في مواجهة المستقبل
وزارة الصحة في قطاع غزة تُعلن إرتفاع عدد الشهداء منذ العام الماضي إلى 43799 ونحو 103601 مصاباً الخارجية الإيرانية تنفي المزاعم بشأن لقاء إيلون ماسك بممثل إيران في الأمم المتحدة وزارة الصحة اللبنانية تُعلن ارتفاع حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على البلاد إلى 3452 شهيداً و14.664 مصاباً استشهاد اثنين من قيادات حركة الجهاد الفلسطينية في غارة إسرائيلية على سوريا استشهاد 5 أشخاص في غارة إسرائيلية على مدينة النبطية جنوبي لبنان مئات الإسرائيليين يتظاهرون في تل أبيب احتجاجاً على"تخريب صفقات الأسرى" استقالة وزيرة هولندية من أصول مغربية بسبب "تصريحات عنصرية" صدرت داخل اجتماع لمجلس الوزراء إستشهاد 7 فلسطينيين وإصابة آخرين في قصف إسرائيلي على خيم النازحين بمواصي خان يونس وزارة الصحة اللبنانية تُعلن ارتفاع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلى على البلاد إلى 3445 شهيداً و14599 مصاباً استشهاد 3 أشخاص وجرح 9 في الغارة التي شنها جيش الاحتلال الإسرائيلي على منطقة المساكن الشعبية في صور جنوب لبنان
أخر الأخبار

في مواجهة المستقبل!

المغرب اليوم -

في مواجهة المستقبل

عبد المنعم سعيد
بقلم - عبد المنعم سعيد

مضت سبع سنوات تقريباً منذ كتبت في هذا المقام مقال: «المستقبل في 2030» بتاريخ 4 مايو (أيار) 2016. اعتمد المقال على أمرين: مراقبة التطورات التاريخية الكبرى الجارية في العالم، ومواجهتها من العالم العربي في مرحلة جديدة يمكن تسميتها بأنها كانت بداية ما بعد «الربيع العربي» المزعوم، ومن خلال ما جرى صكه في كلٍّ من مصر والمملكة العربية السعودية عن «رؤية 2030». كثيراً مما كان متوقعاً في المقال تحقق بالفعل فقد زاد سكان العالم بمقدار مليار نسمة، ولا تزال البشرية حائرة في التعامل مع المتغيرات المناخية، ولكن الحديث عن عناق بين الثورة التكنولوجية الثالثة الرقمية مع الثورة الرابعة المسلحة بالذكاء الاصطناعي جرى في الواقع وبات مؤثراً على حالة الإنسان في حِلّه وترحاله، وفي غذائه وعمله. ارتفع نصيب الطبقة الوسطى في العالم كما هو متوقع؛ وأمام كل ذلك فإن الأفلام السينمائية والخيال العلمي لا تزال تمد الإنسانية بأحلام جديدة بعد أن تحققت كل الروايات القديمة، أو معظمها. لم يخب الظن أنه مع كل التقدم الذي تحققه أمم وشعوب، فإن الصراع الإنساني، والتنافس البشري لم يتوقفا، وظلت «التقوى» و«الفجور» سمات بشرية أصيلة.

وفي التجهيز لهذا المقال وجدت أن المنشور والصادر على مستوى العالم يتراوح بين موضوعين: الأول أن القصة الطاغية كانت حول فصل من فصول المواجهة بين روسيا والغرب، ممثلةً في الحرب الروسية - الأوكرانية، في لحظة انفلت فيها الزمام الروسي ليسفر عن حالة من التمرد قام بها زعيم جماعة «فاغنر» يفغيني بريغوجين الذي خلال يوم واحد زحف في اتجاه موسكو معلناً فشلاً روسياً كبيراً، وحاجة ماسة لتغيير القيادة؛ وفي اليوم التالي تغير ذلك كله وانفضّ التمرد وذهب زعيمها منفياً إلى بيلاروسيا. الموضوع الثاني أنه رغم المناظرات الكبرى الجارية في الدوائر العلمية والسياسية العالمية حول فوائد وأضرار الذكاء الاصطناعي فإن شبه الإجماع الجديد هو على أن هذا الأخير لم يعد مجرد ضوضاء جديدة لامعة وفاقعة ومدهشة، وإنما أصبح حقيقة واقعة لا يملك أحد تجاهلها.

أصبح المستقبل حاضراً وهو المزدوج ما بين طفرات تكنولوجية ضخمة، وثبات النزعات الإنسانية المفزعة على حالها. المعضلة الكبرى هنا أن كليهما من صنع الإنسان، بل إن المدهش يظهر حينما تكون الطفرات إحدى نتائج الصراع الذي تتولد فيه أشكال جديدة من الأسلحة. وبالفعل وعلى أرض الواقع فإن رؤى 2030 التي جرى تداولها وتصميمها في أكثر من دولة عربية دخلت في مجالات واسعة للتطبيق، وخرجت من إطار الأحلام والشعارات البراقة، إلى واقع يمكن أن يُرى ويقاس وتقدَّر أولوياته من وقت إلى آخر. هذا التوازي بين التطورات العالمية الرئيسية، وتلك التي جرت وتجري في إقليمنا العربي تفرض البحث عمّا إذا كان ممكناً حل ذلك التناقض الجوهري داخل النفس البشرية في فجورها وتقواها، بحيث ينعكس على الإقليم من خلال حل أزماته، والتخلص من عدم استقراره المزمن، والبحث من الآن عمّا إذا كان ما بعد 2030 سوف يكون خلاصاً من الفقر والعوز، أم أن ذلك سوف يكون مستحيلاً؟

القضية هنا هي أنه لا يمكن انتظار الغرب والشرق لكي يحل مشكلات الإنسان الأزليّة، والإشكاليات الكبرى لكوكب الأرض، ما لم يحدث تقدم في الفكر والنوازع الإنسانية، وهذا لن يمكن تحقيقه إلا من خلال العلم. منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونيسكو) قامت على أساس أن الحروب والمنازعات تجري في عقول البشر؛ فإذا ما جرى تطور في هذه العقول فإنه سيكون ممكناً تجنب الحرب وتحقيق تقدم للإنسانية. بقاء المعضلات والإشكاليات الكثيرة يستدعي طموحاً عربياً للتعامل مع هذه وتلك من خلال أكاديمية عربية تقع عند منتصف العالم بين شرقه وغربه تكون مهمتها الدخول مباشرةً إلى عالم الثورة الصناعية التكنولوجية الرابعة بحيث تكون شاهدة ليس فقط على تطورها ونضجها وتطبيقاتها، وإنما كيف ستتحول بعد ذلك إلى ثورة خامسة ربما ستدور في الفضاء هذه المرة. وبالتوازي مع ذلك، سوف يكون واجباً السعي في آفاق العلم والتفكير في علوم السلام والتعاون وحل النزاعات ومراقبة الأزمات. المجال الأول توجد فيه العلوم الصلبة التي تقوم على تغيير المادة وزيادة فاعليتها وآثارها؛ والمجال الثاني يوجد فيه تغيير الإنسان.

الإشكالية الكبرى هنا بين المجالين هي أن تركهما لحالهما الجاري من السير في طريق الصدام بين الدول إلى الدرجة التي يكون التأثير فيها قادماً من جماعة مرتزقة أو أخرى إرهابية هي مقامرة لا يمكن للجنس البشري تحملها. التناقض الفادح بين التقدم الكبير في مجالات التدمير وتحفيزها بنزعات تافهة للارتزاق والإرهاب، وبين الحاجات الإنسانية للأمن والسعادة، تبدأ مواجهته من ساحة علمية جامعة لكل من يريد الالتقاء فيها. الأكاديمية الكبرى ينبغي لها أن ترتقي إلى مرتبة المشاريع العملاقة التي يوجد منها الآن العشرات المنتشرة بين دول عربية كثيرة، تزيد من حجم المعمور العربي شرق وغرب خليج العقبة، ويصل بنا إلى منتصف العالم، حيث تقترب قارات آسيا وأفريقيا وأوروبا بعضها من بعض.

المشروعان المصري والسعودي يلتقيان عند هذه النقطة، حيث الرؤية السعودية تأخذ بتنمية المملكة إلى اتجاه الشمال الغربي حيث تعبر «نيوم» و«العلا» لكي تلتقيان مع مشروع سيناء الذي يأتي من قلب المشروع المصري المتجه نحو الشمال الشرقي.

قبل ثلاثة عقود اقترحت الإدارة اليابانية بعد انتهائها من بناء «أوبرا» القاهرة أن تعقبه بمركز كبير لدراسات السلام والتقدم يقع في طابا المصرية مطلاً على العالم والمنطقة. وللأسف لم يقدّر للمشروع أن تقوم له قائمة ربما لأن الشرق الأوسط وقتها كان عصياً على السلام والاستقرار. الآن بات المشروع ضرورياً للمنطقة والعالم.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

في مواجهة المستقبل في مواجهة المستقبل



GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

GMT 17:36 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تَدَعوا «محور الممانعة» ينجح في منع السلام!

GMT 17:32 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

عودة ترمبية... من الباب الكبير

GMT 17:27 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

ترمب الثاني

GMT 21:28 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

«هي لأ مش هي»!

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 22:16 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

منزل نتنياهو تعرض لسقوط قنبلتين ضوئيتين
المغرب اليوم - منزل نتنياهو تعرض لسقوط قنبلتين ضوئيتين

GMT 11:11 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

نظام غذائي يُساعد في تحسين صحة الدماغ والوظائف الإدراكية
المغرب اليوم - نظام غذائي يُساعد في تحسين صحة الدماغ والوظائف الإدراكية

GMT 18:09 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد فراج يكشف تفاصيل أحدث أعماله الفنية
المغرب اليوم - محمد فراج يكشف تفاصيل أحدث أعماله الفنية
المغرب اليوم - الاتحاد الأوروبي يُغرم شركة ميتا الأميركية بـ800 مليون دولار

GMT 04:24 2024 الأحد ,20 تشرين الأول / أكتوبر

صندوق النقد يوافق على صرف 1.1 مليار دولار لأوكرانيا

GMT 05:58 2020 السبت ,29 شباط / فبراير

مناخا جيد على الرغم من بعض المعاكسات

GMT 15:25 2019 الثلاثاء ,07 أيار / مايو

عمرو خالد يكشف طرق رؤية الله في كل شيء حولنا

GMT 13:38 2019 الثلاثاء ,05 آذار/ مارس

مقتل راعي أغنام بسبب لدغة أفعى سامة في أزيلال

GMT 01:44 2019 الإثنين ,04 شباط / فبراير

قاصر مغربي يقدم على مغامرة خطيرة للهجرة السرية

GMT 15:14 2019 السبت ,02 شباط / فبراير

تعرفي على أفضل تصاميم الديكورات الزجاجية

GMT 10:42 2019 الأربعاء ,02 كانون الثاني / يناير

جماهير "الوداد" و"الرجاء" تقرر مقاطعة ديربي "الدار البيضاء"

GMT 18:33 2018 الأربعاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

رحيمي يتلقى عروضًا احترافية من أندية خليجية وتركية

GMT 17:04 2018 الخميس ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

الحكومة تلغي ديونًا متراكمة في عنق مليون و200 ألف مغربي

GMT 11:59 2018 الإثنين ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

أشرف الخمايسي يهدي "جو العظيم" إلى أحمد خالد توفيق

GMT 23:03 2018 الإثنين ,15 تشرين الأول / أكتوبر

%35 من مبيعات الهواتف الذكية في الهند تمت عبر الإنترنت

GMT 00:06 2018 الخميس ,11 تشرين الأول / أكتوبر

المغربي أشرف حكيمي أفضل ظهير في "الدوريات الكبرى" بأوروبا

GMT 14:01 2018 الجمعة ,21 أيلول / سبتمبر

العثور على عظام بشرية مدفونة داخل جرة في مكناس

GMT 04:29 2018 الثلاثاء ,04 أيلول / سبتمبر

طارق مصطفى يؤكد إعجابه بأندية الدوري المغربي
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib