شاهد على مصر والقضية الفلسطينية 7
دونالد ترامب يفضل السماح لتطبيق تيك توك بمواصلة العمل في الولايات المتحدة لفترة قصيرة على الأقل شركة طيران أمريكية تجبر أحد الركاب على ترك مقعده في الدرجة الأولى لصالح كلب مرافق مقتل 10 ركاب وإصابة 12 في تحطم طائرة في البرازيل مطار دمشق الدولي يُعلن تمديد تعليق الرحلات الجوية حتى الأول من يناير 2025 الحوثيون يؤكدون إفشال هجوم أميركي بريطاني على اليمن باستهداف حاملة الطائرات "يو إس إس هاري إس ترومان" إسرائيل تنفي مغادرة أي وفد لمفاوضات وقف إطلاق النار في غزة إلى القاهرة 10 جنود إيرانيين شباب لقوا حتفهم في حادث سقوط حافلة في واد غرب إيران سقوط نحو 300 قتيل في اشتباكات عنيفة بين قوات سورية الديمقراطية وفصائل مسلحة مدعومة من تركيا في محيط سد تشرين وزارة الصحة في غزة تكشف أن عدد ضحايا عدوان الاحتلال الإسرائيلي على القطاع ارتفع إلى 45,259 شهيداً و107,627 مصاباً من 7 أكتوبر 2023 تسجيل 76 حالة وفاة و768 إصابة جراء إعصار شيدو الذي ضرب مقاطعات "كابو" و"ديلغادو" و"نابولا" و"نياسا" في شمال موزمبيق
أخر الأخبار

شاهد على مصر والقضية الفلسطينية (7)

المغرب اليوم -

شاهد على مصر والقضية الفلسطينية 7

عبد المنعم سعيد
بقلم - عبد المنعم سعيد

كان فارق التوقيت بين القاهرة وشيكاغو يوم 6 أكتوبر 1981 سبع ساعات؛ وفى الساعة الخامسة صباح ذلك اليوم استيقظت فى مدينة «ديكالب» التى تقع فى ضواحى الأخيرة، وكما هى العادة بادئا اليوم بمتابعة الأخبار فى القنوات التلفزيونية باحثا عما يخص مصر. وقبل أن يكتمل للعقل صفاؤه كان «بيتر جننج» المذيع الأشهر لشبكة ABC التلفزيونية يقول إنه جرت فى القاهرة محاولة لاغتيال الرئيس المصرى أنور السادات أثناء العرض العسكرى احتفالا بنصر أكتوبر 1973. بالنسبة للأمريكيين كان الخبر هاما عن زعيم حفر لنفسه مكانة عالمية عالية بمبادرته الجريئة للسلام مع إسرائيل. المبادرة لم تكن الذهاب إلى إسرائيل فقط، ولكن سرعان ما باتت سلسلة من الأعمال لمفاوضات كامب ديفيد ومعاهدة السلام ومفاوضات الحكم الذاتى للفلسطينيين واستضافة الإمبراطور الإيرانى الشاه محمد رضا بهلوى وغيرها، أمور جعلته محط إعجاب الساسة والمواطنين الأمريكيين، ومعهم الإعلام الأمريكى الذى تقدم كثيرا وقتها لدرجة أن ينقل بسرعة عملية اغتيال جرت فى الشرق الأوسط. فى ذلك الوقت كنت قد عبرت الامتحان الشامل للحصول على رسالة الدكتوراه؛ وبينما أقوم بالإعداد للرسالة بدأت التدريس فى الجامعة لمادة عن التطورات الجارية فى العلاقات الدولية وهى مادة ضرورية لمن يريد فيما بعد دراسة المواد الخاصة بإدارة الأعمال الدولية، والشركات متعددة الجنسية وما فى حكمها من أعمال عابرة الأقاليم والقارات.

كما هى العادة كنت قد أعددت لمحاضرتى فى الليلة السابقة، وفى الصباح لم أعرف ما الذى تعنيه محاولة الاغتيال للرئيس السادات، وما إذا كان على أن أضيف شيئا بشأنه حيث كان الشرق الأوسط موضوعا فى تطور العلاقات الدولية. كان تفكيرى مشوشا، ولم تكن التليفونات وقتها بالسلاسة التى نعرفها الآن، وبشكل ما كنت أعتقد أن خبر المحاولة وراءه أمور كثيرة كلها باعثة على القلق على الرئيس وعلى مصر. قبل الساعة الثامنة كنت فى مكتبى فى المبنى المخصص لطلاب الدكتوراه الذين يقومون بالتدريس وبات التوقيت فى القاهرة يتجاوز الثانية بعد الظهر وساعتها عرفت أن الرئيس السادات ذهب للقاء ربه. كان الزملاء من جنسيات متعددة، ومن جاء منهم كان حاملا خبرا أو تفصيلة من التفاصيل. كانت صحيفة الجامعة والصحف المحلية وكذلك القنوات التلفزيونية المحلية تتساءل مع الطالب المصرى الدارس للعلوم السياسية عما جرى فى القاهرة، ولم أكن أعرف الكثير ورغم ذلك فقد حاولت قدر الطاقة تلبية الأسئلة، وبالنسبة لمحاضرتى فقد قررت أن أترك للتلاميذ أن يقرروا ما إذا كان اغتيال الرئيس السادات يجب أن يكون جزءا من درس اليوم أم لا.

كان لدى 45 تلميذا وتلميذة دخلت إليهم ووجدت وجوما غير معتاد، وعندما انتهيت من محاضرتى لم يكن هناك من يسأل، وفجأة وجدت طابورا يشمل جميع الحضور، وبينما الدهشة تتملكنى بات الصف للعزاء. قرر الطلاب تعزية مصر ولم يكن هناك سواى يتقبل العزاء مصاحبا بدموع وحزن. وكانت الولايات المتحدة قد قررت إرسال ثلاثة رؤساء سابقين للعزاء- كارتر وفورد ونيكسون- ولم يذهب الرئيس رونالد ريجان للتخوف من ازدحام هائل سوف يحدث تأسيا بما حدث أثناء جنازة الرئيس جمال عبد الناصر. ولم يكن ذلك ما حدث مع الرئيس الذى ذهب إلى الرفيق الأعلى وهو على بعد خطوات من تحرير كامل التراب الوطنى. وقبل وفاته كانت عمليات تسليم الأرض جارية على قدم وساق؛ وكما هى العادة الإسرائيلية أراد الإسرائيليون إثارة قضية تكلفة القوات المتعددة الجنسية التى سوف تقوم بمراقبة تنفيذ اتفاقية السلام مع إسرائيل. وقتها كانت التكلفة المقدرة 20 مليون دولار سنويا وعلى أى الأحوال فإن د. أسامة الباز رحمه الله رفض الطلب الإسرائيلى رافعا الحجة أن إسرائيل هى التى طلبت وجود هذه القوات ومن ثم فإن مصر لا يمكنها أن تدفع ثمن أمر لم تطلبه. بات الأمر واحدة من أزمات اللحظة الأخيرة التى استدعت اتصالا من د. الباز بالرئيس السادات الذى انتفض غضبا لأنه لا يجوز السماح بوجود القوات الإسرائيلية دقيقة واحدة زائدة من أجل 20 مليون دولار. فى النهاية انسحبت إسرائيل لكى تخلق مشكلة أخرى تخص «طابا» ذهبت إلى التحكيم، وفى حدود العلم فإن مصر لم تتحمل سنتا واحدا من تكلفة القوات المتعددة الجنسية، وأكثر من ذلك انهمرت على مصر المعونات الأمريكية والأوروبية والمشروعات الخاصة بالصرف الصحى للقاهرة والإسكندرية ومدن أخرى. كان الرئيس محمد حسنى مبارك قد تولى رئاسة الدولة التى تخلصت فى عهده من الاحتلال الإسرائيلى بما فيها طابا.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

شاهد على مصر والقضية الفلسطينية 7 شاهد على مصر والقضية الفلسطينية 7



GMT 22:27 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

تل أبيب ــ دمشق... سقوط الضمانات

GMT 19:37 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

وانفقأ دُمّل إدلب

GMT 14:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الحضارة بين العلم والفلسفة أو التقنية والإدارة

GMT 14:35 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل

GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

إطلالات أروى جودة في 2024 بتصاميم معاصرة وراقية

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 11:19 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
المغرب اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 10:20 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
المغرب اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 09:56 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

المغرب تصنع أول دواء من القنب الهندي لعلاج الصرع
المغرب اليوم - المغرب تصنع أول دواء من القنب الهندي لعلاج الصرع

GMT 13:38 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

نيللي كريم تجتمع مع روبي وكندة علوش في "جاني في المنام"
المغرب اليوم - نيللي كريم تجتمع مع روبي وكندة علوش في

GMT 18:10 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

يبدأ الشهر بيوم مناسب لك ويتناغم مع طموحاتك

GMT 09:12 2024 الأربعاء ,12 حزيران / يونيو

لاعبو منتخب "الأسود" يؤكدوا ثقتهم في الركراكي

GMT 08:54 2023 الأربعاء ,06 كانون الأول / ديسمبر

العام الحالي 2023 الأكثر حرّاً في التاريخ المسجّل

GMT 16:07 2023 الثلاثاء ,10 تشرين الأول / أكتوبر

علماء الآثار يزعمون اكتشاف "خريطة كنز عملاقة"

GMT 05:19 2018 الخميس ,11 تشرين الأول / أكتوبر

زينّي حديقة منزلك بـ"فانوس الإضاءة الرومانسي"

GMT 09:00 2018 الثلاثاء ,12 حزيران / يونيو

" ديور " تطرح ساعات مرصعة بالألماس

GMT 18:37 2016 الأحد ,03 إبريل / نيسان

شيرى عادل فى كواليس تصوير "بنات سوبر مان"

GMT 02:51 2017 الجمعة ,27 تشرين الأول / أكتوبر

شيرين سعيدة بنجاح "سابع جار" ودورها في "عائلة زيزو"

GMT 08:44 2016 الثلاثاء ,27 أيلول / سبتمبر

لائحة مغربيات لمعت أسماؤهن في سماء الموضة العالمية

GMT 10:55 2016 الخميس ,21 تموز / يوليو

ماريو غوتزه ينضم إلى بروسيا دورتموند رسمياً
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib