الأزمة الأمريكية

الأزمة الأمريكية؟!

المغرب اليوم -

الأزمة الأمريكية

عبد المنعم سعيد
بقلم - عبد المنعم سعيد

لم أتعود التعليق على الأحداث عندما تحدث؛ هناك دائما فجوة زمنية ضرورية للتفكير إذا ما كان عرضا أم ظاهرة، أو أنها قضية سوف تظل زمنا. «المناظرة» الرئاسية الأمريكية بين بايدن وترامب كانت من هذا النوع، فهى لم تكن مثل أولى المناظرات المذاعة تليفزيونيا التى جرت بين ريتشارد نيكسون وجون كيندي، حيث كان اختبار التليفزيون فى حسم الفائز. لم يمنع ذلك نيكسون من العودة؛ ولكن هذه المرة كان الخطاب باديا من أوله عندما دخل المرشحان إلى مسرح غير مصرح فيه بالمصافحة، وخال من الجمهور، ومذيعو اللقاء لهم قواعد صارمة فى الوقت وإلقاء الصمت على ميكروفون غير المتحدث. كل القشدة فى لبن المناظرة ضاعت، فكل ما له بالفكرة الديمقراطية ذهب: فالمصافحة تجرى فى مباريات الملاكمة والمصارعة دلالة على الروح الرياضية، والحضور ضرورى لأن المسرح ليس مسرحا فى غياب النظارة، والقيود الكثيرة هى خصم التلقائية. جرى ذلك لأن علاقة «المناظرة» بالفكرة الديمقراطية اختفت ودخلت إلى الساحة اتهامات قضائية، وأحكام محاكم الجنح. الانقسام الفكرى كان معروفا وشائعا فيما يتعلق بكل القضايا من الإجهاض إلى الهجرة إلى ديون الطلبة، ومن حرب أوكرانيا إلى حرب فلسطين.

ولكن الجديد فيها منذ ثمانى سنوات أن دونالد ترامب يمثل فارقا كبيرا بين الجد والعبث، فالرجل لا يبدى رأيا فى القضايا لأنه لو كان موجودا لما حدثت حروب ؛ وإذا ما ذكر الوباء صمم على أنه أتى باللقاح. الديمقراطية الأمريكية مغرمة بالمصداقية للانتخابات، والتأكد من صحة المعلومات، ومع المرشح الذى شكك من قبل فى السلطة القضائية والانتخابية، ويعلن الآن أنه لن يقبل بنتيجة الانتخابات إذا خسرها، فإن الديمقراطية تصاب فى مقتلها. المدهش فى القضية أن الجمهور الأمريكى الذى هو الأساس فى أن الديمقراطية حكم الشعب للشعب من خلال ممثلين منتخبين كان يشاهد «المناظرة» بين بايدن العاجز وترامب المنفلت هو الذى زاد من تأييد الأخير، وفوقها ملايين الدولارات!

نقلاً عن "الأهرام"

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الأزمة الأمريكية الأزمة الأمريكية



GMT 14:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الحضارة بين العلم والفلسفة أو التقنية والإدارة

GMT 14:35 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل

GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

GMT 17:36 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تَدَعوا «محور الممانعة» ينجح في منع السلام!

GMT 17:32 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

عودة ترمبية... من الباب الكبير

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمّان - المغرب اليوم

GMT 18:29 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

أخنوش يتباحث مع الوزير الأول لساو تومي
المغرب اليوم - أخنوش يتباحث مع الوزير الأول لساو تومي

GMT 17:27 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

النوم الجيد مفتاح لطول العمر والصحة الجيدة
المغرب اليوم - النوم الجيد مفتاح لطول العمر والصحة الجيدة

GMT 13:12 2020 السبت ,26 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج الحوت السبت 26-9-2020

GMT 13:22 2021 الأحد ,19 أيلول / سبتمبر

نادي شباب الريف الحسيمي يواجه شبح الانقراض

GMT 06:23 2023 السبت ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

توقعات الأبراج اليوم السبت 11 نوفمبر/ تشرين الثاني 2023

GMT 11:08 2023 الجمعة ,08 أيلول / سبتمبر

بلينكن يشيد بـ«الصمود الاستثنائي» للأوكرانيين
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib