شونباخ ـ بوتين وعالم الغرب المنقسم
ثوران بركاني جديد في أيسلندا يهدد منتجع بلو لاجون الشهير الحكومة الإسبانية تفرض غرامة تصل لـ179 مليون يورو على 5 شركات طيران بسبب ممارسات تعسفية السلطات الأمنية في بريطانيا تُخلي أجزاء كبيرة من مطار جاتويك جنوبي لندن لأسباب أمنية وزارة الصحة في غزة تُناشد المؤسسات الدولية والإنسانية بتوفير الحماية للمستشفيات والكوادر الصحية في القطاع إصابة 6 كوادر طبية وأضرار مادية جراء هجوم إسرائيلي على مستشفى كمال عدوان شمال قطاع غزة مقتل 10 أشخاص فى هجوم على مزار فى ولاية بغلان شمال شرق أفغانستان الشرطة البريطانية تُغلق السفارة الأميركية فى لندن بعد انفجار طرد مشبوه عثر عليه بالمنطقة الجيش الإسرائيلي يُصدر أمراً بإخلاء 3 قرى في جنوب لبنان وانتقال السكان إلى شمال نهر الأولى الشرطة البرازيلية تتهم بشكل رسمي الرئيس السابق اليميني جاير بولسونارو بالتخطيط لقلب نتيجة انتخابات 2022 بالتعاون مع مؤيديه المرصد السوري لحقوق الإنسان يُعلن ارتفاع عدد شهداء الغارة الإسرائيلية علي مدينة تدمر الي 92 شخصاً
أخر الأخبار

شونباخ ـ بوتين.. وعالم الغرب المنقسم

المغرب اليوم -

شونباخ ـ بوتين وعالم الغرب المنقسم

إميل أمين
بقلم : إميل أمين

هل نجح القيصر بوتين في شق صف الغرب في الوقت الذي تسمع فيه قعقعة الحرب على الحدود الأوكرانية؟
يمكن أن يكون ذلك كذلك بالفعل، وخير دليل الموقف الألماني عامة الذي رفض تزويد أوكرانيا بالأسلحة مثلما فعل العم سام، الذي أرسل ما قيمته 200 مليون دولار من أدوات الحرب استعداداً للهول القادم من الشرق الأوكراني.
على أن تصريحات قائد البحرية الألمانية الأميرال كاي إخيم شونباخ، الأخيرة، ورغم أنها قادته إلى الاستقالة لاحقاً، فإنها عكست موقف الكثيرين من الألمان في روسيا وقائدها، وفي الناتو والتحالف الأميركي - الأوروبي، وربما بيّنت بوضوح أن الشرخ في الجدار الأوروبي يتعمق ويتسع يوماً تلو الآخر.
خلال مؤتمر عُقد في نيودلهي في المعهد الهندي للدراسات الدفاعية (متنوهار باريكار)، ذهب شونباخ إلى أنه من المهم جداً احترام بوتين، ومضيفاً أن إظهار الاحترام لا يكلف شيئاً، وأن الزعيم الروسي يستحق هذا الاحترام.
شونباخ، أثار ثائرة أوكرانيا والأوكرانيين حين أشار إلى واقع حال شبه جزيرة القرم، وكيف أنها أضحت منطقة روسية إلى الأبد، ولن تعود إلى أوكرانيا مرة أخرى.
عطفاً على ذلك، وضع شونباخ الجميع أمام حقيقة باتت مؤكدة للكثير من الأوروبيين، وهي أن روسيا ليست العدو الحقيقي لألمانيا أو الهند، بل الصين، وعليه يتوجب الانتباه جيداً إلى التحدي الصيني.
تستدعي تصريحات شونباخ وقفة متأنية في محاولة لفهم تصريحات مسؤول عسكري ألماني كبير؛ ذلك أنه ومهما قيل في تبرير تصريحاته أو إنكارها لاحقاً، فإن الحقيقة واضحة، وهي أن الغرب ينقسم يوماً تلو الآخر.
البداية قطعاً من خلال جسم حلف الأطلسي، الذي يتلقى طعنات في السنوات الأخيرة، وقد خيّل للبعض أن الرئيس جو بايدن سيعيد المودات التي انقطعت بصورة أو بأخرى خلال إدارة سلفه دونالد ترمب اليتيمة، غير أن ذلك لم يحدث، وغالب الأمر أنه لن تجري به المقادير.
تصريحات شونباخ توضح لنا أن هناك تياراً ألمانياً ربما يرى الحلف الأوراسي، في الوقت الراهن، أكثر أهمية وفاعلية، من حلف الأطلسي، وأنه ليس من مصلحة ألمانيا الجيوسياسية الدخول في صراع عسكري مسلح من جديد مع روسيا.
يبدو الخوف الألماني الحقيقي من الصين، والجميع يعلم أن تجليات الاقتصاد عادة ما تستتبعها ثورات وفورات عسكرية، وهذا ديدن الإمبراطوريات عبر التاريخ وحتى اليوم، وعلى غير المصدق أن ينظر إلى حاملات الطائرات التي تبنيها الصين من جهة، وصوامع الصواريخ النووية التي تعدها تحت الأرض لقرابة عشرة آلاف رأس نووي، وما من أحد سيقدر على منعها، لا سيما أنها من يرفض الدخول في معاهدات نووية دولية.
يلفت الانتباه في تصريحات شونباخ أنها صدرت خلال لقاء عُقد في مركز دراسات هندية؛ ما يعني أن الهند ليست غافلة عما تجري به المقادير من حولها، والمراقب للشأن الهندي يعلم أن هناك تقارباً روسياً - هندياً بنوع خاص، هدفه الرئيس التحسب للنمو الصيني القائم والقادم، والذي يمكن أن يكون وبالاً على الدولتين، رغم التحالف البراغماتي الظاهر للعيان بين موسكو وبكين، والمرجح أن تنفصم عراه عند أقرب نقطة خلاف؛ إذ لا يزال الرماد تحت النيران بين الجانبين.
يمكن القطع أن شونباخ قد لامس الأسلاك العارية في شخصية الرئيس بوتين، لا سيما أن حديثه عن الاحترام تجاهه هو بيت القصيد، وهو ما لا تريد الدولة الأميركية العميقة فهمه، بل تمضي وراء مشروع القرن الأميركي للمحافظين الجدد حتى الساعة، والذي يبغي صبغ العالم برمته بلون العلم الأميركي، ومن غير أي اعتبار لمفاهيم الدولة الويستفالية.
لا يبدي الغرب احتراماً لبوتين، كما أن الناتو ينكص على وعوده يوماً تلو الآخر، فقد قطع على نفسه التزاماً في زمن تفكيك الاتحاد السوفياتي بألا يتقدم إلى الحدود الروسية، وها هو ينكر اليوم ما وعد به بالأمس.
يبدو الأميرال شونباخ من العارفين بشخصية بوتين بشكل معمق، ويدرك أن الجرح الغائر في قلب بوتين حتى الساعة يتمثل في المهانة والإذلال اللذين لاقاهما الروس من الدوائر الأميركية والغربية، ولا يزال ضابط الاستخبارات السوفياتية يشعر بأن سيف الغدر قد ذبح بلاده مرة، وعليه فإنه من المستحيل أن يسمح بتعرضها لسيناريو مشابه عبر اقتراب حوائط صواريخ الناتو من بلاده، وحتى لو كلف الأمر مواجهة لا تبقي ولا تذر.
في حديثه عن الدول التي ترغب في الانضمام إلى الناتو، بدا شونباخ رجل تفكير استراتيجي، وهذا ليس بغريب على أحد أبناء بسمارك؛ ذلك أنه أشار إلى أن جورجيا تستوفي معايير الانضمام إلى الحلف، لكن عضويتها، وعلى حد تعبيره، غير منطقية... لماذا؟
باختصار غير مخل؛ لأنها بذلك تخل بالتوازنات الجغرافية والديموغرافية التي تحفظ لأوروبا سلامها.
شونباخ يرى أن حرباً جديدة في القارة الأوروبية يمكن أن تبدأ في العقود القريبة... هل دق الرجل جرس إنذار للقارة العجوز؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

شونباخ ـ بوتين وعالم الغرب المنقسم شونباخ ـ بوتين وعالم الغرب المنقسم



GMT 14:35 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل

GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

GMT 17:36 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تَدَعوا «محور الممانعة» ينجح في منع السلام!

GMT 17:32 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

عودة ترمبية... من الباب الكبير

GMT 17:27 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

ترمب الثاني

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ المغرب اليوم

GMT 07:39 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
المغرب اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 08:04 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
المغرب اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 09:49 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
المغرب اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 01:41 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

أحمد سعد يوجه رسالة ليسرا في حفل غولدن غلوب
المغرب اليوم - أحمد سعد يوجه رسالة ليسرا في حفل غولدن غلوب

GMT 09:10 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
المغرب اليوم -

GMT 16:47 2022 الجمعة ,14 كانون الثاني / يناير

حزب التجمع الوطني للأحرار" يعقد 15 مؤتمرا إقليميا بـ7 جهات

GMT 09:39 2024 الخميس ,31 تشرين الأول / أكتوبر

وجهات سياحية مميزة توفر متعة التزلج في فصل الشتاء

GMT 20:43 2020 الأحد ,13 كانون الأول / ديسمبر

ابن صلاج الدين الغماري يفاجئ الجميع بخطوة جريئة

GMT 08:11 2018 السبت ,22 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على "الإغلاق الحكومي الجزئي" في الولايات المتحدة

GMT 10:54 2018 الخميس ,21 حزيران / يونيو

نصائح في التدبير المنزلي لتنظيف "الغسالة"

GMT 21:40 2017 الإثنين ,18 كانون الأول / ديسمبر

تأهل براعم حسنية أغادير للدور الثالث من كأس عصبة سوس

GMT 12:15 2017 السبت ,16 كانون الأول / ديسمبر

مدينة إنديانابوليس تستضيف في 2021 مباراة "كل نجوم NBA"

GMT 12:39 2017 الخميس ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

بدء منافسات بطولة كأس الملك حمد الدولية للغولف الخميس

GMT 00:32 2017 الإثنين ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

انضمام سولانكي وكوك لقائمة منتخب إنجلترا لموقعة البرازيل

GMT 13:07 2023 الأربعاء ,20 أيلول / سبتمبر

غوارديولا يُعلن أن مانشستر سيتي يعيش في أزمة

GMT 14:06 2023 الأربعاء ,05 تموز / يوليو

التفاصيل الكاملة لأزمة حفل عمرو دياب في لبنان
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib