أربعة رجال في مواجهة العاصفة
وزارة الصحة في قطاع غزة تُعلن إرتفاع عدد الشهداء منذ العام الماضي إلى 43799 ونحو 103601 مصاباً الخارجية الإيرانية تنفي المزاعم بشأن لقاء إيلون ماسك بممثل إيران في الأمم المتحدة وزارة الصحة اللبنانية تُعلن ارتفاع حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على البلاد إلى 3452 شهيداً و14.664 مصاباً استشهاد اثنين من قيادات حركة الجهاد الفلسطينية في غارة إسرائيلية على سوريا استشهاد 5 أشخاص في غارة إسرائيلية على مدينة النبطية جنوبي لبنان مئات الإسرائيليين يتظاهرون في تل أبيب احتجاجاً على"تخريب صفقات الأسرى" استقالة وزيرة هولندية من أصول مغربية بسبب "تصريحات عنصرية" صدرت داخل اجتماع لمجلس الوزراء إستشهاد 7 فلسطينيين وإصابة آخرين في قصف إسرائيلي على خيم النازحين بمواصي خان يونس وزارة الصحة اللبنانية تُعلن ارتفاع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلى على البلاد إلى 3445 شهيداً و14599 مصاباً استشهاد 3 أشخاص وجرح 9 في الغارة التي شنها جيش الاحتلال الإسرائيلي على منطقة المساكن الشعبية في صور جنوب لبنان
أخر الأخبار

أربعة رجال في مواجهة العاصفة

المغرب اليوم -

أربعة رجال في مواجهة العاصفة

عبد المنعم سعيد
بقلم - عبد المنعم سعيد

لا تزال هناك ثلاثة أسابيع باقية على نهاية العام، وفيها عادة ينهمر الطلب على الكتّاب للبوح بتوقعاتهم في العام الجديد. من كان لديهم قدر من الحصافة اختاروا تعبير «مفترق الطرق»؛ إذ يمكن تعداد أكثر من طريق يمكن للبشر الذهاب إليه، وبعدها يترك الموضوع للزمن لكي يقرر إلى أين سيذهب البشر باختيارهم أو بفعل أقدار غير مرئية، ولكن الحقيقة هي أن الإنسان هو الكائن الوحيد المكلف بالقيام بعملية الاختيار هذه. وقبل أسابيع كتبت في هذا المقام حول تلك المعادلة الصعبة ما بين «الحكمة» و«الحماقة» التي تدور في أذهان قادة الدول. البحث عن الغلبة بين أي منهما سوف يكون محدداً لخطى المستقبل، هو حالة مستعصية في ظل ظواهر تجتاحها متغيرات متقاطعة ومتنافرة، وترفض الانسجام وتقاوم الاتساق، ولكن هذه هي محنة المحللين للسياسة بوجه عام ما دام الساسة، والقادة منهم بوجه خاص، ربما لا تخضع اختياراتهم لحالتهم العقلية، وإنما من الممكن أن يقعوا أسرى لغرائز السلطة أو التاريخ أو أمور دنيوية مثل المال والجنس.
مستشار الأمن القومي ووزير الخارجية الأسبق في الولايات المتحدة هنري كيسنجر، صنف القيادات في كتبه، وخاصة كتابه الأخير «القادة»، إلى نوعين: رجال الدولة، والأنبياء؛ إذ الأول يسعى إلى تعظيم ما هو ممكن، أما الثاني فيذهب إلى ما هو مثالي. الأول تدخل في حساباته القدرات والإمكانات والأدوات والتكلفة، والثاني يشغله دائماً عظمة المطلوب، وأحياناً قداسته. الأول يشغله كثيراً الواقع، أما الثاني فإن ما يهمه هو شرف المهمة.
إلى هنا ينتهي حديث كيسنجر، ويبدأ التطبيق على الأوضاع الراهنة في النظام الدولي والنظام العالمي، وكلاهما ليس أمراً واحداً، وكوكب الأرض الذي برز أخيراً باعتباره هو الآخر فاعلاً عابراً للقوميات. فالحقيقة هي أن هناك أربعة من القادة يقفون الآن على ناصية التاريخ في مواجهة عاصفة مركبة بدأت بفيروس قليل القيمة، وجاء فوقه حرب لم يتوقعها ولا تصورها أحد، جاءت من روسيا بغزوها لأوكرانيا، ونتج عن محصلة الوباء والحرب انقلاب في أحوال الاقتصاد الدولي.
الرئيس الروسي بوتين كان مفتاح المراجعة للنظام الدولي القائم منذ انتهاء الحرب الباردة، وهو الذي تحدى «حلف الأطلنطي» أولاً، ثم قام بغزو أوكرانيا ثانياً، لكي يرتج الكون بعدها. في العام الحالي 2022 بدأت الحرب قبل عشرة شهور، وبعدها فإن العالم تغير في كل الاتجاهات ما عدا الاتجاه الذي كان يريده الرئيس الروسي؛ لا استسلمت أوكرانيا، ولا تراجع «حلف الأطلنطي»، ولا بقي الاحتلال الروسي في 20 في المائة من الأراضي الأوكرانية، بل تراجع إلى 15 في المائة، وانضمت فنلندا والسويد إلى الحلف. الخسائر البشرية هائلة، ولم يكن أمام روسيا إلا أن تشمر عن ساعديها وتبدأ عملية تدمير أوكرانيا بدلاً من استعادتها إلى «الوطن الأم».
وقبل أيام أعلنت روسيا عن عدم حضور الاجتماع الخاص بمباحثات الأسلحة الاستراتيجية المقرر انعقاده في القاهرة بين روسيا والولايات المتحدة. الحجة الروسية كانت أن واشنطن لا تريد خيراً بموسكو في كل شيء، ولا بد أن هذا الاجتماع سوف يكون فخاً وجزءاً من شر مستطير، ولكن إذا كان ذلك حكماً روسياً فلماذا جرى الاتفاق على الاجتماع من الأصل؟ الثابت أن الدعوة إلى الاجتماع في أعقاب دعوة الرئيس السيسي في مؤتمر شرم الشيخ إلى وقف الحرب والعودة إلى التفاوض، وبعد اجتماع الرئيس بايدن بالرئيس شي جينبينغ في بالي، وكان المراد بدء الحوار بين الطرفين الروسي والأميركي في موضوع يهم الأمن الدولي، ولدى الطرفين الدوافع الكافية للحديث بشأنه، على أن يقود ذلك إلى فتح ملفات باقي أكثر القضايا تعقيداً، مثل الحرب الأوكرانية. قطع نقطة البداية هذه قبل أن تبدأ أخذ روسيا إلى الطريق الذي يشفي الغليل، وهو تدمير أوكرانيا أكثر مما هي مدمرة، على أمل أن يقود ذلك إلى نقطة توازن جديدة تضع روسيا على طاولة المفاوضات وهي مرفوعة الرأس.
الرئيس الأوكراني زيلينسكي أخذه نجاح الهجوم المضاد الأوكراني وتحرير مدينة خيرسون، إلى رفع كل الأسقف الأوكرانية، من أول الجلاء الكامل من كل الأراضي الأوكرانية بما فيها القرم، وحتى المطالبة بالتعويضات، ومحاكمة حرب للعسكريين الروس. هذه المواقف يأخذ فيها القائد الأوكراني من المعادلة أن روسيا دولة «عظمى» نووية، وثبت أن لديها القدرة على مقاومة العقوبات الاقتصادية الدولية، وأكثر من ذلك أن الصمود والهجوم المضاد الأوكراني اعتمدا على المعونات الغربية الاقتصادية والعسكرية. وبعد عشرة شهور من الحرب، فإن العون الأوروبي والأميركي قد بات مستحيلاً استمراره بذات القدر على ضوء التغيرات الجارية في الساحة السياسية والاقتصادية الغربية، من تحول إلى اليمين وإلى استنكار الاستمرار في تقديم العون.
الرئيس بايدن بات أكثر الرؤساء الغربيين إدراكاً أن العقوبات الاقتصادية لم تؤدِّ الغرض منها في فرض التراجع على روسيا، ولا يقل أهمية عن ذلك أن دعوة الانقسام العالمي إلى «ديمقراطيين وسلطويين» فرضت أزمة صينية - أميركية على تايوان، أدت إلى حصار عسكري شامل على الجزيرة، أدى إلى استقالة رئيستها الداعية إلى الاستقلال عن الصين كلية. ولولا أن الحكمة غلبت على واشنطن وبكين، وسمحت الفرصة لعقد اجتماع بالي في أثناء انعقاد «الدول العشرين»، لكانت الأزمة التايوانية قد سارت على طريق الأزمة الأوكرانية. أعطى ذلك بايدن إشارة لتحسن أقداره في انتخابات التجديد النصفي لـ«الكونغرس»، ورغم تلعثمه البادي من رجل في سن الثمانين، فإنه يبدو مُصراً على خوض الانتخابات الرئاسية المقبلة، خاصة إذا ما كان دونالد ترمب «الجمهوري» هو الطرف الآخر. أولوياته باتت تحسين العلاقات مع الصين وتنظيم التنافس معها، وأخذ الرئيس زيلينسكي من مكانه فوق الشجرة إلى الأرض الصلبة، مع التأكد أن بوتين لن يستمر طويلاً، وروسيا سوف تنخفض قامتها بين الدول العظمى.
الرئيس شي جينبينغ يبدو الأكثر توازناً بين الرؤساء، وعندما حاصر تايوان عسكرياً كان يعلم أن الحصار سوف يكون مؤقتاً حتى تعود واشنطن إلى الأرض الصلبة للعلاقات الصينية - الأميركية التي تستند إلى البيان المشترك في أثناء زيارة ريتشارد نيكسون، حيث الاعتراف بوجود «صين واحدة». وهو يعلم أيضاً بحكم التجربة الصينية أن الحالة الروسية ليست مرشحة إلى السير في ذات المسار القائم على التنمية السريعة، والتفوق التكنولوجي، في سوق عالمية لا تزال الولايات المتحدة والدولار الأميركي لهما تأثير كبير فيها.
المسار الذي اختاره الرئيس الصيني هو أولاً مضاعفة القدرات النووية الصينية والوصول بها إلى 1500 رأس نووي، وثانياً استئناف مسيرة التنمية الصينية بالعودة إلى معدل نمو قدره 7 في المائة سنوياً، وثالثاً توسيع رقعة التعاون الصيني مع العالم بدءاً من العلاقات مع الدول العربية، حيث توجد أهم مصادر الطاقة في العالم، ورابعاً أن العالم ربما ليس مهيئاً بعدُ لعالم ثلاثي الأقطاب؛ لأن روسيا ليست جاهزة، وربما سوف يكون العالم أكثر استقراراً إذا ما كان ثنائي القطبية، ولكنها الأميركية - الصينية هذه المرة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أربعة رجال في مواجهة العاصفة أربعة رجال في مواجهة العاصفة



GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

GMT 17:36 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تَدَعوا «محور الممانعة» ينجح في منع السلام!

GMT 17:32 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

عودة ترمبية... من الباب الكبير

GMT 17:27 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

ترمب الثاني

GMT 21:28 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

«هي لأ مش هي»!

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 22:16 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

منزل نتنياهو تعرض لسقوط قنبلتين ضوئيتين
المغرب اليوم - منزل نتنياهو تعرض لسقوط قنبلتين ضوئيتين

GMT 18:09 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد فراج يكشف تفاصيل أحدث أعماله الفنية
المغرب اليوم - محمد فراج يكشف تفاصيل أحدث أعماله الفنية

GMT 04:24 2024 الأحد ,20 تشرين الأول / أكتوبر

صندوق النقد يوافق على صرف 1.1 مليار دولار لأوكرانيا

GMT 05:58 2020 السبت ,29 شباط / فبراير

مناخا جيد على الرغم من بعض المعاكسات

GMT 15:25 2019 الثلاثاء ,07 أيار / مايو

عمرو خالد يكشف طرق رؤية الله في كل شيء حولنا

GMT 13:38 2019 الثلاثاء ,05 آذار/ مارس

مقتل راعي أغنام بسبب لدغة أفعى سامة في أزيلال

GMT 01:44 2019 الإثنين ,04 شباط / فبراير

قاصر مغربي يقدم على مغامرة خطيرة للهجرة السرية

GMT 15:14 2019 السبت ,02 شباط / فبراير

تعرفي على أفضل تصاميم الديكورات الزجاجية

GMT 10:42 2019 الأربعاء ,02 كانون الثاني / يناير

جماهير "الوداد" و"الرجاء" تقرر مقاطعة ديربي "الدار البيضاء"

GMT 18:33 2018 الأربعاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

رحيمي يتلقى عروضًا احترافية من أندية خليجية وتركية

GMT 17:04 2018 الخميس ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

الحكومة تلغي ديونًا متراكمة في عنق مليون و200 ألف مغربي

GMT 11:59 2018 الإثنين ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

أشرف الخمايسي يهدي "جو العظيم" إلى أحمد خالد توفيق

GMT 23:03 2018 الإثنين ,15 تشرين الأول / أكتوبر

%35 من مبيعات الهواتف الذكية في الهند تمت عبر الإنترنت

GMT 00:06 2018 الخميس ,11 تشرين الأول / أكتوبر

المغربي أشرف حكيمي أفضل ظهير في "الدوريات الكبرى" بأوروبا

GMT 14:01 2018 الجمعة ,21 أيلول / سبتمبر

العثور على عظام بشرية مدفونة داخل جرة في مكناس

GMT 04:29 2018 الثلاثاء ,04 أيلول / سبتمبر

طارق مصطفى يؤكد إعجابه بأندية الدوري المغربي
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib