«ذي أتلانتيك» وحديث الروح السعودية القيادية
وزارة الصحة الفلسطينية تُعلن ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي إلى 41 ألفًا و272 شهيدًا، و95 ألفًا و551 إصابة وزارة الصحة اللبنانية تنفي معلومات غير دقيقة حول سقوط 11 شهيداً و4000 مصاب وزير الصحة اللبناني يعلن أن 3 آلاف جريح بانفجار أجهزة النداء بعضها يحتاج إلى العلاج في الخارج طائرة تابعة للخطوط الملكية المغربية تجري هبوطاً اضطرارياً في إسبانيا بسبب سرب من الطيور شركة الخطوط الجوية الفرنسية تُعلق رحلاتها إلى بيروت وتل أبيب حتى الخميس مقتل وإصابة عدد من الأشخاص في قصّف مدفعي شنّة الدعم السريع على الفاشر وزارة الصحة اللبنانية تدعو جميع اللبنانيين للتخلص من أجهزة اتصال "بيجر" شركة ميتا تحظر وسائل الإعلام الروسية الحكومية بسبب نشاط التدخل الأجنبى حزب الله اللبناني يُصدر بياناً جديداُ يحدد فيه هوية الجهة المنفذة لانفجار الأجهزة اللاسلكية الذي أسفر عن عدد من القتلى وآلاف الجرحى مستشفيات جنوب لبنان تخطت قدرتها الاستيعابية والجرحى ينقلون إلى مستشفيات خارج المحافظة
أخر الأخبار

«ذي أتلانتيك»... وحديث الروح السعودية القيادية

المغرب اليوم -

«ذي أتلانتيك» وحديث الروح السعودية القيادية

إميل أمين
بقلم : إميل أمين

يستدعي حوار ولي العهد الأمير محمد بن سلمان مع مجلة «ذي أتلانتيك» الأميركية، وقفة موضوعية عند منعطف التغيير السعودي الذاتي المنطلق من معطيات ومتطلبات تتوافق والبيئة والمجتمع السعودي.
مرة جديدة نذكر بأن كل إنجاز كبير، هو حُلم قبل أن يتحول إلى واقع، كما أن الجدل القديم، ذاك الذي دار طويلاً في مقاربة بين الظروف أم الشخصية ومن يشكل مصائر الأمم وأقدار الشعوب، قد حسم منذ زمن بعيد لصالح الأشخاص، والعهدة هنا على أبي السياسة الخارجية الأميركي العتيد هنري كيسنجر.
من أين لولي العهد هذه الروح الوطنية الوثابة، والتصريحات التي لا تنقصها الجرأة أو تعوزها الشفافية والوضوح؟
المؤكد أن الطبيعة الجغرافية والديموغرافية للمملكة هي من يزخم ويدعم قوتها في الحال والاستقبال، والبداية من عند موقع يطل على ثلاثة مضائق بحرية، يمر من خلالها نحو 27 في المائة تقريباً من التجارة العالمية، عطفاً على المقدرة على تلبية 12 في المائة من الطلب العالمي على النفط، وامتلاكها لاثنين من أكبر عشرة صناديق سيادية في العالم، كما تمتلك واحداً من أكبر الاحتياطيات بالعملة الأجنبية.
تبدو المملكة قوية بعقدها الاجتماعي الداخلي بين الشعب والأسرة الملكية الحاكمة، لا سيما في زمن التأسيس الثالث الذي تمر عليه هذه الأيام ثلاثة قرون.
يضيق المسطح المتاح للكتابة عن مناقشة تفصيلية لكل ما ورد في الحوار الثري، الذي يذكرنا بما قاله ريمون آرون الفيلسوف والمفكر الفرنسي الشهير بشأن التشبث على الدوام بحلم يتمثل في مجتمع تقدمي مؤنسن بشأن حقيقي.
تبدو كافة مفردات النقاش في حوار «ذي أتلانتيك» تتمحور حول نقطة مركزية واحدة، وهي إعادة السعودية إلى الموقع والموضع الذي يليق بها وبإمكانيات شعبها، ومقدراتها البشرية والاقتصادية.
مثير جداً قدر المباشرة في الحديث، والارتكان إلى الجذور التراثية، لا سيما ما يستحق منها اليوم العودة إليه، في تقويم لا تخطئه العين لمسارات ومساقات ترك الزمن أثره وبصماته عليها، وإن جاء وقت التصحيح.
عبر الحديث المطول، يدرك القارئ والباحث أن قضية الآيديولوجيا لا تشغل بال صاحب الرؤية التنموية 2030 للمملكة، وإنما محاولة الوصول إلى الميثودولوجيا، بمعنى الطرق الحديثة والعلمية في ابتكار نماذج النمو وحل المشكلات على مختلف أشكالها وأنواعها، هي ما تدور في رأس القائد الشاب.
خذ إليك على سبيل المثال رؤيته للمشروعات التنموية ولتطوير البنى التحتية، وكذا الهياكل العملاقة من نوعية نيوم، والعُلا، والدرعية، والقدية وأخواتها، فجميعها لا تتماهى ولا تحاكي أي تطوير، شرقاً أو غرباً، وإنما تنطلق من عمق أعماق المقومات التاريخية للسعودية، ما يعني أننا أمام نموذج للإبداع وليس للاتباع.
لم يكن للتطوير وإعادة البناء أن يمضيا في طريق الحجر ومن غير مقدرة على التلاقي مع البشر، لا سيما أن الإنسان يظل هو القضية وهو الحل في الوقت عينه.
من هنا نرى الرؤية التسامحية والتصالحية التي يقدمها ولي العهد، ومن قلب التاريخ الإسلامي، ذاك الذي لم يمضِ في طريق الإبعاد أو الإقصاء، وإنما – وعلى حد تعبير الأمير محمد – عرف وفي قلب بدايات الدعوة الإسلامية تعايشاً مع المسيحيين واليهود، ما أعطى ولا يزال نموذجاً لاحترام وتقدير كل الثقافات والأديان، بغض النظر عن طبيعتها، وقد باتت هذه الأريحية روحاً خلاقة ينبغي الرجوع إليها، روح الجذور المثالية، حيث الحقيقة الكامنة في الروح الإنسانية الواحدة من مشارق الأرض إلى مغاربها.
في الحديث عينه يتذكر المرء ما جاء في كتاب عالِم الاجتماع السويدي الشهير جوتار ميرولا عن «الدولة الرخوة»، وهي التي تغيب فيها روح القانون.
هنا نرى التأكيد على أن المملكة لا تعرف مفهوم الدماء الملكية، ولا التمايز بين أفرادها من جهة، وعموم الشعب من جهة ثانية، وكيف أنه لا يقبل الخطأ من أي فرد من تلك الأسرة، بل إن كون الفرد ينتمي إلى تلك الأسرة فإن ذلك يعد تكليفاً ومسؤولية ينبغي احترامهما، لا سيما أن الأسرة المالكة هي في خدمة الشعب والحفاظ على وحدته.
الحوار لا تنقصه الجرأة المستندة إلى الحقوق القانونية والشرائع والنواميس الوضعية، لا سيما فيما يتعلق بالحدود المسموح فيها بالتدخل في شؤون المملكة، وعدم مراعاة الطبيعة الاجتماعية والدوغمائية للسعودية، ولهذا فإن الحسم والحزم تجليا ظاهرين: «ليس لأحد الحق في التدخل في شؤوننا».
تبدو المملكة في طريقها وعبر السنوات الخمس الماضية سائرة في درب المودات، بدءاً من عند الولايات المتحدة، الصديق القديم والحليف الكبير، وإن كان ذلك لا يعني ضبط المسافات مع القوى الصاعدة حول العالم، وخصوصاً في شرق آسيا، وبذكاء شديد تترك للآخرين القرار وما إذا كانوا يودون متابعة مصالحهم مع المملكة أو تخفيضها.
لا تؤمن المملكة بحسب الحوار المثير للتفكر، بحتمية الصراعات التاريخية، وهذا أمر يتماشى مع الديالكتيك التاريخي لسنن الله في خلقه من جهة التغيير.
لا تنظر المملكة لإسرائيل بوصفها عدواً، وتأمل أن تنتهي القضايا الخلافية مع الفلسطينيين لتضحى حليفاً قادماً، ولا تغلق الباب في وجه إيران، الجار الطبيعي، مع ضرورة الانتباه إلى خطورة حيازة سلاح نووي أو التوصل إلى اتفاق ضعيف.
قديماً قالوا إن كل قول يدل على قائله بأكثر مما يشير إلى سامعه، وتكفي قراءة الحوار ليدرك المرء معنى ومبنى رؤية 2030، التي ينطبق عليها قول فيكتور هوغو أديب فرنسا العظيم: «لا أحد يستطيع إيقاف فكرة حان وقتها».

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«ذي أتلانتيك» وحديث الروح السعودية القيادية «ذي أتلانتيك» وحديث الروح السعودية القيادية



GMT 23:25 2024 الثلاثاء ,17 أيلول / سبتمبر

قصة الراوي

GMT 19:37 2024 الثلاثاء ,17 أيلول / سبتمبر

بمناسبة المسرح: ذاكرة السعودية وتوثيقها

GMT 19:34 2024 الثلاثاء ,17 أيلول / سبتمبر

لماذا نهتم بالانتخابات الأميركية؟

GMT 19:31 2024 الثلاثاء ,17 أيلول / سبتمبر

تغريد دارغوث إذ ترسم ضد تسليع الكارثة

GMT 19:26 2024 الثلاثاء ,17 أيلول / سبتمبر

مصر وحماس؟!

ياسمين صبري بإطلالات أنيقة كررت فيها لمساتها الجمالية

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 13:16 2024 الأربعاء ,18 أيلول / سبتمبر

التعرض إلى الضوء في الليل يُزيد من خطر زيادة الوزن
المغرب اليوم - التعرض إلى الضوء في الليل يُزيد من خطر زيادة الوزن

GMT 18:43 2024 الأربعاء ,18 أيلول / سبتمبر

محمد إمام يتعاقد على فيلم جديد بعنوان "صقر وكناريا"
المغرب اليوم - محمد إمام يتعاقد على فيلم جديد بعنوان

GMT 08:23 2015 الأربعاء ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

هواتف سامسونغ تتصدر الأسواق الناشئة في الربع الثالث

GMT 02:02 2017 الإثنين ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

ضبط عون سلطة متلبس بتلقي رشوة في جرسيف

GMT 01:58 2015 الأربعاء ,09 كانون الأول / ديسمبر

محرر "صن" البريطانية يدعي الهرب من تركيا إلى فرنسا

GMT 02:22 2015 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

عيب خلقي يهدّد حياة طفلة ووالدتها تجمع تبرعات لعلاجها

GMT 18:51 2015 الخميس ,03 كانون الأول / ديسمبر

صدور المجموعة القصصية "نوران" لمحمد المليجي

GMT 14:01 2024 الأربعاء ,14 شباط / فبراير

زيدان يتحدث عن انتقال مبابي لـ ريال مدريد
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib