العد التنازلي

العد التنازلي !

المغرب اليوم -

العد التنازلي

عبد المنعم سعيد
بقلم - عبد المنعم سعيد

جاءت المفاجأة من المقدم جمال حفيظ قائد الكتيبة ٦٥٤ مقذوفات مضادة للدبابات بأنه من الممكن الحصول على إجازة قدرها ٣٦ ساعة. كان هذا الاعلان ضد كل ما نشاهده من حشد وجدية جارية منذ ٢٢ سبتمبر ١٩٧٣ عندما بدأت المناورات الشاملة. كانت هذه هى المرة الثانية التى نقوم بها بمناورات تتضمن عبور عائق مائي. كان قد مضى على ذلك شهور منذ شهر مايو ١٩٧٣ وكانت الشائعات أن المناورة سوف تنتهى فى التاسع من أكتوبر، ولكن إذا كان ذلك كذلك فلماذا كان هذا السماح بإجازة!. قبلت المنحة الذهبية فلم يكن هناك احلى من دش ساخن ومعه لقاء مع أهل وأصدقاء، وهو ما حدث بالفعل عندما ذهبت إلى جامعة القاهرة التى لم يكن لدينا مكان آخر نعرفه . هناك وجدت حفنة من الزملاء الذين قدموا من الجبهة ولنفس العدد من الساعات، وكان منهم المرحوم محمد السيد سعيد والأستاذ مجدى حسين وأظن ايضا د. طه عبد العليم وآخرين .

كانت المصادفة منذرة بان هناك امرا ما وقد يكون ذلك هو الحرب، تناقشنا وفى النقاش كان رأى أحدنا أن النظام ليس باستطاعته الحرب، وإذا قام بها فان ذلك سوف يكون لخدمة البورجوازية وليس الشعب. كان رأيى وكذلك محمد السيد سعيد أن الحرب قريبة، وأيا ما كانت فإنها سوف تكون حربا وطنية لا يجوز إلا المشاركة فيها. فى القطار العائد إلى الجبهة كنا ثلاثة: عبدالمنعم المشاط ومحمد السيد سعيد وشخصي. كنت قد قضيت المساء أنا واختى فى مشاهدة مدرسة المشاغبين، وعندما وصلت لم يكن هناك جديد فيما أقوم به مشاركة فى المناورة، ولكن الجديد وقد كنت رقيبا فى استطلاع الكتيبة أن أكون مسئولا وقت الحرب عن كتابة لحظة بلحظة ما يحدث فى العمليات بعد أن تبدأ فى اليوم وفى الساعة س. بعد الحرب عرفت أن إجازة الساعات كانت من قبيل الخداع الإستراتيجي.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

العد التنازلي العد التنازلي



GMT 22:27 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

تل أبيب ــ دمشق... سقوط الضمانات

GMT 19:37 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

وانفقأ دُمّل إدلب

GMT 14:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الحضارة بين العلم والفلسفة أو التقنية والإدارة

GMT 14:35 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل

GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 13:23 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

خالد النبوي يكشف أسراراً جديدة عن مسيرته الفنية
المغرب اليوم - خالد النبوي يكشف أسراراً جديدة عن مسيرته الفنية

GMT 18:13 2024 الخميس ,08 شباط / فبراير

مشاريع استثمارية تخلق 14500 منصب شغل

GMT 11:12 2023 الأربعاء ,28 حزيران / يونيو

مدينة "ذا لاين" في السعودية قطعة فنية للحالمين
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib