ذلك الفيل فى الحجرة
وفاة الفنانة المغربية نعيمة المشرقي عن عمر يُناهز 81 عاماً بعد مسيرة فنية امتدت لعقود مظاهرة في واشنطن دعماً للفلسطينيين واللبنانيين الذين يتعرضون لهجمات إسرائيلية مكثفة حصيلة قتلى ومصابي الجيش الإسرائيلي داخل الأراضي اللبنانية منذ بدء العمليه البرية باتجاه قرى جنوب لبنان آلاف الأشخاص يتظاهرون في مدريد ومدن أخرى حاملين الأعلام الفلسطينية ومرددين شعارات تضامن مع قطاع غزة ولبنان غارة إسرائيلية استهدفت منطقة القصير بريف حمص عند الحدود السورية اللبنانية وزارة الصحة الفلسطينية تعلن ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر إلى 41 ألفا و825 شهيداً و96 ألفاً و910 مصاباً منظمة الصحة العالمية تُعلن أكثر من 6% من سكان قطاع غزة استشهدوا أو أصيبوا في عام منظمة الصحة العالمية تُعلن إخلاء 3 مستشفيات جنوب لبنان والادعاءات الإسرائيلية لا تبرر استهدافها منظمة الصحة العالمية تؤكد 73 موظفاً بالقطاع الصحي اللبناني استشهدوا جراء الاعتداءات الإسرائيلية اختفاء ناقلات نفط إيرانية وسط مخاوف من هجوم إسرائيلي
أخر الأخبار

ذلك الفيل فى الحجرة؟

المغرب اليوم -

ذلك الفيل فى الحجرة

عبد المنعم سعيد
بقلم - عبد المنعم سعيد

هناك تعبير أمريكى ذائع عندما يجتمع القوم من أجل التداول أو البحث فى حدث مهم، وتكون أذهانهم منشغلة بأمر لا يقل أهمية ولكن لا أحد يريد الحديث فيه؛ فيظل هذا الثقل الثقيل يلقى بحجمه وثقله على الحدث الكبير. ذلك الأمر الأخير يسمى الفيل الذى فى الحجرة، ورغم ضخامة حجمه التى لا يمكن تجاهلها فإن أحدًا لا يريد أخذه فى الاعتبار حتى لا تضيع أهمية ما اجتمعوا من أجله. الحرب الأوكرانية كانت ذلك الفيل الذى حل بالجمع العالمى الذى اجتمع فى مدينة شرم الشيخ المصرية لبحث مصير كوكب الأرض والتعامل مع الخلل المناخى الخطير الذى حل بها.

الحضور من القادة والزعماء وأصحاب الفخامة والسمو فى «كوب ٢٧» هائل، وكسر كل التوقعات الحضور الكثيف من قادة الدول الكبير منها والصغير، وحتى من أعلنوا عن عدم الحضور تراجعوا عندما وجدوا ليس فقط أن الاهتمام بقضية المناخ ضرورة، وإنما لأن هناك حفلًا لا يستطيع أحد من الساسة تجاهله لاعتبارات داخلية وخارجية. وفشلت كل محاولات من لا يريدون خيرًا بمصر فى جذب الأنظار بعيدًا عن النجاح المصرى فى عقد المؤتمر أولًا، وأن يكون الجمع بعد ذلك متميزًا ثانيًا؛ فلا أحد بعد ذلك يمكنه أن يرى المؤتمر مجرد واحد من مؤتمرات الأمم المتحدة التى تُنسى.

الرئيس السيسى كان هو الذى فض عقدة الفيل عندما أعلن فى افتتاح مبادرة الشرق الأوسط الخضراء عن أنه لا يمكن تجاهل الحرب الجارية وبضراوة وشراسة لا يمكن غض الطرف عنها؛ والمؤكد أنه لا يمكن القبول باستمرارها ونتوقع بعد ذلك حل إشكاليات وعقد ومعضلات المناخ ومخاطره التى لا يمكن حلها دون توافق عالمى بين الدول الصناعية الكبرى، والتى هى فى نفس الوقت جزء من التوتر العالمى الحالى. العلاقة بين «كوب ٢٧» والقوى المتورطة فى إشكاليات النظام الدولى، الولايات المتحدة والصين وروسيا وأوروبا، هى ذاتها التى تتحمل القدر الأعظم من الانبعاثات الحرارية التى ترفع درجة حرارة الأرض، وتسيل الثلج فى القطب الشمالى، وتتسبب فى ارتفاع مياه البحار، ومعها التغيرات المناخية الكارثية الحالية.

الدول الصناعية الكبرى، وهى الدول العظمى والكبرى فى عالم اليوم، كانت وللأمانة هى التى نقلت إلى الدنيا الثورات الصناعية المتتابعة خلال القرنين التاسع عشر والعشرين؛ ولكنها كانت على الجانب المقابل هى التى رفعت حرارة الأرض. بقدر ما كان ذلك سبيلًا إلى تقدم الجنس البشرى، وطول عمره، وازدياد رفاهيته بما أتت به من مخترعات جعلت السفر بالسيارة أو الطائرة أو القطار أسرع بكثير من ركوب الحصان. وكانت هى التى كثفت وأسرعت بالاتصال الإنسانى كما لم يحدث فى التاريخ من قبل منذ اكتشاف قدرات الحمام الزاجل. ولكنها على الجانب الآخر كانت هى التى أطلقت من طاقة الشر ما قاد إلى حربين عالميتين ساخنتين، وحرب عالمية باردة تقوم على الردع النووى المهدد لسلامة الكوكب. من السهل بعد كل ذلك أن نحمِّل هذه الدول المسؤولية عما جرى لكوكبنا من جراء ثورات صناعية كنا نريد دومًا اللحاق بها؛ والآن فإنها تضيف لما جرى حربًا كبرى ساخنة تجرى فى أوكرانيا، وأخرى باردة تطهى على نار باردة فى تايوان.

لا مفر فى الواقع فى هذه الحالة وتلك من وجود مسار ثالث، وربما كتلة دولية أخرى تدفع فى اتجاه نوع من التوافق الدولى مثل ذلك الذى جرى بعد الحرب العالمية الثانية وأدى إلى مولد الأمم المتحدة ومؤسساتها التى تفرعت وحاولت بناء عالم يقوم على قواعد ونظم. ولكن ما جرى فى سبعة وسبعين عامًا لم يحدث فجأة وإنما سبقه فكر دولى نما خلال سنوات ما بين الحربين العالميتين انتقد معاهدة فرساى وما أدت إليه من مرارات لدى ألمانيا، وتجربة عصبة الأمم التى هربت منها الولايات المتحدة بعد أن سعت إليها، وحذرت من فجر جديد للعدوان من جراء سباق التسلح والأفكار الفاشية. للأسف فى الوقت الراهن لا توجد أفكار حول إعادة بناء النظام الدولى مرة أخرى. كان هناك رهان أن تكون كثافة الاعتماد المتبادل مانعة للحرب، وضامنة للسلام؛ ولكنه كان فى النهاية وسيلة من وسائل العقاب والانتقام. وهناك رهان آخر على استيقاظ مجموعة «البريكس» ولكن هذه تضم الصين وروسيا والهند والبرازيل وجنوب إفريقيا، واثنان منها متورطان فى الصراعات القائمة، ومساهمان كبيران فى ارتفاع حرارة الأرض؛ والحقيقة أنه لم يخرج من المجموعة حتى الآن ما يوقف لا الحرب ولا الاحتباس الحرارى. هل غياب الفكر هو الفيل الحقيقى فى الحجرة؟!.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ذلك الفيل فى الحجرة ذلك الفيل فى الحجرة



GMT 21:46 2024 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

الوزير السامي

GMT 21:41 2024 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

العودة التي لا مفرّ منها إلى غزّة

GMT 21:36 2024 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

لبنان أبقى من كل هؤلاء

GMT 21:33 2024 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

بري رجلُ السَّاعة

GMT 21:28 2024 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

أية حقيقة؟

جورجينا رودريغيز تتألق بالأسود في حفل إطلاق عطرها الجديد

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 18:18 2024 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

ياسمين رئيس تكشف عن شخصيتها في فيلم «الفستان الأبيض»
المغرب اليوم - ياسمين رئيس تكشف عن شخصيتها في فيلم «الفستان الأبيض»

GMT 18:41 2019 الجمعة ,03 أيار / مايو

لا تتورط في مشاكل الآخرين ولا تجازف

GMT 23:10 2016 الخميس ,20 تشرين الأول / أكتوبر

فوائد ورق الغار للصحة

GMT 06:52 2019 الخميس ,03 تشرين الأول / أكتوبر

تعرفي عل الألوان التي يمكن تنسيقها مع " الأخضر" في الديكور

GMT 18:41 2019 الأربعاء ,19 حزيران / يونيو

استئنافية وجدة ترجئ النظر في قضية "راقي بركان"

GMT 00:38 2015 الجمعة ,30 تشرين الأول / أكتوبر

مواليد برج "العقرب" يتميزون بذاكرة قوية وشخصية قيادية

GMT 10:47 2017 الخميس ,14 أيلول / سبتمبر

الامهات في اول يوم دوام
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib