بناء القوة الناعمة
وزارة الصحة في قطاع غزة تُعلن إرتفاع عدد الشهداء منذ العام الماضي إلى 43799 ونحو 103601 مصاباً الخارجية الإيرانية تنفي المزاعم بشأن لقاء إيلون ماسك بممثل إيران في الأمم المتحدة وزارة الصحة اللبنانية تُعلن ارتفاع حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على البلاد إلى 3452 شهيداً و14.664 مصاباً استشهاد اثنين من قيادات حركة الجهاد الفلسطينية في غارة إسرائيلية على سوريا استشهاد 5 أشخاص في غارة إسرائيلية على مدينة النبطية جنوبي لبنان مئات الإسرائيليين يتظاهرون في تل أبيب احتجاجاً على"تخريب صفقات الأسرى" استقالة وزيرة هولندية من أصول مغربية بسبب "تصريحات عنصرية" صدرت داخل اجتماع لمجلس الوزراء إستشهاد 7 فلسطينيين وإصابة آخرين في قصف إسرائيلي على خيم النازحين بمواصي خان يونس وزارة الصحة اللبنانية تُعلن ارتفاع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلى على البلاد إلى 3445 شهيداً و14599 مصاباً استشهاد 3 أشخاص وجرح 9 في الغارة التي شنها جيش الاحتلال الإسرائيلي على منطقة المساكن الشعبية في صور جنوب لبنان
أخر الأخبار

بناء القوة الناعمة

المغرب اليوم -

بناء القوة الناعمة

عبد المنعم سعيد
بقلم - عبد المنعم سعيد

قبل عشر سنوات فقط لو أن أحدا ذكر أمرا عن قيام المملكة العربية السعودية بعقد مهرجان البحر الأحمر السينمائى لما صدق أحد، وإذا ما ذكر آخر أن المخرج والمنتج والكاتب «أوليفر ستون» سوف يكون حاضرا للمهرجان لعد ذلك ضربا من الجنون والادعاء؛ أما إذا قيل إن المناسبة سوف تحتوى على فيلم سعودى خالص – الرحلة – لكانت المفاجأة بلا تصديق. ولكن فى مطلع الشهر الحالى انعقد الحدث الكبير فى حضور ٦١ دولة، وعرض ١٣١ فيلما تشمل الأفلام الروائية القصيرة والطويلة، وجرت المراسم المعهودة فى مهرجانات السينما من حفلات للتكريم، ومنح للجوائز التى تشجع الجديد فى الفن وتقدم باختصار لصناعة سينمائية متكاملة. ولا توجد نية هنا للاستفاضة فى الحديث عن الحدث، وبصراحة فإن الكاتب ليس متخصصا فى الموضوع، ولم يسبق له حضور مثل هذه المناسبات، ولكن ما يهمه ويعرضه على القارئ جزء من مسيرة الإصلاح والحداثة العربية الجارية هذه الأيام فى العديد من الدول العربية، وفى المقدمة منها المملكة. وهو فى ذلك يرى أن هناك فراغا كبيرا فى التعرف على التجارب المختلفة والمتنوعة التى تسير فى جرأة وشجاعة وسرعة تسابق الزمن فى الوقت الذى تسابق فيه بقية العالم الذى يعيش مناخ المنافسة منذ زمن. المسألة هنا ليس الاحتفاء بحدث فنى، بقدر ما هو احتفاء بالاهتمام بالقوة الناعمة الضرورية للدولة الحديثة ومكانتها، حيث تقع السينما فى قلب أشكال كثيرة من هذه القوة حيث الرواية والموسيقى والمسرح والإلقاء والتفاعل مع طرف مهم من أطراف عملية التحديث والتجديد وهو الجمهور. الفن السابع يقوم على التكامل بين الفنون المختلفة والمتنوعة فى منظومة واحدة لها مسار معبر عن لحظات إنسانية فى ضعفها وقوتها، وفى شجاعتها وجبنها. وهى وسيلة من ناحية أخرى للتفاعل مع أمم العالم الأخرى مادام الفن فى جوهره وسيلة مهمة للوصول إلى الإنسان فى كل ما يخص معدنه وهويته وأخلاقه من خلال الدخول إلى ذهنه وخلجاته ومشاعره.

المناسبة كانت الزيارة التى قمت بها مؤخرا فى أثناء انعقاد القمة العربية الصينية معلقا لشبكة تليفزيون عربية على ما يجرى فيها من أحداث ومقدمات ونتائج حدث مهم. وإحدى النتائج البارزة لمثل هذه المناسبات هى الاطلاع على مدى التقدم الجارى فى البلد العربى، وللحق أننى خلال الفترة القصيرة الماضية أتيح لى زيارة المملكة المغربية للمشاركة فى ندوة بمؤسسة أصيلة الثقافية، ثم زيارة مدينة شرم الشيخ المصرية إبان مؤتمر التغيرات المناخية، ومن بعدها الرياض لحضور القمة. ما أثلج الصدر بامتياز كان أنه فى بلدان عربية ثلاثة جرت عملية الإصلاح بسرعة كبيرة مجسدة فى منظومة من أعمال مشروعات عملاقة، وتجديد حتى الجذور فى البنية الأساسية، والمغامرة الكبيرة للدفع بالقوة الناعمة للبلاد. السعودية بحكم القدرة والمكانة ووجود الحرمين الشريفين عاشت حالة طويلة من الاكتفاء الذاتى المغلف بقدر كبير من المحدودية والمحافظة والتقليد الذى عزل إلى مسافات بعيدة الطاقة الشبابية الضخمة فى المملكة وهى المتعلمة فى أرقى المعاهد العلمية فى العالم، والممتلئة بالمواهب وقدرات الإبداع والابتكار. إطلاق طاقات القوة الناعمة جرى كما جرت كل الاتجاهات الأخرى فى التحديث المادى من خلال شبكة من الفعاليات المبدعة فى حد ذاتها. لفت نظرى بالمناسبة أنه فى أثناء انعقاد مباريات كأس العالم فى قطر، كانت الإعلانات عن الفعاليات السعودية غالبا على شبكة بى إن الرياضية؛ ولفت نظرى واحدة منها تدعو السائحين والمشاهدين فى العالم لزيارة الممالك القديمة التى عاشت فى المملكة. هنا لا يوجد أمر بدون استخلاص رسالته التى بعضها أنه قد قامت حضارة فى هذه البقاع، وأن السعودية عرفت السلطة والحكم قبل قرون موغلة فى القدم. بالتعبيرات المصرية فإنه من الممكن لمصر أن تقيم فعاليات لكل المراحل الفرعونية المصرية فى الدولة القديمة الوسطى والحديثة قبل الانتقال إلى العصور البطلمية، والرومانية، والقبطية والعربية الإسلامية والمعاصرة بكل عمرانها وفنونها وما يشتق منها حكمة وأدبا.

الصورة التى تستخرج من كل ذلك أن الصورة التى تطلبها المملكة لنفسها هى صورة الدولة الوطنية الحديثة؛ وأكثر من ذلك فإنها تطلبها للمنطقة العربية كلها. القول إن أوروبا الجديدة سوف تنطلق من منطقتنا بحكم ما يجرى فى عمليات الإصلاح فى الدول العربية لا يفصل بين الفنون والعمران والتعليم والتنشئة. المشاركة المصرية موجودة فى كثير من الفعاليات، وكذلك الحال فى كل المواسم الثقافية والفكرية والفنية التى تجرى فى كل أرجاء القطر السعودى وفق متواليات معروفة وجار التعريف بها والدعوة لها. والحقيقة أن ما ينطبق على مصر ينطبق على كل البلدان العربية من المغرب حتى العراق، حيث النغمات مختلفة ولكنها منسجمة مع بعضها البعض. وكما يحدث فى العمليات الإنتاجية التى تخرج النفط والغاز من باطن الأرض، أو تستخدم الرمال السوداء والبيضاء فى صناعات جديدة فإن البحث فى الموسيقى والنغمات واللوحات الفنية توفر التكامل الإنسانى للدولة والتى يظهر تكاملها ساعة المرور بالمطارات وساحات الزيارة فى المناطق المختلفة.

ما نحتاجه ربما هو إنشاء مناطق حرة ثقافية ممتدة من حوارات «أصيلة» المغربية إلى نغمات الجبل فى لبنان إلى أهازيج الصحراوات الواسعة وصخب المدن الكبرى الضيقة، ومع كل ذلك منتجون ومنفذون ورؤى وحكايات تعلم وتسلى وتطرب. أظن أن رابطة البحر الأحمر يمكنها أن تعطى بأكثر من مهرجان الأفلام؛ والبنية التحتية لكل ذلك موجودة ومتوافرة فى معاهد وجامعات ومدارس فكرية وتجارب تاريخية بحلوها ومرها. الثقافة والقوة الناعمة فى مجملها هى رسالتنا إلى العالم المعاصر الذى آن الأوان لكى يرانا نفكر ولا ينظر إلينا فى غضب.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بناء القوة الناعمة بناء القوة الناعمة



GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

GMT 17:36 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تَدَعوا «محور الممانعة» ينجح في منع السلام!

GMT 17:32 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

عودة ترمبية... من الباب الكبير

GMT 17:27 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

ترمب الثاني

GMT 21:28 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

«هي لأ مش هي»!

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 22:16 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

منزل نتنياهو تعرض لسقوط قنبلتين ضوئيتين
المغرب اليوم - منزل نتنياهو تعرض لسقوط قنبلتين ضوئيتين

GMT 18:09 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد فراج يكشف تفاصيل أحدث أعماله الفنية
المغرب اليوم - محمد فراج يكشف تفاصيل أحدث أعماله الفنية

GMT 04:24 2024 الأحد ,20 تشرين الأول / أكتوبر

صندوق النقد يوافق على صرف 1.1 مليار دولار لأوكرانيا

GMT 05:58 2020 السبت ,29 شباط / فبراير

مناخا جيد على الرغم من بعض المعاكسات

GMT 15:25 2019 الثلاثاء ,07 أيار / مايو

عمرو خالد يكشف طرق رؤية الله في كل شيء حولنا

GMT 13:38 2019 الثلاثاء ,05 آذار/ مارس

مقتل راعي أغنام بسبب لدغة أفعى سامة في أزيلال

GMT 01:44 2019 الإثنين ,04 شباط / فبراير

قاصر مغربي يقدم على مغامرة خطيرة للهجرة السرية

GMT 15:14 2019 السبت ,02 شباط / فبراير

تعرفي على أفضل تصاميم الديكورات الزجاجية

GMT 10:42 2019 الأربعاء ,02 كانون الثاني / يناير

جماهير "الوداد" و"الرجاء" تقرر مقاطعة ديربي "الدار البيضاء"

GMT 18:33 2018 الأربعاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

رحيمي يتلقى عروضًا احترافية من أندية خليجية وتركية

GMT 17:04 2018 الخميس ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

الحكومة تلغي ديونًا متراكمة في عنق مليون و200 ألف مغربي

GMT 11:59 2018 الإثنين ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

أشرف الخمايسي يهدي "جو العظيم" إلى أحمد خالد توفيق

GMT 23:03 2018 الإثنين ,15 تشرين الأول / أكتوبر

%35 من مبيعات الهواتف الذكية في الهند تمت عبر الإنترنت

GMT 00:06 2018 الخميس ,11 تشرين الأول / أكتوبر

المغربي أشرف حكيمي أفضل ظهير في "الدوريات الكبرى" بأوروبا

GMT 14:01 2018 الجمعة ,21 أيلول / سبتمبر

العثور على عظام بشرية مدفونة داخل جرة في مكناس

GMT 04:29 2018 الثلاثاء ,04 أيلول / سبتمبر

طارق مصطفى يؤكد إعجابه بأندية الدوري المغربي
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib