خمسون عامًا على حرب مجيدة ٢٢
وزارة الصحة في قطاع غزة تُعلن إرتفاع عدد الشهداء منذ العام الماضي إلى 43799 ونحو 103601 مصاباً الخارجية الإيرانية تنفي المزاعم بشأن لقاء إيلون ماسك بممثل إيران في الأمم المتحدة وزارة الصحة اللبنانية تُعلن ارتفاع حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على البلاد إلى 3452 شهيداً و14.664 مصاباً استشهاد اثنين من قيادات حركة الجهاد الفلسطينية في غارة إسرائيلية على سوريا استشهاد 5 أشخاص في غارة إسرائيلية على مدينة النبطية جنوبي لبنان مئات الإسرائيليين يتظاهرون في تل أبيب احتجاجاً على"تخريب صفقات الأسرى" استقالة وزيرة هولندية من أصول مغربية بسبب "تصريحات عنصرية" صدرت داخل اجتماع لمجلس الوزراء إستشهاد 7 فلسطينيين وإصابة آخرين في قصف إسرائيلي على خيم النازحين بمواصي خان يونس وزارة الصحة اللبنانية تُعلن ارتفاع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلى على البلاد إلى 3445 شهيداً و14599 مصاباً استشهاد 3 أشخاص وجرح 9 في الغارة التي شنها جيش الاحتلال الإسرائيلي على منطقة المساكن الشعبية في صور جنوب لبنان
أخر الأخبار

خمسون عامًا على حرب مجيدة (٢-٢)

المغرب اليوم -

خمسون عامًا على حرب مجيدة ٢٢

عبد المنعم سعيد
بقلم - عبد المنعم سعيد

بعد نصف القرن على حرب أكتوبر، لا تزال أصداؤها قائمة لا تغفل عنها شاشات السينما ولا صفحات الصحف. في الصفحات الأخيرة من كتاب «الملاك» ليورى بن جوزيف، وفى فصل «الملاك الساقط»، ورد اسم د. عبدالمنعم سعيد في السياق التالى: «إن منتجى برنامج ٦٠ دقيقة (برنامج أمريكى شهير تبثه شبكة CBS)، والذين أعدوا فقرة عن أشرف مروان، حاولوا لأسابيع أن يجدوا إجابة مصرية عن أسئلة تتعلق بعمله بالموساد دون جدوى. قبل ذلك، وفى تساؤلات مبكرة، فإن الرسميين المصريين قدموا نظرية عنصر المخابرات الذي خدع الإسرائيليين، ولكنهم لم يكونوا على استعداد أن يقولوا شيئًا أمام الكاميرا. في النهاية، فإن الموقف المصرى قدمه د. عبدالمنعم سعيد، مدير مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية بـ«الأهرام»، والذى ادّعى أن (مروان) كان محورًا مركزيًّا من الجهد المصرى لخداع الإسرائيليين، وبدونه لم يكن أمام الجيش المصرى فرصة لهزيمة جيش الدفاع الإسرائيلى. ولم يقدم، على أي حال، أدلة على هذا الادعاء. إن تعليقات (سعيد) التي أُذيعت في مايو ٢٠٠٩ كانت أقرب التعبيرات للخط الرسمى المصرى منذ أعلن (الرئيس) مبارك (أنه لم يكن جاسوسًا لأى وكالة)».

ما لم يذكره المؤلف هو أن تسجيل د. عبدالمنعم سعيد مع الشبكة الأمريكية جرى في واحدة من قاعات مكتبة جامعة هارفارد في سبتمبر ٢٠٠٨، ولمدة ٨٠ دقيقة، عرض فيها كل مبررات وجهة النظر هذه، ولكن ما أُذيع منها لم يزد على ٩٠ ثانية، كانت وحدها في مواجهة عدد غير قليل تجعله عميلًا إسرائيليًّا، وشغلت من الوقت أكثر من نصف الساعة. مدى أمانة الشبكة التلفزيونية ليست هي الموضوع، وإنما الحقيقة التي تشير إلى أن كتاب «بن جوزيف» ليس بالضرورة من وضع مؤلفه، بل إنه على الأرجح من وضع «الموساد»، الذي يبدو في الكتاب وكأنه يلعب وحده في ميدان حرب خسرها، ولا يزال حائرًا عما إذا كانت إسرائيل قد تعرضت لخداع قاتل أم لا.

إن الدفع بأن السلطات المصرية، والمقصود بها المخابرات العامة، لم تقدم دلائل كافية على وجهة نظرها، ليس حجة في سياق أي عمل مخابراتى لأن النشر من عدمه هو جزء من العملية ذاتها؛ وإذا كان القلق قادمًا من الطرف الآخر فإنه لا توجد منفعة عملياتية في إراحته من القلق، فالقول «دعهم يخمنون» جزء من عالم الخداع تكتيكيًّا كان أو استراتيجيًّا؛ ورسميًّا فإن الموقف المصرى أن أشرف مروان بطل وطنى كانت له مبرراته التي يعرفها الإسرائيليون، والمتعلقة بتزويد الجيش المصرى بأسلحة غربية ذات كفاءات عالية، كانت في المقدمة منها صفقة «الميراج» الفرنسية.

المعضلة الإسرائيلية فيما يتعلق بموضوع أشرف مروان أن إسرائيل لا تريد الاعتراف بالعبقرية المصرية في خطة الخداع الاستراتيجى، التي قامت على أساس أخطاء هيكلية في التفكير الاستراتيجى الإسرائيلى، وتلاعبت بها الخطة المصرية بوسائل، كانت واحدة منها ليست فقط أشرف مروان، وإنما أيضًا رفعت الجمال، (المعروف برأفت الهجان). الخطأ الهيكلى جاء من حقيقة أن إسرائيل عرفت بالفعل بموعد الحرب، من مصدر عربى، قبل أيام من نشوب الحرب؛ وفى العاشرة من مساء الخامس من أكتوبر بتوقيت لندن ١٩٧٣ أخبرها «مروان» بموعد الحرب في اليوم التالى مع تحديد ساعتها بالسادسة مساء وليس الثانية بعد الظهر. ومع تلك المعرفة، فإن إسرائيل لم تبدأ التعبئة العامة ولا استدعاء الاحتياطى إلا في التاسعة من صباح ٦ أكتوبر، رغم اعتراضات موشى ديان، وزير الدفاع، الذي لم يكن مقتنعًا بأن مصر سوف تخوض الحرب، وأن إعلان التعبئة ربما يثير شكوكًا بأن إسرائيل هي التي بدأت الحرب؛ وأن الأفضل هو أن تدع إسرائيل مصر تفعلها، ثم يجرى تدميرها بعد ذلك. وكانت الخطة المصرية في قلبها أن أفضل خطط الخداع تحدث عندما يظن الخصم أن ما يأتى إليه من معلومات هو من الجودة بحيث يصعب تصديقها!.

في الكتاب وفى السجل الإسرائيلى لم يكن هناك تقدير لحجم التغيير الذي جرى على القوات المصرية بعد هزيمة يونيو؛ ولم يجْرِ تقييم جدى لمعركة رأس العش أو لغرق المدمرة إيلات، ولا حرب الاستنزاف، ولا التغييرات التي جرت للبنية البشرية للقوات المسلحة ولا لطبيعة تسليحها. كانت لإسرائيل نظرة دونية للجندى المصرى؛ فلم يكن في الواقع العملى لكل الحركة المستمرة لأشرف مروان إلا أن تكون تحت إشراف المخابرات المصرية. الطريف أن إسرائيل فسرت قيادة سائق السفارة المصرية لعربة توصيل مروان إلى مكان اجتماع كدليل على مهارته وليس لأن السائق جاء لتأمينه. وأنه فيما بات معروفًا بـ«عملية روما»، لم يكن من الممكن نقل صواريخ مضادة للطائرات في حقيبة إلى روما على طائرات مصر للطيران، ومن خلال مطار القاهرة الدولى، كدليل على قدراته الفذة؛ وليس لأن ذلك تم بمعرفة المخابرات المصرية وتحت نظرها وإعطائه الفرصة للدخول والخروج من العاصمة الإيطالية، وإعطاء الأمان والثقة في مروان لدى الموساد. لقد تصور الإسرائيليون أنهم وحدهم لديهم علاقات مع المخابرات الإيطالية، ولذا فإنهم لم يقدروا أن كل ذلك كان جزءًا من شبكة مصرية عميقة لتأمين العمليات المصرية المقبلة، ولم يكن بوسع مروان الوصول إليها دون تسهيلات السلطات، التي وضعت له واحدًا من أكثر رجالها مهارة- عبدالسلام المحجوب- لكى يشرف على إعداد وتنفيذ عملياته.

لم يكن للاضطراب أن يحدث في قصة «أشرف مروان» لو أن القضية كلها وُضعت في إطار «المفاجأة الاستراتيجية» التي حققتها مصر وسوريا في حرب أكتوبر ١٩٧٣. مفاجأة أكتوبر كان فيها من كل العناصر المتوفرة في الفكر الاستراتيجى عن تحقيق «المفاجأة الاستراتيجية»، وما كان على أشرف مروان إلا تغذية ما لدى إسرائيل بالفعل من تحيزات فكرية حول ما يعتقدون عن مدى عزم القيادة المصرية. وعندما جرت مناورات مايو ١٩٧٣ التي أبلغ بها مروان إسرائيل بأنها الحرب، فإنه كان مقبولًا منه بعد ذلك أن يفسر عدم حدوثها بأن السادات «ثقلت رجله» على عكس الواقع الذي كان أنها للإعداد للحرب والتدريب على عبور الحواجز المائية. الحديث المستمر عن الخلافات المصرية السوفيتية جعل إسرائيل تفسر جلاء أهالى الدبلوماسيين السوفييت من القاهرة قبل الحرب مباشرة على أنه كان مجرد «أزمة عربية سوفيتية» أخرى. وعندما أبلغ مروان إسرائيل بموعد الحرب فقد كان يعلم أن الساعة منتصف الليل بتوقيت القدس، وأن الليلة هي ليلة عيد الغفران التي جعلت وصول الخبر متأخرًا أمرًا متوقعًا، حتى إن وزير الدفاع موشى ديان لم يعرف إلا في الساعة الرابعة صباحًا. كان الهدف ليس الإبلاغ عن الحرب، وإنما تأخير عملية التعبئة الإسرائيلية حتى يتم العبور، مع الإبقاء على مصداقية أشرف مروان. قصة مروان ليست فيلمًا، وإنما هي جزء لا يتجزأ من معركة وطنية وشرط من شروط «المفاجأة الاستراتيجية» لحرب عظيمة.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

خمسون عامًا على حرب مجيدة ٢٢ خمسون عامًا على حرب مجيدة ٢٢



GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

GMT 17:36 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تَدَعوا «محور الممانعة» ينجح في منع السلام!

GMT 17:32 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

عودة ترمبية... من الباب الكبير

GMT 17:27 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

ترمب الثاني

GMT 21:28 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

«هي لأ مش هي»!

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 11:11 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

نظام غذائي يُساعد في تحسين صحة الدماغ والوظائف الإدراكية
المغرب اليوم - نظام غذائي يُساعد في تحسين صحة الدماغ والوظائف الإدراكية

GMT 18:09 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد فراج يكشف تفاصيل أحدث أعماله الفنية
المغرب اليوم - محمد فراج يكشف تفاصيل أحدث أعماله الفنية
المغرب اليوم - الاتحاد الأوروبي يُغرم شركة ميتا الأميركية بـ800 مليون دولار

GMT 16:47 2022 الجمعة ,14 كانون الثاني / يناير

حزب التجمع الوطني للأحرار" يعقد 15 مؤتمرا إقليميا بـ7 جهات

GMT 23:38 2024 الخميس ,17 تشرين الأول / أكتوبر

3 أهداف وانتصاران لحمدالله أمام النصر

GMT 23:35 2024 السبت ,19 تشرين الأول / أكتوبر

سعر صرف الدرهم يتحسن مقابل الأورو وينخفض أمام الدولار

GMT 04:03 2024 الإثنين ,21 تشرين الأول / أكتوبر

اتحاد طنجة يفوز على أولمبيك آسفي

GMT 18:23 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 18:55 2017 السبت ,16 كانون الأول / ديسمبر

محمد صلاح يتنافس بقوة مع هازارد على مكان في الريال

GMT 23:33 2016 الأحد ,10 كانون الثاني / يناير

تأخير قطع الحبل السري مفيد للمولود

GMT 01:55 2014 الخميس ,01 أيار / مايو

"الفريكة" و"البرغل" تراث موسمي لفلاحي غزة

GMT 00:18 2020 الأربعاء ,03 حزيران / يونيو

قصص لينكدإن تصل للمستخدمين في الإمارات

GMT 18:23 2019 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

يا آسفي علينا !!

GMT 02:54 2019 الجمعة ,04 كانون الثاني / يناير

بدران يكشف مخاطر نقص فيتامين د على صحة الإنسان
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib