الشرق الأوسط ما بعد أوكرانيا
استقالة وزيرة هولندية من أصول مغربية بسبب "تصريحات عنصرية" صدرت داخل اجتماع لمجلس الوزراء إستشهاد 7 فلسطينيين وإصابة آخرين في قصف إسرائيلي على خيم النازحين بمواصي خان يونس وزارة الصحة اللبنانية تُعلن ارتفاع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلى على البلاد إلى 3445 شهيداً و14599 مصاباً استشهاد 3 أشخاص وجرح 9 في الغارة التي شنها جيش الاحتلال الإسرائيلي على منطقة المساكن الشعبية في صور جنوب لبنان الجيش الروسي ينفذ هجومًا بالصواريخ والطائرات المُسيرة على مدينة أوديسا مما أسفر عن مقتل شخصًا وإصابة عشرة آخرين على الأقل حارس منتخب تونس أمان الله مميش يرتكب خطأ فادحاً خلال مواجهة مدغشقر في التصفيات المؤهلة لكاس أمم إفريقيا 2025 زلزال قوي يضرب إندونيسيا بلغت قوته 6.5 درجة على مقياس ريختر زلزال بقوة 4.9 درجة على مقياس ريختر يضرب ولاية ملاطيا وسط تركيا اليويفا يفرض غرامات على الاتحاد الفرنسي لكرة القدم والإسرائيلي عقب الأحداث التي وقعت أمس في باريس ضمن منافسات دوري الأمم الأوروبية وفاة الأميرة اليابانية ميكاسا أكبر أعضاء العائلة الإمبراطورية عن عمر يناهز 101 عاماً
أخر الأخبار

الشرق الأوسط ما بعد أوكرانيا

المغرب اليوم -

الشرق الأوسط ما بعد أوكرانيا

عبد المنعم سعيد
بقلم - عبد المنعم سعيد

أكتب هذا المقال وقد ظهرت بعض العلامات على وجود انفراجة أو «حلحلة» في الأزمة الأوكرانية قوامها تسرب أنباء –حقيقية أو غير حقيقية– عن خفض القوات العسكرية في المناورات الروسية. وفي الغرب ذاع الحديث عن ضرورة حل الأزمة لصالح الجميع، وأكثر من ذلك تسرب من اجتماعات فيينا بصدد الاتفاق النووي مع إيران أنها على وشك الوصول إلى مرحلة التوقيع، وهو أمر جرى بجهود روسية وصينية. الحكمة هنا، إذا كان الاتفاق وشيكاً بين أميركا وإيران فلماذا لا يكون أيضاً بين واشنطن وموسكو؟ وفي خطاب مقصود، قال الرئيس بايدن إن الشعب الأميركي أخ للشعب الروسي. لم تكن روسيا في هذه الحالة هي التي تهدد أوكرانيا، وإنما شخص فلاديمير بوتين الذي سوف يجري معه التفاهم بأن تكون أوكرانيا فنلندا أخرى. لماذا فنلندا؟ هذه قصة أخرى عرضها علينا هنري كيسنجر شخصياً في مقال، وقوامها أن تكون أوكرانيا دولة مستقلة تحلّ مشكلاتها الداخلية ودون تهديد من روسيا أو حماية من حلف الأطلنطي. من ناحيتنا فقد كان التقدير دائماً أن زمن الحروب الكبرى قد ولّى وراح لأسباب موضوعية لدرجات كثيفة من الاعتماد المتبادل بين الدول والشعوب التي تجعل الحرب مستحيلة. العالم الآن يشهد بوضوح الكثير من التحديات، ولا توجد قدرة لدولة واحدة أو مجموعة من الدول مهما كانت قوتها أن تتعامل معها وحدها. التحديات كما التفاعلات ذات طبيعة كونية توجد في مقدمتها الأوبئة، وملايين يفقدون حياتهم بفعل جائحة «كورونا». ويليها أن «الاحتباس الحراري» بات حقيقة كونية مؤثرة على جميع دول العالم بغضّ النظر عن اللون أو الدين أو اللغة أو النظام السياسي. وثالثها أنه مع التحديين السابقين فإن استقرار النظام الاقتصادي العالمي بات مهدداً بشدة. ورابعها أن الإرهاب رغم ما تعرض له من هزائم جزئية لا يزال قادراً على مهاجمة الأهداف في جميع قارات العالم. وخامسها أن انتشار الأسلحة النووية بات ممكناً في ظل نظام دولي بات أقل كفاءة. وسادسها أن الفضاء الخارجي بات مفتوحاً للنزاع والتضارب كما لم يحدث في التاريخ من قبل.
فيلسوف التاريخ يوفال نوح هراري كتب في «الإيكونوميست» اللندنية مؤكداً ما توصل إليه في كتب سابقة من تراجع ظاهرة الحرب (ومعها المجاعة والطاعون أو الأوبئة) مستنداً إلى حقيقة أنه لأول مرة في التاريخ الإنساني، فإن متوسط الإنفاق العالمي على القوة العسكرية هو 6.5% بينما تنفق الدول أكثر من ذلك على التعليم والعناية الصحية والرفاهية في عمومها. وهي نسب لم يمكن تخيلها في أزمنة سابقة. المعضلة في وجهة النظر هذه أنها قد تَصدق على الصراعات الكبرى المكلفة للدول وربما للإنسانية، ولكنها لا تصدق على الفاعلين الدوليين من غير الدول مثل المنظمات الإرهابية، أو في أقاليم غلبت عليها الفوضى وموجات العنف وأطماع الدول. ومثل ذلك يعود بنا فوراً إلى الشرق الأوسط الذي كان تاريخياً مسرحاً من مسارح الحروب العالمية –بما فيها الحروب الباردة- وليس قلبها الذي ظل دائماً في أوروبا؛ ولكنه الآن زاخر بعنف الإرهاب، مع التدخلات العنيفة للدول الإقليمية سواء كان ذلك بالأصالة المباشرة عن نفسها، أو عن طريق جماعات مذهبية تابعة ومنظمات وميليشيات بطريقة غير مباشرة.
إقليم الشرق الأوسط، ويشمل الدول العربية وتركيا وإيران وإسرائيل، ومحيطه الذي يشمل أفغانستان وإثيوبيا، يواجه لحظة تاريخية تميّزها أولاً حالة من التراجع الغربي والأميركي عن حالة القيادة والهيمنة التي عاشها منذ نهاية الحرب الباردة؛ وثانيها أن هناك صعوداً لمرتبة الدولة العظمى من الصين، وعودة من روسيا، القوة العظمى السابقة؛ وثالثها أن هناك رغبة وإرادة من القوتين الأخيرتين في مراجعة النظام الدولي والعالمي الذي ساد بعد انتهاء الحرب الباردة وإنشاء نظم بديلة تأخذ القطبية الثلاثية في الحسبان التشاركي، وحاجات النظام العالمي إلى تعديلات جديدة تواجه التحديات المشتركة السابق ذكرها. ولم تكن هناك صدفة في أن الصين التي رفضت رسمياً ضم روسيا لإقليم القرم، كما رفضت مواقفها المؤيدة للجماعات الانفصالية في أوكرانيا، أن تقف إلى جانب روسيا في الأزمة من حيث ضرورة منع حلف الأطلنطي من ضم أوكرانيا بين صفوفه. هذه المميزات جميعها تدور في الأغلب حول القارة الأوروبية التي ظهرت فيها الأزمة الأوكرانية؛ كما تدور في القارة الآسيوية حيث توجد الثروة وحركة التجارة العالمية الأكثر كثافة. وهنا وبعد التوقيع المتوقع للاتفاق النووي الإيراني - الأميركي، والشهود عليه من الصين وروسيا وأوروبا، فإن الشرق الأوسط سوف يواجه واقعه المعقّد بعد انصراف العالم إلى أمور أخرى. والمقصود هنا هو أن الدول العظمى سوف تتعامل مع الإقليم على أساس ثنائي، وطبقاً لمواقف وقضايا منفصلة تتغير تجاهها المصالح حسب المنفعة وحصيلة المكسب والخسارة؛ وليس على أساس استراتيجي شامل وفاعل.
مثل ذلك ليس شراً كله، ولا خسارة فادحة بالضرورة، فمثل هذا الواقع يؤكد من جديد حاجة الإقليم إلى نظام للأمن الإقليمي، يكفل السلامة الإقليمية للدول، وحقها في بناء الدولة الوطنية، ويقوم بحل المنازعات وفض الحروب الأهلية، والبحث الواسع عن سبل التعاون والنماء الاقتصادي. ولا يقل عن ذلك أهمية أن أمن الدول وأمن الإقليم باتا مرتبطين بأمور تاريخية تتعلق بالإرهاب وانتشار الأسلحة النووية وأسلحة الدمار الشامل بشكل عام. مدخلات ذلك من داخل الإقليم قادمة من إدراك ناضج لحقيقة التغيرات الجارية في النظام الدولي والتي تدعو إلى مساحات واسعة من تنوع العلاقات بين الدول الكبرى، وهو ما بدأ فعلاً خلال الفترة القصيرة الماضية اقتصادياً وأمنياً. من جانب آخر، إن النزعة الإصلاحية الشاملة الجارية الآن في عدد من الدول العربية التي نَجَت أو تخطت «الربيع العربي» تسعى إلى البناء الإقليمي بقدر ما تهتم بالبناء الداخلي. ومن جانب ثالث أنه بدأ بالفعل الكثير من التفاعلات والمباحثات مختلفة الدرجة من العمق والاستكشاف بين الأطراف المعنية في المنطقة خصوصاً بين إيران ودول الخليج العربية. ومنذ «بيان العلا» في القمة الخليجية تغيّرت الساحة الإقليمية، وبعد أن كانت خالصة لنوبات التوتر والحملات الإعلامية والأزمات السياسية فإنها باتت مقبلة على سلسلة من المقتربات التي تشهد بالأضرار البالغة على الأمن الوطني للدول والأمن الإقليمي نتيجة استمرار الأوضاع الراهنة في الإقليم؛ وتسعى إلى البحث عن صيغ تكفل الأمن والتنمية في المنطقة. وصاحَبتْ نتائج بيان العلا كثافة كبيرة في تفاعلات منطقة شرق البحر المتوسط ومنطقة الخليج، مقدمةً إلى التعاون من أجل السلام والأمن وحل الأزمات المزمنة مثل القضية الفلسطينية.
جدول أعمال الأمن الإقليمي في الشرق الأوسط طويل، والعقبات إليه ليست قليلة، ونقطة البداية إليه ليست واضحة؛ ولكن الجهد في سبيل ذلك مطلوب سواء كان ذلك من خلال القنوات الرسمية أو مبادرات مراكز البحث في الأمن الإقليمي. التاريخ سوف يشهد كثيراً لصاحب المبادرة في هذا الاتجاه.

   

 

     

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الشرق الأوسط ما بعد أوكرانيا الشرق الأوسط ما بعد أوكرانيا



GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

GMT 17:36 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تَدَعوا «محور الممانعة» ينجح في منع السلام!

GMT 17:32 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

عودة ترمبية... من الباب الكبير

GMT 17:27 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

ترمب الثاني

GMT 21:28 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

«هي لأ مش هي»!

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 11:11 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

نظام غذائي يُساعد في تحسين صحة الدماغ والوظائف الإدراكية
المغرب اليوم - نظام غذائي يُساعد في تحسين صحة الدماغ والوظائف الإدراكية
المغرب اليوم - الاتحاد الأوروبي يُغرم شركة ميتا الأميركية بـ800 مليون دولار

GMT 05:49 2022 الخميس ,01 كانون الأول / ديسمبر

أفضل الطرق العصرية لتنسيق الجينز الفضفاض

GMT 18:53 2022 السبت ,05 شباط / فبراير

الوداد يكتفي بالتعادل أمام إتحاد طنجة

GMT 18:18 2020 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

أترك قلبك وعينك مفتوحين على الاحتمالات

GMT 14:42 2023 الأربعاء ,25 كانون الثاني / يناير

أفكار لتنسيق المجوهرات الملونة مع الملابس العصرية

GMT 02:07 2023 الثلاثاء ,17 كانون الثاني / يناير

ليفاندوفسكي يكشف سر تألق غافي أمام ريال مدريد

GMT 23:43 2023 السبت ,14 كانون الثاني / يناير

مؤشر بورصة موسكو يصعد إلى أعلى مستوى في نحو 5 أسابيع

GMT 06:20 2023 الإثنين ,02 كانون الثاني / يناير

«تسلا» تفقد 700 مليار دولار من قيمتها السوقية

GMT 00:58 2022 السبت ,05 آذار/ مارس

ارتفاع أسعار المحروقات في المغرب
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib