عملية البحث عن الخضرة والتراث
وزارة الصحة في قطاع غزة تُعلن إرتفاع عدد الشهداء منذ العام الماضي إلى 43799 ونحو 103601 مصاباً الخارجية الإيرانية تنفي المزاعم بشأن لقاء إيلون ماسك بممثل إيران في الأمم المتحدة وزارة الصحة اللبنانية تُعلن ارتفاع حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على البلاد إلى 3452 شهيداً و14.664 مصاباً استشهاد اثنين من قيادات حركة الجهاد الفلسطينية في غارة إسرائيلية على سوريا استشهاد 5 أشخاص في غارة إسرائيلية على مدينة النبطية جنوبي لبنان مئات الإسرائيليين يتظاهرون في تل أبيب احتجاجاً على"تخريب صفقات الأسرى" استقالة وزيرة هولندية من أصول مغربية بسبب "تصريحات عنصرية" صدرت داخل اجتماع لمجلس الوزراء إستشهاد 7 فلسطينيين وإصابة آخرين في قصف إسرائيلي على خيم النازحين بمواصي خان يونس وزارة الصحة اللبنانية تُعلن ارتفاع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلى على البلاد إلى 3445 شهيداً و14599 مصاباً استشهاد 3 أشخاص وجرح 9 في الغارة التي شنها جيش الاحتلال الإسرائيلي على منطقة المساكن الشعبية في صور جنوب لبنان
أخر الأخبار

عملية البحث عن الخضرة والتراث

المغرب اليوم -

عملية البحث عن الخضرة والتراث

عبد المنعم سعيد
بقلم - عبد المنعم سعيد

الأزمات الاقتصادية دائما مغرية للقوى السياسية أن تكون فاتحة لعملية إصلاح عميقة، أو أن تكون فرصة لتغيير شامل، أو على أقل تقدير أن تكون وسيلة للمشاركة في اتخاذ القرار لكى يكون ما سيأتى أفضل مما راح. الليبراليون المصريون الذين افتتحوا التغيرات الكبرى التي جرت في ٢٥ يناير ٢٠١١، وذابوا بعدها في أحضان الثورة التي انتهت إلى حكم الإخوان، وعندما جد الجد لتغيير الحال في ٣٠ يونيو ٢٠١٣، كان الهروب وسيلة التعامل مع لحظات حاسمة حول هوية الدولة وبقائها.

وعلى مدى عشر سنوات بعد التغيير السياسى فإن الأحزاب السياسية الليبرالية سرعان ما تعرضت لعمليات التآكل الداخلى، أو الخمول العام، أو الانسحاب من الساحة، اللهم إلا من كلمات إثبات الوجود ساعة المواجهة مع الإرهاب، أو الصمود في وجه الكورونا؛ والآن مع الأزمة الاقتصادية واشتداد الهجمات على الإدارة المصرية، فإنها تأخذ جانبا تستعير فيه «فقه الأولويات» وإبداء الملاحظات على مسار التنمية المصرية خلال السنوات الثمانى المصرية السابقة. الملاحظة على كل ما يجرى هو أنه لا منطق له، وهو لا يزيد على أهواء لحظية تقرر المشروعات، وتطبقها وتنفذها، فيما لا طائل وراءه؛ ولكن ما يوجع حقا هو أن فيها عداء للخضرة والأشجار، والأخطر من ذلك تعريض المدن المصرية لخطر التخلص من تراثها، وقيمها التاريخية.

والحقيقة هي أنه لا يوجد بأس من إبداء ملاحظات من وقت لآخر على ما يجرى ربما للتنبيه لخطر غياب الذوق الذي يتناسب مع النفوس الفنية المرهفة. ولكن الخطر يأتى عندما يكون المقصود من الملاحظة الإضافة إلى ركام ما يقوم به آخرون من ادعاءات على مدار الساعة. والأخطر عندما لا يتكلف أحد مشقة النظر حوله للتعرف على ما إذا كانت الخضرة قائمة أو تقوم، وعلى ما إذا كان الحفاظ على التراث غير قائم وأنه فعلا لا يجد مثلا أعلى إلا في عمارة دبى!.

بالنسبة لى فإننى كنت ممن طالبوا في هذا المقام أو غيره ببناء مدينتين مثل دبى، واحدة منهما في «العلمين» على البحر الأبيض والأخرى في سفاجا على البحر الأحمر؛ وطالما أن المصريين يذهبون إلى دبى أو ما يمثلها من مدن هي في حقيقتها ترجمة عربية لسنغافورة في المحيط الهندى، فلماذا لا نعطيهم العمارة والبحر والرطوبة في حزمة واحدة وهنا في مصر ودون سفر وراء البحار. ما جرى في العلمين فيه بعض من عمارة دبى، ولكن لا يزال بينها وبين المدينة العربية فارق كبير في التشغيل والعمل. سفاجا لا تزال بخيرها، ولكن باقى المدن الجديدة لم تأخذ من دبى شيئا ومعظمها مثل المنصورة الجديدة والإسماعيلية الجديدة وهكذا مدن شقيقة لها طابع عائلى مستمد من المدينة الأصلية. «العاصمة الإدارية» رغم اتهامها بأنها أيضا بنيت على أساس من ثقافة دبى التي باتت تعد من أهم مدن العالم المعاصر الآن، فإنها معماريا مستمدة من التراث الفرعونى في مبانيها الرسمية، وأما في الأبراج فإنها استمدت من التراث ذاته ارتفاعاته وتوسعاته وخطوطه الفنية.

ومن ناحيتى أيضا فقد كنت متخوفا مع العاصمة الإدارية أن تضيع معها القاهرة «التراثية»، ولكن ما حدث فعليا هو أنه لم يحدث في تاريخ مصر منذ بناء الخديو إسماعيل «القاهرة الخديوية» أن جرى تطوير التراث في القاهرة الفاطمية والأيوبية والفرعونية، مع مضاعفة أعداد المتاحف في نفس الوقت كما حدث خلال الفترة الأخيرة. القول من وقت لآخر بغياب الخضرة وقيام الغشوم بقطع الشجر فيه بعض الصحة عندما تقتضى المشروعات ذلك، على أمل أن تعود مرة أخرى، وهو ما يجب الإصرار عليه؛ ولكن ذلك عليه ألا يغفل حقيقة امتداد الخضرة في مصر وليس قصورها. ما نحتاجه هو نظرة على مصر كما تظهرها خريطة طقس «ياهو»، حيث نجد الدلتا وقد امتدت مروحتها لكى تتمدد الخضرة بين فرع دمياط وقناة السويس شرقا، وفرع رشيد والزحف الأخضر غربا.

طريق مصر إسكندرية الصحراوى لم يعد صحراويا وإنما امتدت الخضرة بعمق ٢٠كم شرقا وغربا. القاهرة والجيزة وإن عانت بعض أشجارهما، فإن منطقة الفسطاط فضلا عن متحفها، أعادت خلق حى كامل حديث يتطلب بعضا من الصبر على الانتهاء من حديقة «الفسطاط» العملاقة. بعض الخضرة امتد إلى شوارع في القاهرة لم تعرفها من قبل، ومناطق رُفعت عنها لعنة العشوائية، أو بعض منها لم يتيسر أيضا من قبل. الخاتمة هي أنه رغم كل ذلك فليست كل الأمور تمام؛ ولكن قول «إضاءة شمعة وسط الظلام أفضل من لعنته» صائب.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عملية البحث عن الخضرة والتراث عملية البحث عن الخضرة والتراث



GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

GMT 17:36 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تَدَعوا «محور الممانعة» ينجح في منع السلام!

GMT 17:32 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

عودة ترمبية... من الباب الكبير

GMT 17:27 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

ترمب الثاني

GMT 21:28 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

«هي لأ مش هي»!

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 11:11 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

نظام غذائي يُساعد في تحسين صحة الدماغ والوظائف الإدراكية
المغرب اليوم - نظام غذائي يُساعد في تحسين صحة الدماغ والوظائف الإدراكية

GMT 18:09 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد فراج يكشف تفاصيل أحدث أعماله الفنية
المغرب اليوم - محمد فراج يكشف تفاصيل أحدث أعماله الفنية
المغرب اليوم - الاتحاد الأوروبي يُغرم شركة ميتا الأميركية بـ800 مليون دولار

GMT 16:47 2022 الجمعة ,14 كانون الثاني / يناير

حزب التجمع الوطني للأحرار" يعقد 15 مؤتمرا إقليميا بـ7 جهات

GMT 23:38 2024 الخميس ,17 تشرين الأول / أكتوبر

3 أهداف وانتصاران لحمدالله أمام النصر

GMT 23:35 2024 السبت ,19 تشرين الأول / أكتوبر

سعر صرف الدرهم يتحسن مقابل الأورو وينخفض أمام الدولار

GMT 04:03 2024 الإثنين ,21 تشرين الأول / أكتوبر

اتحاد طنجة يفوز على أولمبيك آسفي

GMT 18:23 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 18:55 2017 السبت ,16 كانون الأول / ديسمبر

محمد صلاح يتنافس بقوة مع هازارد على مكان في الريال

GMT 23:33 2016 الأحد ,10 كانون الثاني / يناير

تأخير قطع الحبل السري مفيد للمولود

GMT 01:55 2014 الخميس ,01 أيار / مايو

"الفريكة" و"البرغل" تراث موسمي لفلاحي غزة

GMT 00:18 2020 الأربعاء ,03 حزيران / يونيو

قصص لينكدإن تصل للمستخدمين في الإمارات

GMT 18:23 2019 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

يا آسفي علينا !!

GMT 02:54 2019 الجمعة ,04 كانون الثاني / يناير

بدران يكشف مخاطر نقص فيتامين د على صحة الإنسان
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib