المناظرة والديمقراطية الأميركية
استشهاد اثنين من قيادات حركة الجهاد الفلسطينية في غارة إسرائيلية على سوريا استشهاد 5 أشخاص في غارة إسرائيلية على مدينة النبطية جنوبي لبنان مئات الإسرائيليين يتظاهرون في تل أبيب احتجاجاً على"تخريب صفقات الأسرى" استقالة وزيرة هولندية من أصول مغربية بسبب "تصريحات عنصرية" صدرت داخل اجتماع لمجلس الوزراء إستشهاد 7 فلسطينيين وإصابة آخرين في قصف إسرائيلي على خيم النازحين بمواصي خان يونس وزارة الصحة اللبنانية تُعلن ارتفاع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلى على البلاد إلى 3445 شهيداً و14599 مصاباً استشهاد 3 أشخاص وجرح 9 في الغارة التي شنها جيش الاحتلال الإسرائيلي على منطقة المساكن الشعبية في صور جنوب لبنان الجيش الروسي ينفذ هجومًا بالصواريخ والطائرات المُسيرة على مدينة أوديسا مما أسفر عن مقتل شخصًا وإصابة عشرة آخرين على الأقل حارس منتخب تونس أمان الله مميش يرتكب خطأ فادحاً خلال مواجهة مدغشقر في التصفيات المؤهلة لكاس أمم إفريقيا 2025 زلزال قوي يضرب إندونيسيا بلغت قوته 6.5 درجة على مقياس ريختر
أخر الأخبار

المناظرة والديمقراطية الأميركية!

المغرب اليوم -

المناظرة والديمقراطية الأميركية

عبد المنعم سعيد
بقلم - عبد المنعم سعيد

قبل أسبوع جرت المناظرة بين الرئيسين الحالي جوزيف بايدن والسابق دونالد ترمب في مشهد غير مسبوق في التاريخ الأميركي. وعلى مدى سبعين عاماً باتت «المناظرة» بين المرشحين الموعودين للحزبين الديمقراطي والجمهوري نوعاً من الطقوس التي تعلن فيها أميركا للعالم كدولة ديمقراطية تبلغ فيها الشفافية والتنافسية قمتهما وصفاءهما. المناظرة لا تكون بين شخصين استقر عليهما الجمع السياسي الأميركي وإنما هي إعادة نظر في المسيرة الأميركية منذ «الآباء الأوائل» للثورة الأميركية؛ وما نجم عن الهزة الأعمق في التاريخ الأميركي للحرب الأهلية التي تمخض عنها ثلاثة تعديلات دستورية. بعد مائة عام، وبعد قوانين «جيم كرو» التي عملياً أخلّت بالتعديلات الثلاثة، فإن عقد الستينات من القرن الماضي شهد هزة فتحت أبواب الحرية واسعة ليس فقط للمرأة أو السود والأقليات، وإنما دخلت إلى منافذ جديدة حيث المتحولون جندرياً. ما يلي ذلك كان استقراراً لتقاليد ديمقراطية سمحت لاختلافات عميقة أن تتحول مناظرات تطرح على سوق التصويت قائمة طعام كبيرة للاختيار فيما بينها تتعلق بالمشكلات والمعضلات والأسئلة التي يتعرض لها الجمهور الأميركي في مرحلة زمنية بعينها. كان المفترض دائماً أنه مهما كان الاختلاف في الرأي فإن الجمهور السياسي يتوافق على قواعد اللعبة الديمقراطية في الاختلاف الذي يعبّر عنه التصويت، والاتفاق على أن النتائج سوف تسمح للمنتصر أن يجرّب ما طرحه على المناظرة فإذا نجح سُمح له بفترة رئاسية أخرى، وإذا فشل فإن شخصاً آخر سوف يأتي.

هذه الحالة الأميركية المثالية لم تكن أبداً نقية، وفي أحوال سادت فيها «صناعة الرئيس»، حيث الحرفة ذائعة، والفكرة إما غامضة أو لا تراها العين وسط ضجيج الكلمة وبريق التلفزيون. ولكن ما كان فيها من تقاليد كافياً لكي تكتمل الصورة الإيجابية عن الولايات المتحدة. الانتخابات الحالية للرئاسة تمثل جولة ثالثة في الخروج على النظم والتقاليد بدأت في عام 2015 عندما بدأت الاستعدادات للانتخابات الرئاسية التي انتهت بعد سباق ماراثوني داخل الأحزاب وخارجها إلى الصراع بين دونالد ترمب وهيلاري كلينتون. الجولة الثانية جاءت بعد أربع سنوات بين الرئيس ترمب مرشحاً جمهورياً، والمرشح الديمقراطي بايدن الذي كان نائباً في السابق للرئيس باراك أوباما. القاسم المشترك الأعظم للجولات الثلاث كان هو رجل الأعمال دونالد ترمب؛ وهو الذي يدفع المؤرخين للتاريخ الأميركي إلى نظرة سلبية للديمقراطية الأميركية التي أنتجته في المقام الأول، وبعد ذلك اندفع هو لكي يقوّض دعائمها. المناظرة ذاتها كانت الشهادة على هذا التقويض، حيث جرت قبل أن تقوم مؤتمرات الحزبين بالتصديق على اختيارهما ممثلين لحزبيهما. نقص من المناظرة التعرف إلى برنامج كل حزب، فيزداد الوضوح السياسي أمام الرأي العام. المناظرة كانت بلا جمهور لتفادي الصياح والتصفيق والاستعراض من قِبل ترمب في إهانة خصمه ومقاطعته؛ ولكنها في المضمون كانت بين خصمين عاريين من سمات صحة الإنسان. بايدن وله من العمر 81 عاماً تغيرت عليه أعراض السن من تلعثم ونسيان وضعف التحكم في الحركة. وترمب رغم أنه بلغ الـ78 عاماً، فإن تحكّمه في نوازعه كان دائماً ضعيفاً في مناظرات الانتخابات السابقة والحالية وقد دخل المناظرة بعد إدانته في 34 جُنحة، ولا تزال أمامه قائمة أخرى من ادعاءات النيابات العامة. لم يكن كل ذلك شهادة على المرشحين بالأزمة في الديمقراطية الأميركية، بقدر ما كانت شهادة على الجمهور الأميركي في أن يضع بدائل جاهزة فيزيقياً لحمل أثقال أكبر منصب في العالم.

الهزة لدى الجمهور كان لها ما تلاها في أركان مختلفة في التاريخ الديمقراطي الأميركي. التسليم بنتائج الانتخابات كان دائماً حجر الزاوية في العمليات الانتخابية؛ وإذا لم يتم فإن العملية برمتها تصبح مثل مباريات كرة القدم التي يرفض فيها المهزوم نتائج المباراة متهماً الحكم بالتزوير وتغيير نتيجة المباراة. ترمب رفض تماماً التسليم بنتيجة جميع الانتخابات الأميركية متهماً الديمقراطيين بالتزوير بما فيها الانتخابات الرئاسية السابقة التي فاز فيها بايدن. ومن ناحية أخرى، فإنه وجد في أحداث 6 يناير (كانون الثاني) 2020 لمنع الكونغرس من التصديق على نتائج الانتخابات نوعاً من الغيرة الوطنية. وفي مواجهة الأحكام التي صدرت من المحاكم الأميركية على مهاجمي الكونغرس، فإن ترمب مرة أخرى أبدى استعداده للتعرض للسلطة القضائية الأميركية سلباً بالعفو عن المجرمين في حال توليه الرئاسة مرة أخرى. المدهش، وهذا لب الشرخ في الديمقراطية الأميركية، فإنه كلما صدرت الأحكام ضد ترمب، وكلما أدين بالتحرش، والفوضى في العمل الرئاسي وحفظ الوثائق، وإهانة الرئيس الحالي فإن التعاطف معه يزداد بالتمويل والهتاف وعدم الممانعة لنشوب حرب أهلية.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المناظرة والديمقراطية الأميركية المناظرة والديمقراطية الأميركية



GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

GMT 17:36 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تَدَعوا «محور الممانعة» ينجح في منع السلام!

GMT 17:32 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

عودة ترمبية... من الباب الكبير

GMT 17:27 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

ترمب الثاني

GMT 21:28 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

«هي لأ مش هي»!

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 11:11 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

نظام غذائي يُساعد في تحسين صحة الدماغ والوظائف الإدراكية
المغرب اليوم - نظام غذائي يُساعد في تحسين صحة الدماغ والوظائف الإدراكية

GMT 18:09 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد فراج يكشف تفاصيل أحدث أعماله الفنية
المغرب اليوم - محمد فراج يكشف تفاصيل أحدث أعماله الفنية
المغرب اليوم - الاتحاد الأوروبي يُغرم شركة ميتا الأميركية بـ800 مليون دولار

GMT 16:47 2022 الجمعة ,14 كانون الثاني / يناير

حزب التجمع الوطني للأحرار" يعقد 15 مؤتمرا إقليميا بـ7 جهات

GMT 23:38 2024 الخميس ,17 تشرين الأول / أكتوبر

3 أهداف وانتصاران لحمدالله أمام النصر

GMT 23:35 2024 السبت ,19 تشرين الأول / أكتوبر

سعر صرف الدرهم يتحسن مقابل الأورو وينخفض أمام الدولار

GMT 04:03 2024 الإثنين ,21 تشرين الأول / أكتوبر

اتحاد طنجة يفوز على أولمبيك آسفي

GMT 18:23 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 18:55 2017 السبت ,16 كانون الأول / ديسمبر

محمد صلاح يتنافس بقوة مع هازارد على مكان في الريال

GMT 23:33 2016 الأحد ,10 كانون الثاني / يناير

تأخير قطع الحبل السري مفيد للمولود

GMT 01:55 2014 الخميس ,01 أيار / مايو

"الفريكة" و"البرغل" تراث موسمي لفلاحي غزة

GMT 00:18 2020 الأربعاء ,03 حزيران / يونيو

قصص لينكدإن تصل للمستخدمين في الإمارات

GMT 18:23 2019 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

يا آسفي علينا !!

GMT 02:54 2019 الجمعة ,04 كانون الثاني / يناير

بدران يكشف مخاطر نقص فيتامين د على صحة الإنسان
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib