تفكير مواطن فى الأزمة الاقتصادية
وزارة الصحة في قطاع غزة تُعلن إرتفاع عدد الشهداء منذ العام الماضي إلى 43799 ونحو 103601 مصاباً الخارجية الإيرانية تنفي المزاعم بشأن لقاء إيلون ماسك بممثل إيران في الأمم المتحدة وزارة الصحة اللبنانية تُعلن ارتفاع حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على البلاد إلى 3452 شهيداً و14.664 مصاباً استشهاد اثنين من قيادات حركة الجهاد الفلسطينية في غارة إسرائيلية على سوريا استشهاد 5 أشخاص في غارة إسرائيلية على مدينة النبطية جنوبي لبنان مئات الإسرائيليين يتظاهرون في تل أبيب احتجاجاً على"تخريب صفقات الأسرى" استقالة وزيرة هولندية من أصول مغربية بسبب "تصريحات عنصرية" صدرت داخل اجتماع لمجلس الوزراء إستشهاد 7 فلسطينيين وإصابة آخرين في قصف إسرائيلي على خيم النازحين بمواصي خان يونس وزارة الصحة اللبنانية تُعلن ارتفاع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلى على البلاد إلى 3445 شهيداً و14599 مصاباً استشهاد 3 أشخاص وجرح 9 في الغارة التي شنها جيش الاحتلال الإسرائيلي على منطقة المساكن الشعبية في صور جنوب لبنان
أخر الأخبار

تفكير مواطن فى الأزمة الاقتصادية

المغرب اليوم -

تفكير مواطن فى الأزمة الاقتصادية

عبد المنعم سعيد
بقلم - عبد المنعم سعيد

 

تحدث الأزمة الاقتصادية عندما يكون هناك خلل فى الموازين الأساسية للدولة من أول موازنتها العامة بين الإيرادات والإنفاق، والميزان التجارى بين الصادرات والواردات، وميزان المدفوعات بين ما هو وارد من أموال وما هو خارج منها، وحتى نصل إلى الخلل ما بين الزيادة السكانية والقدرة على إعاشتها. باختصار الأزمة هى حالة من الاستحكام لكل ما سبق إلى الدرجة التى تظهر فيه أعراض موجعة مثل التضخم والبطالة وحتى التعرض لضغوط خارجية شتى. التفكير مع هذا الوضع الآن يدعو أحيانا إلى «الحوار» حول الأزمة بين مختصين أو سياسيين أو الجمهور العام من خلال أجهزة الإعلام لعل الطاقة المجتمعية من الأفكار تقود إلى حل.

لدى الرأى العام فى العادة الرغبة فى حلول سحرية كثير منها متطرف وساذج وفى الأغلب يؤدى إلى تفاقم الأزمة وليس حلها حينما يزيد فيها الإنفاق العام أو يدعو إلى درجات متطرفة من التقشف فيكون مدعاة لضعف الطلب العام والانكماش الاقتصادى فى أعقابه. ما نحتاجه هو نوعية من التفكير التى تسير أولا فى اتجاهات نعرفها جيدا، وأجدنا فيها أيضا بالطاقات الحالية فى المجتمع؛ وثانيا أنها تكون مقبولة داخل الإطار السياسى العام فى البلاد، أى عملية وقابلة للتنفيذ وفيها بعض من الخيال ولكنها لا ترتقى إلى أحلام نستيقظ منها على كوابيس مخيفة.

نقطة الانطلاق الرئيسية هى ما تحقق خلال السنوات التسع الماضية على أرض مصر والتى حتى عام واحد مضى، ورغم وجود جائحة كورونا، حققت فيها معدلات نمو إيجابية، وظهر معها انخفاضات طفيفة فى النمو السكانى تحمل فى طياتها فرصا للتسارع كلما ظلت معدلات التنمية فى النمو. ما تحقق كان زيادة العمران المصرى التى كانت قبل نصف قرن نحو ٣٪ من مساحة مصر، ووصلت قبل ثلاثة عقود إلى ٧٪ من المساحة الكلية للدولة، والآن وبعد أقل من عقد فإن العمران يصل إلى ما يقرب من ١٥٪. النتيجة إيجابية ولا شك، ولكن عدد السكان ارتفع من نحو ٤٠ مليونا فى عام ١٩٨٠ إلى ما يقرب من ١١٥ مليونا من المواطنين والضيوف، وأصبح الامتحان الآن كيف يمكن وضعهم فى مسار للعمل وإضافة القيمة. فالعمران لا يعنى فقط العيش أو الوجود السكانى، وإنما القدرة على توليد الثروة أينما كانت على أرض مصر.

ولحسن الحظ أنه خلال نفس الفترة بدأت حركة واسعة للانطلاق من «النهر إلى البحر» حيث بدأت الحركة السكانية تتلامس مع البحرين الأبيض والأحمر، وخليجى السويس والعقبة، وجوار قناة السويس الكثيف؛ وبشكل ما فإن الصحراء المصرية لم تعد على وحشتها لدى أجيال سابقة، فلا عادت واحة سيوة بعيدة، ولا مزارع العوينات قصية، ولا واحات الوادى الجديد وتوشكى ظلت بعيدة عن خيال المصريين، ولا البحيرات المصرية دامت على حالتها العشوائية وإنما باتت جاهزة لاستثمارات كبرى. المؤكد أن نمو البنية الأساسية المصرية منذ مطلع القرن الحالى، خاصة خلال السنوات الست الماضية، من طرق وأنفاق ومطارات وموان ومحطات للطاقة قد خلقت مجالات واسعة للتعمير، واستخلاص الثروات، من المرجح أنها قد وصلت إلى مساحات جديدة، ولكنها ليست بعد واصلة إلى حالة المستوطنات السكانية من مدن وقرى حضرية وريفية.

وفى وقت من الأوقات كان التساؤل حاضرا وبإلحاح على مصادر تمويل بناء العاصمة الإدارية الجديدة، وجاءت الإجابة أن تحويل الأرض الجدباء التى لا تخضر ولا تثمر إلى عمران يولد قدرات مالية كانت كافية لبناء حاضرة مصر الجديدة. ذات النظرية لا تزال ممكنة فيما يخص المرحلة المقبلة فهناك لا يزال ٨٥٪ من أرض مصر قاحلة وجدباء ولم تصلها بعد لا يد التنمية ولا قدمها، وتزيد من حيث المساحة على ثلاثة أمثال بريطانيا أو اليابان. ولمن لا يعلم فإنه يوجد فى نيل القاهرة وحدها ١٥ جزيرة، أما فى النيل المصرى كله فيوجد ١٤٤ جزيرة منتشرة أمام ٨١٨ قرية ونجعا ومركزا فى ١٦ محافظة (أسوان- قنا- سوهاج - أسيوط- المنيا- بنى سويف- الجيزة- القاهرة- القليوبية- المنوفية- الغربية- كفر الشيخ - البحيرة- الدقهلية- دمياط- الأقصر). وهذه الجزر موزعة من أسوان حتى قناطر الدلتا (٥٥ جزيرة)، وفرع رشيد (٣٠ جزيرة)، وفرع دمياط (١٩ جزيرة)، وتبلغ مساحة الجزر ١٥٥٠ كم مربع أى مثلين ونصف دولة سنغافورة، وأكثر من ثلاثة امثال دولة البحرين، وأكثر من مثل ونصف مساحة مدينة هونج كونج الشهيرة، وأكثر من ٢٥ مثلا قدر جزيرة مانهاتن الشهيرة أيضا فى نيويورك، ومن المؤكد أن كلا منها يصلح لأن يكون مكانا للسكن والحضارة لا تختلف كثيرا عن حى جزيرة الزمالك، أو حى جزيرة المنيل. وكل ذلك بخلاف ٨١ جزيرة فى البحر الأحمر، كلها لا تقل روعة عن جزر بحر الكاريبى، ولكنها لأسباب لا داعى لمناقشتها الآن غير مأهولة، أو أنها تستخدم كممر لأغراض غير مشروعة.

المؤكد أن المتخصصين فى علم الاقتصاد قد يكون لديهم أفكار بديلة أخرى أكثر نجاعة فى التعامل مع الأزمة الاقتصادية والتخفيف من آثارها على الشعب المصرى. ولكن ما نطرحه هنا أن استغلال الجزر والأراضى المصرية من خلال الاستغلال الرأسمالى المباشر يتيح لنا فرصة كبيرة لاختبار ما نجحت فيه دول أخرى فى عالمنا للحصول على موارد عالمية بدلا من مواردنا الشحيحة. إنه نوع من الفرز الجغرافى الذى يعطى فرصا جديدة متاحة للدولة المصرية كلها. ولعل النظرة للجانب الآخر من البحر الأحمر حيث التنمية تجرى على قدم وساق بموارد محلية وداخلية تعطينا درسا إضافيا فى تخليق الثروة، وربما أيضا إتاحة فرصة واعدة للتنمية والرخاء المشترك.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تفكير مواطن فى الأزمة الاقتصادية تفكير مواطن فى الأزمة الاقتصادية



GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

GMT 17:36 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تَدَعوا «محور الممانعة» ينجح في منع السلام!

GMT 17:32 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

عودة ترمبية... من الباب الكبير

GMT 17:27 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

ترمب الثاني

GMT 21:28 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

«هي لأ مش هي»!

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 22:16 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

منزل نتنياهو تعرض لسقوط قنبلتين ضوئيتين
المغرب اليوم - منزل نتنياهو تعرض لسقوط قنبلتين ضوئيتين

GMT 18:09 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد فراج يكشف تفاصيل أحدث أعماله الفنية
المغرب اليوم - محمد فراج يكشف تفاصيل أحدث أعماله الفنية

GMT 04:24 2024 الأحد ,20 تشرين الأول / أكتوبر

صندوق النقد يوافق على صرف 1.1 مليار دولار لأوكرانيا

GMT 05:58 2020 السبت ,29 شباط / فبراير

مناخا جيد على الرغم من بعض المعاكسات

GMT 15:25 2019 الثلاثاء ,07 أيار / مايو

عمرو خالد يكشف طرق رؤية الله في كل شيء حولنا

GMT 13:38 2019 الثلاثاء ,05 آذار/ مارس

مقتل راعي أغنام بسبب لدغة أفعى سامة في أزيلال

GMT 01:44 2019 الإثنين ,04 شباط / فبراير

قاصر مغربي يقدم على مغامرة خطيرة للهجرة السرية

GMT 15:14 2019 السبت ,02 شباط / فبراير

تعرفي على أفضل تصاميم الديكورات الزجاجية

GMT 10:42 2019 الأربعاء ,02 كانون الثاني / يناير

جماهير "الوداد" و"الرجاء" تقرر مقاطعة ديربي "الدار البيضاء"

GMT 18:33 2018 الأربعاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

رحيمي يتلقى عروضًا احترافية من أندية خليجية وتركية

GMT 17:04 2018 الخميس ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

الحكومة تلغي ديونًا متراكمة في عنق مليون و200 ألف مغربي

GMT 11:59 2018 الإثنين ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

أشرف الخمايسي يهدي "جو العظيم" إلى أحمد خالد توفيق

GMT 23:03 2018 الإثنين ,15 تشرين الأول / أكتوبر

%35 من مبيعات الهواتف الذكية في الهند تمت عبر الإنترنت

GMT 00:06 2018 الخميس ,11 تشرين الأول / أكتوبر

المغربي أشرف حكيمي أفضل ظهير في "الدوريات الكبرى" بأوروبا

GMT 14:01 2018 الجمعة ,21 أيلول / سبتمبر

العثور على عظام بشرية مدفونة داخل جرة في مكناس

GMT 04:29 2018 الثلاثاء ,04 أيلول / سبتمبر

طارق مصطفى يؤكد إعجابه بأندية الدوري المغربي
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib