شاهد على مصر والقضية الفلسطينية ٣
وزارة الصحة في قطاع غزة تُعلن إرتفاع عدد الشهداء منذ العام الماضي إلى 43799 ونحو 103601 مصاباً الخارجية الإيرانية تنفي المزاعم بشأن لقاء إيلون ماسك بممثل إيران في الأمم المتحدة وزارة الصحة اللبنانية تُعلن ارتفاع حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على البلاد إلى 3452 شهيداً و14.664 مصاباً استشهاد اثنين من قيادات حركة الجهاد الفلسطينية في غارة إسرائيلية على سوريا استشهاد 5 أشخاص في غارة إسرائيلية على مدينة النبطية جنوبي لبنان مئات الإسرائيليين يتظاهرون في تل أبيب احتجاجاً على"تخريب صفقات الأسرى" استقالة وزيرة هولندية من أصول مغربية بسبب "تصريحات عنصرية" صدرت داخل اجتماع لمجلس الوزراء إستشهاد 7 فلسطينيين وإصابة آخرين في قصف إسرائيلي على خيم النازحين بمواصي خان يونس وزارة الصحة اللبنانية تُعلن ارتفاع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلى على البلاد إلى 3445 شهيداً و14599 مصاباً استشهاد 3 أشخاص وجرح 9 في الغارة التي شنها جيش الاحتلال الإسرائيلي على منطقة المساكن الشعبية في صور جنوب لبنان
أخر الأخبار

شاهد على مصر والقضية الفلسطينية (٣)

المغرب اليوم -

شاهد على مصر والقضية الفلسطينية ٣

عبد المنعم سعيد
بقلم - عبد المنعم سعيد

كانت «النكسة» نوبة صحيان أصيلة حول المسارات التى ذهبت فيها مصر منذ منتصف الخمسينيات فى داخلها وإقليمها وعالمها؛ ومن بعدها بدأت عملية تصحيحية مع زعيمها جمال عبد الناصر ولكنها تأصلت على نطاق واسع مع الرئيس أنور السادات.

تواضعت الفكرة العروبية فانسحبت مصر من اليمن؛ وجرى تسليم القضية الفلسطينية لأصحابها الفلسطينيين فى منظمة التحرير الفلسطينية، وعاد اسم مصر لها من الجمهورية العربية المتحدة إلى جمهورية مصر العربية. لم تعد مصر مشروعا عربيا للوحدة تتعدد نجماته الخضراء بعدد الدول المخلصة للوحدة والعروبة. باتت مصر دولة عربية مع ٢١ دولة أخرى؛ وبات هدفها إزالة آثار العدوان على مصر وتحقيق الانسحاب الإسرائيلى من سيناء.

كانت استراتيجية «الحرب المحدودة» التى بدأت مع الاشتباك فى رأس العش، إلى ما صار بعد ذلك حربا للاستنزاف كافية لإيقاظ النظام الدولى، واسترداد العزيمة المصرية متوقدة وساخنة وأحيانا ازدادت سخونتها فى الدعوة الفورية للقتال فى مظاهرات الطلبة فى فبراير ١٩٦٨ التى كان وقودها طلبة منظمة الشباب. العلاقة مع «القضية المركزية» باتت المساندة بكل الوسائل السياسية والدبلوماسية والإعلامية؛ وتحمل المحاضرات التى يعطيها المناضلون الفلسطينيون من تنظيمات مختلفة للمسؤولين المصريين، ومعهم أمثالنا من الطلبة، أن إسرائيل تهديد رئيسى للأمن القومى المصرى!.

كان ذلك ما تعرفه مصر جيدا ولكن على الطريقة المصرية التى تعود إلى شعب له سماته المميزة عن الآخرين، ولديه رحابة من المصالح والتناقضات مع إسرائيل أعمق من حلها من خلال ميكروفونات الإذاعة. «حرب الاستنزاف» وضعت حدودها فى الانتصار عندما بدأت إسرائيل تشن غاراتها على الداخل المصرى، وعندما أنتجت مبادرة روجرز قبل عبد الناصر، واستمر السادات بعد ذلك على خطاه. وعندما تولى السلطة بدأ الإعداد لرباط أوسع ما بين السلاح والسياسة؛ وما بين الاستراتيجية قبلها للإعداد لمعركة كبرى، وما بعدها حيث يمكن استثمار ما جاء به السلاح.

تجديد وقف القتال الذى بدا كما لو كان إلى الأبد، وتسبب مرة أخرى فى مظاهرات الطلبة فى عام ١٩٧٢، أعطى المزيد من الفرصة للاستعداد العسكرى، وتعميق شبكات المخابرات والمعلومات، وخلق انطباعا عن مصر يخرجها من الجماعات العربية (والمصرية أيضا) ذات الحناجر العالية والتى أدخلت مصر إلى نطاق لعناتها. فيما بعد عندما نشر هنرى كيسنجر مذكراته الأولى جاء فيها أن أول ما لفت نظره بعد أن عرف بنشوب حرب أكتوبر أن تقريرا جاء له قائلا إن تغطية الإذاعة والصحف المصرية للحدث كانت مختلفة تماما وفيها الكثير من الحكمة والتواضع.

كان أكثر ما وظفته مصر فى حربها الكبرى هو قدرتها على الصبر، والتحكم فى الأعصاب والكلمات. فى الواقع أن واحدا من عشرات الأسباب لنصرنا كان الفشل الإسرائيلى فى التعلم من حرب الاستنزاف التى كان ممكنا لها أن تبصر بالتغيرات التى اعترت المقاتل والسلاح المصرى. كان التصور هو أن العمليات العسكرية ما هى إلا لإلهاء الجماهير، وإعطائها جرعات إضافية من الانفعال الذى لا يسفر عنه شىء فيما بعد.

وعندما حدثت «المفاجأة الاستراتيجية» كان واحدا من أسبابها أن مصر ظهرت عازفة عن القتال عندما اقترح الرئيس السادات فتح قناة السويس وإعادتها إلى العمل والتجارة الدولية. كانت مصر تعمل وهى تعرف أنها تصيب عصفورين بحجر واحد، ووفقا لتقرير لجهاز المخابرات المركزية الأمريكية بعد الحرب فإن وقوعها فى أسر المفاجأة كان بسبب أنها اتبعت تماما ما قاله لها جهاز المخابرات الإسرائيلى.

وما بات مهما بعد الحرب ليس أن يطرق الحديد وهو ساخن، وإنما فى القدرة المصرية على الإمساك بخيوط الفرص مع القوى الدولية المختلفة وتشجيعها على الاستمرار فى طريق تحقيق الهدف المصرى. وفى كل مرة وقعت فيها مصر على اتفاقية فصل القوات فى سيناء، فإن القوى الأيديولوجية «الحنجورية» راحت تؤكد أن ذلك هو نهاية المطاف، وأن الحدود الإسرائيلية أصبحت فى المرة الأولى بعد قناة السويس، وفى المرة الثانية عند خط المضايق فى سيناء.

وعندما بدا أن العالم يمكنه أن يذهب إلى مسارات أخرى، وذهب الرئيسان الأمريكيان نيكسون وفورد من بعده، جاء كارتر، فإن اقتراح الأخير لعقد مؤتمر دولى كان يعنى وضع قضية الأرض المصرية فى يد حقوق اعتراض «فيتو» فى يد الاتحاد السوفيتى وجميع القوى العربية التى تحارب بحناجرهم أكثر من عقولهم وسواعدهم. كان معلوما لدى الرئيس السادات أنه فى القضايا الكبرى إذا ما تركت «القضية»- وهى فى هذه الحالة الأرض المصرية المحتلة- فى يد آخرين فإنها تغيب فى غياهب النسيان.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

شاهد على مصر والقضية الفلسطينية ٣ شاهد على مصر والقضية الفلسطينية ٣



GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

GMT 17:36 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تَدَعوا «محور الممانعة» ينجح في منع السلام!

GMT 17:32 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

عودة ترمبية... من الباب الكبير

GMT 17:27 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

ترمب الثاني

GMT 21:28 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

«هي لأ مش هي»!

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 11:11 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

نظام غذائي يُساعد في تحسين صحة الدماغ والوظائف الإدراكية
المغرب اليوم - نظام غذائي يُساعد في تحسين صحة الدماغ والوظائف الإدراكية

GMT 18:09 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد فراج يكشف تفاصيل أحدث أعماله الفنية
المغرب اليوم - محمد فراج يكشف تفاصيل أحدث أعماله الفنية
المغرب اليوم - الاتحاد الأوروبي يُغرم شركة ميتا الأميركية بـ800 مليون دولار

GMT 16:47 2022 الجمعة ,14 كانون الثاني / يناير

حزب التجمع الوطني للأحرار" يعقد 15 مؤتمرا إقليميا بـ7 جهات

GMT 23:38 2024 الخميس ,17 تشرين الأول / أكتوبر

3 أهداف وانتصاران لحمدالله أمام النصر

GMT 23:35 2024 السبت ,19 تشرين الأول / أكتوبر

سعر صرف الدرهم يتحسن مقابل الأورو وينخفض أمام الدولار

GMT 04:03 2024 الإثنين ,21 تشرين الأول / أكتوبر

اتحاد طنجة يفوز على أولمبيك آسفي

GMT 18:23 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 18:55 2017 السبت ,16 كانون الأول / ديسمبر

محمد صلاح يتنافس بقوة مع هازارد على مكان في الريال

GMT 23:33 2016 الأحد ,10 كانون الثاني / يناير

تأخير قطع الحبل السري مفيد للمولود

GMT 01:55 2014 الخميس ,01 أيار / مايو

"الفريكة" و"البرغل" تراث موسمي لفلاحي غزة

GMT 00:18 2020 الأربعاء ,03 حزيران / يونيو

قصص لينكدإن تصل للمستخدمين في الإمارات

GMT 18:23 2019 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

يا آسفي علينا !!

GMT 02:54 2019 الجمعة ,04 كانون الثاني / يناير

بدران يكشف مخاطر نقص فيتامين د على صحة الإنسان
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib