبية، والتي اعتبرت من إرث الماضي السحيق، ذاك الذي توارى بعد هزيمـــــة النازية والفاشية، وتلاشت هواجسه حين غاب الاتحاد السوفياتي، تلك الفكرة التي لم يكن لعقل أن يتصور عودتها، يمكن بالفعل أن تخيّم مرة جديدة على سماوات القـــــارة الأوروبيــــة.
والشاهد، أنه يوماً تلو الآخر تتكاثر الأزمـــات المصيرية وتتصاعد حدة الخلافات ما بين روسيا و«الناتو»، ما يهدد قولاً وفعلاً بغير المتوقع أن يحدث.
خذ إليك على سبيل المثال الإصرار الأميركي على تزويد أوكرانيا بأنواع من الصواريخ العالية الدقة، تلك التي يمكنها أن تطال أهدافاً استراتيجية في الداخل الروسي.
هذا الطرح واجهته روسيا بصورة مباشرة وبحدة لا لين فيها، وعندها أن الرد سيكون على المصدر، الذي هو الأقمار الصناعية الأميركية وربما الأوروبية، تلك التي تقوم بتوجيه تلك الصواريخ؛ الأمر الذي يعني نقل المعركة من البر إلى الفضاء، وليس إلى الجو فقط.
أوروبا يخشى المرء من أنه عند لحظة يأس من جراء تلاعب الروس بمقدراتها الطاقوية، إن جاز التعبير، سوف تميل بدرجة أو بأخرى إلى مواجهة أوسع على أمل زيادة رقعة العمليات العسكرية؛ وذلك بغرض توريط موسكو في وحل من المستنقعات، قبل أن تغلق مرة وإلى أجل غير مسمى أنابيب الغاز.
الأوروبيون واقعون في واقع الحال تحت ضغط نفسي وعصبي غير مسبوق منذ نهايات الحرب العالميــــة الثانية، لا سيما أنهم قد خرجوا للتو من أزمات اقتصادية ولدتها جائحة فيروس شائه لا يعلم المرء من أين أتى، وهل سيعود مرة أخرى أم لا، مع الأخذ في عين الاعتبار تصريحات الرئيس الأميركي جو بايدن هذا الأسبوع عن الحاجة إلى مخصصات طوارئ لمواجهة الجائحة القادمة، وهــــذا أمر لنا معه عــــــــــــودة مفصلة لاحــــــقاً.
خلال الأسبوع الفائت، قطعت شركة «غازبروم» الروسية العملاقة للطاقة، إمدادات الغاز بنحو 60 في المائة عن 5 دول في الاتحاد الأوروبي بذريعة صيانة معدات ألمانية؛ الأمر الذي يهدد فكرة تخزين الطاقة خلال الشهرين القادمين قبل مواجهة الجنرال الأبيض في الشتاء المقبل، ومع ما لذلك من تأثيرات كارثية على مشاهد الحياة اليومية في دول اعتادت الرفاهية من المهد إلى اللحد.
جرح جديد يفتح في الساحة الأوراسية، ويجعل الحرب غير المتوقعة على نطاق أوروبي واسع قابلة للتحقق، وهو ذاك المتعلق بالمشهد في جمهورية ليتوانيا، التي أعلنت أنها ستمنع عبور قطــــارات الشحن التي تنقل من روسيا إلى مدينة كاليننغرادبضائع تخضع للعقوبات الأوروبية.
الكرملين اعتبر هذه الخطوة «غير مسبوقة وغير قانونية»، ما حدا بسكرتير مجلس الأمن الروسي، نيكولاي باتروشيف للقول «إن الرد سيكون له تأثير خطير على الشعب الليتواني».
هنا يمكن للمرء أن يفهم أن الدب الروسي لن يقبل الحصار المصطنع من قِبل جماعة الأطلسي، وأن كل السيناريوهات واردة، مع الأخذ في عين الاعتبار أن ليتوانيا عضو في «الناتو»، والتــــــأكيدات الأميركية بدعمها في مواجهة الروس عديدة، فهل يعني ذلك أنه غـــداة الهجوم الروسي حال حدوثه على ليتوانيا، سوف تنطلق الحرب العظمى الجديدة على الأراضي الأوروبية؟
يبدو القيصر وهو في طريقه لإحياء الإمبراطورية الروسية السلافية، قد أخذ في عين الاعتبار الحاجة إلى قوة الردع النووي مرة أخرى؛ ولهذا كان يعلن في الكرملين الثلاثاء الماضي، عن قرب نشر الصاروخ الشيطاني، سارمات، ذي الرؤوس النووية العشرة في رسالة للأوروبيين ومن ورائهم الأميركيون.
هل مخاوف أندريه موروا قابلة للتحقق؟
نفي التمني لا يفيد بانتفاء احتمالات الوقوع في المحظور أوروبياً أول الأمر وعالمياً تالياً.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أوروبا غير المتوقع يحدث دائماً أوروبا غير المتوقع يحدث دائماً



GMT 23:25 2024 الثلاثاء ,17 أيلول / سبتمبر

قصة الراوي

GMT 19:37 2024 الثلاثاء ,17 أيلول / سبتمبر

بمناسبة المسرح: ذاكرة السعودية وتوثيقها

GMT 19:34 2024 الثلاثاء ,17 أيلول / سبتمبر

لماذا نهتم بالانتخابات الأميركية؟

GMT 19:31 2024 الثلاثاء ,17 أيلول / سبتمبر

تغريد دارغوث إذ ترسم ضد تسليع الكارثة

GMT 19:26 2024 الثلاثاء ,17 أيلول / سبتمبر

مصر وحماس؟!

ياسمين صبري بإطلالات أنيقة كررت فيها لمساتها الجمالية

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 13:16 2024 الأربعاء ,18 أيلول / سبتمبر

التعرض إلى الضوء في الليل يُزيد من خطر زيادة الوزن
المغرب اليوم - التعرض إلى الضوء في الليل يُزيد من خطر زيادة الوزن

GMT 18:43 2024 الأربعاء ,18 أيلول / سبتمبر

محمد إمام يتعاقد على فيلم جديد بعنوان "صقر وكناريا"
المغرب اليوم - محمد إمام يتعاقد على فيلم جديد بعنوان

GMT 08:23 2015 الأربعاء ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

هواتف سامسونغ تتصدر الأسواق الناشئة في الربع الثالث

GMT 02:02 2017 الإثنين ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

ضبط عون سلطة متلبس بتلقي رشوة في جرسيف

GMT 01:58 2015 الأربعاء ,09 كانون الأول / ديسمبر

محرر "صن" البريطانية يدعي الهرب من تركيا إلى فرنسا

GMT 02:22 2015 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

عيب خلقي يهدّد حياة طفلة ووالدتها تجمع تبرعات لعلاجها

GMT 18:51 2015 الخميس ,03 كانون الأول / ديسمبر

صدور المجموعة القصصية "نوران" لمحمد المليجي

GMT 14:01 2024 الأربعاء ,14 شباط / فبراير

زيدان يتحدث عن انتقال مبابي لـ ريال مدريد
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib