فى مواجهة القضايا الأزلية الاقتصاد غير الرسمى
وزارة الصحة في قطاع غزة تُعلن إرتفاع عدد الشهداء منذ العام الماضي إلى 43799 ونحو 103601 مصاباً الخارجية الإيرانية تنفي المزاعم بشأن لقاء إيلون ماسك بممثل إيران في الأمم المتحدة وزارة الصحة اللبنانية تُعلن ارتفاع حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على البلاد إلى 3452 شهيداً و14.664 مصاباً استشهاد اثنين من قيادات حركة الجهاد الفلسطينية في غارة إسرائيلية على سوريا استشهاد 5 أشخاص في غارة إسرائيلية على مدينة النبطية جنوبي لبنان مئات الإسرائيليين يتظاهرون في تل أبيب احتجاجاً على"تخريب صفقات الأسرى" استقالة وزيرة هولندية من أصول مغربية بسبب "تصريحات عنصرية" صدرت داخل اجتماع لمجلس الوزراء إستشهاد 7 فلسطينيين وإصابة آخرين في قصف إسرائيلي على خيم النازحين بمواصي خان يونس وزارة الصحة اللبنانية تُعلن ارتفاع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلى على البلاد إلى 3445 شهيداً و14599 مصاباً استشهاد 3 أشخاص وجرح 9 في الغارة التي شنها جيش الاحتلال الإسرائيلي على منطقة المساكن الشعبية في صور جنوب لبنان
أخر الأخبار

فى مواجهة القضايا الأزلية: الاقتصاد غير الرسمى!

المغرب اليوم -

فى مواجهة القضايا الأزلية الاقتصاد غير الرسمى

عبد المنعم سعيد
بقلم - عبد المنعم سعيد

يشكل «مجلس الشيوخ» نوعًا من مصانع التفكير العام، التي لا تنأى عن المعضلات «الأزلية» التي تمر بها البلاد، وإنما تتصدى لها بالتفكير والرأى في السياسات الواجب اتباعها.

المجلس يقوم من ناحية بفحص القوانين أو التعديلات عليها التي تُحال إليه من الحكومة أو مجلس النواب؛ ومن ناحية يقوم ببحث القضايا التي تُحال إليه من أحد النواب مؤيَّدًا من عشرين عضوًا على الأقل من خلال إحدى اللجان النوعية بالمجلس (١٤ لجنة)، التي تدعو ما شاء لها من أهل الاختصاص من الحكومة أو المجتمع الأهلى أو الخبراء لفحص الموضوع. وإذا ما بلغ الفحص الرضا، مقررًا في تقرير وافٍ مشبع بالتفاصيل والأرقام والسياسات المقترحة، يتم عرضه على كامل أعضاء المجلس. الأسبوع الماضى، عرض النائب، مقرر لجنة الشباب والرياضة، أحمد أبوهشيمة، على المجلس تقريرًا متميزًا عن «الشباب وسوق العمل غير الرسمى: مخاطر راهنة ومقاربات واعدة». طَرَق على قضية من قضايا مصر الأزلية، التي ألَحّت على جيلنا خلال عقود سابقة، دونما شعاع ضوء يلوح بالحل عند نهاية نفق الحديث.

ولمَن لا يعلم، فإن في مصر العديد من القضايا «الأزلية»، مثل «مجانية التعليم»، التي تتضمن تصورًا أن يكون هناك منتج «التعليم»، ويكون مجانيًّا في نفس الوقت، فتكون النتيجة أنه لا يكون التعليم موجودًا، وتغلق المدارس أبوابها، وتظل التكلفة قائمة في كل الأحوال. ذات التناقض يبدو حاضرًا عند الحديث عن «الاقتصاد غير الرسمى»، حيث إن القائمين عليه أشخاص ومواطنون في الدولة، وحصلوا منها على شهادة للميلاد، ومن بعدها بطاقة للرقم القومى، ومن بعدها شهادات في أداء الخدمة العسكرية أو الإعفاء منها، وبعد ذلك لا تكون لهم صفة «رسمية» في الدولة عندما يدخلون عالم الاقتصاد. الحقيقة هي أننا لدينا قطاع خاص اقتصادى واسع «غير منظم» من الحكومة وأدواتها، ووفقًا لآخر التقديرات، فإن حجمه يمثل ٥٣٪ من إجمالى المنشآت في قطاعات الأنشطة الاقتصادية، ومنها ٢ مليون منشأة في القطاع «غير الرسمى».

كما هو معلوم لدى القراء، فإن الكاتب ليس عالِمًا اقتصاديًّا، ولكن التخرج في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية والتعرف على عدد من الاقتصاديين المرموقين، من بينهم د. أحمد جلال، وزير المالية سابقًا، والأستاذ محمود عبدالله، رئيس الشركة القابضة للتأمين سابقًا، أضاف الكثير من المعرفة الاقتصادية، خاصة ما تعلق بمفهومين: رأس المال الميت، و«الاقتصاد غير الرسمى»؛ وكلاهما يوجدان في الاقتصاد القومى، ولكنهما لا يسجلان ولا ينشطان في العملية الاقتصادية للدولة. كلاهما يشكل خسارة حقيقية للاقتصاد القومى؛ وفى حدود ما أعلم، فإن التنبيه إلى أهمية الموضوعين فيما يتعلق بمصر جاء على يد اقتصادى من «بيرو» في أمريكا الجنوبية، هو «هيرناندو دى سوتو»، الذي كتب كتابًا عن مصر بعنوان «رأس المال الميت والفقراء»، وبعد ذلك جرى تأصيل الموضوع في كتابات د. أحمد جلال مع إسحق ديوان «اقتصاديات الشرق الأوسط في مرحلة التحول»؛ ومع آخرين «ما بعد الربيع: التحولات الاقتصادية في العالم العربى». في هذا الأدب الاقتصادى انطلقت صرخة كبرى حول قطاع مهم من الاقتصاد المصرى، وهو متواجد، وربما يلعب دورًا جوهريًّا في الاقتصاد القومى؛ أو أنه ميت لا يسهم ولا يُستخدم، وبالتأكيد لا يدخل في خطط التنمية.

التقرير الذي تقدمت به لجنة الشباب والرياضة في مجلس الشيوخ إلى أعضاء المجلس يمثل مرة أخرى إعلانًا مهمًّا عن قضية جوهرية جرى تقدير أهميتها بأنها تمثل ٦٠٪ من حجم الناتج في الاقتصاد الرسمى، ويعمل فيه ٤ ملايين بنسبة ٢٩.٣٪ من العاملين في هذا الاقتصاد. التعريف الذي قدمه التقرير للمفهوم، الذي يُطلق عليه أحيانًا اسم الاقتصاد الموازى أو الاقتصاد الخفى، هو «كافة الأنشطة المولدة للدخول، والتى لا تدخل في الإيرادات العامة للدولة، وتتم بعيدًا عن أعين الرقابة الحكومية بهدف التهرب من كافة الاستحقاقات المترتبة عليها، مما يترتب عليه الإضرار بحقوق الخزانة العامة، وبالتالى زيادة العجز في موازنة الدولة». التعريف على هذا النحو ينطلق من إلقاء اللوم على هذا القطاع، دون مراعاة لفشل الدولة في أن تجعل من القطاع غير الرسمى منجذبًا وعارفًا لمصالح كبيرة من الاندماج في الاقتصاد الرسمى. وهى نقطة مهمة أثارت الكثير من النقاش داخل مجلس الشيوخ، ولعلها مُثارة بأصوات أعلى الآن داخل الساحة الوطنية على ضوء الأزمة الاقتصادية الراهنة، التي لها أبعاد متعددة، ربما يكون واقع «رأس المال الميت» و«الاقتصاد غير الرسمى» من أهم تحدياتها المتراكمة منذ وقت طويل.

ولا توجد نية هنا لاعتبارات المساحة في ذكر الكثير من تفاصيل الموضوع، ولكن المهم هنا الإشارة إلى أن الاقتصاد غير الرسمى متنوع، وبعضه يدخل في القطاع الصناعى، والباعة الجائلين، وسوق الأموال المدفوعة دون مقابل (البقشيش مثالًا)، ومجال التعليم والنقل والمواصلات، والبناء المخالف. وفى كل ذلك هو غير مسجل في دفاتر الدولة وملفاتها، وله طبيعة فردية، ويعمل في مشروعات محدودة رأس المال والعمالة والإنتاج بالتالى، ويعتمد كثيرًا على العمل اليدوى وليس التكنولوجى، وفى العموم فإنه عمل منخفض الأجور وغير مؤمَّن اجتماعيًّا. ومن مزايا التقرير أنه بالإضافة إلى بيانات الحالة المصرية، فإنه اطّلع على تجارب الدول الآسيوية، التي تعاملت مع ظواهر مشابهة في تايلاند وبنجلاديش وفيتنام والهند والفلبين وما توصلت إليه هذه من معالجات للظاهرة تُعيد صياغة النظام الضريبى وضبط البنية التشريعية وتبسيط تسجيل الشركات.

وأخذًا في الاعتبار لجهود الحكومات السابقة والحالية من محاولات لخلق بيئة عمل لائقة، وتوسيع نطاق الحماية الاجتماعية، وتأهيل الشباب، ودور الإعلام في توسيع ثقافة العمل الرسمى لدى الشباب، فإن التقرير تقدم بمجموعة من التوصيات تقوم على الربط بين التعليم وسوق العمل، وتحسين الإطار التشريعى، وإقرار سياسة ضريبية أكثر كفاءة وإنشاء هيئة عليا خاصة بالقطاع غير الرسمى وإطلاق استراتيجية وطنية تتعامل بجدية مع الاقتصاد غير الرسمى.

القرار الذي أصدره مجلس الشيوخ بخصوص التقرير كان الإحالة إلى فخامة السيد رئيس الجمهورية، وهو بالتأكيد سوف يضيف بُعدًا مهمًّا لمرحلة جديدة من الإصلاح الاقتصادى، التي يكثر فيها الأمل ألّا تحتوى على الاقتصاد غير الرسمى أو «رأس المال الميت» لأن كل ما هو «غير رسمى» نفعه قليل ما لم يكن مُضِرًّا في أحيان كثيرة؛ أما كل ما هو ميت فهو فاقد الأهلية بحكم التعريف لما هو زائل. ولكن ما يهمنا في الإضافة إلى هذا التقرير هو البُعد المحلى، حيث تتفاوت وتتنوع مستويات وأنواع الاقتصاد غير الرسمى في المحافظات المصرية المختلفة، وهو في مساحات المحافظات الشاسعة مثل الوادى الجديد أو البحر الأحمر ليست مثلها في محافظات الدلتا المزدحمة أو محافظات المدن الكبرى مثل القاهرة والإسكندرية. في كل واحدة من هؤلاء تركيبة مختلفة ما بين الرسمى وغير الرسمى، وكل منهما تستحق اهتمامًا خاصًّا ومعالجة مختلفة.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فى مواجهة القضايا الأزلية الاقتصاد غير الرسمى فى مواجهة القضايا الأزلية الاقتصاد غير الرسمى



GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

GMT 17:36 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تَدَعوا «محور الممانعة» ينجح في منع السلام!

GMT 17:32 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

عودة ترمبية... من الباب الكبير

GMT 17:27 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

ترمب الثاني

GMT 21:28 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

«هي لأ مش هي»!

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 22:16 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

منزل نتنياهو تعرض لسقوط قنبلتين ضوئيتين
المغرب اليوم - منزل نتنياهو تعرض لسقوط قنبلتين ضوئيتين

GMT 18:09 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد فراج يكشف تفاصيل أحدث أعماله الفنية
المغرب اليوم - محمد فراج يكشف تفاصيل أحدث أعماله الفنية

GMT 04:24 2024 الأحد ,20 تشرين الأول / أكتوبر

صندوق النقد يوافق على صرف 1.1 مليار دولار لأوكرانيا

GMT 05:58 2020 السبت ,29 شباط / فبراير

مناخا جيد على الرغم من بعض المعاكسات

GMT 15:25 2019 الثلاثاء ,07 أيار / مايو

عمرو خالد يكشف طرق رؤية الله في كل شيء حولنا

GMT 13:38 2019 الثلاثاء ,05 آذار/ مارس

مقتل راعي أغنام بسبب لدغة أفعى سامة في أزيلال

GMT 01:44 2019 الإثنين ,04 شباط / فبراير

قاصر مغربي يقدم على مغامرة خطيرة للهجرة السرية

GMT 15:14 2019 السبت ,02 شباط / فبراير

تعرفي على أفضل تصاميم الديكورات الزجاجية

GMT 10:42 2019 الأربعاء ,02 كانون الثاني / يناير

جماهير "الوداد" و"الرجاء" تقرر مقاطعة ديربي "الدار البيضاء"

GMT 18:33 2018 الأربعاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

رحيمي يتلقى عروضًا احترافية من أندية خليجية وتركية

GMT 17:04 2018 الخميس ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

الحكومة تلغي ديونًا متراكمة في عنق مليون و200 ألف مغربي

GMT 11:59 2018 الإثنين ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

أشرف الخمايسي يهدي "جو العظيم" إلى أحمد خالد توفيق

GMT 23:03 2018 الإثنين ,15 تشرين الأول / أكتوبر

%35 من مبيعات الهواتف الذكية في الهند تمت عبر الإنترنت

GMT 00:06 2018 الخميس ,11 تشرين الأول / أكتوبر

المغربي أشرف حكيمي أفضل ظهير في "الدوريات الكبرى" بأوروبا

GMT 14:01 2018 الجمعة ,21 أيلول / سبتمبر

العثور على عظام بشرية مدفونة داخل جرة في مكناس

GMT 04:29 2018 الثلاثاء ,04 أيلول / سبتمبر

طارق مصطفى يؤكد إعجابه بأندية الدوري المغربي
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib