شاهد على مصر والقضية الفلسطينية ٦
وزارة الصحة في قطاع غزة تُعلن إرتفاع عدد الشهداء منذ العام الماضي إلى 43799 ونحو 103601 مصاباً الخارجية الإيرانية تنفي المزاعم بشأن لقاء إيلون ماسك بممثل إيران في الأمم المتحدة وزارة الصحة اللبنانية تُعلن ارتفاع حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على البلاد إلى 3452 شهيداً و14.664 مصاباً استشهاد اثنين من قيادات حركة الجهاد الفلسطينية في غارة إسرائيلية على سوريا استشهاد 5 أشخاص في غارة إسرائيلية على مدينة النبطية جنوبي لبنان مئات الإسرائيليين يتظاهرون في تل أبيب احتجاجاً على"تخريب صفقات الأسرى" استقالة وزيرة هولندية من أصول مغربية بسبب "تصريحات عنصرية" صدرت داخل اجتماع لمجلس الوزراء إستشهاد 7 فلسطينيين وإصابة آخرين في قصف إسرائيلي على خيم النازحين بمواصي خان يونس وزارة الصحة اللبنانية تُعلن ارتفاع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلى على البلاد إلى 3445 شهيداً و14599 مصاباً استشهاد 3 أشخاص وجرح 9 في الغارة التي شنها جيش الاحتلال الإسرائيلي على منطقة المساكن الشعبية في صور جنوب لبنان
أخر الأخبار

شاهد على مصر والقضية الفلسطينية (٦)

المغرب اليوم -

شاهد على مصر والقضية الفلسطينية ٦

عبد المنعم سعيد
بقلم - عبد المنعم سعيد

 

لم أكن بعيدا عما يجرى فى مصر عندما كنت فى مدينة «ديكالب» الصغيرة فى ولاية إلينوى، فقد كانت «جامعة شمال الينوى» تشغى بكثير من الطلبة العرب الذين استمتعوا براديكالية البعد عن مواطنهم الأصلية. وبينما انشغلت جماعة بالدراسة والعلم وأحيانا مغالبة صعوبات التحول إلى لغة أخرى، فإن جماعة أخرى تبنت بقوة الأقوال التى تبناها الأستاذ محمد حسنين هيكل حول تبديد نتائج استخدام السلاح فى حرب أكتوبر؛ وجماعة ثالثة كانت أكثر عملية وهى استغلال حالة «الغربة» للطلبة العرب لجذبهم إلى صفوف الإخوان المسلمين.

كان التكتيك المستخدم فى هذه الحالة الأخيرة هو استقبال الطلبة العرب، وهو ما حدث معى، من خلال مكتب «الطلبة الدوليين» لتسهيل الانتقال إلى السكن وشراء مستلزماتهم، ثم المشاركة فى صلاة الجمعة التى تتلوها صلوات، وبعد ذلك المساهمة فى هداية الأمريكيين من أصول إفريقية إلى الدين الإسلامى!، كنت قد وصلت متأخرا خمسة أسابيع بعد بدء الدراسة فانسحبت تدريجيا، ولكن جاءت المفاجأة التى قلبت الموقف عندما استيقظنا على قيام الرئيس السادات بمبادرته للسلام التى بدأها بزيارة القدس. استمعت وشاهدت خطاب الرئيس أمام الكنيست وأبهرتنى صياغة الخطاب وما كان فيه من شجاعة الطرح.

كان الخطاب من أعظم الخطب السياسية فى القرن العشرين حيث قال ما نصه «لقد كان بيننا وبينكم جدار ضخم مرتفع، حاولتم أن تبنوه على مدى ربع قرن من الزمان، ولكنه تحطم فى 1973. كان جدارا من التخويف بالقوة... يهدد دائما بالذراع الطويلة القادرة على الوصول لأى موقع وأى بعد... وعلينا أن نعترف معا بأن هذا الجدار قد وقع وتحطم فى عام 1973، ولكن بقى جدار آخر يشكل حاجزا نفسيا معقدا بيننا وبينكم، حاجزا من الشكوك، حاجزا من النفور، حاجزا من خشية الخداع... إننى أسألكم اليوم، بزيارتى لكم، لماذا لا نمد أيادينا، بصدق وإيمان وإخلاص، لكى نحطم هذا الحاجز معا؟»!. كان الخطاب يخلق أولا أرضية مشتركة من الألم عبر حروب متصلة سابقة، ولا ينبغى للجيل الحالى أن يساهم فى استمرارها. وثانيها أن الأرضية المشتركة من ثقافة مستمدة من التراثين العربى والعبرى فقد اقتطف من الأنبياء سليمان وداود، والعلاقة القائمة بين الديانات «الإبراهيمية» واختتم الخطاب: اللهم إننى أردد مع زكريا قوله: «أحبوا الحق والسلام».

واستلهم آيات الله حين قال: «قُلْ آمنَّا باللهِّ ومَا أُنزلَ عَلَيْنَا وَمَا أُنْزلَ عَلَى إِّبْراهِّيمَ وإسماعيل وإسْحَقَ وَيَعْقُوب َ والأَسْبَاطِّ وَ مَا أُوتِّى مُوسَى وَعِّيسَى والنَّبِّيُّونَ مِّن رَّبِّهِّمْ لاَ نُفَرقُ بَيْنَ أَحَدٍّ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِّمُون». وثالثا كان الخطاب يغير تماما «البيئة التفاوضية» لكى تخلق طاقة ضوء فى نهاية النفق المظلم للصراع العربى الإسرائيلى، وفرصة للقضية الفلسطينية لكى تستقر على مقر يجعل حل الدولتين المطروح منذ قرار التقسيم ممكنا.

إذا كانت المبادرة السياسية للرئيس السادات قد خلقت استجابة إيجابية فى العالم كله فإنها خلقت انفجارا بين العرب فى الشرق الأوسط، والعرب فى مدينة ديكالب أيضا. كان طبيعيا أن تهز المبادرة الساداتية الجامعات الأمريكية، وباتت ندوات الحديث عن السلام ذائعة، ووجدت نفسى مدعوا للحديث باعتبارى دارسا للعلوم السياسية، فضلا عن قدومى من مركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية الذى كان من أهم المراكز التى اهتمت بالصراع، وأضافت للتعامل معه دراسات بحثية عميقة. وبينما كنت أحاول استيعاب الموقف الجديد بعد الخطاب، وأعبر عما يتعرض له من صعاب فى التطبيق، وجدت حالة عنيفة من الزملاء العرب الذين كانوا حريصين على الدفع بأننى لا أمثل العرب، وهو أمر لا أدعيه ولا كان هناك أحد يطلبه داخل جامعة أكاديمية وليس ساحة من ساحات الأمم المتحدة. وكانت هذه هى المرة الأولى التى أسمع فيها بتهمة «التطبيع» حيث كان من المشاركين فى الندوات يهود أمريكيون جميعهم من هيئة التدريس فى الجامعة، وكنت طالب الدكتوراه الوحيد المشارك. كان الأمر مدهشا أن عرب ديكالب لا يعرفون معنى ندوة فى جامعة كبيرة تهتم بالكثير من العلوم والآداب، ولا يهم أفرادها إلا فهم ما يحدث من أطراف مختلفة على استعداد لإبداء رأى منطقى ومقبول للعقل. كان فى الأمر بعض من الهمجية، ولكن أشد ما آلمنى كان نوعا من التعريض بمصر ورئيسها لم نكن نسمعه من قبل. كانت الواقعة مؤلمة، ولكن ما زادها ألما أننى ذات صباح استيقظت على اغتيال الرئيس السادات!.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

شاهد على مصر والقضية الفلسطينية ٦ شاهد على مصر والقضية الفلسطينية ٦



GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

GMT 17:36 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تَدَعوا «محور الممانعة» ينجح في منع السلام!

GMT 17:32 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

عودة ترمبية... من الباب الكبير

GMT 17:27 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

ترمب الثاني

GMT 21:28 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

«هي لأ مش هي»!

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 11:11 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

نظام غذائي يُساعد في تحسين صحة الدماغ والوظائف الإدراكية
المغرب اليوم - نظام غذائي يُساعد في تحسين صحة الدماغ والوظائف الإدراكية

GMT 18:09 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد فراج يكشف تفاصيل أحدث أعماله الفنية
المغرب اليوم - محمد فراج يكشف تفاصيل أحدث أعماله الفنية
المغرب اليوم - الاتحاد الأوروبي يُغرم شركة ميتا الأميركية بـ800 مليون دولار

GMT 16:47 2022 الجمعة ,14 كانون الثاني / يناير

حزب التجمع الوطني للأحرار" يعقد 15 مؤتمرا إقليميا بـ7 جهات

GMT 23:38 2024 الخميس ,17 تشرين الأول / أكتوبر

3 أهداف وانتصاران لحمدالله أمام النصر

GMT 23:35 2024 السبت ,19 تشرين الأول / أكتوبر

سعر صرف الدرهم يتحسن مقابل الأورو وينخفض أمام الدولار

GMT 04:03 2024 الإثنين ,21 تشرين الأول / أكتوبر

اتحاد طنجة يفوز على أولمبيك آسفي

GMT 18:23 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 18:55 2017 السبت ,16 كانون الأول / ديسمبر

محمد صلاح يتنافس بقوة مع هازارد على مكان في الريال

GMT 23:33 2016 الأحد ,10 كانون الثاني / يناير

تأخير قطع الحبل السري مفيد للمولود

GMT 01:55 2014 الخميس ,01 أيار / مايو

"الفريكة" و"البرغل" تراث موسمي لفلاحي غزة

GMT 00:18 2020 الأربعاء ,03 حزيران / يونيو

قصص لينكدإن تصل للمستخدمين في الإمارات

GMT 18:23 2019 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

يا آسفي علينا !!

GMT 02:54 2019 الجمعة ,04 كانون الثاني / يناير

بدران يكشف مخاطر نقص فيتامين د على صحة الإنسان
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib