الطريق إلى الإصلاح العربي
وزارة الصحة في قطاع غزة تُعلن إرتفاع عدد الشهداء منذ العام الماضي إلى 43799 ونحو 103601 مصاباً الخارجية الإيرانية تنفي المزاعم بشأن لقاء إيلون ماسك بممثل إيران في الأمم المتحدة وزارة الصحة اللبنانية تُعلن ارتفاع حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على البلاد إلى 3452 شهيداً و14.664 مصاباً استشهاد اثنين من قيادات حركة الجهاد الفلسطينية في غارة إسرائيلية على سوريا استشهاد 5 أشخاص في غارة إسرائيلية على مدينة النبطية جنوبي لبنان مئات الإسرائيليين يتظاهرون في تل أبيب احتجاجاً على"تخريب صفقات الأسرى" استقالة وزيرة هولندية من أصول مغربية بسبب "تصريحات عنصرية" صدرت داخل اجتماع لمجلس الوزراء إستشهاد 7 فلسطينيين وإصابة آخرين في قصف إسرائيلي على خيم النازحين بمواصي خان يونس وزارة الصحة اللبنانية تُعلن ارتفاع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلى على البلاد إلى 3445 شهيداً و14599 مصاباً استشهاد 3 أشخاص وجرح 9 في الغارة التي شنها جيش الاحتلال الإسرائيلي على منطقة المساكن الشعبية في صور جنوب لبنان
أخر الأخبار

الطريق إلى الإصلاح العربي

المغرب اليوم -

الطريق إلى الإصلاح العربي

عبد المنعم سعيد
بقلم - عبد المنعم سعيد

طوال العقد الأول من القرن الحادي والعشرين انشغل المثقفون العرب بفكرة الإصلاح؛ وحينئذ شاركتُ في مشروعين كان هدفهما التغيير الإصلاحي في البلدان العربية: أولهما كان في مكتبة الإسكندرية، حيث التقى المفكرون والدارسون على بحث البطء في التغيير داخل الدول العربية إذا حدث؛ بينما العالم كله يرتج برياح للانتقال من دنيا إلى أخرى. وثانيهما كان ما سُميت «مبادرة الإصلاح العربي»، وهذه قامت على أكتاف مراكز البحوث السياسية والاستراتيجية لإنتاج الفكر اللازم لإحداث التغيير في منطقة استعصت عليه. كلتا المحاولتين كانت رد فعل لما شاع في العالم عن «الاستثناء العربي» عمّا كان جارياً في الدنيا، لم يكن مهماً ما جرى في أوروبا الشرقية، ولا وارداً ما حدث في الدول الآسيوية، ولا لفت نظر أحد ما حدث في دول أميركا الجنوبية التي عشعشت فيها الديكتاتورية والانقلابات العسكرية لعقود، حتى أفريقيا، رغم المجاعات والمذابح، ظهرت جنوب أفريقيا، حيث النموذج الديمقراطي يسود الجميع. كلتا المحاولتين دارت في الفلك الغربي السائد في ذلك الوقت أن يكون «التغيير والإصلاح» نابعاً من «النظام الديمقراطي» في صورته الميكانيكية النابعة من آليات التكوينات الحزبية والانتخابات من القاعدة إلى القمة وعلى أساس قاعدة الأغلبية والأقلية التي تحسم كل الأمور. وقتها كانت أميركا تدور في أفكار فرنسيس فوكوياما حول نهاية التاريخ؛ وصمويل هنتنغتون عن صراع الحضارات؛ وبدأت أميركا غزو المنطقة التي استعصت على التغيير مما أدى إلى أحداث 11 سبتمبر (أيلول) 2001، ووقتها أيضاً كان العرب المشاركون في المحاولتين، وكثيراً مما يماثلهما، يبحثون عن محتوى عربي للإصلاح يراعي ما في المنطقة من ظروف.

لم يمضِ وقت طويل على هذه الاجتهادات حتى أتى العقد الثاني من القرن الحادي والعشرين بما سُمي «الربيع العربي»؛ وفي 2 مارس (آذار) 2011 نشرتُ مقالاً في هذا المقام تحت عنوان «نهاية الاستثناء العربي!» جاء في فقرته الأولى: المشهد العربي الراهن يكاد يكون مشهداً للعالم أجمع من ناحية؛ ومشهداً خاصاً للدول العربية من ناحية أخرى. وببساطة فإن ما يجري في عواصم متعددة عربية هو نهاية «الاستثناء العربي»، وهو نظرية قال بها العرب وغير العرب أيضاً، أن العالم العربي له من الخصوصية والاستثناء والطبيعة التي ليس كمثلها أحد والتي تجعله بعيداً عن «الثورة الديمقراطية» في العالم. كان الحكم متعجلاً على بدايات الثورات العربية التي سرعان ما تحولت في اتجاهين: أولهما ورد من طوائف متنوعة لليسار العربي بأجنحته المختلفة الناصرية والماركسية والليبرالية كذلك، وهؤلاء برعوا كثيراً في توليد أشكال هائلة من الفوضى التي سرعان ما انتهت إلى التحام بالطائفية وأشكال كثيرة من العنف الذي أفضى إلى حرب أهلية. وثانيهما كان ظهور التيار الديني، وأسفر هذا التيار عن وجهه المعبِّر عن حركة الإخوان المسلمين والتوابع التي خرجت من حاضنتها ومَن يُزايد عليها في شكل تنظيمات إرهابية تتسابق لدخول الجنة في السماء بعد أن تخوض كل أشكال الجحيم على الأرض دماً ولهباً. لم يكن العقد رحيماً بالعرب، فالاختيار ما بين الفوضى والراديكالية الدينية لم يكن اختياراً عادلاً، بخاصة أن كلتيهما لم يكن لديها مشروع وطني بأي معنى موجَّه إلى سكان الدول التي تشتغل فيها بالشعارات. وقبل أن ينتهي العقد إذا بموجة أخرى للربيع المزعوم تأتي من السودان والعراق ولبنان والجزائر. وسواء تعلق الأمر بالموجة الأولى أم بالثانية أم امتزج الأمر بينهما فإن أياً منها لم يؤدِّ إلى خطوة واحدة إلى الأمام فيما يتعلق بحال الدول التي يأتي إليها.

بات واضحاً مع منتصف العقد حتى نهاياته أن التجربة كانت مأساوية في أحسن أشكالها التي أبقت على الدولة، وفي أسوئها كانت كارثية، إذ تراوحت الدولة ما بين «الفشل» والسقوط فريسة التدخل الأجنبي. ومن رحم هذه الحالة بزغ تيار إصلاحي في أكثر من بلد عربي له سمات عملية تنظر إلى العالم من زاوية التقدم والانتقال من أحوال بائسة إلى أخرى ترفع مستوى المعيشة، وتضع الدولة في مراتب التقدم الأعلى بين الدول. «الإصلاح» يأخذ بالجدية اللازمة القول الصيني إنه «ليس مهماً أن تكون القطة سوداء أو بيضاء، وإنما المهم أن تكون قادرة على اصطياد الفئران». نقطة البداية في التقدم لدى دول العالم كانت مولد الدولة، ومن ثم كان البحث في الهوية، والسير في طريق الوطنية والمواطنة الذي من دونه في البيئة العربية فإن التربة تكون ممهدة للانقسام والتشرذم والاحتضان لأكثر الأفكار تطرفاً. العملية البراغماتية خلقت الصيانة اللازمة من الإغراق الآيديولوجي الذي سيطر على العالم العربي خلال الخمسينات والستينات من القرن الماضي من خلال القومية التي فوق الدول، أو الدين الذي هو فوق الدول والإنسان. «الدولة الوطنية» باتت هي الحاضنة للإنسان العربي الذي يضيف إليها من تاريخه وإنجازاته واستعداده لدخول السباق بين دول وطنية أخرى، وليست بين أديان ومذاهب.

التنمية الكثيفة والبناء المستمر هما المشهد السائد في السعودية ومصر والمغرب والأردن والإمارات وكل من نجا من «الربيع العربي» المزعوم، لأنها من ناحية تخترق إقليم الدولة في مساحته الشاسعة، وتُخرج ما فيه من ثروات، وتُعطي المواطن، بغضّ النظر عن دينه أو عرقه أو طائفته أو لونه، العزة اللازمة لوطن للجميع. هذه العملية المعقدة تستوعب أول ما تستوعب الشباب الذين يمثلون الأغلبية في العالم العربي، والذين هم الأقرب إلى العصر وما فيه من تقدم تكنولوجي، واتصال مع بقية العالم. وباختصار فإن ذلك يُفرز أشكالاً جديدة من المؤسسية التي تتبدى من أولى المدن الذكية حتى تصل إلى تنظيم كأس العالم. أليس كل ذلك هي الحداثة بعينها؟! وللحديث بقية.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الطريق إلى الإصلاح العربي الطريق إلى الإصلاح العربي



GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

GMT 17:36 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تَدَعوا «محور الممانعة» ينجح في منع السلام!

GMT 17:32 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

عودة ترمبية... من الباب الكبير

GMT 17:27 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

ترمب الثاني

GMT 21:28 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

«هي لأ مش هي»!

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 11:11 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

نظام غذائي يُساعد في تحسين صحة الدماغ والوظائف الإدراكية
المغرب اليوم - نظام غذائي يُساعد في تحسين صحة الدماغ والوظائف الإدراكية

GMT 18:09 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد فراج يكشف تفاصيل أحدث أعماله الفنية
المغرب اليوم - محمد فراج يكشف تفاصيل أحدث أعماله الفنية
المغرب اليوم - الاتحاد الأوروبي يُغرم شركة ميتا الأميركية بـ800 مليون دولار

GMT 16:47 2022 الجمعة ,14 كانون الثاني / يناير

حزب التجمع الوطني للأحرار" يعقد 15 مؤتمرا إقليميا بـ7 جهات

GMT 23:38 2024 الخميس ,17 تشرين الأول / أكتوبر

3 أهداف وانتصاران لحمدالله أمام النصر

GMT 23:35 2024 السبت ,19 تشرين الأول / أكتوبر

سعر صرف الدرهم يتحسن مقابل الأورو وينخفض أمام الدولار

GMT 04:03 2024 الإثنين ,21 تشرين الأول / أكتوبر

اتحاد طنجة يفوز على أولمبيك آسفي

GMT 18:23 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 18:55 2017 السبت ,16 كانون الأول / ديسمبر

محمد صلاح يتنافس بقوة مع هازارد على مكان في الريال

GMT 23:33 2016 الأحد ,10 كانون الثاني / يناير

تأخير قطع الحبل السري مفيد للمولود

GMT 01:55 2014 الخميس ,01 أيار / مايو

"الفريكة" و"البرغل" تراث موسمي لفلاحي غزة

GMT 00:18 2020 الأربعاء ,03 حزيران / يونيو

قصص لينكدإن تصل للمستخدمين في الإمارات

GMT 18:23 2019 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

يا آسفي علينا !!

GMT 02:54 2019 الجمعة ,04 كانون الثاني / يناير

بدران يكشف مخاطر نقص فيتامين د على صحة الإنسان
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib