محاكمة دونالد ترامب «٢٢»
وزارة الصحة في قطاع غزة تُعلن إرتفاع عدد الشهداء منذ العام الماضي إلى 43799 ونحو 103601 مصاباً الخارجية الإيرانية تنفي المزاعم بشأن لقاء إيلون ماسك بممثل إيران في الأمم المتحدة وزارة الصحة اللبنانية تُعلن ارتفاع حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على البلاد إلى 3452 شهيداً و14.664 مصاباً استشهاد اثنين من قيادات حركة الجهاد الفلسطينية في غارة إسرائيلية على سوريا استشهاد 5 أشخاص في غارة إسرائيلية على مدينة النبطية جنوبي لبنان مئات الإسرائيليين يتظاهرون في تل أبيب احتجاجاً على"تخريب صفقات الأسرى" استقالة وزيرة هولندية من أصول مغربية بسبب "تصريحات عنصرية" صدرت داخل اجتماع لمجلس الوزراء إستشهاد 7 فلسطينيين وإصابة آخرين في قصف إسرائيلي على خيم النازحين بمواصي خان يونس وزارة الصحة اللبنانية تُعلن ارتفاع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلى على البلاد إلى 3445 شهيداً و14599 مصاباً استشهاد 3 أشخاص وجرح 9 في الغارة التي شنها جيش الاحتلال الإسرائيلي على منطقة المساكن الشعبية في صور جنوب لبنان
أخر الأخبار

محاكمة دونالد ترامب «٢-٢»

المغرب اليوم -

محاكمة دونالد ترامب «٢٢»

عبد المنعم سعيد
بقلم - عبد المنعم سعيد

هناك دائمًا شخصيات فارقة في التاريخ بعضها كان مجيدًا مثل الأنبياء الذين أتوا إلى الدنيا هداية للعالمين؛ وبعضها الآخر كان مؤثرًا في حياة الشعوب والبشر مثل ألكسندر الأكبر الذي نشر الحضارة الهيلينية في العالم، أو نابليون بونابرت الذي رغم هزيمته في النهاية فإنه نشر مبادئ الثورة الفرنسية في أوروبا والعالم. القيادات المختلفة في التاريخ المعاصر مثل لينين وماو وتشرشل وروزفلت لعبت أدوارًا خلال القرن العشرين انتهت إلى نظام دولى يقوم على ازدواجية الاعتماد على الردع وتوازن القوى والقانون الدولى وتنظيمات الأمم المتحدة التي تنظم التفاعلات الدولية. بالطبع كانت هناك قيادات مدمرة مثل هتلر، الذي أخذ العالم إلى الحرب العالمية الثانية، ودون أن يدرى خلق عالمًا بعده يحاول تلافى بؤس الحرب، وأخذ الإنسانية بفاعل التكنولوجيا والتجارة إلى عالم جديد.

دونالد ترامب الذي بات الرئيس الخامس والأربعين للولايات المتحدة وضع نقطة للنهاية في مشروع العولمة الأمريكى حينما كان عنوانًا لجيل من القادة في العالم الغربى يمثلون «القومية البيضاء»، والساعية إلى نوع من الانصراف عن الترتيبات العالمية، التي تعيد تركيب العالم في اتجاه عالم القرية الصغيرة. فشل ترامب في الحصول على فترة رئاسية ثانية، وعودة الرئيس جوزيف بايدن لكى تشكل إدارته ما هو بمثابة الفترة الثالثة للرئيس أوباما، يقسمان العالم بين الليبراليين والديمقراطيين في ناحية، والسلطويين والمستبدين في ناحية أخرى. ترشيح ترامب مرة أخرى للرئاسة الأمريكية ينقل المعركة العالمية إلى داخل الساحة الأمريكية ذاتها.

الواقع الذي نجده في محاكمة ترامب هو أن هناك محاكمتين: المحاكمة التي يتعرض لها ترامب ومحتواها ٣٤ تهمة أعلن المتهم براءته منها؛ والمحاكمة الأخرى هي التي شنها المتهم ذاته على النظام الأمريكى كله سياسيًّا وقضائيًّا عندما نزع الشرعية عن الانتخابات الرئاسية، وأكثر من ذلك أعلن التمرد الجماهيرى على النظام، بحيث أعطاها الغطاء للهجوم على مبنى الكونجرس في ٦ يناير ٢٠٢٠؛ وحاليًا فإنه مد غطاء التمرد إلى اللحظة الراهنة لمحاكمته. مثل هذه اللحظة، في وجود طبيعة مزدوجة للشرعية في دولة واحدة وأثناء عملية الاختيار الدولى لرئيس الدولة، لم تحدث في تاريخ الولايات المتحدة إلا أثناء الحرب الأهلية الأمريكية (١٨٦٠- ١٨٦٥). المشاهد الخاصة بإلقاء التهم على ترامب في نيابة مانهاتن لم يكن لها جانب واحد يتعلق بتفاصيل التهم الموجهة من النظام إلى رئيس سابق. وهى لا تتعلق فقط بمدفوعات السكوت المالية لممثلة الأفلام الإباحية «ستورمى دانيال»، وإنما هي محور ثلاثة تحقيقات جنائية أخرى، بما في ذلك جهوده لإلغاء نتائج انتخابات ٢٠٢٠ وتعامل ترامب مع الوثائق السرية بعد مغادرة البيت الأبيض. العجيب في الأمر أن الاتهامات الموجهة إلى الرئيس الأمريكى السابق هي في ذاتها مجال كبير للائحة الاتهام التي يوجهها ترامب إلى النظام الذي يحاكمه.

إثارة قضية «الخطيئة» وملابساتها المالية لم تكن جديدة بأشكال مختلفة على الرئاسة الأمريكية وما فيها من قصص. الرئيس الثالث للدولة، توماس جيفرسون، كانت له مغامرات نسائية، بعضها نتج عنه أبناء سُمْر نجموا عن معاشرات مع جاريات إفريقية؛ وفى نفس المرحلة قتل من مؤسِّسى الدولة «ألكسندر هاملتون» في مبارزة مع منافس عاطفى. دوايت أيزنهاور كانت له قصة عشق بدأت في لندن واستمرت في أمريكا أثناء وجوده في البيت الأبيض. جون كنيدى رُويت عنه الكثير من الأساطير، التي تحدثت عن ممرات داخل البيت الأبيض للقاء الشقراء «مارلين مونرو»؛ وربما كان بيل كلينتون من الذين نافسوه بعد اكتشاف علاقته بالمتدربة في البيت الأبيض «مونيكا لوينسكى». في أغلب الأحوال فإن النظام الأمريكى وضع ذلك كله في المكانة الأخلاقية التي يقدرها الجمهور الأمريكى ساعة التصويت. من جانب آخر فإن احتجاج ترامب على ما سماه «تزوير» الانتخابات كان فيه قدر من محاكمة النظام الانتخابى الأمريكى، الذي رغم النظام الفيدرالى في الدولة، فإنه في حقيقته كان مختلفًا من ولاية إلى أخرى، وخاصة ما يتعلق بالتصويت البريدى، وسبل فرز الأصوات. ورغم أن كثيرًا من أحكام المحاكم في الانتخابات ذكرت أن التجاوزات التي جرى رصدها لم تكن لتغير من نتيجة الانتخابات، كان فيها اعتراف بوجود التجاوز، وما جاء في الأحكام كان قائمًا على التقدير، خاصة أن أحدًا لم يقرر كيفية تلافى هذه التجاوزات فيما بعد. موضوع الوثائق السرية التي خرجت من البيت الأبيض هو أمر جديد بالنسبة للمتابعين للسياسة الأمريكية، واعتراف الرئيس بايدن ذاته بأنه أخذ وثائق نائب الرئيس الأمريكى أثناء إدارة أوباما ترك المسألة برمتها إلى ممارسات تقديرية لمدى التجاوز الحادث.

لا توجد نية هنا لإدانة طرف أو آخر في مثل هذه المبارزات القانونية والقضائية، ولكن المسألة هنا هي أن نزاهة النظام القضائى الأمريكى نفسها أصبحت في الميزان، فما حدث هو أن ترامب، أو حملته الانتخابية، شنوا هجومًا كبيرًا على نزاهة السلطة السياسية عندما يطرح ترامب المقابلة ما بين الاتهام الموجه له بعلاقات خاصة مع روسيا، بما كان من علاقات خاصة أيضًا لابن الرئيس بايدن «هنتر» مع شركات في أوكرانيا. وبعد التشكيك في نزاهة السلطة السياسية، بات النظام القضائى مهدَّدًا بـ«خدعة الصناديق»، وأن إدارة السجلات والمحفوظات الوطنية الأمريكية، التي وصفها بأنها «منظمة مشاغبة يسارية راديكالية»، ليست المكلفة بالحفظ الأمين لأصوات الناخبين الأحياء. اتهام ابنة القاضى ميرشان، التي عملت على ما يبدو في شركة كان من بين عملائها حملة بايدن/ هاريس، يمثل بغض النظر عن مدى المصداقية طعنة استخدام تضارب المصالح باعتبارها جزءًا من النظام السياسى الأمريكى، الذي يتداخل تداخلًا كبيرًا مع النظام الاقتصادى. إذا أضفنا إلى كل ذلك موقف الديمقراطيين من المحكمة الدستورية العليا- وحكمها فيما يتعلق بالإجهاض، وغلبة التيار المحافظ عليها نتيجة تعيينات جرَت خلال فترة وجود ترامب في البيت الأبيض- فستتخلخل كثيرًا الصورة السياسية والقضائية داخل وخارج الولايات المتحدة والقائمة على نوع من العدالة المحكمة.

القضية هنا أن المعركة القضائية مستمرة، وربما يتخلص ترامب من التهم الجنائية في مانهاتن، لكن من المحتمل أن يأتى المزيد من جورجيا وواشنطن العاصمة سواء تلك التي تتهم ترامب بالضغط على الأجهزة المحلية من أجل ترجيح كفته، أو كل تلك الأحداث التي اتصلت بالتمرد والعنف الذي جرى في ٦ يناير ٢٠٢٠. حجر الزاوية هنا هو أنه مع ذلك كله، لا يزال ترامب خيارًا للملايين لمنصب الرئاسة، على الرغم من هجماته على دولة القانون والقضاة الذين يشرفون عليها. والعجب هنا أن الإعلام الأمريكى لا يزال يأخذ قضية الانتخابات الرئاسية على أنها مغامرة من رئيس سابق موتور ومختل، ولكن الحقيقة هي أنه أيًّا كان التحليل لشخصية ترامب فإن النتيجة هي كارثة إذا ما فاز في الانتخابات، وكارثة أخرى إذا ما خسر لأنه لا يوجد حتى الآن تقدير الحجم من الضرر الذي سوف يحدث لشرعية النظام السياسى الأمريكى.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

محاكمة دونالد ترامب «٢٢» محاكمة دونالد ترامب «٢٢»



GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

GMT 17:36 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تَدَعوا «محور الممانعة» ينجح في منع السلام!

GMT 17:32 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

عودة ترمبية... من الباب الكبير

GMT 17:27 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

ترمب الثاني

GMT 21:28 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

«هي لأ مش هي»!

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 22:16 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

منزل نتنياهو تعرض لسقوط قنبلتين ضوئيتين
المغرب اليوم - منزل نتنياهو تعرض لسقوط قنبلتين ضوئيتين

GMT 11:11 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

نظام غذائي يُساعد في تحسين صحة الدماغ والوظائف الإدراكية
المغرب اليوم - نظام غذائي يُساعد في تحسين صحة الدماغ والوظائف الإدراكية

GMT 18:09 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد فراج يكشف تفاصيل أحدث أعماله الفنية
المغرب اليوم - محمد فراج يكشف تفاصيل أحدث أعماله الفنية

GMT 04:24 2024 الأحد ,20 تشرين الأول / أكتوبر

صندوق النقد يوافق على صرف 1.1 مليار دولار لأوكرانيا

GMT 05:58 2020 السبت ,29 شباط / فبراير

مناخا جيد على الرغم من بعض المعاكسات

GMT 15:25 2019 الثلاثاء ,07 أيار / مايو

عمرو خالد يكشف طرق رؤية الله في كل شيء حولنا

GMT 13:38 2019 الثلاثاء ,05 آذار/ مارس

مقتل راعي أغنام بسبب لدغة أفعى سامة في أزيلال

GMT 01:44 2019 الإثنين ,04 شباط / فبراير

قاصر مغربي يقدم على مغامرة خطيرة للهجرة السرية

GMT 15:14 2019 السبت ,02 شباط / فبراير

تعرفي على أفضل تصاميم الديكورات الزجاجية

GMT 10:42 2019 الأربعاء ,02 كانون الثاني / يناير

جماهير "الوداد" و"الرجاء" تقرر مقاطعة ديربي "الدار البيضاء"

GMT 18:33 2018 الأربعاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

رحيمي يتلقى عروضًا احترافية من أندية خليجية وتركية

GMT 17:04 2018 الخميس ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

الحكومة تلغي ديونًا متراكمة في عنق مليون و200 ألف مغربي

GMT 11:59 2018 الإثنين ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

أشرف الخمايسي يهدي "جو العظيم" إلى أحمد خالد توفيق

GMT 23:03 2018 الإثنين ,15 تشرين الأول / أكتوبر

%35 من مبيعات الهواتف الذكية في الهند تمت عبر الإنترنت

GMT 00:06 2018 الخميس ,11 تشرين الأول / أكتوبر

المغربي أشرف حكيمي أفضل ظهير في "الدوريات الكبرى" بأوروبا

GMT 14:01 2018 الجمعة ,21 أيلول / سبتمبر

العثور على عظام بشرية مدفونة داخل جرة في مكناس

GMT 04:29 2018 الثلاثاء ,04 أيلول / سبتمبر

طارق مصطفى يؤكد إعجابه بأندية الدوري المغربي
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib