الجغرافيا السياسية والاقتصادية أيضاً
وزارة الصحة في قطاع غزة تُعلن إرتفاع عدد الشهداء منذ العام الماضي إلى 43799 ونحو 103601 مصاباً الخارجية الإيرانية تنفي المزاعم بشأن لقاء إيلون ماسك بممثل إيران في الأمم المتحدة وزارة الصحة اللبنانية تُعلن ارتفاع حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على البلاد إلى 3452 شهيداً و14.664 مصاباً استشهاد اثنين من قيادات حركة الجهاد الفلسطينية في غارة إسرائيلية على سوريا استشهاد 5 أشخاص في غارة إسرائيلية على مدينة النبطية جنوبي لبنان مئات الإسرائيليين يتظاهرون في تل أبيب احتجاجاً على"تخريب صفقات الأسرى" استقالة وزيرة هولندية من أصول مغربية بسبب "تصريحات عنصرية" صدرت داخل اجتماع لمجلس الوزراء إستشهاد 7 فلسطينيين وإصابة آخرين في قصف إسرائيلي على خيم النازحين بمواصي خان يونس وزارة الصحة اللبنانية تُعلن ارتفاع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلى على البلاد إلى 3445 شهيداً و14599 مصاباً استشهاد 3 أشخاص وجرح 9 في الغارة التي شنها جيش الاحتلال الإسرائيلي على منطقة المساكن الشعبية في صور جنوب لبنان
أخر الأخبار

الجغرافيا السياسية والاقتصادية أيضاً!

المغرب اليوم -

الجغرافيا السياسية والاقتصادية أيضاً

عبد المنعم سعيد
بقلم - عبد المنعم سعيد

في الوقت الذي كتبتُ فيه ونُشر مقال الأسبوع الماضي في هذا المقام بعنوان «ليس لنا إلا أنفسنا» كانت هناك 3 مقالات مهمة منشورة في دورية «الشؤون الخارجية» الأميركية: عدد مارس (آذار)، والآخر مايو (أيار)، ويونيو (حزيران) 2024. الأول جاء من داليا داساكاي وسنام فاكيل بعنوان «الشرق الأوسط فقط يستطع إصلاح الشرق الأوسط: الطريق إلى ما بعد النظام الإقليمي الأميركي»؛ والثاني جاء به كينيث بولاك بعنوان «الشرق الأوسط لا يحتمل الفراغ: الخروج الأميركي والتنافس القادم للتفوق العسكري»؛ والثالث كتبه غريغ كارلستروم، بعنوان «فراغ القوة في الشرق الأوسط: إقليم لا يوجد فيه أحد يقود». ما يجمع هذه المقالات جميعاً، هو أن الشرق الأوسط حتى وقت قريب يوجد فيه نظام إقليمي تأخذ المركز فيه الولايات المتحدة (وحلفاؤها ولكن ذلك محض تفاصيل!)، ولكنها بعد خروجها من أفغانستان بالطريقة التي خرّجت بها خلقت فراغاً في القيادة سوف يستدعي قوى أخرى تتصارع من أجل الاستحواذ على هذه المكانة. الإشارة الأغلب من هذه المقالات أن هذه القوى يوجد فيها الصين وروسيا ونضيف إيران والفوضى!

تعبير «الفراغ في الشرق الأوسط» ليس جديداً على المنطقة؛ فقد قال به وزير الخارجية الأميركي جون فوستر دالاس في خمسينات القرن الماضي؛ ووقتها كان الفراغ آتياً من خروج القوى الاستعمارية -بريطانيا وفرنسا- من المنطقة، أما الاستدعاء لملء الفراغ فهو قادم من الولايات المتحدة. جاء الرد وقتها من الرئيس جمال عبد الناصر في مصر أن المنطقة التي يوجد فيها أهلها -دولاً وشعوباً- ليست فارغة، وإنها إذا اتّحدت لا تحتاج أياً من القوى الغربية مرة أخرى. تفاصيل ما حدث في كتب التاريخ؛ فقد جرى السعي إلى «الوحدة العربية» تحت رايات «القومية العربية»، وفي هذا جرت الوحدة المصرية السورية وفشلت، وبعدها جرت تجارب أكثر فشلاً شملت مصر وسوريا والعراق واليمن وليبيا. أسباب الفشل نعرفها الآن أن دول الوحدة التي لا يغلبها غالب لم تكن قد حققت بناءها المؤسسي والسياسي والاقتصادي بحيث تؤكد حقيقة «الدولة الوطنية»، وأنها جعلت تحركاتها لملء الفراغ دونما معرفة ما تملأ الفراغ به. كان الصراع مع إسرائيل يخلق سياسات ملتهبة تكفي لنشر الحريق في العالم العربي لا لبناؤه.

حصاد المرحلة كلها تَجسّد في كارثة 1967 التي لم تُجسِّد هزيمة لمصر وحدها وإنما للعرب أجمعهم، وكذلك كان الحال مع حرب أكتوبر (تشرين الأول) 1973 العسكرية والنفطية، وبعد الحرب لم يبقَ من تحالف أكتوبر سوى الانقسام حول السلام مع إسرائيل.

الآن تغيرت أمور كثيرة في المنطقة منها ما تحدثت عنه المقالات المنوّه إليها سابقاً عن «الخروج الأميركي»، وإذا ما جرى احتلال فراغ وجودها فستتوقف مسابقات دولية أخرى على المدى الذي تصل إليه الحرب الأوكرانية. في العقد الماضي تكونت ثلاثة اختيارات نتيجة موجتين مما سمي «الربيع العربي»؛ الأولى منها جرت في عام 2010 - 2011، والأخرى 2018 – 2019، الاختيار الأول الذي نتج عنها كان «الفوضي»، وهو ما نشهده الآن في سوريا واليمن والسودان وله مظاهر في ليبيا. والاختيار الثاني كان سيطرة قوى الإسلام السياسي الذي أنتج جماعات متعصبة ومتطرفة وهذه حاولت في مصر وتونس وفشلت، ولكنها نجحت حتى الآن في فلسطين. والثالث كان الإصلاح، وهو ما انتظم شأنه في نمط جرى في دول الخليج العربية، وكلٍّ من مصر والأردن والمغرب، مع محاولات وتجارب في تونس والعراق والجزائر. دول الإصلاح العربي كان لها ما يميزها، ولكن كان هناك ما يجمعها من بناء الدولة الوطنية أصبحت ما هو معروف دولياً بـNation State، ومعها ذهبت إلى عملية كبرى للبناء الداخلي مع الاقتراب بدرجات مختلفة من اقتصاد السوق، وتجديد الفكر الديني، والأبنية المؤسسية الحديثة، ومشروعات عملاقة تسابق الزمن لاكتساب الهوية التقدمية والمكانة. هذه الدول جمعها أيضاً في السياسة الخارجية تحييدُ الصراعات الخارجية مع دول الجوار الإقليمي، وفيما يتعلق بإسرائيل فإن سياستها قامت على استيعاب إسرائيل في المنطقة مع استرداد الحقوق الفلسطينية وفق ما جرى التوافق الدولي عليه فيما يسمى حل الدولتين.

التعاون الجاري بين دول الإصلاح أخذ صورة تفاعلات إيجابية في أوقات العُسر التي نجمت عن ثورات الربيع العربي، والموجات الإرهابية، والأزمات الدولية، مضافاً إليها فتح القنوات مع تركيا وإيران وإسرائيل، ومع هذه الأخيرة توقيع معاهدات للسلام و«التطبيع». مثل هذا المنهج أُعطي قدراً كبيراً من المرونة التي استخدمت الأوضاع «الجيوسياسية» من الموقع إلى القوة والثقل الناجم عن دول وطنية، و«الجيو اقتصادية» الناجمة عن النفط والغاز والسوق الكبيرة؛ في التعامل مع عالم ثلاثي الأقطاب فيه الولايات المتحدة والصين وروسيا ومَن جاء بعدهم مثل الهند واليابان. حرب غزة الخامسة جاءت من أجل هدم ذلك كله؛ وبينما كانت إيران ذات دور كبير فيما جرى، فإن تنظيم «حماس» كان يعمِّق الانقسام الفلسطيني من ناحية لصالحه، أما إسرائيل فإنها وجدت بدورها الفرصة للقيام بأكبر استعراض عسكري للقوة في تاريخ المنطقة. مرة أخرى برزت القضية الفلسطينية لكي تَطرح من ناحية على تجمع الإصلاحيين في المنطقة تهديداً كبيراً لأمن المنطقة لا يزال قابلاً للانفجار الشديد إلى عدد من الحروب المتكاملة أو المتوازية، أو أنها تتيح فرصة حل المسألتين الفلسطينية والإسرائيلية معاً. تفاصيل ذلك الآن صعبة المنال، ولكن النظر إليها من زاوية متكاملة الأدوار ذات منهج إصلاحي وتقدمي هو ضرورة التجربة الإصلاحية الحالية.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الجغرافيا السياسية والاقتصادية أيضاً الجغرافيا السياسية والاقتصادية أيضاً



GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

GMT 17:36 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تَدَعوا «محور الممانعة» ينجح في منع السلام!

GMT 17:32 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

عودة ترمبية... من الباب الكبير

GMT 17:27 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

ترمب الثاني

GMT 21:28 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

«هي لأ مش هي»!

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 11:11 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

نظام غذائي يُساعد في تحسين صحة الدماغ والوظائف الإدراكية
المغرب اليوم - نظام غذائي يُساعد في تحسين صحة الدماغ والوظائف الإدراكية

GMT 18:09 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد فراج يكشف تفاصيل أحدث أعماله الفنية
المغرب اليوم - محمد فراج يكشف تفاصيل أحدث أعماله الفنية
المغرب اليوم - الاتحاد الأوروبي يُغرم شركة ميتا الأميركية بـ800 مليون دولار

GMT 16:47 2022 الجمعة ,14 كانون الثاني / يناير

حزب التجمع الوطني للأحرار" يعقد 15 مؤتمرا إقليميا بـ7 جهات

GMT 23:38 2024 الخميس ,17 تشرين الأول / أكتوبر

3 أهداف وانتصاران لحمدالله أمام النصر

GMT 23:35 2024 السبت ,19 تشرين الأول / أكتوبر

سعر صرف الدرهم يتحسن مقابل الأورو وينخفض أمام الدولار

GMT 04:03 2024 الإثنين ,21 تشرين الأول / أكتوبر

اتحاد طنجة يفوز على أولمبيك آسفي

GMT 18:23 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 18:55 2017 السبت ,16 كانون الأول / ديسمبر

محمد صلاح يتنافس بقوة مع هازارد على مكان في الريال

GMT 23:33 2016 الأحد ,10 كانون الثاني / يناير

تأخير قطع الحبل السري مفيد للمولود

GMT 01:55 2014 الخميس ,01 أيار / مايو

"الفريكة" و"البرغل" تراث موسمي لفلاحي غزة

GMT 00:18 2020 الأربعاء ,03 حزيران / يونيو

قصص لينكدإن تصل للمستخدمين في الإمارات

GMT 18:23 2019 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

يا آسفي علينا !!

GMT 02:54 2019 الجمعة ,04 كانون الثاني / يناير

بدران يكشف مخاطر نقص فيتامين د على صحة الإنسان
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib