السعودية والأخوة الإنسانية في مديح التعددية
وزارة الصحة الفلسطينية تُعلن ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي إلى 41 ألفًا و272 شهيدًا، و95 ألفًا و551 إصابة وزارة الصحة اللبنانية تنفي معلومات غير دقيقة حول سقوط 11 شهيداً و4000 مصاب وزير الصحة اللبناني يعلن أن 3 آلاف جريح بانفجار أجهزة النداء بعضها يحتاج إلى العلاج في الخارج طائرة تابعة للخطوط الملكية المغربية تجري هبوطاً اضطرارياً في إسبانيا بسبب سرب من الطيور شركة الخطوط الجوية الفرنسية تُعلق رحلاتها إلى بيروت وتل أبيب حتى الخميس مقتل وإصابة عدد من الأشخاص في قصّف مدفعي شنّة الدعم السريع على الفاشر وزارة الصحة اللبنانية تدعو جميع اللبنانيين للتخلص من أجهزة اتصال "بيجر" شركة ميتا تحظر وسائل الإعلام الروسية الحكومية بسبب نشاط التدخل الأجنبى حزب الله اللبناني يُصدر بياناً جديداُ يحدد فيه هوية الجهة المنفذة لانفجار الأجهزة اللاسلكية الذي أسفر عن عدد من القتلى وآلاف الجرحى مستشفيات جنوب لبنان تخطت قدرتها الاستيعابية والجرحى ينقلون إلى مستشفيات خارج المحافظة
أخر الأخبار

السعودية والأخوة الإنسانية... في مديح التعددية

المغرب اليوم -

السعودية والأخوة الإنسانية في مديح التعددية

إميل أمين
بقلم : إميل أمين

في أكتوبر (تشرين الأول) من عام 2017، وخلال جلسة النقاش التي دارت على هامش «مبادرة مستقبل الاستثمار»، التي عُقِدت في العاصمة السعودية، الرياض، تحدث ولي العهد الأمير محمد بن سلمان عن المسارات والمساقات الجديدة للمملكة، تلك التي تعبر عن إرثها الحضاري والإنساني من جهة، وعن رؤيتها العقدية والإيمانية من جهة ثانية.
في ذلك اللقاء أشار الأمير محمد بن سلمان إلى حتمية العودة إلى الإسلام الوسطي المعتدل والمنفتح على جميع الأديان، مشيراً إلى أن 70 في المائة من الشعب السعودي أعمارهم لا تتجاوز الثلاثين عاماً، وأنه ما من مجال لإضاعة ثلاثين سنة أخرى في التعامل مع الأفكار المتطرفة.
لم تكن أحاديث ولي العهد الأمير محمد قبل خمسة أعوام إنشائية بلاغية، وإنما جاءت لتواكب الخطوات الواضحة التي تم اتخاذها في تلك الفترة بهذا الشأن، في طريق مواجهة ومجابهة التطرف والتعصب، وإعلاء راية القيم السمحة والمعتدلة، الصحيحة والحقيقية.
اليوم، وبعد مرور تلك السنين، ها هي المملكة العربية السعودية تُظهِر صدق التوجه، وعزم الإرادة، وناجز السعي في طريق سعي الأسرة البشرية في طريق الأخوة الذي يوفق ولا يفرق، يشرح ولا يجرح.
قبل بضعة أيام، وعلى هامش الاحتفال باليوم العالمي للأخوة الإنسانية، كانت المملكة تؤكد ضرورة أن يكون التنوُّع بين الأديان والمعتقدات والثقافات المختلفة، مصدراً لتقوية أواصر الأخوة الإنسانية، لا أن يكون مصدر ضعف وانقسام.
الرؤية الإنسانية المتقدمة جاءت في كلمة القائم بأعمال وفد المملكة الدائم لدى الأمم المتحدة، محمد العتيق، الذي أكد أن «العالم بحاجة إلى الأخوة الإنسانية أكثر من أي وقت مضى، لا سيما في ظل الصراعات والانقسامات التي تمزق العالم، وانتشار خطاب الكراهية، علاوة على التهديدات المرتبطة بالأمراض والأوبئة».
تبدو الكلمات صادقة في عالم يتقدم مسرعاً بلا مسار مشترك، وبات الجميع يشعر بالهوة العميقة التي تفصل بين الأمم والشعوب، والمسافة التي تباعد بين البشر وبعضهم البعض، إلى الحد الذي معه يكاد يسود الانطباع بأن الانقسام الحقيقي بات هو القاسم المشترك، وأن التآلف والوحدة يمضيان وراء ضبابية العنصرية والتشرذم.
جاءت مأساة جائحة فيروس «كوفيد - 19»، لتزيد الإدراك بأننا مجتمع عالمي يستقل الزورق نفسه، حيث ضرر فرد واحد يصيب الجميع، وأنه ما من أحد قادر على النجاة بمفرده، وأنه لا يمكننا أن ننجو إلا مجتمعين.
أسقطت عاصفة «كوفيد» الأقنعة عن ضعفنا كفرادى، وفضحت الضمانات الزائفة وغير الضرورية التي بنينا عليها جداول أعمالنا ومشاريعنا وعاداتنا وأولوياتنا، كما أشار إلى ذلك البابا فرنسس، عطفاً على سقوط الصورة النمطية التي تخفي وراءها الـ«أنا» الخائف باستمرار على صورته، وظهر مجدداً، هذا الانتماء المشترك المبارك الذي لا فرار منه، ألا وهو «انتماء الأخوة».
لم تتوقف المملكة طوال السنوات الخمس الماضية عند حدود طيب الكلام، بل عمدت إلى تغيير الواقع مع خلال مشاركة عميقة، خيّرة ومغيّرة، بجانب الأشقاء في مصر والإمارات والبحرين، وذلك من خلال التقدُّم باقتراح إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة، يجعل من يوم الرابع من فبراير (شباط)، يوماً عالمياً للأخوة الإنسانية، وذلك انطلاقاً من إيمان المملكة الراسخ بأن الأديان والمعتقدات المختلفة، وكذلك التنوع الثقافي بين المجتمعات البشرية، لا تبرر أبداً الصدام، بل تدعو إلى تقوية أواصر الأخوة الإنسانية.
جهود المملكة في طريق تخليق مجتمع أكثر إنسانية، وأكثر أخوة، تبدت من خلال العديد من المبادرات المحلية والدولية التي تطرحها لمواجهة صعود آيديولوجيات التطرف والإرهاب، ومكافحة خطاب الكراهية.
في مقدمة المبادرات التي قادتها السعودية بشراكة أممية، وغيَّرت كثيراً من ملامح الواقع المعاصر، تأتي خطوتها لإنشاء «مركز الملك عبد الله بن عبد العزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات» (كايسيد)، الذي أخذ على عاتقه مهمة تفعيل الحوار بين الأمم والشعوب، بل بين أبناء الأمة الواحدة المتصارعة في كثير من بقاع وأصقاع العالم.
وسط الجو المشحون بالتحديات المعاصرة، عملت المملكة من خلال «مركز الملك عبد الله بن عبد العزيز» وأصدقاؤه ومتابعوه في أوروبا وآسيا وأفريقيا على تعزيز روح الأمل حيث وُجِد اليأس، وزرع روح التعاون حيث انتشرت الفردية.
وما من شك في أن فريق المركز قد استطاع زحزحة صخرة «خطاب الكراهية»، الذي رآه العالم ينتشر ويتوغل في العقدين الأخيرين حول العالم، والصولات والجولات التي قاموا بها في دول أفريقية، مثل نيجيريا وغيرها، ممن تعاني من صراعات عرقية ودينية، خير دليل على نجاح وفلاح المركز.
أيضاً شاركت السعودية في تأسيس «مركز الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب»، فضلاً على الدور الحيوي الذي تقوم به من خلال شراكتها مع مكتب الأمم المتحدة لتحالف الحضارات، ودعم خطة عملها وبرامجها، ثم إنشاء «المركز العالمي لمكافحة الفكر المتطرف».
والشاهد أن الجهود السعودية التي تتلاقى مع كثير من رؤى وتطلعات الأشقاء في المنطقة، والأصدقاء في أوروبا وأميركا، بهدف رفع راية اللقاء والوفاق، ومجابهة أصوات العنصرية والقومية، قد وجدت ترحيباً عالمياً هذا العام، الأمر الذي تجلى في البيان الصادر للمرة الأولى عن الرئيس الأميركي جو بايدن، الذي حث فيه جميع الشعوب على العمل معاً، وتجاوز جميع الانقسامات، والتعاون فيما بينهم للتغلب على التحديات العالمية.
ذهب بايدن إلى أن ما نراه اليوم من تحديات طبيعية ومناخية وارتفاع وتيرة العنف في العالم يجعل التعاون مطلباً رئيسياً بين الناس من جميع الخلفيات والثقافات والعقائد والأديان.
إنه زمن مد اليد للآخرين، احترامهم، الإصغاء إليهم بقلب منفتح.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

السعودية والأخوة الإنسانية في مديح التعددية السعودية والأخوة الإنسانية في مديح التعددية



GMT 23:25 2024 الثلاثاء ,17 أيلول / سبتمبر

قصة الراوي

GMT 19:37 2024 الثلاثاء ,17 أيلول / سبتمبر

بمناسبة المسرح: ذاكرة السعودية وتوثيقها

GMT 19:34 2024 الثلاثاء ,17 أيلول / سبتمبر

لماذا نهتم بالانتخابات الأميركية؟

GMT 19:31 2024 الثلاثاء ,17 أيلول / سبتمبر

تغريد دارغوث إذ ترسم ضد تسليع الكارثة

GMT 19:26 2024 الثلاثاء ,17 أيلول / سبتمبر

مصر وحماس؟!

ياسمين صبري بإطلالات أنيقة كررت فيها لمساتها الجمالية

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 13:16 2024 الأربعاء ,18 أيلول / سبتمبر

التعرض إلى الضوء في الليل يُزيد من خطر زيادة الوزن
المغرب اليوم - التعرض إلى الضوء في الليل يُزيد من خطر زيادة الوزن

GMT 18:43 2024 الأربعاء ,18 أيلول / سبتمبر

محمد إمام يتعاقد على فيلم جديد بعنوان "صقر وكناريا"
المغرب اليوم - محمد إمام يتعاقد على فيلم جديد بعنوان

GMT 08:23 2015 الأربعاء ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

هواتف سامسونغ تتصدر الأسواق الناشئة في الربع الثالث

GMT 02:02 2017 الإثنين ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

ضبط عون سلطة متلبس بتلقي رشوة في جرسيف

GMT 01:58 2015 الأربعاء ,09 كانون الأول / ديسمبر

محرر "صن" البريطانية يدعي الهرب من تركيا إلى فرنسا

GMT 02:22 2015 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

عيب خلقي يهدّد حياة طفلة ووالدتها تجمع تبرعات لعلاجها

GMT 18:51 2015 الخميس ,03 كانون الأول / ديسمبر

صدور المجموعة القصصية "نوران" لمحمد المليجي

GMT 14:01 2024 الأربعاء ,14 شباط / فبراير

زيدان يتحدث عن انتقال مبابي لـ ريال مدريد
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib