اللحظة الساداتية
وزارة الصحة في قطاع غزة تُعلن إرتفاع عدد الشهداء منذ العام الماضي إلى 43799 ونحو 103601 مصاباً الخارجية الإيرانية تنفي المزاعم بشأن لقاء إيلون ماسك بممثل إيران في الأمم المتحدة وزارة الصحة اللبنانية تُعلن ارتفاع حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على البلاد إلى 3452 شهيداً و14.664 مصاباً استشهاد اثنين من قيادات حركة الجهاد الفلسطينية في غارة إسرائيلية على سوريا استشهاد 5 أشخاص في غارة إسرائيلية على مدينة النبطية جنوبي لبنان مئات الإسرائيليين يتظاهرون في تل أبيب احتجاجاً على"تخريب صفقات الأسرى" استقالة وزيرة هولندية من أصول مغربية بسبب "تصريحات عنصرية" صدرت داخل اجتماع لمجلس الوزراء إستشهاد 7 فلسطينيين وإصابة آخرين في قصف إسرائيلي على خيم النازحين بمواصي خان يونس وزارة الصحة اللبنانية تُعلن ارتفاع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلى على البلاد إلى 3445 شهيداً و14599 مصاباً استشهاد 3 أشخاص وجرح 9 في الغارة التي شنها جيش الاحتلال الإسرائيلي على منطقة المساكن الشعبية في صور جنوب لبنان
أخر الأخبار

اللحظة الساداتية؟!

المغرب اليوم -

اللحظة الساداتية

عبد المنعم سعيد
بقلم - عبد المنعم سعيد

في عالمنا، عندما تنشب الحروب، أو يحدث الأمر الجلل من ثورات وكوارث طبيعية، فإن التساؤل يكون متى تنتهي هذه الحالة المقيتة؟ وفي الواقع لا يكفي هذا السؤال الطبيعي لانتهاء الحالة المرفوضة، فالحرائق لا تتوقف إلا عندما يتوقف تدفق الوقود في اتجاهها أو منع الأكسجين عنها، أما الأمراض المستعصية فإنها لا تتوقف إلا بعلاج ناجز أو جراحة حاسمة. الحروب ليست استثناءً من هذه القاعدة، وهناك أنواع منها سماها الرئيس بايدن «حروباً أبدية» تستمر فترات طويلة، ولا يعرف أحد متى تنتهي، وإذا انتهت فهل سيحل فيها سلام أو ستبقى لتنتظر جولة أخرى؟ والحروب تختلف عن الصراعات مثل الصراع العربي أو الفلسطيني الإسرائيلي، فهي ممتدة تقطعها حروب، والحروب تقطعها معارك، ويظل السؤال حول النهاية في انتظار وصول الأطراف إلى حالة من الإرهاق يكونون بعدها على استعداد لخوض المفاوضات، والبحث عن سلام يستفيد منه الجميع. سوف نستبعد هنا الحالة التي حدثت في الحربين العالمية الأولى والثانية عندما كان النصر حاسماً، حيث يكون فيه الاستسلام بلا قيد ولا شرط؛ ولكنه كان في الأولى قاسياً إلى الدرجة التي أدت إلى الحرب الثانية، وفي النهاية كان الإنسان قد بات أكثر حكمة، فكان الاستسلام دون إذلال. ولكن هناك حالة أخرى لا ينبغي استبعادها وهي تلك «اللحظة الساداتية»؛ أي تلك التي يهل عليها حكيم سياسي يكون قادراً على تغيير البيئة العدائية والتفاوضية بحيث تفضل السلام على استمرار الحرب.

نعم، يوجد في التاريخ الآن «لحظة ساداتية» لها صفاتها وخصائصها وأهمها أن العالم يصبح بعدها ليس كما كان قبلها، رغم أنها «لحظة» في حكم الزمن. وكما قيل إن قرناً ونصفاً من الإمبراطورية البريطانية لا يزيد عن كونه «غمضة عين» في التاريخ، فإن المؤكد أن وجود الإمبراطورية لم يكن أمراً عارضاً لأنها اتسعت كما اتسعت، وإنما لأنها أطلقت الثورة الصناعية الأولى، وقدمت للبشرية نظاماً اقتصادياً وسياسياً لا يزال هو مرجعية الأمم. الرئيس السادات حكم مصر أحد عشر عاماً جرت كما لو كانت «غمزة عين»، ولكنها لم تكن كذلك؛ لأنه اتخذ قراراً للحرب وآخر للسلام، وفي كل منهما أضاف لتاريخ العالم لحظة لها تأثيراتها في الدنيا كلها. لم يكن قرار الحرب بتحرير أراضٍ محتلة فقط، أو للتخلص من عارٍ حدث قبل ذلك، ولكنه كان تسجيلاً ليقظة أمة، وإشهاراً لدور النفط العربي في العلاقات الدولية، والأهم من ذلك كله وضع السلاح في خدمة السياسة. كان قرار حرب 1973 هو الذي جعل قرار السلام بزيارة القدس ممكناً. اللحظة الساداتية لم تكن مصرية فقط، ولكن سبقها في شبه القارة الهندية ما فعله المهاتما غاندي لكي يحصل على استقلال الهند من الاستعمار الإنجليزي، حتى لو كان عليه منح الاستقلال لباكستان؛ وفي الحالتين كان الاغتيال هو القدر والنصيب.

السؤال الآن هو: هل حان وقت السلام في الحرب الروسية الأوكرانية؟ الحرب الآن دخلت عامها الثاني، وقرب منتصفه فإننا نجد أن القوات الروسية التي دخلت إلى أوكرانيا وكان غرضها السيطرة على أراضيها كلها نجحت في السيطرة على بعض المناطق في الجنوب والشرق، وأعلنت ضمها إلى الدولة الروسية بعد استفتاءات صورية، وبعد ذلك أخذت مواقف دفاعية. أوكرانيا على الجانب الآخر نجحت في الصمود، وأنقذت عاصمتها «كييف»، ومع المعونات الغربية الكثيفة نجحت في شن هجوم مضاد في سبتمبر (أيلول) من العام الماضي نجحت فيه بتحرير عدد من المدن الهامة، وفي مقدمتها «خيرسون» التي تبقي باب أوكرانيا مفتوحاً في اتجاه البحر الأسود، وتحافظ على ميناء «أوديسا» بالغ الحيوية لبقاء نافذة لأوكرانيا على ذات البحر الذي يقود إلى البحر المتوسط. في نهاية الربيع من العام الحالي بدأت أوكرانيا هجوماً مضاداً واسع النطاق، وبعد شهور (الآن) لم تحرز تقدماً يُذكر في مواجهة دفاعات روسية مُحكمة، وعبورها يقتضي تكلفة عالية في الأرواح والمعدات.

والحقيقة هي أنه لا يزال مبكراً القول من الناحية العسكرية البحتة إن الطرفين قد وصلا إلى نقطة توازن تسمح بفتح باب مفاوضات جادة حتى لو كانت روسيا مرهقة وتعاني من آثار تمرد ميليشيا «فاغنر»؛ كما أن أوكرانيا تعاني من صعوبات كبيرة في تقدمها الحالي. الحالة هكذا ينبغي مراقبتها، وفي الرصيد فقد جرت مفاوضات بالفعل من قبل لتبادل الأسرى، وعُقدت صفقة للإفراج عن القمح الأوكراني المهم للاقتصاد الغذائي العالمي. وفي الرصيد أيضاً أن هناك مبادرة صينية للسلام تقوم على شقين: الأول لا يسمح بضم روسيا لأراضي أوكرانيا بالقوة المسلحة؛ والثاني أنه لا يجوز لحلف الأطلنطي أن يكون مهدداً لا لروسيا، ولا الصين. هذه وتلك من محاولات كسر العداء الجاري ومنع تصاعده أسهمت فيهما المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، ومؤخراً حاولت الدول الأفريقية أيضاً بحكم مصالحها الغذائية الدخول إلى ساحة التقريب بين وجهات النظر.

المبادرة السعودية المقبلة بالتعاون مع تركيا تأخذ مساراً أكثر نجاعة وشمولاً من سابقيه؛ حيث تعتمد على التغيرات الجارية في النظام الدولي التي لم تجعله من ناحية القطبية ثلاثياً يشمل الولايات المتحدة والصين وروسيا، وإنما يشمل أيضاً دولاً أخرى من ذات التأثير بسبب عدد السكان أو القوة العسكرية أو الاقتصادية بجانب العضوية في مجموعة الدول العشرين أو «البريكس». وهي دول يقال عنها «متوسطة»، لا تعتمد على أي من الأقطاب الرئيسية؛ وكلمتها لأسباب خاصة بقوتها، قادرة على التأثير فيها. السعودية وتركيا والهند والبرازيل وجنوب أفريقيا يمكنها البدء في كسر الممانعة للتفاوض والبحث عن حل لحرب طالت أكثر مما ينبغي. ربما كنا على أبواب لحظة ساداتية هامة!

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

اللحظة الساداتية اللحظة الساداتية



GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

GMT 17:36 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تَدَعوا «محور الممانعة» ينجح في منع السلام!

GMT 17:32 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

عودة ترمبية... من الباب الكبير

GMT 17:27 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

ترمب الثاني

GMT 21:28 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

«هي لأ مش هي»!

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 22:16 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

منزل نتنياهو تعرض لسقوط قنبلتين ضوئيتين
المغرب اليوم - منزل نتنياهو تعرض لسقوط قنبلتين ضوئيتين

GMT 11:11 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

نظام غذائي يُساعد في تحسين صحة الدماغ والوظائف الإدراكية
المغرب اليوم - نظام غذائي يُساعد في تحسين صحة الدماغ والوظائف الإدراكية

GMT 18:09 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد فراج يكشف تفاصيل أحدث أعماله الفنية
المغرب اليوم - محمد فراج يكشف تفاصيل أحدث أعماله الفنية

GMT 04:24 2024 الأحد ,20 تشرين الأول / أكتوبر

صندوق النقد يوافق على صرف 1.1 مليار دولار لأوكرانيا

GMT 05:58 2020 السبت ,29 شباط / فبراير

مناخا جيد على الرغم من بعض المعاكسات

GMT 15:25 2019 الثلاثاء ,07 أيار / مايو

عمرو خالد يكشف طرق رؤية الله في كل شيء حولنا

GMT 13:38 2019 الثلاثاء ,05 آذار/ مارس

مقتل راعي أغنام بسبب لدغة أفعى سامة في أزيلال

GMT 01:44 2019 الإثنين ,04 شباط / فبراير

قاصر مغربي يقدم على مغامرة خطيرة للهجرة السرية

GMT 15:14 2019 السبت ,02 شباط / فبراير

تعرفي على أفضل تصاميم الديكورات الزجاجية

GMT 10:42 2019 الأربعاء ,02 كانون الثاني / يناير

جماهير "الوداد" و"الرجاء" تقرر مقاطعة ديربي "الدار البيضاء"

GMT 18:33 2018 الأربعاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

رحيمي يتلقى عروضًا احترافية من أندية خليجية وتركية

GMT 17:04 2018 الخميس ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

الحكومة تلغي ديونًا متراكمة في عنق مليون و200 ألف مغربي

GMT 11:59 2018 الإثنين ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

أشرف الخمايسي يهدي "جو العظيم" إلى أحمد خالد توفيق

GMT 23:03 2018 الإثنين ,15 تشرين الأول / أكتوبر

%35 من مبيعات الهواتف الذكية في الهند تمت عبر الإنترنت

GMT 00:06 2018 الخميس ,11 تشرين الأول / أكتوبر

المغربي أشرف حكيمي أفضل ظهير في "الدوريات الكبرى" بأوروبا

GMT 14:01 2018 الجمعة ,21 أيلول / سبتمبر

العثور على عظام بشرية مدفونة داخل جرة في مكناس

GMT 04:29 2018 الثلاثاء ,04 أيلول / سبتمبر

طارق مصطفى يؤكد إعجابه بأندية الدوري المغربي
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib