دفاتر الحيرة القومية
شركة سبيس وان اليابانية تُعلن إلغاء محاولتها الثانية لإطلاق صاروخ يحمل أقماراً اصطناعية إلى الفضاء تأجيل عودة رائدي فضاء ناسا العالقين في محطة الفضاء الدولية إلى الأرض حتى الربيع إرتفاع حصيلة جديدة لضحايا زلزال فانواتو إلى 14 شخصاً وما لا يقل عن 200 مصاباً الرئيس الفرنسي يزور جزيرة مايوت للوقوف إلى جانب السكان بعد مرور الإعصار المدمر "شيدو" الولايات المتحدة تدعو إيران إلى ضرورة الإفراج عن صحافي أميركي بنيامين نتنياهو يوجه رسالة من قمة جبل الشيخ بعد سيطرة الجيش الإسرائيلي عليها فور سقوط بشار الأسد كتائب القسام تعلن مقتل وجرح 14 جندياً إسرائيلياً في مخيم جباليا شمالي قطاع غزة إسرائيل وحركة حماس تقتربان من التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة مقتل جنديين إسرائيليين وأصابة 5 آخرون في انهيار مبنى بعد استهدافه من قبل المقاومة في رفح جنوب قطاع غزة تشيلسي الإنكليزي يُصدر بيان رسمي ينفى تناول لاعبه الدولي الأوكراني ميخايلو مودريك المنشطات
أخر الأخبار

دفاتر الحيرة القومية

المغرب اليوم -

دفاتر الحيرة القومية

عبد المنعم سعيد
بقلم - عبد المنعم سعيد

جيلنا شهد العجب، فى الطفولة لم نفهم كثيرًا ما حدث فى «نكبة» فلسطين، ولم تكن فقط ما جرى للشعب الفلسطينى من خروج ولجوء، وإنما كيف نحل لغز هزيمة سبع دول عربية أمام دولة واحدة «مزعومة».

كانت هناك تفسيرات كثيرة جميعنا قبلناها حول دور الاستعمار والإمبريالية؛ ولكننا لم نفهم أبدًا لماذا لا يتوحد العرب أو يقبلون الوحدة والقومية العربية. وعندما قامت الجمهورية العربية المتحدة تصورناها البداية، لكن النهاية جاءت بسرعة؛ وفى الاحتفال بعيد الثورة كنا مع الرئيس عبدالناصر عندما قال إنه يعز عليه أن يكون العيد هنا- فى القاهرة- والحزن فى دمشق.

لم نكن نعلم أنه بعد ستة عقود لن تكون لدينا معرفة بما يحدث فى الشام كله بمكوناته الفلسطينية واللبنانية والسورية؛ ولم تكن الكارثة فقط أن الدولة الفلسطينية لم تقم، وإنما ما تبقى من كيانها السياسى بات كما هو الحال الذى نراه فى الضفة الغربية وقطاع غزة وفى الأولى سلطة وطنية، وفى الثانية حماس. ولكننا على الأقل نعرف ما يحدث من صلافة وبربرية إسرائيلية، ولكننا لا نعرف حقًّا ما الذى يحدث فى سوريا، بعد أن تعدى الضحايا فيها، منذ نشوب «الربيع» المأسوف عليه، ٦٠٠ ألف نسمة، أما النازحون خارج وداخل البلاد فقد بات العدد بالملايين.

وفى لبنان فإن الحيرة تأخذ مأخذها، ففيها كل المؤسسات موجودة، رئاسة وبرلمان وحكومة، ومع ذلك فإن «الثلث المعطل» لحزب الله لا يقيم رئاسة، ويجعل الحكومة بالإنابة، والبرلمان لاستقبال الضيوف. العراق، الذى كان يسعى لوحدة الأمة من الخليج إلى المحيط، دخل حربًا مع إيران لثمانى سنوات، وبعدها غزا الكويت، وبعد تحررها غزا الأمريكيون العراق، وبعد خروجهم منها بات وضعها غريبًا، حيث إن قوات الحشد الشعبى تتخذ قرارات الحرب والسلام للدولة العراقية كلها بتعليمات من طهران وليس من الجيش العراقى.

الحالة السودانية مؤلمة ومحيرة معًا، القدماء كانوا يعرفون ألم لحظة استقلال السودان عن مصر، ولكنه كان حق تقرير المصير؛ وبعد عقود، تناوب فيها الانقلاب والثورة على الدولة الشقيقة، سلموا بسهولة بانفصال الجنوب.

الشمال القريب منّا دخل «الربيع» متأخرًا، ولكن نتيجته كانت معادلة لها صياغة انقسام بين المكون المدنى والآخر العسكرى؛ المدنى انقسم ما بين اليمين واليسار، وفى كل جناح هناك مذاهب، ولا يوجد مشروع؛ والعسكرى انقسم مؤخرًا ما بين الوطنى والدعم السريع، واشتعل الموقف فى دارفور وكردفان، وخرج تسعة ملايين سودانى من منازلهم؛ وكما انهارت البنية السياسية للدولة انهار سد أربعات لكى تُغرق المياه الأنحاء كلها. فى ليبيا الحال أفضل، وبعد مغامرة على أسوار العاصمة، وانحسار الصدام حتى خط «سيرت الجفرة»، فإن المدافع توقفت، ولكن التقسيم واقع، وتسبب فى إعياء كافة الرسل ووسطاء الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبى.

الأمثلة كثيرة بعد ذلك عن دول تقف على الحافة، ولكن اليقين أتى لكى يكون الرشد ممكنًا، وكانت جرعته الكبيرة فى مصر لأن «الدولة الوطنية» كانت عميقة الجذور، لا مناصفة فيها ولا مداولة. المحاولات كانت مستمرة، مستخدمة الدافع الدينى، الذى جرى كالنار فى هشيم الدول الأخرى لكى يكسرها بين الحلال والحرام تارة، ويُخسرها ما بين البناء والمقاومة والممانعة تارة أخرى.

اليسار المنقسم ما بين الليبرالية والاشتراكية يقف أمام البناء المصرى من زاوية «فقه الأولويات» التى لا يقررها؛ وإذا قررها فإنه لا يعرف كيف يميز فيها ما بين الحق والباطل؛ وكما يُقال عن الساحل الشمالى بين الطيب والشرير!.

الأوقات صعبة بالطبع، وتجاوزها ممكن لأن الأصول زادت، والفرص موجودة، ولكنها تحتاج أن تكون أشد سلاسة وأعمق وضوحًا. أيًّا ما كان الموقف، فإن مصر تبقى واحة ثابتة ثبوت أشجار النخيل فى صحراء واسعة من الرمال المتحركة.

المشهد خلال الأسابيع الماضية كان يُزلزل المنطقة بأسرها، اليمن التى باتت تدور فى أفلاك ثلاث حكومات، من بينها ميليشيا الحوثيين، باتت مسيرتها القومية أن تغلق طريق التجارة الدولية من القرن الإفريقى إلى قناة السويس، وعملية اغتيال فى طهران جلبت حاملات الطائرات والغواصات النووية الأمريكية وتوابعها الأوروبية؛ وأخرى أتت بزعيم حزب الله إلى التلفزيون فى خطاب ثورى، بينما شعب غزة يدفع ثمنًا فادحًا.

فى المشهد تظهر البطولة المصرية فى السعى إلى خروج من المأزق؛ ولكن الخروج من الحيرة يحتاج تجمعًا لأهل الخير والرشد والنضج، بناة الدولة الوطنية فى قلب إقليم بات لا يعرف إلا التفتيت والتفكيك ووضع مصائر الشعوب وقرارات الحرب والسلام فى يد جماعات مسلحة لا تعرف أبدًا ماذا سوف يكون عليه الحال عندما تنتهى المباراة!.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

دفاتر الحيرة القومية دفاتر الحيرة القومية



GMT 22:27 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

تل أبيب ــ دمشق... سقوط الضمانات

GMT 19:37 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

وانفقأ دُمّل إدلب

GMT 14:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الحضارة بين العلم والفلسفة أو التقنية والإدارة

GMT 14:35 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل

GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 08:41 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات أنيقة وراقية لكيت ميدلتون باللون الأحمر
المغرب اليوم - إطلالات أنيقة وراقية لكيت ميدلتون باللون الأحمر

GMT 08:59 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

الوجهات السياحية الأكثر زيارة خلال عام 2024
المغرب اليوم - الوجهات السياحية الأكثر زيارة خلال عام 2024

GMT 09:23 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

نصائح للعناية بالأرضيات الباركيه وتلميعها
المغرب اليوم - نصائح للعناية بالأرضيات الباركيه وتلميعها

GMT 10:24 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء
المغرب اليوم - نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 13:23 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

خالد النبوي يكشف أسراراً جديدة عن مسيرته الفنية
المغرب اليوم - خالد النبوي يكشف أسراراً جديدة عن مسيرته الفنية

GMT 19:20 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

بوسفيان يغيب عن قمة الرجاء والجيش

GMT 15:57 2020 الإثنين ,01 حزيران / يونيو

لا تكن لجوجاً في بعض الأمور

GMT 23:12 2018 الإثنين ,08 كانون الثاني / يناير

زيدان يفاجئ الجمهور برحيله عن ريال مدريد

GMT 21:39 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

بركان تهزم لوندا سول بكأس الكاف

GMT 14:23 2022 الجمعة ,21 تشرين الأول / أكتوبر

يوفنتوس في اختبار جديد ضد إمبولي في الدوري الإيطالي

GMT 00:02 2021 الخميس ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

جمهور الرجاء يوجه طلبا خاصا لرئيس النادي عقب هزيمة أسفي

GMT 11:29 2019 الإثنين ,30 كانون الأول / ديسمبر

شرطة أغادير تتأهب لتأمين احتفالات رأس السنة

GMT 17:19 2019 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

نوريتش سيتي يفقد جهود جودفري 6 أسابيع بسبب الإصابة

GMT 19:50 2019 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

الشرطة الإسبانية تصادر أقنعة ميسي عقب الكلاسيكو

GMT 11:09 2019 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

ماني ينافس ماديسون على جائزة لاعب الشهر في البريميرليج

GMT 00:03 2019 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

الفيلم المغربي "آدم" ضمن المسابقة الرسمية لمهرجان قرطاج 2019
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib