بقلم - عبد المنعم سعيد
رغم السمعة السيئة لشبكة نتفليكس واتهامها بنشر المثلية والفحشاء والسعى لتدمير الهوية المصرية من خلال ما صوره الفيلم التسجيلى عن كليوباترا ولون بشرتها، فإنها فى أحيان أخرى تنصف مصر بما لا نستطيع فعله لإنصافها. وقبل أن ننسى، فإن هناك فيلما عن كليوباترا سوف يأتى تكون فيه غير مشكوك فى بياضها؛ ولكنه فى كل الأحوال ومهما يكن اللون، فإن مصر تكسب كثيرا من كل تناول سينمائى يأتى بذكرها. وبعد فترة ليست بعيدة من عرضها الفيلم التسجيلى لاكتشاف مقبرة..«واحتى»، فإن ما تعرضه الآن «المجهول» يعد تحفة تسجيلية عن سعى الأثرى المصرى العظيم د. زاهى حواس لاكتشاف هرم آخر مدفون أو غير معروف فى منطقة الأهرام. هنا، فإن الدراما والسينما تكمن فى عملية الاكتشاف التى يقوم الراوى د. حواس بتأكيدها، مقارنا ما يحدث الآن بخمس سنوات من العمل الشاق قام به هوارد كارتر لاكتشاف مقبرة توت عنخ آمون التى استغرقت خمس سنوات كاملة، تناوب فيها اليأس والأمل، ولكن الإصرار كان موجودا.
هذه المرة، فإن المصريين يأخذون بزمام أمور تخصهم ولكنها ظلت لعشرات السنين فنونا وعلوما يقوم بها ويبحث فيها الأجانب من دول شتى. فمنذ اكتشف شامبليون أسرار اللغة المصرية القديمة، تكونت أقسام علم المصريات فى الجامعات الأجنبية، ومنها جاءت البعثات التى راحت تبحث وتنسب الكثير من النجاحات لنفسها. كان هناك العامل والحفار المصري، وكثير من المساعدين المصريين، ولكن الفائدة والمجد ذهب لآخرين. الأخطر أن التاريخ الفرعونى المصرى الذى لا يذكر إلا وقت الحديث عن السياحة واكتشافات الآخرين يبدو كما لو كان اختصاص مجتمعات أخرى تبحث فى أصل الحضارة بينما حاضرها فهو واقع لديهم. د. حواس وتلميذه د. مصطفى الوزيرى ورفاقهما من أجيال علماء جدد يحكون القصة المعقدة أولا للبحث العلمى فى هذا التاريخ المراوغ للاكتشاف، وثانيا للصبر والتأنى, حتى يفوز العلماء وبلادهم بالجوائز العظمي.