ذكريات ثورة 30 يونيو 2013
وزارة الصحة في قطاع غزة تُعلن إرتفاع عدد الشهداء منذ العام الماضي إلى 43799 ونحو 103601 مصاباً الخارجية الإيرانية تنفي المزاعم بشأن لقاء إيلون ماسك بممثل إيران في الأمم المتحدة وزارة الصحة اللبنانية تُعلن ارتفاع حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على البلاد إلى 3452 شهيداً و14.664 مصاباً استشهاد اثنين من قيادات حركة الجهاد الفلسطينية في غارة إسرائيلية على سوريا استشهاد 5 أشخاص في غارة إسرائيلية على مدينة النبطية جنوبي لبنان مئات الإسرائيليين يتظاهرون في تل أبيب احتجاجاً على"تخريب صفقات الأسرى" استقالة وزيرة هولندية من أصول مغربية بسبب "تصريحات عنصرية" صدرت داخل اجتماع لمجلس الوزراء إستشهاد 7 فلسطينيين وإصابة آخرين في قصف إسرائيلي على خيم النازحين بمواصي خان يونس وزارة الصحة اللبنانية تُعلن ارتفاع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلى على البلاد إلى 3445 شهيداً و14599 مصاباً استشهاد 3 أشخاص وجرح 9 في الغارة التي شنها جيش الاحتلال الإسرائيلي على منطقة المساكن الشعبية في صور جنوب لبنان
أخر الأخبار

ذكريات ثورة 30 يونيو 2013

المغرب اليوم -

ذكريات ثورة 30 يونيو 2013

عبد المنعم سعيد
بقلم - عبد المنعم سعيد

الحكم الشائع عن المصريين بأنهم لا يحبون الثورة؛ لأنهم راقدون على ضفاف نهر خالد ينهلون ويزرعون من مائه، ويمشون على أرضه وسط مناخ معتدل، وفي العموم فإنهم يقبلون ما تأتي به الطبيعة سواء كان ذلك في حصاد المحصول أو مطالب الحكام. ثلاثة آلاف عام مرت منذ انتهاء العصور الفرعونية، تعاقب فيها الغزاة والفاتحون، واعتمد معظمهم على ما لدى ذلك الفلاح الأصيل من موهبة حساب الشهور والمواسم، وأحوال الطقس؛ ما يجعل إنتاجه يعطي الإمبراطورية الرومانية قمحاً، أما صلاح الدين الأيوبي فقد كان يطمئن على أن جيوشه في مواجهة الصليبيين لن تموت جوعاً. مطلع القرن التاسع عشر شهد يقظة بدأت بثورة قادها عمر مكرم لكي يعطي الحكم إلى محمد علي الذي كان محض والٍ عثماني آخر. ثورة عرابي كانت أكثر تعقيداً من سابقتهاً، فمن ناحية كانت دليلاً على أن الأمة المصرية وُلدت من جديد، حيث نتجت عن «الحداثة» طبقات اجتماعية، وفرز بين المصريين والأجانب، ومولد نخبة سياسية واقتصادية واجتماعية متعددة الأبعاد، وبات هناك من «المثقفين» مَن يعبّر عنها مثل عبد الله النديم وآخرين. ثورة 1919 شهدت مولد الدولة المصرية كما نعرفها اليوم حتى ولو كانت في بدايتها «مملكة»، وما انتقلت إليه «جمهورية». في الحالتين كان العالم قد بات في القرن العشرين أكثر تعقيداً مما سبق، ومعه مصر باتت الأكثر حداثة في إقليم كان لا يزال يغط في عصور قديمة. ثورة 23 يوليو (تموز) 1952 لم تكن ثورة بالمعنى الشامل للكلمة، كانت «حركة مباركة» قام بها الجيش لكي يسعى من أجل جلاء الإنجليز الذين طال بقاؤهم في مصر أكثر مما ينبغي. أصبحت الحركة ثورةً، وتمددت أجنحتها في الإقليم العربي في الخارج، بينما كانت تبحث عن التصنيع والزراعة الحديثة في الداخل. بعدت فكرة الثورة، ولم تبقَ منها إلا حركات احتجاجية شاهدت أولاها مباشرة بعد هزيمة يونيو (حزيران) 1967 عندما خرج طلبة الجامعة أكثر من مرة يطالبون بالحرب ضد إسرائيل. وحدثت ثورة أخرى من أجل الخبز في 18 و19 يناير (كانون الثاني) 1977 وانتهت باغتيال «الإخوان» الرئيس السادات لأنه أقام صلحاً لتحرير الأراضي المصرية!

سجل الثورات في مصر لم يكن شحيحاً إذاً، ولكن طول عمر الدولة بين ألفيات عدة نثر مناسبة الخروج الجماهيري الكبير حتى بدا الاستقرار قانوناً أبدياً؛ وحدث ذلك على الأقل حتى جاءت موجة ثورية في 25 يناير 2011، كانت كما لو كانت بتعبيرات العصر الحالي «تسونامي» يجعل ما أتى بعده يختلف كثيراً عما كان قبله. الارتجاج كان كبيراً، ولا يزال، ولكنه كان كافياً لكي يجعل مصر تنظر إلى مستقبلها أكثر كثيراً مما كانت تلتفت إلى ماضيها. ورث الإخوان المسلمون الثورة، وجاء الشيخ يوسف القرضاوي لكي يستقر في ميدان التحرير بالقاهرة، مستدعياً مشهد آية الله روح الله الخميني، ساعة وصوله إلى طهران. لم يكن في مسيرة مجلس الإرشاد الذي يشابه «البوليتبرو» في الأحزاب الشيوعية ومثيلتها في الأحزاب الفاشية من واجبات السمع والطاعة ما يستحق لا الرصد ولا التحليل، اللهم إلا عودة الذاكرة إلى برنامج «الإخوان» في عام 2007 الذي كان يريد لثورة مصر أن تكون مثل تلك الإيرانية. تفاصيل ما جرى بعد ذلك لا تسعه المساحة، ويكفينا القول إن المشهد العام لم يكن مرضياً للشعب المصري ولا للقوات المسلحة المصرية، وما بينهما من روابط وثيقة فيها من العلاقات العضوية هوية مصرية نقية وخالصة.

العام الذي حكم فيه «الإخوان» كان مثيراً للغاية بعد انكشاف الاتجاه الذي يسيرون فيه، وتحلّيهم بكمية هائلة من عدم الكفاءة أو القدرة على الحكم. وعندما ظهرت حركة «تمرد» تجمع توقيعات المصريين كما فعل أجدادهم في جمع التوكيلات لسعد باشا زغلول، وتطالب بعقد انتخابات رئاسية مبكرة، جمعني عشاء مع السفير محمد رفاعة الطهطاوي وكان أميناً عاماً لرئاسة الجمهورية، وسألته هل يستجيبون للمطلب الشعبي، فقال إنهم - يقصد «الإخوان» - لا يستمعون لأحد. في يوم 19 يونيو اتصل بي السفير عمر عامر المتحدث الرسمي باسم رئاسة الدولة، طالباً مني مقابلته في القصر الجمهوري، وعندما ذهبت جاء بشخص يدعى أيمن ياسر رئيس مكتب العلاقات الخارجية، الذي سأل عن رأيي في الأحداث الجارية؛ ووقتها قلت إن هناك 3 مسارات: «الذهبي» وهو أن تُجرى انتخابات رئاسية جديدة، و«الفضي»، وهو أن يُجرى تغيير شامل في الوزارة ويحل محلها وزارة جبهة وطنية شاملة، و«الخشبي» وهو أن تبقى الأمور على حالها، ووقتها سوف تأخذ الطبيعة مجراها، أي الثورة. في 23 يونيو كانت لديّ محاضرة متفق عليها في الندوة التثقيفية الخامسة للقوات المسلحة عن التحديات التي تواجه الأمن القومي المصري؛ وهي محاضرة وصفها أحد الحاضرين بأنها جعلت اليوم أسود نتيجة ما تتعرض له مصر من أخطار، على رأسها تهديد «الإخوان».

كان ذلك هو اليوم الذي قابلت فيه الرئيس عبد الفتاح السيسي للمرة الأولى، وكان هو الذي تحدث في الندوة، معلناً أن القوات المسلحة لن تسمح لأحد بالمساس بشعرة واحدة من رأس الشعب المصري. تفاصيل ما جرى بعدها كان لقاء القوى الوطنية في 3 يوليو، ووضع خريطة للطريق، وبعد ذلك تفويض الشعب المصري لوزير الدفاع والقوات المسلحة بالقضاء على الفوضى، وفض الاعتصام في «رابعة». بدأت مصر هذه المرة في طريق آخر كانت الثورة مسلحة فيه بمشروع وطني كبير للبناء والتعمير والتنمية المستدامة، ولم تكن فيه مصر وحدها، وإنما قاسمها فيه أشقاء عرب فعلوا ما فعلوه تماماً كما حدث قبل عقود عندما خاضوا مع مصر حرب أكتوبر (تشرين الأول) 1973 بالسلاح والنفط والعون.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ذكريات ثورة 30 يونيو 2013 ذكريات ثورة 30 يونيو 2013



GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

GMT 17:36 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تَدَعوا «محور الممانعة» ينجح في منع السلام!

GMT 17:32 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

عودة ترمبية... من الباب الكبير

GMT 17:27 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

ترمب الثاني

GMT 21:28 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

«هي لأ مش هي»!

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 22:16 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

منزل نتنياهو تعرض لسقوط قنبلتين ضوئيتين
المغرب اليوم - منزل نتنياهو تعرض لسقوط قنبلتين ضوئيتين

GMT 11:11 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

نظام غذائي يُساعد في تحسين صحة الدماغ والوظائف الإدراكية
المغرب اليوم - نظام غذائي يُساعد في تحسين صحة الدماغ والوظائف الإدراكية

GMT 18:09 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد فراج يكشف تفاصيل أحدث أعماله الفنية
المغرب اليوم - محمد فراج يكشف تفاصيل أحدث أعماله الفنية
المغرب اليوم - الاتحاد الأوروبي يُغرم شركة ميتا الأميركية بـ800 مليون دولار

GMT 04:24 2024 الأحد ,20 تشرين الأول / أكتوبر

صندوق النقد يوافق على صرف 1.1 مليار دولار لأوكرانيا

GMT 05:58 2020 السبت ,29 شباط / فبراير

مناخا جيد على الرغم من بعض المعاكسات

GMT 15:25 2019 الثلاثاء ,07 أيار / مايو

عمرو خالد يكشف طرق رؤية الله في كل شيء حولنا

GMT 13:38 2019 الثلاثاء ,05 آذار/ مارس

مقتل راعي أغنام بسبب لدغة أفعى سامة في أزيلال

GMT 01:44 2019 الإثنين ,04 شباط / فبراير

قاصر مغربي يقدم على مغامرة خطيرة للهجرة السرية

GMT 15:14 2019 السبت ,02 شباط / فبراير

تعرفي على أفضل تصاميم الديكورات الزجاجية

GMT 10:42 2019 الأربعاء ,02 كانون الثاني / يناير

جماهير "الوداد" و"الرجاء" تقرر مقاطعة ديربي "الدار البيضاء"

GMT 18:33 2018 الأربعاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

رحيمي يتلقى عروضًا احترافية من أندية خليجية وتركية

GMT 17:04 2018 الخميس ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

الحكومة تلغي ديونًا متراكمة في عنق مليون و200 ألف مغربي

GMT 11:59 2018 الإثنين ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

أشرف الخمايسي يهدي "جو العظيم" إلى أحمد خالد توفيق

GMT 23:03 2018 الإثنين ,15 تشرين الأول / أكتوبر

%35 من مبيعات الهواتف الذكية في الهند تمت عبر الإنترنت

GMT 00:06 2018 الخميس ,11 تشرين الأول / أكتوبر

المغربي أشرف حكيمي أفضل ظهير في "الدوريات الكبرى" بأوروبا

GMT 14:01 2018 الجمعة ,21 أيلول / سبتمبر

العثور على عظام بشرية مدفونة داخل جرة في مكناس

GMT 04:29 2018 الثلاثاء ,04 أيلول / سبتمبر

طارق مصطفى يؤكد إعجابه بأندية الدوري المغربي
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib