الناتو والصين إرث الحرب الباردة
ثوران بركاني جديد في أيسلندا يهدد منتجع بلو لاجون الشهير الحكومة الإسبانية تفرض غرامة تصل لـ179 مليون يورو على 5 شركات طيران بسبب ممارسات تعسفية السلطات الأمنية في بريطانيا تُخلي أجزاء كبيرة من مطار جاتويك جنوبي لندن لأسباب أمنية وزارة الصحة في غزة تُناشد المؤسسات الدولية والإنسانية بتوفير الحماية للمستشفيات والكوادر الصحية في القطاع إصابة 6 كوادر طبية وأضرار مادية جراء هجوم إسرائيلي على مستشفى كمال عدوان شمال قطاع غزة مقتل 10 أشخاص فى هجوم على مزار فى ولاية بغلان شمال شرق أفغانستان الشرطة البريطانية تُغلق السفارة الأميركية فى لندن بعد انفجار طرد مشبوه عثر عليه بالمنطقة الجيش الإسرائيلي يُصدر أمراً بإخلاء 3 قرى في جنوب لبنان وانتقال السكان إلى شمال نهر الأولى الشرطة البرازيلية تتهم بشكل رسمي الرئيس السابق اليميني جاير بولسونارو بالتخطيط لقلب نتيجة انتخابات 2022 بالتعاون مع مؤيديه المرصد السوري لحقوق الإنسان يُعلن ارتفاع عدد شهداء الغارة الإسرائيلية علي مدينة تدمر الي 92 شخصاً
أخر الأخبار

الناتو والصين... إرث الحرب الباردة

المغرب اليوم -

الناتو والصين إرث الحرب الباردة

إميل أمين
بقلم : إميل أمين

عشية قمة حلف الناتو الطارئة في بروكسل، اتهم الأمين العام للحلف، ينس ستولتنبرغ، الصين بتوفير الدعم السياسي لروسيا، في هجومها على أوكرانيا، وحذّر من إرسال الدعم المادي لجهود موسكو الحربية.

الاتهامات الموجهة للصين من قبل الناتو، تمتد في حقيقة الأمر إلى ما هو أبعد من ذلك، فقد نقلت «نيويورك تايمز» عن مَن سمتهم مسؤولين مجهولين، أن الصين كانت على علم بنوايا روسيا وخططها في أوكرانيا في وقت مبكر، فيما «وول ستريت جورنال»، قطعت بأن روسيا طلبت من الصين معدات عسكرية منذ بدء عملياتها العسكرية في أوكرانيا.

تالياً تكشف أن المسؤولين المجهولين، ليسوا إلا أعضاء في مجلس الأمن القومي التابع للبيت الأبيض، الأمر الذي قاد إلى الاتصال الهاتفي الأخير بين الرئيس بايدن ونظيره الصيني شي جينبينغ.

هل الناتو برأس حربته الأميركية في مآل ومجال الصدام مع الصين، قبل أن تنتهي معركة أوكرانيا، أم أن العمليات العسكرية في الأخيرة، ستقود بالضرورة الناتو إلى صدام حتمي مؤكد مع الصين؟

تبدو التحركات العسكرية لحلف الناتو وكأنها تتوقع الأسوأ، ولهذا جاء قرار الحلف بنشر أربع مجموعات قتالية جديدة في بلغاريا، ورومانيا، والمجر، وسلوفاكيا، ليرتفع عدد المجموعات القتالية المنتشرة إلى ثماني مجموعات من البلطيق إلى البحر الأسود.

والشاهد أنه فيما ذهب الرئيس الأميركي بايدن إلى بروكسل، بهدف إظهار وحدة حلف الناتو، وتوجيه رسالة قوية إلى الأعداء بأن الاستعداد قائم وقادم والالتزام ماضٍ قدماً للدفاع عن الحلفاء، تبدو بكين اليوم أقرب ما تكون إلى موسكو من ناحية، وأبعد ما يمكن عن حلف الناتو.

هل تدعم الصين روسيا سياسياً أول الأمر؟

ذلك كذلك، وليس أدل على ذلك من دفاع الصين عن روسيا وبالضد من فكرة استبعاد الأخيرة من مجموعة العشرين، الأمر الذي لمّح إليه مستشار الأمن القومي الأميركي، جيك ساليفان، قبل أيام، مدعياً أن «الاتحاد الروسي لم يعد قادراً على ممارسة الأعمال كالمعتاد في المؤسسات الدولية».

وجهة نظر الصين في هذا السياق، عبّر عنها، وانغ وين بين، المتحدث باسم الخارجية الصينية، معتبراً أن «مجموعة العشرين هي المنتدى الرئيسي للتعاون الاقتصادي الدولي، وروسيا عضو مهم فيها، ولا يحق لأي عضو في مجموعة العشرين حرمان دولة أخرى من عضويتها».

حكماً كان لا بد من أن يحدث صدام الناتو مع الصين إنْ عاجلاً أو آجلاً، ذلك أن الصين تدرك إدراكاً جيداً نوايا الولايات المتحدة تجاه روسيا في الوقت الحالي، كهدف تكتيكي، فيما التوجه الاستراتيجي ينحو نحوها، والعمل على احتواء صعودها القطبي، إن لم يقدر لأعدائها العمل على إفشال مشروعها الأممي اقتصادياً وسياسياً.

ترى الصين أنها تقف في الأزمة الأوكرانية في الجانب الصحيح من الأزمة، وهي صيغة عصرانية لمنحى براغماتي لا يغيب عن قراء التاريخ وصناع الاستراتيجيات الدولية، لا سيما أن بكين تنظر بعين الريبة لتوسّع حلف شمال الأطلسي، خلال مراحله الثلاث باتجاه الحدود الروسية.

تدرك القيادة الصينية أن العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، عطّلت بدرجة واضحة خطط واشنطن في مناطق المحيط الهادئ لحصار الصين، التي تجلت العام الماضي في نشوء وارتقاء تحالفين؛ «أوكوس» مع بريطانيا وأستراليا، و«كواد» مع اليابان والهند وأستراليا، وكلاهما يمثل محاولة تطويق عسكري للصين بادئ ذي بدء.

لا تتوقف المحاولات الأميركية لوضع العقبات في طريق انطلاقة الصين، ذلك أنها تستنزفها بحزمة من الملفات والقضايا المعقدة، من التبت إلى تايوان، ومن هونغ كونغ إلى شينجيانغ، وهواوي وغيرها، بالتوازي مع تصنيفها من قبل واشنطن تهديداً مركزياً.

تنظر الصين إلى الناتو نظرة كلها ريبة وشكّ، وتعرف أنه يوم أن تسقط روسيا في الميدان ستجد نفسها في العراء في مواجهة الولايات المتحدة.

لا تواري بكين رؤيتها ومشاعرها جهة حلف الناتو، وهو ما يمكن أن يقلق ستولتنبرغ بالفعل، فهي وعلى لسان نائب وزير خارجيتها، لي يو تشينغ، عززت مخاوف روسيا من اقتراب الناتو إلى حدودها وكيف يمكن أن يصيب صاروخ أميركي العاصمة موسكو في غضون 7 أو 8 دقائق.

ترى الصين أن توسع الناتو ومحاصرة دولة نووية كبرى مثل روسيا، أمر ستترتب عليه تداعيات مروعة للغاية، بحيث لا يمكن التفكير فيها... هل هي دلالات لاستخدام الأسلحة النووية عما قريب؟

مهما يكن من شأن الجواب، فإن المسؤول الصيني يخلص إلى أن حلف الناتو كان يجب أن يتفكك ويدرج في التاريخ جنباً إلى جنب مع حلف وارسو.

لا يصدق الصينيون قول ستولتنبرغ إن الناتو ليس طرفاً في الحرب، بل يوقنون بأن الأمر مراحل تاريخية إمبريالية غربية؛ فعوضاً عن التفكك واصل الناتو تعزيز قوته وتوسعه، وتدخل عسكرياً في دول مثل يوغوسلافيا والعراق وسوريا وأفغانستان، وبلغ الأمر أن وصفت البعثة الصينية في الاتحاد الأوروبي حلف الناتو بأنه من مخلفات الحرب الباردة، ما يعطي القارئ خلفية عن اتساع الهوة بين مواقف الناتو وتوجهات الصين.

الناتو بقيادة أميركا في مأزق، فحتى لو ساعدت بكين موسكو، وهي تفعل في الحال وستفعل في الاستقبال، لن يقدر لواشنطن فرض أي عقوبات اقتصادية على الصين، ذلك لأنها ببساطة ستكون المتضرر الأول ومعها الاتحاد الأوروبي.

من ناحية ثانية، تبدو فكرة حصار الصين عسكرياً، أنجع طريق لتحالف عسكري روسي صيني يدفع العالم في طريق الحرب العالمية الثالثة.

الخلاصة... إنه عالم ما بعد الناتو وأحلاف الزمن القديم.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الناتو والصين إرث الحرب الباردة الناتو والصين إرث الحرب الباردة



GMT 14:35 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل

GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

GMT 17:36 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تَدَعوا «محور الممانعة» ينجح في منع السلام!

GMT 17:32 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

عودة ترمبية... من الباب الكبير

GMT 17:27 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

ترمب الثاني

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ المغرب اليوم

GMT 07:39 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
المغرب اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 08:04 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
المغرب اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 09:49 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
المغرب اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 01:41 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

أحمد سعد يوجه رسالة ليسرا في حفل غولدن غلوب
المغرب اليوم - أحمد سعد يوجه رسالة ليسرا في حفل غولدن غلوب

GMT 09:10 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
المغرب اليوم -

GMT 16:47 2022 الجمعة ,14 كانون الثاني / يناير

حزب التجمع الوطني للأحرار" يعقد 15 مؤتمرا إقليميا بـ7 جهات

GMT 09:39 2024 الخميس ,31 تشرين الأول / أكتوبر

وجهات سياحية مميزة توفر متعة التزلج في فصل الشتاء

GMT 20:43 2020 الأحد ,13 كانون الأول / ديسمبر

ابن صلاج الدين الغماري يفاجئ الجميع بخطوة جريئة

GMT 08:11 2018 السبت ,22 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على "الإغلاق الحكومي الجزئي" في الولايات المتحدة

GMT 10:54 2018 الخميس ,21 حزيران / يونيو

نصائح في التدبير المنزلي لتنظيف "الغسالة"

GMT 21:40 2017 الإثنين ,18 كانون الأول / ديسمبر

تأهل براعم حسنية أغادير للدور الثالث من كأس عصبة سوس

GMT 12:15 2017 السبت ,16 كانون الأول / ديسمبر

مدينة إنديانابوليس تستضيف في 2021 مباراة "كل نجوم NBA"

GMT 12:39 2017 الخميس ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

بدء منافسات بطولة كأس الملك حمد الدولية للغولف الخميس

GMT 00:32 2017 الإثنين ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

انضمام سولانكي وكوك لقائمة منتخب إنجلترا لموقعة البرازيل

GMT 13:07 2023 الأربعاء ,20 أيلول / سبتمبر

غوارديولا يُعلن أن مانشستر سيتي يعيش في أزمة

GMT 14:06 2023 الأربعاء ,05 تموز / يوليو

التفاصيل الكاملة لأزمة حفل عمرو دياب في لبنان
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib