حتى لا يكون هناك إخفاق عربي آخر
وزارة الصحة في قطاع غزة تُعلن إرتفاع عدد الشهداء منذ العام الماضي إلى 43799 ونحو 103601 مصاباً الخارجية الإيرانية تنفي المزاعم بشأن لقاء إيلون ماسك بممثل إيران في الأمم المتحدة وزارة الصحة اللبنانية تُعلن ارتفاع حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على البلاد إلى 3452 شهيداً و14.664 مصاباً استشهاد اثنين من قيادات حركة الجهاد الفلسطينية في غارة إسرائيلية على سوريا استشهاد 5 أشخاص في غارة إسرائيلية على مدينة النبطية جنوبي لبنان مئات الإسرائيليين يتظاهرون في تل أبيب احتجاجاً على"تخريب صفقات الأسرى" استقالة وزيرة هولندية من أصول مغربية بسبب "تصريحات عنصرية" صدرت داخل اجتماع لمجلس الوزراء إستشهاد 7 فلسطينيين وإصابة آخرين في قصف إسرائيلي على خيم النازحين بمواصي خان يونس وزارة الصحة اللبنانية تُعلن ارتفاع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلى على البلاد إلى 3445 شهيداً و14599 مصاباً استشهاد 3 أشخاص وجرح 9 في الغارة التي شنها جيش الاحتلال الإسرائيلي على منطقة المساكن الشعبية في صور جنوب لبنان
أخر الأخبار

حتى لا يكون هناك إخفاق عربي آخر؟!

المغرب اليوم -

حتى لا يكون هناك إخفاق عربي آخر

عبد المنعم سعيد
بقلم - عبد المنعم سعيد

كان جيمس روزناو هو الذي وضع القانون العام لحركة الدول والمجتمعات في أعقاب انتهاء الحرب الباردة في مطلع تسعينات القرن الماضي، بأنها سوف تتراوح ما بين «الاندماج» Integration و«التفكيك»Disintegration . وكان النموذج الأوروبي شاهداً على الاندماج والتكامل بين شعوب وقبائل وأمم ودول تحاربت على مدى التاريخ، وكان تفكيك الاتحاد السوفياتي ويوغوسلافيا وغيرهما شاهداً على عجز القدرة على إدارة التنوع والتعددية في المجتمع والدولة. ولكن بعد مضي 3 عقود تقريباً، ومرور نفس الفترة بعد إعلان فرانسيس فوكاياما عن «نهاية التاريخ» وسيادة الليبرالية الرأسمالية على العالم، فإن المسألة الآن تبدو أكثر تعقيداً من أي وقت مضي. فالخروج البريطاني من الاتحاد الأوروبي بدأ مرحلة للتفكيك لم تكن متوقعة، والفجوة التي خلقها الرئيس الأميركي الأسبق دونالد ترمب مع حلفاء الولايات المتحدة عبر الأطلنطي ثم الانسحاب الأميركي من الشرق الأوسط، كل ذلك خلق ظرفاً لمراجعة النظام العالمي، كان من أركانها نشوب الأزمة - الحرب الأوكرانية.
وفي العالم العربي كانت المدرسة القومية في الفكر السياسي منذ خمسينات القرن الماضي تقوم على أن الصلات التي ترتبها العلاقة مع «الوطن العربي» ينبغي لها أن تتفوق على كل الأبعاد القطرية التي أخذت تتصاعد في الدول العربية المستقلة، خاصة ما تعلق منها بالمصالح «القومية - الوطنية». ولما كان ذلك صعباً، فقد عمدت المدرسة القومية إلى دعم الروابط «القومية»، ومنها كان الاهتمام باللغة والثقافة والتاريخ «المشترك» والمصالح المشتركة.
وفي هذه المدرسة، يصير التأكيد على «الخطر» المشترك ممارسة يومية، ويصبح في مقدمة هذه الأخطار السعي من قبل أنواع من «الأعداء» لتفتيت الأمة. ولذلك لم يكن من قبيل المصادفة أن ينكر الفكر «القومي» تماماً فكرة التمايزات بين الدول العربية، وخلق آليات التنشئة السياسية التي تقوم بتخريج القوميين المتحمسين من الأطياف كافة.
النتيجة كانت ما أسماه عالم السياسة الأميركي مالكولم كير بالحرب الباردة العربية التي كانت من ناحية انعكاساً للحرب الباردة العالمية بين الولايات المتحدة وحلفائها في الغرب والاتحاد السوفياتي وأنصاره في الشرق. في مثل هذه الحرب، لعب الإعلام دوراً مؤثراً في تدمير كل ما يربط العرب بعضهم ببعض من خلال المزايدة والمناقصة على أمور شتى، كان في مقدمتها الصراع العربي الإسرائيلي. دخلت إذاعات وصحافة العواصم العربية في مسابقات الحكم على الوطنية والقومية للنخب العربية في البلدان الأخرى. وعندما جرت هزيمة يونيو (حزيران) 1967. ومن بعدها انتصار أكتوبر (تشرين الأول)، جرت الهدنة التي ظللتها أشكال من التعاضد، ولكنها لم تلبث أن تحولت إلى انقسام وحرب إعلامية أخرى بعد معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية، وبلغت قسوتها مداها عندما خرجت الجامعة العربية من القاهرة. كان ذلك هو الوقت الذي دخلت فيه العراق في حرب مع إيران وبعد 8 سنوات من الحرب قاد «النصر العراقي» إلى غزو الكويت.
القصة بعد ذلك معروفة، فقد انفض السامر القومي، وسادت أشكال من العلاقات الثنائية التي تتقارب وتتباعد حسب الظروف التي زادتها تعقيداً العولمة والتطور التكنولوجي، ولكن الصدمة الكبرى جاءت فيما بعد العقد الأول من القرن الواحد والعشرين بما سمي «الربيع العربي»، مشكلاً صدمة كبيرة، قوامها أمران؛ أن ما سبق من نظم وطنية لا يمكن له أن يستمر كما كان، وأن هناك حاجة ماسة إلى مشروع آخر يقود إلى الأمام حيث الدول والعالم المتقدم. الطريق إلى هذا المشروع الأخير لم يكن سهلاً، فقد انفجر الإقليم العربي على نفسه بسلسلة من العنف والإرهاب والحروب الأهلية والتوترات الداخلية، وكلها سمحت لقوى إقليمية أن تخترق وأن تضرب وتفجر. القصة الإيرانية معروفة في هذا الصدد بالهيمنة على العراق وسوريا ولبنان واليمن. والقصة الإسرائيلية معروفة أيضاً حينما تسارع الاستيطان الإسرائيلي وتغيرت الحكومات الإسرائيلية حتى أعلنت عن رفضها لحل الدولتين، وتطبيق اتفاقيات أوسلو، و«الأرض مقابل السلام»، حتى وصلنا إلى اللحظة الراهنة حيث تسود قاعدة «السلام مقابل السلام». ولكن الدولة العربية القطرية لم تكن ساكنة، وحول عام 2015 تجاوزت الحركات الإصلاحية العربية قدرات جماعة «الإخوان المسلمين» وتابعيهم من المنظمات الإرهابية لكي تضع على رأس أولوياتها بناء الدولة العصرية، التي ليس من واجباتها كما ذكر الخديوي إسماعيل أن تكون مصر «جزءاً من أوروبا»، وإنما أن تخرج من المنطقة العربية الإصلاحية «أوروبا جديدة». وإذا كانت القارة الأوروبية قد قادت العصر الحديث، والقارة الآسيوية قد أصبحت رائدة في التاريخ المعاصر حتى بات رؤساء أميركيون يعلنون أن آسيا هي الجهة التي يذهبون إليها والمقصد الذي يسعون إليه، فإن الفكرة الجوهرية هنا هي لماذا لا يكون العالم العربي قاعدة للتقدم الجديد في العالم؟
الفكرة هكذا تقوم أولاً على الإصلاح العميق القائم على الدولة الوطنية، واختراق إقليم الدولة بالتنمية، والتعاون الإقليمي بين المصالح المشتركة في الأمن، والسوق، والأفكار العصرية. وثانياً على توجهات إقليمية ودولية عاقلة ورشيدة تقوم فيه كل دولة بما تستطيع القيام به وفق ظروفها الخاصة. ولكن الأفكار الكبرى يصبح عليها دائماً أن تتحصن وتحمي نفسها من التآكل الذاتي الذي ألم بالفكرة القومية السابقة في ستينات القرن الماضي، التي نتج عنها ما جرى من كوارث ومآسٍ. الثابت أن هناك قوى إقليمية، ومنظمات كبيرة عابرة للقارات كلها تريد تقويض أفكار الإصلاح العربي، وأنها تضع الاستراتيجيات التي تستخدم وسائط التكنولوجيات الحديثة، وأدوات التواصل الاجتماعي، وأشكالاً من السفهاء والإعلام من أجل زرع الفرقة، معتمدة في ذلك على خلق منافسات بين الدول العربية.
التقدير هنا هو أن القيادات العربية الراهنة لن تقع في هذا الفخ، وأنها مدركة أن عمليات الإصلاح في ذاتها ليست سلسة في ظل ظروف دولية وإقليمية معقدة، لا تخلق أزمات في الطاقة والغذاء فقط، ولكنها تخلق أيضاً فرصاً جديدة لم تعرفها الأجيال العربية من قبل. هي فرص أكثر رحابة من قبل، ليس فقط لأنها تدرك رحابة واتساع الإقليم العربي، وقابليته للتوسع في الزراعة والصناعة والخدمات، ولكنه أكثر من ذلك، يمكنه تحقيق التعاون والمشاركة على أساس من مصالح الدولة الوطنية. من المفهوم أن جزءاً من النزعة الوطنية يقوم على «الخيلاء» والإحساس بالتفرد، ولكن خلال الشهور الماضية فقط علمتنا الشعوب العربية أن كل خير في بلد عربي هو كذلك واقع لكل الدول العربية. ظهر ذلك بقوة إبان انعقاد كأس العالم في كرة القدم بالدوحة، وعندما شكرت صديقاً مغربياً على المساندة للنادي الأهلي المصري المشارك في كأس العالم للأندية في الرباط، كان رده؛ وهل ننسي موقف الجماهير العربية من الفريق المغربي خلال كأس العالم؟

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حتى لا يكون هناك إخفاق عربي آخر حتى لا يكون هناك إخفاق عربي آخر



GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

GMT 17:36 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تَدَعوا «محور الممانعة» ينجح في منع السلام!

GMT 17:32 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

عودة ترمبية... من الباب الكبير

GMT 17:27 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

ترمب الثاني

GMT 21:28 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

«هي لأ مش هي»!

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 22:16 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

منزل نتنياهو تعرض لسقوط قنبلتين ضوئيتين
المغرب اليوم - منزل نتنياهو تعرض لسقوط قنبلتين ضوئيتين

GMT 18:09 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد فراج يكشف تفاصيل أحدث أعماله الفنية
المغرب اليوم - محمد فراج يكشف تفاصيل أحدث أعماله الفنية

GMT 04:24 2024 الأحد ,20 تشرين الأول / أكتوبر

صندوق النقد يوافق على صرف 1.1 مليار دولار لأوكرانيا

GMT 05:58 2020 السبت ,29 شباط / فبراير

مناخا جيد على الرغم من بعض المعاكسات

GMT 15:25 2019 الثلاثاء ,07 أيار / مايو

عمرو خالد يكشف طرق رؤية الله في كل شيء حولنا

GMT 13:38 2019 الثلاثاء ,05 آذار/ مارس

مقتل راعي أغنام بسبب لدغة أفعى سامة في أزيلال

GMT 01:44 2019 الإثنين ,04 شباط / فبراير

قاصر مغربي يقدم على مغامرة خطيرة للهجرة السرية

GMT 15:14 2019 السبت ,02 شباط / فبراير

تعرفي على أفضل تصاميم الديكورات الزجاجية

GMT 10:42 2019 الأربعاء ,02 كانون الثاني / يناير

جماهير "الوداد" و"الرجاء" تقرر مقاطعة ديربي "الدار البيضاء"

GMT 18:33 2018 الأربعاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

رحيمي يتلقى عروضًا احترافية من أندية خليجية وتركية

GMT 17:04 2018 الخميس ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

الحكومة تلغي ديونًا متراكمة في عنق مليون و200 ألف مغربي

GMT 11:59 2018 الإثنين ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

أشرف الخمايسي يهدي "جو العظيم" إلى أحمد خالد توفيق

GMT 23:03 2018 الإثنين ,15 تشرين الأول / أكتوبر

%35 من مبيعات الهواتف الذكية في الهند تمت عبر الإنترنت

GMT 00:06 2018 الخميس ,11 تشرين الأول / أكتوبر

المغربي أشرف حكيمي أفضل ظهير في "الدوريات الكبرى" بأوروبا

GMT 14:01 2018 الجمعة ,21 أيلول / سبتمبر

العثور على عظام بشرية مدفونة داخل جرة في مكناس

GMT 04:29 2018 الثلاثاء ,04 أيلول / سبتمبر

طارق مصطفى يؤكد إعجابه بأندية الدوري المغربي
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib