شونباخ ـ بوتين وعالم الغرب المنقسم
وزارة الصحة الفلسطينية تُعلن ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي إلى 41 ألفًا و272 شهيدًا، و95 ألفًا و551 إصابة وزارة الصحة اللبنانية تنفي معلومات غير دقيقة حول سقوط 11 شهيداً و4000 مصاب وزير الصحة اللبناني يعلن أن 3 آلاف جريح بانفجار أجهزة النداء بعضها يحتاج إلى العلاج في الخارج طائرة تابعة للخطوط الملكية المغربية تجري هبوطاً اضطرارياً في إسبانيا بسبب سرب من الطيور شركة الخطوط الجوية الفرنسية تُعلق رحلاتها إلى بيروت وتل أبيب حتى الخميس مقتل وإصابة عدد من الأشخاص في قصّف مدفعي شنّة الدعم السريع على الفاشر وزارة الصحة اللبنانية تدعو جميع اللبنانيين للتخلص من أجهزة اتصال "بيجر" شركة ميتا تحظر وسائل الإعلام الروسية الحكومية بسبب نشاط التدخل الأجنبى حزب الله اللبناني يُصدر بياناً جديداُ يحدد فيه هوية الجهة المنفذة لانفجار الأجهزة اللاسلكية الذي أسفر عن عدد من القتلى وآلاف الجرحى مستشفيات جنوب لبنان تخطت قدرتها الاستيعابية والجرحى ينقلون إلى مستشفيات خارج المحافظة
أخر الأخبار

شونباخ ـ بوتين.. وعالم الغرب المنقسم

المغرب اليوم -

شونباخ ـ بوتين وعالم الغرب المنقسم

إميل أمين
بقلم : إميل أمين

هل نجح القيصر بوتين في شق صف الغرب في الوقت الذي تسمع فيه قعقعة الحرب على الحدود الأوكرانية؟
يمكن أن يكون ذلك كذلك بالفعل، وخير دليل الموقف الألماني عامة الذي رفض تزويد أوكرانيا بالأسلحة مثلما فعل العم سام، الذي أرسل ما قيمته 200 مليون دولار من أدوات الحرب استعداداً للهول القادم من الشرق الأوكراني.
على أن تصريحات قائد البحرية الألمانية الأميرال كاي إخيم شونباخ، الأخيرة، ورغم أنها قادته إلى الاستقالة لاحقاً، فإنها عكست موقف الكثيرين من الألمان في روسيا وقائدها، وفي الناتو والتحالف الأميركي - الأوروبي، وربما بيّنت بوضوح أن الشرخ في الجدار الأوروبي يتعمق ويتسع يوماً تلو الآخر.
خلال مؤتمر عُقد في نيودلهي في المعهد الهندي للدراسات الدفاعية (متنوهار باريكار)، ذهب شونباخ إلى أنه من المهم جداً احترام بوتين، ومضيفاً أن إظهار الاحترام لا يكلف شيئاً، وأن الزعيم الروسي يستحق هذا الاحترام.
شونباخ، أثار ثائرة أوكرانيا والأوكرانيين حين أشار إلى واقع حال شبه جزيرة القرم، وكيف أنها أضحت منطقة روسية إلى الأبد، ولن تعود إلى أوكرانيا مرة أخرى.
عطفاً على ذلك، وضع شونباخ الجميع أمام حقيقة باتت مؤكدة للكثير من الأوروبيين، وهي أن روسيا ليست العدو الحقيقي لألمانيا أو الهند، بل الصين، وعليه يتوجب الانتباه جيداً إلى التحدي الصيني.
تستدعي تصريحات شونباخ وقفة متأنية في محاولة لفهم تصريحات مسؤول عسكري ألماني كبير؛ ذلك أنه ومهما قيل في تبرير تصريحاته أو إنكارها لاحقاً، فإن الحقيقة واضحة، وهي أن الغرب ينقسم يوماً تلو الآخر.
البداية قطعاً من خلال جسم حلف الأطلسي، الذي يتلقى طعنات في السنوات الأخيرة، وقد خيّل للبعض أن الرئيس جو بايدن سيعيد المودات التي انقطعت بصورة أو بأخرى خلال إدارة سلفه دونالد ترمب اليتيمة، غير أن ذلك لم يحدث، وغالب الأمر أنه لن تجري به المقادير.
تصريحات شونباخ توضح لنا أن هناك تياراً ألمانياً ربما يرى الحلف الأوراسي، في الوقت الراهن، أكثر أهمية وفاعلية، من حلف الأطلسي، وأنه ليس من مصلحة ألمانيا الجيوسياسية الدخول في صراع عسكري مسلح من جديد مع روسيا.
يبدو الخوف الألماني الحقيقي من الصين، والجميع يعلم أن تجليات الاقتصاد عادة ما تستتبعها ثورات وفورات عسكرية، وهذا ديدن الإمبراطوريات عبر التاريخ وحتى اليوم، وعلى غير المصدق أن ينظر إلى حاملات الطائرات التي تبنيها الصين من جهة، وصوامع الصواريخ النووية التي تعدها تحت الأرض لقرابة عشرة آلاف رأس نووي، وما من أحد سيقدر على منعها، لا سيما أنها من يرفض الدخول في معاهدات نووية دولية.
يلفت الانتباه في تصريحات شونباخ أنها صدرت خلال لقاء عُقد في مركز دراسات هندية؛ ما يعني أن الهند ليست غافلة عما تجري به المقادير من حولها، والمراقب للشأن الهندي يعلم أن هناك تقارباً روسياً - هندياً بنوع خاص، هدفه الرئيس التحسب للنمو الصيني القائم والقادم، والذي يمكن أن يكون وبالاً على الدولتين، رغم التحالف البراغماتي الظاهر للعيان بين موسكو وبكين، والمرجح أن تنفصم عراه عند أقرب نقطة خلاف؛ إذ لا يزال الرماد تحت النيران بين الجانبين.
يمكن القطع أن شونباخ قد لامس الأسلاك العارية في شخصية الرئيس بوتين، لا سيما أن حديثه عن الاحترام تجاهه هو بيت القصيد، وهو ما لا تريد الدولة الأميركية العميقة فهمه، بل تمضي وراء مشروع القرن الأميركي للمحافظين الجدد حتى الساعة، والذي يبغي صبغ العالم برمته بلون العلم الأميركي، ومن غير أي اعتبار لمفاهيم الدولة الويستفالية.
لا يبدي الغرب احتراماً لبوتين، كما أن الناتو ينكص على وعوده يوماً تلو الآخر، فقد قطع على نفسه التزاماً في زمن تفكيك الاتحاد السوفياتي بألا يتقدم إلى الحدود الروسية، وها هو ينكر اليوم ما وعد به بالأمس.
يبدو الأميرال شونباخ من العارفين بشخصية بوتين بشكل معمق، ويدرك أن الجرح الغائر في قلب بوتين حتى الساعة يتمثل في المهانة والإذلال اللذين لاقاهما الروس من الدوائر الأميركية والغربية، ولا يزال ضابط الاستخبارات السوفياتية يشعر بأن سيف الغدر قد ذبح بلاده مرة، وعليه فإنه من المستحيل أن يسمح بتعرضها لسيناريو مشابه عبر اقتراب حوائط صواريخ الناتو من بلاده، وحتى لو كلف الأمر مواجهة لا تبقي ولا تذر.
في حديثه عن الدول التي ترغب في الانضمام إلى الناتو، بدا شونباخ رجل تفكير استراتيجي، وهذا ليس بغريب على أحد أبناء بسمارك؛ ذلك أنه أشار إلى أن جورجيا تستوفي معايير الانضمام إلى الحلف، لكن عضويتها، وعلى حد تعبيره، غير منطقية... لماذا؟
باختصار غير مخل؛ لأنها بذلك تخل بالتوازنات الجغرافية والديموغرافية التي تحفظ لأوروبا سلامها.
شونباخ يرى أن حرباً جديدة في القارة الأوروبية يمكن أن تبدأ في العقود القريبة... هل دق الرجل جرس إنذار للقارة العجوز؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

شونباخ ـ بوتين وعالم الغرب المنقسم شونباخ ـ بوتين وعالم الغرب المنقسم



GMT 23:25 2024 الثلاثاء ,17 أيلول / سبتمبر

قصة الراوي

GMT 19:37 2024 الثلاثاء ,17 أيلول / سبتمبر

بمناسبة المسرح: ذاكرة السعودية وتوثيقها

GMT 19:34 2024 الثلاثاء ,17 أيلول / سبتمبر

لماذا نهتم بالانتخابات الأميركية؟

GMT 19:31 2024 الثلاثاء ,17 أيلول / سبتمبر

تغريد دارغوث إذ ترسم ضد تسليع الكارثة

GMT 19:26 2024 الثلاثاء ,17 أيلول / سبتمبر

مصر وحماس؟!

ياسمين صبري بإطلالات أنيقة كررت فيها لمساتها الجمالية

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 13:16 2024 الأربعاء ,18 أيلول / سبتمبر

التعرض إلى الضوء في الليل يُزيد من خطر زيادة الوزن
المغرب اليوم - التعرض إلى الضوء في الليل يُزيد من خطر زيادة الوزن

GMT 18:43 2024 الأربعاء ,18 أيلول / سبتمبر

محمد إمام يتعاقد على فيلم جديد بعنوان "صقر وكناريا"
المغرب اليوم - محمد إمام يتعاقد على فيلم جديد بعنوان

GMT 08:23 2015 الأربعاء ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

هواتف سامسونغ تتصدر الأسواق الناشئة في الربع الثالث

GMT 02:02 2017 الإثنين ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

ضبط عون سلطة متلبس بتلقي رشوة في جرسيف

GMT 01:58 2015 الأربعاء ,09 كانون الأول / ديسمبر

محرر "صن" البريطانية يدعي الهرب من تركيا إلى فرنسا

GMT 02:22 2015 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

عيب خلقي يهدّد حياة طفلة ووالدتها تجمع تبرعات لعلاجها

GMT 18:51 2015 الخميس ,03 كانون الأول / ديسمبر

صدور المجموعة القصصية "نوران" لمحمد المليجي

GMT 14:01 2024 الأربعاء ,14 شباط / فبراير

زيدان يتحدث عن انتقال مبابي لـ ريال مدريد
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib