الليلة والبارحة في الشرق الأوسط
وزارة الصحة في قطاع غزة تُعلن إرتفاع عدد الشهداء منذ العام الماضي إلى 43799 ونحو 103601 مصاباً الخارجية الإيرانية تنفي المزاعم بشأن لقاء إيلون ماسك بممثل إيران في الأمم المتحدة وزارة الصحة اللبنانية تُعلن ارتفاع حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على البلاد إلى 3452 شهيداً و14.664 مصاباً استشهاد اثنين من قيادات حركة الجهاد الفلسطينية في غارة إسرائيلية على سوريا استشهاد 5 أشخاص في غارة إسرائيلية على مدينة النبطية جنوبي لبنان مئات الإسرائيليين يتظاهرون في تل أبيب احتجاجاً على"تخريب صفقات الأسرى" استقالة وزيرة هولندية من أصول مغربية بسبب "تصريحات عنصرية" صدرت داخل اجتماع لمجلس الوزراء إستشهاد 7 فلسطينيين وإصابة آخرين في قصف إسرائيلي على خيم النازحين بمواصي خان يونس وزارة الصحة اللبنانية تُعلن ارتفاع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلى على البلاد إلى 3445 شهيداً و14599 مصاباً استشهاد 3 أشخاص وجرح 9 في الغارة التي شنها جيش الاحتلال الإسرائيلي على منطقة المساكن الشعبية في صور جنوب لبنان
أخر الأخبار

الليلة والبارحة في الشرق الأوسط

المغرب اليوم -

الليلة والبارحة في الشرق الأوسط

عبد المنعم سعيد
بقلم - عبد المنعم سعيد

هناك 3 حقائق في عالم اليوم لا يمكن إغفالها. من كثرة غناها بالتفاصيل، من الصعوبة بمكان تمييز الفارق بين المخاطر والفرص فيها...
أولها أن العالم يتغير بسرعة مخيفة، وبقدر ما تتبدل أحواله المناخية؛ فإن أقداره التكنولوجية تتغير هي الأخرى بسرعة الضوء. وثانيها أن أزمات العقد الثالث من القرن الواحد والعشرين، من جائحة الكورونا، إلى الحرب الأوكرانية، إلى الأزمة الاقتصادية الناجمة عن كليهما، لا تبقى على حالها، وبعد كثير من الألم فإن فرص الانفراج قائمة. وثالثها، وصدق أو لا تصدق، أن الشرق الأوسط ينقلب حاله، ليس بكثير من التطرف والعنف والإرهاب والحروب الأهلية، وإنما بنمو تيار الإصلاح والبناء والتنمية المستدامة، وكل ذلك مصاحب بالتعاون الإقليمي، خاصة بين الدول العربية.
المشهد الأول الذي جرى في شرم الشيخ المصرية كان معبراً عن تغير العالم وإدراكه حقيقة الكارثة التي يتعرض لها الكوكب؛ وما لا يقل أهمية أن الإدراك قد تولد عنه سباق كبير حول التكنولوجيات، ليس التي تتعامل مع القضية الوجودية فقط، وإنما تفتح الأبواب لثورة صناعية جديدة. كنا نعرف أن هناك ثورة صناعية وتكنولوجية رابعة، الذائع منها هو طفرة في الثورة المعلوماتية الرقمية الثالثة، نتيجة مضاعفة قدراتها، مع قفزة في «الذكاء الاصطناعي». لكن الحال لم يعد كذلك فحسب، وإنما برزت مرحلة جديدة من الثورات الخضراء التي تتحكم في ضوء الشمس، وفي حركة الرياح، وتوليد المطر، وزراعة الصحراء، وتوليد المياه النقية وتدويرها، وما هو أكثر.
تحدي المناخ خلق مقابلاً له، ليس بقبول الإنسان لتحدي العطش والجوع والمرض، وإنما بقيام الإنسان بتحدي الطبيعة، كما فعل منذ بداية الخليقة بتوليد مزيد من الغذاء والماء والطاقة والاتصال.
في المشهد الثاني تحدي الإنسان أزمة الكورونا، وخلال عامين كان قد ولّد اللقاحات والعلاج وبروتوكولات التعامل مع المرضى، حسب السن والنوع والمكان والزمان؛ فضلاً عن تنظيم الحركة الكونية في المطارات والموانئ، وتحسين سلاسل التوريد، وتولد عن ذلك كله إمكانات لانتعاش الاقتصاد العالمي.
لكن الأزمة والحرب الأوكرانية جاءت على غير موعد، ودارت المعارك حول 4 مدن؛ «كييف» و«ماريوبول» و«خيرسون» و«أوديسا». الحلقة الفاصلة كانت «خيرسون» التي لو انتصر فيها الروس لباتت أبواب أوديسا مفتوحة، أما إذا كسبها الأوكرانيون فإن بقاء أوكرانيا وطريقها إلى البحر الأسود صار مؤكداً. النتيجة حتى الآن أن روسيا خسرت معركة «خيرسون» ودخلت القوات الأوكرانية إلى المدينة. هذا التغيير في الواقع العسكري ربما يكون بداية منعطف أكثر أهمية في علاقات القوى الكبرى؛ فقد كان مصاحباً للحدث مجموعة من التطورات؛ أولها أن المتحدث العسكري الروسي في بيانه عن الواقع الجديد في خيرسون صرح أن انسحاب القوات الروسية كان بأوامر من وزارة الدفاع الروسية، وهي مقولة لم تكن ذائعة من قبل، فلا بوتين كان مذكوراً ولا القيادة العسكرية للعمليات كانت متاحة؛ وما كان مثيراً للاهتمام تنويه المتحدث أن «خيرسون» هي مدينة روسية، وسوف تسترجعها روسيا بالمفاوضات! وثانيها أن الرئيس بوتين أعلن عن قراره بعدم الذهاب إلى بالي في إندونيسيا لحضور مؤتمر الدول العشرين، ورفض إلقاء خطاب عبر «الفيديو»، ووصل «لافروف» وزير الخارجية ممثلاً للدولة الروسية. وثالثها جرى اجتماع في تركيا بين رئيسي جهازي المخابرات في روسيا والولايات المتحدة، وكان واحداً من نتائجه استئناف المفاوضات الخاصة بالأسلحة الاستراتيجية. ورابعها جرى الاتفاق لعقد اجتماع في بالي بين الرئيس بايدن الأميركي، وشي جينبينغ الصيني؛ وما تسرب عن الاجتماع كان أن الطرفين وضعا الخطوط الحمراء للعلاقات بينهما، وقوامها أن هناك صيناً واحدة، وليس معنى ذلك أن للصين حقاً في غزو تايوان، وأن العلاقة بين واشنطن وبكين ستقوم على تنظيم «المنافسة» بينهما، وهو ما وصف في الدوائر الأميركية بأنه عودة إلى «وفاق Detente» النصف الأول من سبعينات القرن الماضي، الذي قام على إدارة العلاقات التصادمية بين القوتين العظميين في العالم، بحيث يستبعد الصراع المسلح، ويجري تقنين وتحديد سباق التسلح.
المشهد الثالث جرى وسط المشهدين السابقين، حيث بات الشرق الأوسط مختلفاً عما عهدناه، ولم تعد الليلة أشبه بالبارحة، فكان التعاون بين الدول العربية كبيراً في مؤتمر شرم الشيخ للمناخ؛ حيث كانت مصر تحصل على ما يجعلها مركزاً إقليمياً للطاقة الجديدة. وفي الوقت نفسه، تسلم الراية لدولة الإمارات العربية المتحدة حيث ينعقد «كوب 28» في مدينة دبي. أما المملكة العربية السعودية، فضلاً عن معرضين كبيرين، أحدهما في المنطقة الزرقاء حيث المفاوضات الرسمية، والآخر مستقل تماماً فاض بالزائرين، فقد طرحت مبادرتها الكبرى عن «الشرق الأوسط الأخضر» التي نوّهنا عنها في مقال الأسبوع الماضي. المبادرة لم تكن فقط عن مقاومة التغييرات المناخية، وإنما كانت أكثر من ذلك، عن كيفية تغيير العالم من خلال تكنولوجيات جديدة للمناطق الصحراوية. وفي 16 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، نشر القسم الإعلامي للسفارة السعودية في القاهرة الخبر التالي: «أنهت شركة مطارات جدة استعدادها لاستقبال الراغبين في حضور مباريات بطولة كأس العالم لكرة القدم 2022 المقرَر إقامتها في دولة قطر، وذلك بتوفير خيارات للسفر عبر الرحلات المجدولة (المعتادة) والترددية اليومية وزيادة الحركة التشغيلية للرحلات من مطار الملك عبد العزيز الدولي إلى الدوحة بدولة قطر». بعد ذلك يمضي الخبر لوصف مئات التفاصيل حول حركة الحافلات والسيارات والرحلات الجوية لكي تنقل المسافرين والمشجعين والسائحين بتسهيلات كبيرة لتشجيع المنتخب السعودي في كأس العالم، ومعه باقي المنتخبات العربية الأخرى.
المشاهد الثلاثة تسير كلها في اتجاهات إيجابية، ليس ما يهمنا فيها فقط أن تغيير العالم لا يسير بالضرورة في اتجاه الهلاك، ولا أن الأزمات والحروب قد سيطرت على الكون بحيث لم يعد هناك مناص من الكارثة، بل حقيقة أن القدرات الإنسانية أولاً وآخراً ليست قليلة. وقد ثبت أن الحرب الروسية على أوكرانيا ليست خاسرة فقط، لكنها وضعت أيضاً حدوداً على توسعات حلف الأطلنطي في أوكرانيا من ناحية؛ والأهم من ناحية أخرى أنها أكدت أن سياسات فرض العقوبات الاقتصادية على روسيا لا تضغط عليها وحدها، وإنما على العالم كله. وربما أفاق أحدهم في واشنطن على أن تقسيم العالم بين الديمقراطيين والسلطيّين، فضلاً عن عواره التاريخي والسياسي والأخلاقي، هو في النهاية أداة لتوترات هائلة بين الدولتين اللتين تتوقف على اتفاقهما سلامة الأرض. وفي الشرق الأوسط العربي على الأقل فإن الليلة لا تماثل البارحة، فمنذ «إعلان العلا» تغيرت أمور كثيرة، وخُلقت جسور أكثر للتعاون بين دول عربية وقطر، فلم تكن السعودية فقط هي التي فتحت أذرعها للاحتفاء بكأس العالم في قطر، وإنما الدول العربية كافة في الخليج وخارجه. المسألة في حقيقتها ليست مجرد مباريات في كرة القدم، وإنما هي أكثر من ذلك، ما يشير إلى امتداد الإصلاح للنظام العربي كله.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الليلة والبارحة في الشرق الأوسط الليلة والبارحة في الشرق الأوسط



GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

GMT 17:36 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تَدَعوا «محور الممانعة» ينجح في منع السلام!

GMT 17:32 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

عودة ترمبية... من الباب الكبير

GMT 17:27 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

ترمب الثاني

GMT 21:28 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

«هي لأ مش هي»!

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 11:11 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

نظام غذائي يُساعد في تحسين صحة الدماغ والوظائف الإدراكية
المغرب اليوم - نظام غذائي يُساعد في تحسين صحة الدماغ والوظائف الإدراكية

GMT 18:09 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد فراج يكشف تفاصيل أحدث أعماله الفنية
المغرب اليوم - محمد فراج يكشف تفاصيل أحدث أعماله الفنية
المغرب اليوم - الاتحاد الأوروبي يُغرم شركة ميتا الأميركية بـ800 مليون دولار

GMT 16:47 2022 الجمعة ,14 كانون الثاني / يناير

حزب التجمع الوطني للأحرار" يعقد 15 مؤتمرا إقليميا بـ7 جهات

GMT 23:38 2024 الخميس ,17 تشرين الأول / أكتوبر

3 أهداف وانتصاران لحمدالله أمام النصر

GMT 23:35 2024 السبت ,19 تشرين الأول / أكتوبر

سعر صرف الدرهم يتحسن مقابل الأورو وينخفض أمام الدولار

GMT 04:03 2024 الإثنين ,21 تشرين الأول / أكتوبر

اتحاد طنجة يفوز على أولمبيك آسفي

GMT 18:23 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 18:55 2017 السبت ,16 كانون الأول / ديسمبر

محمد صلاح يتنافس بقوة مع هازارد على مكان في الريال

GMT 23:33 2016 الأحد ,10 كانون الثاني / يناير

تأخير قطع الحبل السري مفيد للمولود

GMT 01:55 2014 الخميس ,01 أيار / مايو

"الفريكة" و"البرغل" تراث موسمي لفلاحي غزة

GMT 00:18 2020 الأربعاء ,03 حزيران / يونيو

قصص لينكدإن تصل للمستخدمين في الإمارات

GMT 18:23 2019 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

يا آسفي علينا !!

GMT 02:54 2019 الجمعة ,04 كانون الثاني / يناير

بدران يكشف مخاطر نقص فيتامين د على صحة الإنسان
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib