حروب لا يكسبها أحد
شركة سبيس وان اليابانية تُعلن إلغاء محاولتها الثانية لإطلاق صاروخ يحمل أقماراً اصطناعية إلى الفضاء تأجيل عودة رائدي فضاء ناسا العالقين في محطة الفضاء الدولية إلى الأرض حتى الربيع إرتفاع حصيلة جديدة لضحايا زلزال فانواتو إلى 14 شخصاً وما لا يقل عن 200 مصاباً الرئيس الفرنسي يزور جزيرة مايوت للوقوف إلى جانب السكان بعد مرور الإعصار المدمر "شيدو" الولايات المتحدة تدعو إيران إلى ضرورة الإفراج عن صحافي أميركي بنيامين نتنياهو يوجه رسالة من قمة جبل الشيخ بعد سيطرة الجيش الإسرائيلي عليها فور سقوط بشار الأسد كتائب القسام تعلن مقتل وجرح 14 جندياً إسرائيلياً في مخيم جباليا شمالي قطاع غزة إسرائيل وحركة حماس تقتربان من التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة مقتل جنديين إسرائيليين وأصابة 5 آخرون في انهيار مبنى بعد استهدافه من قبل المقاومة في رفح جنوب قطاع غزة تشيلسي الإنكليزي يُصدر بيان رسمي ينفى تناول لاعبه الدولي الأوكراني ميخايلو مودريك المنشطات
أخر الأخبار

حروب لا يكسبها أحد!

المغرب اليوم -

حروب لا يكسبها أحد

عبد المنعم سعيد
بقلم - عبد المنعم سعيد

كان الرئيس الأمريكى جوزيف بايدن هو الذى صك تعبير «الحروب الأبدية» فى سياق إعلانه عن الانسحاب من العراق وأفغانستان وحتى الشرق الأوسط كله ثم الاندفاع إلى آسيا حيث التجارة والعمارة والتكنولوجيا والشغف بالتقدم والغنى، ومن يعلم حصار أو تقييد الصين باعتبارها المنافس الرئيسى للولايات المتحدة فى النظام العالمى اليوم. «الحروب الأبدية» باتت تلك الحروب التى يوجد فى داخلها آليات الدوام والاستمرار الناجمة عن ظروف تاريخية وتركيبات اجتماعية سياسية لا تسمح بالانتقال بعيدا عن حالة الحرب التى قد تخمد لفترة ولكنها تشتعل من جديد. اليوم عادت الولايات المتحدة إلى الشرق الأوسط بعد عزم على البعاد، وعادت بثقل السلاح ونعومة الدبلوماسيين، وكان السبب هو حرب غزة الخامسة بافتتاحيتها المثيرة فى ٧ أكتوبر من العام الماضى. الافتتاحية فى حد ذاتها جلبت مشاعر النصر لكثير من الفلسطينيين والعرب، انطلقت الزغاريد فى غزة، ووزعت الحلوى فى مناطق أخرى، بلغت الأمانى السماء خلال الأيام الأولى، وتولد المنطق عن الضعف والانقسام الإسرائيلى، والفارق ما بين قدرات المليشيات العربية، وهى فى هذا اليوم حماس، والجيوش العربية التقليدية. عدا الافتتاحية لم تظهر حماس كثيرا، فلم يتضح أن لديها ما سوف تفعله فى اليوم التالى الذى بدأت فيه إسرائيل فى الدخول الجوى، ثم الدخول البرى، ثم الانتقال من الشمال إلى الوسط إلى الجنوب فى هجمات منظمة وقاتلة، ووحشية عصور بربرية. أصبح نصر حماس ملخصا فى أنها باقية مهما كان تآكل قدراتها من القيادات كما هو الحال مع إيذاء إسرائيل، وما تبقى من رشقات صاروخية.

إسرائيل هى الأخرى لم تحصل على نصر، ربما تكون قد أحرزت واحدا من مقاييس سرعة رد الفعل والتدمير وقتل نسب عالية من الأطفال والنساء، والحصول على انقلاب فى الرأى العام العالمى ضد واحدة من القوى المدللة فى الكيان الدولى. عمليا لم تكن ضربة اليوم الأول هى التى طعنت نظرية الردع الإسرائيلية، فمرور عام على الحرب لم يكن متخيلا فى الذهنية الإسرائيلية التى أعطت العالم دروسا فى الحروب السريعة، وكان القياس فيها أن حرب ١٩٤٨ هى أطول الحروب وأكثرها استهلاكا للبشر. المدة هذه المرة باتت عاما وما بعده؛ وكان ذلك كافيا لما سمى «وحدة الساحات» الذى تجلت فيه مليشيات دول عربية خرجت على سياق الدول (العراق وسوريا ولبنان واليمن والكيان الفلسطينى). وظهرت آثار ذلك على إسرائيل فى نزوح سكان الجنوب إلى الوسط، ومن بعدها الشمال إلى الوسط أيضا، أصبحت الكتلة السكانية الإسرائيلية عرضه لتحد عسكرى غير محكوم. حزب الله كان الأكثر جرأة، وقائده السيد حسن نصر الله هو الذى استن المواجهات المحسوبة مستفيدا من التورط الإسرائيلى فى غزة؛ ولكن التحسب تغير مع تغير الموقف فى غزة، ومع انفلات الحسابات بدلت إسرائيل جبهتها الرئيسية من غزة إلى لبنان وانفتحت أبواب جهنم مع سلسلة الاغتيالات التى بلغت ٣٠٠ قيادة، ثم تلاها إحباط ٣٠٠٠ قيادى ضحية أو مصاب بتفجير البادجيرات؛ ولم ينته الأمر باغتيال القائد، ولكن عددا من صفوف القيادة بعده.

لم تنتصر إسرائيل ولا حزب الله ولا حماس ولا الحوثيون أو قوات الحشد الشعبى؛ ربما تكون هذه أو تلك قد حصلت على لذة الانتصار للحظة أو ساعة أو يوم؛ ولكن النتيجة النهائية لإسرائيل فيها أن الدولة توقفت عن العمل أو تصور ما يخص إسرائيل فى المستقبل. باقى الفرق المتحاربة لم تحصل لا على أرض ولا تحرير، بل فقدت أراضى كانت محررة، وباتت الدول التى فيها إما تزداد تجزئة كما فى اليمن، وتزداد رعبا على نفسها وحضارتها كما فى لبنان، وتبقى على حالتها المخترقة من دول كما هو حادث فى سوريا ومهددة سلامتها القومية كما فى العراق. وسط ذلك كله ظهرت إيران التى وجدت نفسها لا تنشر الثورة فى أركان الإقليم وإنما تصل إليها صواريخ الاغتيال، ومتى تكون جولة الفعل ورد الفعل؛ وهل يحتاج أن يكون قاسيا أم أنه متروك لظروف ونتائج لا يعلم أحد، إلا الله بالطبع، إلى أين يكون المآل. وسط ذلك كله فإن أمريكا التى حاولت البعد عن الإقليم باتت متورطة فيه منذ بداية القتال وحتى لحظة كتابة المقال؛ وكان للتورط تكلفة باهظة فى المال والسلاح الذى انهال منها على إسرائيل دون عائد سياسى أو استراتيجى. لم تحصل أمريكا على فوز بغياب كل من الصين وروسيا، ولا انتصرت لأنها أعطت لإسرائيل من حاملات الطائرات حتى صواريخ «ثاد» آخر ما أنتجته العبقرية الأمريكية فى الدفاع ضد الصواريخ بما فيها تلك القادمة من فضاء خارج كوكب الأرض؛ البالستية.

أمريكا بالتأكيد تشغلها الانتخابات إلى درجة مثيرة للأعصاب للقادمين إليها فى رحلة قصيرة؛ ولكن نخبتها الاستراتيجية تعلم أنها وقد خرجت من أفغانستان بعد تورط لعشرين عاما، فإنها لا ترى فى الموقفين الروسى والصينى إلا متابعة لتورط أمريكى جديد يُسْعِد ولا يحزن. فى واشنطن مشروع معلن بأن تستغل فرصة الحرب الكثيفة والمتعددة الرؤوس والطبقات، لكى تحصل على سلام دائم ممثلا فى حل الدولتين. ولكنها تشترى الحل من إسرائيل بكم هائل من السلاح، وكم أكثر هولا من مليارات الدولارات. المعركة الانتخابية تدور فى جزء منها حول من يقدم لإسرائيل المزيد، ولكن ذلك المزيد ليس له هدف استراتيجى مظفر حتى الآن لأن قوى التكبيل فى إسرائيل أقوى من واشنطن، وعلى الجانب العربى والفلسطينى فإن المزايدة تكفى لاعتبار حل الدولتين إما أنه خسارة تاريخية أو أنه لا يحقق أحلاما فلسطينية بانتصار تاريخى تأتى به القوى الأصولية.

داخل العالم العربى توجد جماعة «المقاومة والممانعة»، وفى مقابلها توجد جماعة الإصلاح والتنمية والسلام؛ الأولى تشعل الحروب من أجل لقطة الإيذاء، والثانية لا تملك رذيلة ترك الأشقاء فى محنة البقاء. ثمن الحروب التى لا يكسبها أحد، ولا يوجد منها إلا إحصائيات القتلى والجرحى والمدن المدمرة، والدعاء الذى يسأل الله ألا يرد القضاء وإنما اللطف فيه. جماعة الإصلاح بذلت كل الجهد لكى تستمر فى مسيرتها بينما تقدم كل العون للأشقاء ساعة نكبة إضافية، وتحاول الوساطة بالتعاون مع كل من لديه أوقية من النفوذ على المتحاربين. ولكن اللحظة الأخيرة باتت مجمعا للحظات لم ينجح فيها أحد ولا انتصر، ومعنى ذلك استمرار الحال، وفوزه على محال خلق مناخا إقليميا يماثل ذلك الذى ساد فى أوروبا بعد الحرب العالمية الثانية؛ وفى آسيا بعد الحرب الفيتنامية. فى الأولى كانت الجائزة إقامة الاتحاد الأوروبى بعد سنوات من الاستعداد والسلام والتراكم؛ فى الثانية كان إنشاء «آسيان» أو رابطة جنوب شرق آسيا. بات الأمر يحتاج المزيد من التفكير، والمناعة فى مواجهة المرض، والجرأة فى مواجهة الذين لديهم لذة الحرب وليس شجاعة السلام.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حروب لا يكسبها أحد حروب لا يكسبها أحد



GMT 13:17 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مسافرون

GMT 13:14 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

سؤال المرحلة... أي مستقبل للمشروع الإيراني؟

GMT 13:12 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

الغرب يخطئ مرتين في سوريا

GMT 13:11 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

لبنان والمسألة الثقافيّة قبل نكبة «حزب الله» وبعدها

GMT 13:09 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

حكومة “لا فَتَّتْ ولا غَمَّست” فلِمَ التعديل!

GMT 13:07 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

هل تعود المياه لمجاريها بين الجماعتين؟

GMT 13:06 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

فوكاياما وأوان «الديستوبيا» العالمية

GMT 13:02 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

الفيلم التونسي من وإلى قرطاج!

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 08:41 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات أنيقة وراقية لكيت ميدلتون باللون الأحمر
المغرب اليوم - إطلالات أنيقة وراقية لكيت ميدلتون باللون الأحمر

GMT 08:59 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

الوجهات السياحية الأكثر زيارة خلال عام 2024
المغرب اليوم - الوجهات السياحية الأكثر زيارة خلال عام 2024

GMT 09:23 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

نصائح للعناية بالأرضيات الباركيه وتلميعها
المغرب اليوم - نصائح للعناية بالأرضيات الباركيه وتلميعها

GMT 10:24 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء
المغرب اليوم - نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 13:23 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

خالد النبوي يكشف أسراراً جديدة عن مسيرته الفنية
المغرب اليوم - خالد النبوي يكشف أسراراً جديدة عن مسيرته الفنية

GMT 19:20 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

بوسفيان يغيب عن قمة الرجاء والجيش

GMT 15:57 2020 الإثنين ,01 حزيران / يونيو

لا تكن لجوجاً في بعض الأمور

GMT 23:12 2018 الإثنين ,08 كانون الثاني / يناير

زيدان يفاجئ الجمهور برحيله عن ريال مدريد

GMT 21:39 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

بركان تهزم لوندا سول بكأس الكاف

GMT 14:23 2022 الجمعة ,21 تشرين الأول / أكتوبر

يوفنتوس في اختبار جديد ضد إمبولي في الدوري الإيطالي

GMT 00:02 2021 الخميس ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

جمهور الرجاء يوجه طلبا خاصا لرئيس النادي عقب هزيمة أسفي

GMT 11:29 2019 الإثنين ,30 كانون الأول / ديسمبر

شرطة أغادير تتأهب لتأمين احتفالات رأس السنة

GMT 17:19 2019 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

نوريتش سيتي يفقد جهود جودفري 6 أسابيع بسبب الإصابة

GMT 19:50 2019 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

الشرطة الإسبانية تصادر أقنعة ميسي عقب الكلاسيكو

GMT 11:09 2019 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

ماني ينافس ماديسون على جائزة لاعب الشهر في البريميرليج

GMT 00:03 2019 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

الفيلم المغربي "آدم" ضمن المسابقة الرسمية لمهرجان قرطاج 2019
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib