أنماط الدولة الوطنية
وزارة الصحة في قطاع غزة تُعلن إرتفاع عدد الشهداء منذ العام الماضي إلى 43799 ونحو 103601 مصاباً الخارجية الإيرانية تنفي المزاعم بشأن لقاء إيلون ماسك بممثل إيران في الأمم المتحدة وزارة الصحة اللبنانية تُعلن ارتفاع حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على البلاد إلى 3452 شهيداً و14.664 مصاباً استشهاد اثنين من قيادات حركة الجهاد الفلسطينية في غارة إسرائيلية على سوريا استشهاد 5 أشخاص في غارة إسرائيلية على مدينة النبطية جنوبي لبنان مئات الإسرائيليين يتظاهرون في تل أبيب احتجاجاً على"تخريب صفقات الأسرى" استقالة وزيرة هولندية من أصول مغربية بسبب "تصريحات عنصرية" صدرت داخل اجتماع لمجلس الوزراء إستشهاد 7 فلسطينيين وإصابة آخرين في قصف إسرائيلي على خيم النازحين بمواصي خان يونس وزارة الصحة اللبنانية تُعلن ارتفاع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلى على البلاد إلى 3445 شهيداً و14599 مصاباً استشهاد 3 أشخاص وجرح 9 في الغارة التي شنها جيش الاحتلال الإسرائيلي على منطقة المساكن الشعبية في صور جنوب لبنان
أخر الأخبار

أنماط الدولة الوطنية

المغرب اليوم -

أنماط الدولة الوطنية

عبد المنعم سعيد
بقلم - عبد المنعم سعيد

الدول مثل الأفراد تتمثل في أمور مثل وجود الأمور الثلاثة المعتادة: الإقليم والشعب والسلطة السياسية؛ ولكنها تختلف في كل شيء آخر. فلا توجد دولة تتطابق مع دولة أخرى في وضعها «الجيوسياسي»، وكما يقال إن الإنسان لا يختار والديه، فإنَّ الدول لا تختار جيرانها بحراً كان أو براً. وما يجعل الدولة فريدة في العصر الحديث هو نوعية «القومية» التي تحتويها، إذ تضع هذه الحالة «شخصية» للدولة ونوعية تركيبها ليس فقط الجغرافي، وإنما مع ذلك التاريخي والثقافي أيضاً.

هذه السمات الأخيرة تخلق الكثير من «الأكواد» و«الميمات» و«الشفرات» التي تجعل في النهاية التمايز بين الأمم والدول منطقياً. فالحقيقة أنه جغرافياً لم يكن البريطانيون بعيدين كثيراً عن الفرنسيين بأكثر من مسافة ماء بحر المانش بين «كاليه» و«دوفر»؛ ولكنّ السمات القومية لدى البلدين مختلفة، إذ جرى غزلها ونسجها عبر عمليات تاريخية مختلفة. في بريطانيا كان للتاج البريطاني دور كبير في نسج الحالة «الإنجليزية» بما فيها من استقرار سياسي وحكمة في فترة الإمبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس أو في فترة الدولة التي لا تطيق كثيراً البقاء تحت المظلة الأوروبية. فرنسا كانت هي التي لعبت دوراً أساسياً في تركيب الرابطة الأوروبية لأنها لم تتخلص من «التاج» فقط، وإنما فوقه نوع من التمرد الذي جاءت به الثورة الفرنسية التي كان على نابليون أن ينشر روحها وقوانينها ما بين باريس وموسكو. ألمانيا حاولت في زمن «هتلر» أن تجعل هويتَها مرتبطة بالعنصر «الآري» وترسيم سموّه، لكن المحاولة كانت في النهاية فاشلة وما نجح كان الحاجة الألمانية إلى الاتحاد الذي جعلها واحدة من المتأخرين، مع إيطاليا، في بناء القومية الخاصة بها على يد ميترنيخ ومانزيني. الوحدة والتركيب هي التي جعلت ألمانيا مصممة على إعادة دولتها مرة أخرى بعد تقسيم الحرب العالمية الثانية؛ ومعها أن تكون الحارسة على بقاء الاتحاد الأوروبي حتى ولو استدعى الأمر تطويع التمرد الفرنسي، والزهو الإيطالي في إطار موحَّد ليس بالقومية، ولا بالتقسيم؛ وإنما بمشروع تاريخي فلسفي وحضاري ربما يعود إلى اليونان في قِدمه.

أوروبا بالتأكيد ليست موضوعنا وإنما ما جرى للدولة العربية، وهروب الفكرة القومية منها إلى اتساعٍ كبيرٍ عربيّ النزعة، أو اتساع أكبر إسلامي الهوى؛ وفي أحيان، وبديلاً عن الاتساع كان الضيق في تمنيات طوائف ومذاهب دينية. في اللغة باتت «الوطنية» نوعاً من التخصيص القومي للدول العربية لم تنشأ فقط من الحدود التي تركها الاستعمار أو الغزوات الأجنبية، وإنما لأنه في حالات كانت نتاج قيادات إمارات وملوك، وباختصار عروش امتزجت فيها هوية تاريخية للقيادة. لم يكن الأمر من حيث الشكل مختلفاً عن الحالة البريطانية ليس فقط في وجود التاج حتى ولو اختلف الاسم، وإنما في وجود وحدة ما بين السلطة والدين أو مذهب فيه. هذا النموذج للدولة «الوطنية» والموجود في منطقة الخليج العربي هو الذي صمد في وجه ما سُمي «الربيع العربي»، إذ كان الاستقرار والوحدة أقوى بكثير من دعوى التفكك. وأكثر من ذلك كان الإدراك حازماً حينما ظهر أن دولة خليجية تعرضت لاختبار قاسٍ، فكان التدخل حازماً أن الفوضى والانشقاق هي خارج الإطار الوطني لكل دولة على حدة. الالتفاف حول العرش استمر في حالتَي الأردن والمغرب لبقاء الدولة الوطنية التي ثبت أنها أكثر ترابطاً من كونها ظاهرة «جغرافية» نجمت عن تقسيمات استعمارية.

الجمهوريات وحدها نسجت وطنيتها حول أصول تاريخية، ولما كان المشرق العربي مجمعاً للطوائف والجماعات الدينية، فإن «الوطنية» كانت خافتة، ولم تنجح الجذور الأموية لدمشق في أن تنقذ سوريا من حرب أهلية، ولا لبنان وطبيعتها الفريدة من حروب أهلية بعضها موجود في العلن والآخر في السر.

العراق ربما يخوض الآن معركته الوطنية التي انصهرت بالويل الصدّامي، وسلسلة حروب باتت فيها ذكريات الشقاء ذاكرة مشتركة، ويرى نفطه طريقاً مشتركاً لخلاص الجميع. ولكن التجربة لا تزال في أولها، وهي كذلك تقف أمام التجربة الفلسطينية التي حصلت على معاناتها في تواريخ من الانقسام المكلَّل بالعنف، في مواجهة قوة صهيونية جذبت أطرافها من العالم كله لكي تخلق دولة قومية على أرض فلسطين. وإذا كان السودان هو عراق وادي النيل، وليبيا هي سوريا في شمال أفريقيا، فإن تونس والجزائر جرت فيهما مشابهات بناء دول وطنية متميزة، ونعم «قومية» مشروع حداثي لدى الأولى جاء مع الاستقلال، وتاريخ نضالي جاء مع الثانية، وجعل ثورة المليون شهيد جذوة وطنية لا تنضب في وجه تحديات كثيرة.

مصر كانت دوماً حالة خاصة، وفي تجربتها المعاصرة كانت هي الدولة التي دخلت إلى جحيم «الإخوان» وخرجت منه بعد عام واحد. جمال حمدان كان هو الذي كتب في وقت مبكر عن شخصية مصر؛ ومن قبله كان هناك تاريخ حداثي طويل تطور على مهل بين القرن التاسع عشر والقرن العشرين عرف الثورات الناعمة التي انتقلت من نظام إلى آخر بمرونة ويسر؛ وفي وقت سجل ميلاد حنا سبعة أعمدة للوطنية المصرية بحيث فعل التاريخ لديه ما فعلته الجغرافيا لدى حمدان من قبله في التنظير والتقطير. الآن والخاتمة تقترب فإن العالم العربي في تقسيمه «الوطني» الخاص بكل إقليم ينقسم بين هؤلاء الذين لديهم مشروع حداثي إصلاحي، وهؤلاء الذين لا تزال «الثورة» ضاربة فيهم بالفوضى حتى بات التماسك الوطني بعيداً. وفي وقت من الأوقات كُتب مقال، ونُشر كتاب، في لبنان، عنوانه «حبيبتي» فيه كثير من الحنين لأول جذور الدولة، حيث الأمن والنظام والقدرة على العمل الوطني في وطن واحد.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أنماط الدولة الوطنية أنماط الدولة الوطنية



GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

GMT 17:36 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تَدَعوا «محور الممانعة» ينجح في منع السلام!

GMT 17:32 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

عودة ترمبية... من الباب الكبير

GMT 17:27 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

ترمب الثاني

GMT 21:28 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

«هي لأ مش هي»!

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 11:11 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

نظام غذائي يُساعد في تحسين صحة الدماغ والوظائف الإدراكية
المغرب اليوم - نظام غذائي يُساعد في تحسين صحة الدماغ والوظائف الإدراكية

GMT 18:09 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد فراج يكشف تفاصيل أحدث أعماله الفنية
المغرب اليوم - محمد فراج يكشف تفاصيل أحدث أعماله الفنية
المغرب اليوم - الاتحاد الأوروبي يُغرم شركة ميتا الأميركية بـ800 مليون دولار

GMT 16:47 2022 الجمعة ,14 كانون الثاني / يناير

حزب التجمع الوطني للأحرار" يعقد 15 مؤتمرا إقليميا بـ7 جهات

GMT 23:38 2024 الخميس ,17 تشرين الأول / أكتوبر

3 أهداف وانتصاران لحمدالله أمام النصر

GMT 23:35 2024 السبت ,19 تشرين الأول / أكتوبر

سعر صرف الدرهم يتحسن مقابل الأورو وينخفض أمام الدولار

GMT 04:03 2024 الإثنين ,21 تشرين الأول / أكتوبر

اتحاد طنجة يفوز على أولمبيك آسفي

GMT 18:23 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 18:55 2017 السبت ,16 كانون الأول / ديسمبر

محمد صلاح يتنافس بقوة مع هازارد على مكان في الريال

GMT 23:33 2016 الأحد ,10 كانون الثاني / يناير

تأخير قطع الحبل السري مفيد للمولود

GMT 01:55 2014 الخميس ,01 أيار / مايو

"الفريكة" و"البرغل" تراث موسمي لفلاحي غزة

GMT 00:18 2020 الأربعاء ,03 حزيران / يونيو

قصص لينكدإن تصل للمستخدمين في الإمارات

GMT 18:23 2019 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

يا آسفي علينا !!

GMT 02:54 2019 الجمعة ,04 كانون الثاني / يناير

بدران يكشف مخاطر نقص فيتامين د على صحة الإنسان
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib