حوار جيل آخر
دونالد ترامب يفضل السماح لتطبيق تيك توك بمواصلة العمل في الولايات المتحدة لفترة قصيرة على الأقل شركة طيران أمريكية تجبر أحد الركاب على ترك مقعده في الدرجة الأولى لصالح كلب مرافق مقتل 10 ركاب وإصابة 12 في تحطم طائرة في البرازيل مطار دمشق الدولي يُعلن تمديد تعليق الرحلات الجوية حتى الأول من يناير 2025 الحوثيون يؤكدون إفشال هجوم أميركي بريطاني على اليمن باستهداف حاملة الطائرات "يو إس إس هاري إس ترومان" إسرائيل تنفي مغادرة أي وفد لمفاوضات وقف إطلاق النار في غزة إلى القاهرة 10 جنود إيرانيين شباب لقوا حتفهم في حادث سقوط حافلة في واد غرب إيران سقوط نحو 300 قتيل في اشتباكات عنيفة بين قوات سورية الديمقراطية وفصائل مسلحة مدعومة من تركيا في محيط سد تشرين وزارة الصحة في غزة تكشف أن عدد ضحايا عدوان الاحتلال الإسرائيلي على القطاع ارتفع إلى 45,259 شهيداً و107,627 مصاباً من 7 أكتوبر 2023 تسجيل 76 حالة وفاة و768 إصابة جراء إعصار شيدو الذي ضرب مقاطعات "كابو" و"ديلغادو" و"نابولا" و"نياسا" في شمال موزمبيق
أخر الأخبار

حوار جيل آخر!

المغرب اليوم -

حوار جيل آخر

عبد المنعم سعيد
بقلم - عبد المنعم سعيد

حينما وقف جون كنيدى لكى يحلف اليمين الدستورية لتولى رئاسة الدولة الأمريكية أمام قاضى القضاة، كان فى مقابله دوايت إيزنهاور، الرئيس الذى انقضت ولايته أو بقيت منها ثوانٍ قليلة حتى ينتهى القَسَم. تساءل كثيرون عما دار فى ذهن الرئيس المنتهية ولايته وهو يسلم السلطة الأمريكية الجبارة إلى شاب لم يتجاوز الثالثة والأربعين من العمر؛ وتوقع بعض مَن تساءل أنه لا بد أن الرئيس لم يتمالك نفسه من مقارنة عسكرية لا يمكن الهرب منها.

كان أيزنهاور، قائد قوات الحلفاء فى الحرب العالمية الثانية، جنرالًا بخمس نجوم لم يحصل على مثيلها إلا قلة من الجنرالات عبر التاريخ، وكان هو وليس غيره الذى وضع خطة «نورماندى» لغزو أوروبا وقصم ظهر النازية والفاشية.

وبعد أن جلس فى منزله لست سنوات، وتم تجنيده للسياسة من قِبَل الحزب الجمهورى، أخرج أمريكا من وحل الحرب الكورية وأعاد إليها السلام وبث الرخاء، ونجح فى تجنيب البلاد انقسامًا هائلًا حاولت «المكارثية» أن تفعله.

على الجانب الآخر كان هناك جون كنيدى، الذى لم تزد رتبته أثناء الحرب عن رتبة الملازم أول، وبطولته عن إنقاذ أفراد طاقم قاربه البحرى ١٠٩. صحيح أن للرجل سمعة أخرى كنبت من أغنى أغنياء الولايات المتحدة، وشاب يتمتع بالوسامة السينمائية، ورصيد لا بأس به فى مجلس النواب، وزوجة- جاكلين كنيدى- جذبت إليها قلوب الأمريكيين، ومعها سجل لا بأس به من الغزوات النسائية الشهيرة!.

أيًّا ما كان لدى الرئيس القادم كان يخبو بالمقارنة بالرئيس الذاهب، الذى ربما خطر له أنه يشاهد واحدًا من عجائب الديمقراطية الأمريكية، التى تسمح لمثل هذا الشاب أن يكون القائد الأعلى للقوات المسلحة.

.. ولكن كنيدى كان لديه سلاح لم يكن متوفرًا بالمرة لـ«أيزنهاور»، أو «آيك»، كما كان معروفًا بين أقرانه، وهو أنه يمثل جيلًا جديدًا آن الأوان لكى يعتلى سدّة السلطة فى البلاد. كان جيل ما بعد الحرب العالمية الثانية هو الذى أعطى أصواته لكنيدى وليس ريتشارد نيكسون، ليس فقط لأنه عرف كيف يستغل المناظرة السياسية معه، ولا بثها لأول مرة على التليفزيون فى نطاق واسع، وإنما لأنه كان ممثلًا لجيل لا يريد السلطة فى البيت الأبيض فقط، وإنما فى الولايات، والمجالس التشريعية، والجامعات، والعمل الأهلى، وقبل وبعد كل شىء فى مجال الأعمال والشركات.

كانت أمريكا تتغير، وتخرج من عالم الحرب العالمية وما قبلها إلى عالم جديد كانت الدنيا فيه حبلى بغزو الفضاء والوصول إلى أقمار ونجوم وكواكب بعيدة فى مجالات العلوم والفن والثقافة. ما عرفناه بعدها وُلد فى تلك اللحظة التى أدى فيها جون كنيدى القَسَم.

أعتذر للقارئ الكريم عن أن الفقرتين السابقتين استعرتهما من مقال لى نشرته «المصرى اليوم»، يوم الأحد ٢٠ أكتوبر ٢٠١٣، تحت عنوان «جيل جديد آخر!»، بعد فترة قصيرة من ثورة يونيو، التى دشنت جيلًا مصريًّا تحمل مسؤولية تنفيذ المشروع المصرى الوطنى الجارى، الذى قام على كتف أحلام وطموحات مصرية طال زمن الوصول إليها.

كانت القيادة بالطبع للرئيس السيسى، الذى وقف حاميًا للمرحلة الانتقالية، التى لعب دورًا مهمًّا فيها الرئيس عدلى منصور، ومن بعدها كانت حماية وتنفيذ «رؤية مصر ٢٠٣٠» بمعدلات وسرعات لم يعرفها الجيل السابق، الذى كان يحلم بتنمية الصعيد وتعمير سيناء والصحراء الغربية من خلال «مديرية التحرير» و«مشروع توشكى»، وتلك الشرقية من خلال مشروع لقناة السويس والآخر الزراعى فى «الصالحية».

ولكن كل ذلك لم يذهب بعيدًا إلى عبور مصر تلك النقطة الفاصلة العميقة ما بين تجاوز الزيادة السكانية، والخروج من التخلف إلى التقدم، والانضمام إلى صفوف الدول المتقدمة. جيل حكام مصر خلال عقود ستة (١٩٥٢- ٢٠١١)، ولا أقصد بالحكام مَن هم فى السلطة السياسية فقط، وإنما هؤلاء الذين ينتشرون فى مراكز القرار السياسى والاقتصادى والاجتماعى والثقافى، وباختصار جماعة النخبة التى تفكر وتخطط وتنفذ.

هؤلاء تعود أصولهم الفكرية والنفسية إلى عشرينيات وثلاثينيات القرن الماضى، أما تجربتهم العملية فلم تتجاوز كثيرًا عقدى الأربعينيات والخمسينيات من ذات القرن. وباختصار كانوا يمثلون تجربة «نظام يوليو»، الذى أنجز تحرير مصر من الاحتلال البريطانى ثم الاحتلال الإسرائيلى، وحاول قدر الطاقة أن يدفع مصر إلى الأمام؛ ولكنهم بعد مغادرة السلطة كان يبقى الكثير من الأحلام بأكثر مما هو مُحقَّق على أرض الواقع.

الآن يبدو أن العكس يقترب من الحقيقة، فلم يعد تعمير سيناء ولا تنمية الصعيد ولا اختراق الصحراوات الغربية والشرقية أحلامًا، ولا مضاعفة مساحة الأرض الزراعية خيالًا، ولا تغيير منطقة قناة السويس من قناة للعبور إلى محور إنتاجى وصناعى ولوجستى متكامل محض فكرة. تحقق ذلك ليس فقط بقيادة الرئيس السيسى ومعاونيه فقط، وإنما نتيجة العرق والجهود التى بذلها شباب مصر فى المواقع المختلفة، والتضحيات الهائلة التى قدمها الجنود والضباط فى الجيش والشرطة فى مواجهة الإرهاب، والأطباء والممرضون والعاملون فى الخدمة الصحية فى مواجهة الكورونا.

ولكن الحقيقة المُرّة الباقية هى أننا لم ننجح بعد فى تجاوز الزيادة السكانية لأن قوة دفع الأرحام لا تزال أكبر من معدلات رفع التنمية. ربما كنا قريبين من تلك النقطة فى مطلع العام عندما سجلنا معدلًا للنمو قدره ٩٪ خلال نصف العام المالى الأول من العام الجارى؛ ولكن الأزمة والحرب الأوكرانية أبطأت من الاندفاع وراجعت التقدم. الأمية لا تزال تتجاوز ٢٥٪ من السكان، ومعدلات الفقر تشمل أقل قليلًا من ٣٠٪ من المصريين، ورغم تحسن مراتبنا فى المؤشرات العالمية المتعارَف عليها فإن الوصول إلى مكانة الدول الثلاثين الأول فى العالم لا يزال بعيدًا.

هذه النقطة تحديدًا هى ما ينبغى الحوار السياسى حوله، والذى استقر به الرئيس فى خطابه أمام إفطار الأسرة المصرية. حوار القوى السياسية لا ينبغى له أن يبدأ من فراغ، فما حدث أمام الجميع منظور، وطريق استكماله واضح لأنه ذات الطريق الذى سارت فيه أمم قبلنا، وببساطة فإن السؤال المطروح علينا كأمة وقيادة هو كيف سنحقق ذلك، وما الأحلام أو الأولويات الجديدة التى نسعى إلى تحقيقها خلال المرحلة المقبلة؟. هذه سوف نجدها فى النوع أكثر من الكم، وفى المحتوى أكثر من الشكل؛ والأرجح أن أكثر المعاونين فى التفكير فيها سوف يكونون من ذلك الجيل الذى حفر أنفاق قناة السويس، وخضّر صحراوات الوادى الجديد.

المؤكد لدينا أنه صار فى مصر جيل جديد يختلف عن الجيل السابق المشار إليه، تقول الأرقام إنه يمثل أكثر من ثلثى السكان، وغالبيتهم يستخدمون الإنترنت، ومن المرجح أن لديهم معرفة أفضل بلغة أجنبية، ويعرفون عن العالم أكثر كثيرًا من آبائهم، ولا يخافون من الهجرة إلى الخارج، ولا يرهبون العمل فى الشركات الدولية، ولديهم غضب على أن مصر لم تحصل على ما تستحقه من مكانة فى صفوف الدول المتقدمة بعد.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حوار جيل آخر حوار جيل آخر



GMT 22:27 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

تل أبيب ــ دمشق... سقوط الضمانات

GMT 19:37 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

وانفقأ دُمّل إدلب

GMT 14:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الحضارة بين العلم والفلسفة أو التقنية والإدارة

GMT 14:35 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل

GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

إطلالات أروى جودة في 2024 بتصاميم معاصرة وراقية

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 09:56 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

المغرب تصنع أول دواء من القنب الهندي لعلاج الصرع
المغرب اليوم - المغرب تصنع أول دواء من القنب الهندي لعلاج الصرع

GMT 13:49 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الفنانة زينة تكشف عن مفاجأة جديدة في مشوارها الفني
المغرب اليوم - الفنانة زينة تكشف عن مفاجأة جديدة في مشوارها الفني

GMT 18:10 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

يبدأ الشهر بيوم مناسب لك ويتناغم مع طموحاتك

GMT 09:12 2024 الأربعاء ,12 حزيران / يونيو

لاعبو منتخب "الأسود" يؤكدوا ثقتهم في الركراكي

GMT 08:54 2023 الأربعاء ,06 كانون الأول / ديسمبر

العام الحالي 2023 الأكثر حرّاً في التاريخ المسجّل

GMT 16:07 2023 الثلاثاء ,10 تشرين الأول / أكتوبر

علماء الآثار يزعمون اكتشاف "خريطة كنز عملاقة"

GMT 05:19 2018 الخميس ,11 تشرين الأول / أكتوبر

زينّي حديقة منزلك بـ"فانوس الإضاءة الرومانسي"

GMT 09:00 2018 الثلاثاء ,12 حزيران / يونيو

" ديور " تطرح ساعات مرصعة بالألماس

GMT 18:37 2016 الأحد ,03 إبريل / نيسان

شيرى عادل فى كواليس تصوير "بنات سوبر مان"

GMT 02:51 2017 الجمعة ,27 تشرين الأول / أكتوبر

شيرين سعيدة بنجاح "سابع جار" ودورها في "عائلة زيزو"

GMT 08:44 2016 الثلاثاء ,27 أيلول / سبتمبر

لائحة مغربيات لمعت أسماؤهن في سماء الموضة العالمية

GMT 10:55 2016 الخميس ,21 تموز / يوليو

ماريو غوتزه ينضم إلى بروسيا دورتموند رسمياً
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib