عالم الشك وانعدام اليقين
استقالة وزيرة هولندية من أصول مغربية بسبب "تصريحات عنصرية" صدرت داخل اجتماع لمجلس الوزراء إستشهاد 7 فلسطينيين وإصابة آخرين في قصف إسرائيلي على خيم النازحين بمواصي خان يونس وزارة الصحة اللبنانية تُعلن ارتفاع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلى على البلاد إلى 3445 شهيداً و14599 مصاباً استشهاد 3 أشخاص وجرح 9 في الغارة التي شنها جيش الاحتلال الإسرائيلي على منطقة المساكن الشعبية في صور جنوب لبنان الجيش الروسي ينفذ هجومًا بالصواريخ والطائرات المُسيرة على مدينة أوديسا مما أسفر عن مقتل شخصًا وإصابة عشرة آخرين على الأقل حارس منتخب تونس أمان الله مميش يرتكب خطأ فادحاً خلال مواجهة مدغشقر في التصفيات المؤهلة لكاس أمم إفريقيا 2025 زلزال قوي يضرب إندونيسيا بلغت قوته 6.5 درجة على مقياس ريختر زلزال بقوة 4.9 درجة على مقياس ريختر يضرب ولاية ملاطيا وسط تركيا اليويفا يفرض غرامات على الاتحاد الفرنسي لكرة القدم والإسرائيلي عقب الأحداث التي وقعت أمس في باريس ضمن منافسات دوري الأمم الأوروبية وفاة الأميرة اليابانية ميكاسا أكبر أعضاء العائلة الإمبراطورية عن عمر يناهز 101 عاماً
أخر الأخبار

عالم الشك وانعدام اليقين

المغرب اليوم -

عالم الشك وانعدام اليقين

عبد المنعم سعيد
بقلم - عبد المنعم سعيد

في عددها الصادر 6 فبراير (شباط) الحالي جاء في نشرة «THE HILL» الأميركية مقال لريد ويلسون «على الطريق: العجز الأميركي الجديد».
المقال وضع القضية على الوجه التالي: أضاف اقتصاد الولايات المتحدة خلال اثني عشر شهراً 7 ملايين وظيفة لأول مرة في التاريخ. الأجور ترتفع، والناتج المحلي الإجمالي يصعد، ونهاية الوباء تبدو قريبة بعد أن مالت الأغلبية الواسعة من الأميركيين إلى تناول اللقاح المؤثر الذي جرى تطويره على يد العلماء الأميركيين. ولكن الأميركيين لا يشعرون بذلك، وفي الحقيقة فإنهم في مزاج سيئ بمعدل تاريخي تجاه وطنهم وقادتهم وحياتهم. وعلى مدى عقدين، فإن الغالبية يذكرون أن وطنهم يسير على الطريق الخطأ أكثر مما يسير على الطريق الصحيحة. أكثر من نصف الأميركيين ذكروا ذلك وفقاً لاستطلاعات «غالوب» منذ ديسمبر (كانون الأول) 2003.
هذه الحالة الأميركية ربما تنطبق على كثير من دول العالم الذي حقق من النمو الاقتصادي والتجديد التكنولوجي خلال العقود الثلاثة الماضية منذ انتهاء الحرب الباردة ما لم يتحقق طوال التاريخ كله. والأرجح، أن سبب الحالة هو انتشار الشكوك في سلامة وقدرة النخب السياسية على قيادة الدول في عالم مختلف. وبالنسبة للولايات المتحدة تحديداً، فإن التعاقب الحاد للتوجهات السياسية من جورج بوش الأب إلى بيل كلينتون إلى جورج بوش الابن إلى باراك أوباما إلى دونالد ترمب، ثم أخيراً جوزيف بايدن، زاد وعمّق الخلاف والانقسام داخل الساحة السياسية الأميركية، وأكد غياب القدرة على تحقيق الوفاق على الأهداف الاستراتيجية العليا، بل حتى على مؤسسات النظام السياسي. ووفقاً لاستطلاعات «غالوب» مرة أخرى، فإنه منذ إعادة انتخاب جورج بوش الابن في 2004، فإن الأميركيين الذين رفضوا قبول أداء الرئيس لوظيفته أكثر من هؤلاء الذين قبلوا به.
معنى ذلك حالة من القلق في الجمهور الأميركي تذهب إلى الالتفاف حول رئيس وانتخابه، ثم بعد ذلك سرعان ما تشعر بخيبة الأمل التي تجعلها ليست على استعداد لقبول أداء الرئيس. مثل ذلك لا يمكنه الحدوث إلا في حالة وجود شروخ هيكلية في النظام السياسي لم تظهر فقط في أداء الحزبين الرئيسيين في الكونغرس، وإنما فيما يبدو من حالة مراجعة في النظام الدولي لمكانة الولايات المتحدة ومركزها.
في 25 يناير (كانون الثاني) المنصرم صدر إعلان روسي - صيني مشترك يختلف عن كل الإعلانات السابقة التي تتعلق بخلافات ومناظرات محددة تتعلق بأوروبا أو إقليم بحر الصين الجنوبي أو الشرق الأوسط أو بالقضية النووية الإيرانية؛ وإنما ينصبّ الإعلان على مواجهة الولايات المتحدة فيما يتعلق بالنظام الدولي الذي قام بعد انتهاء الحرب الباردة والذي شكّل انتصاراً للمعسكر الغربي بقيادة واشنطن. الإعلان في حد ذاته
يشكل حالة مراجعة، تماثل الكثير من المراجعات التاريخية التي جرت للنظام الدولي خلال أكثر من قرنين (1815 – 2022)، وهذه المرة، فإن المراجعة لا تحدِث فقط تغييراً لغير المرغوب من الهيمنة الغربية، وإنما وضع أسس للتعاون التنافسي والتعامل مع تحديات مشتركة، وفي الوقت نفسه رسم خطوط الاختلاف والتمايز بعد أن تغيرت موازين القوى في العالم خلال السنوات الأخيرة. الإعلان يبدأ بمناقشة قضية الديمقراطية وحقوق الإنسان التي سجلت فيها الولايات المتحدة خاصة في عهد بايدن سجلاً خاصاً يقسم العالم إلى عالمين: عالم الديمقراطية، وعالم السلطوية.
الإعلان المشترك يضع الادعاء الأميركي بهذه القسمة وتحديد تخومها وأصولها وحتى تقديرها في العالم موضع التساؤل؛ ومن جانب آخر يريد العودة إلى الأصول الأولى للعلاقات الدولية منذ معاهدة ويستفاليا التي جعلت لكل دولة قومية قدرها الذي يجعلها تدير شؤونها الداخلية، وإذا كان هناك ما يستحق المناقشة، فإنه يتم من خلال المؤسسات العالمية المعنية. نقطة الانطلاق في الإعلان المشترك هي أنه لا توجد حقوق أميركية تسمح لها أن تنصّب نفسها قاضياً على العالم الذي تختلف وتتنوع ظروفه من دولة إلى أخرى. الإعلان لا يمانع في التعاون في مجالات مختلفة منها الإرهاب، ولكنه يرفض تماماً التدخل الخارجي في الشؤون الداخلية وأكثر من ذلك «الثورات الملونة» التي انتشرت في شرق أوروبا ووصلت بعد ذلك إلى هونغ كونغ (في الشرق الأوسط كانت الثورات اللوتس والياسمين والأرز، وغيرها من أزهار وأشجار).
من الطبيعي أن تكون كل من الصين وروسيا معنيتين بالتدخلات الأميركية الأمنية، بالنسبة للأولى في بحر الصين الجنوبي أو المحيط الباسيفيكي، وبالنسبة للأخرى في أوروبا من خلال تدخل حلف الأطلنطي بما يشكل تهديدات مباشرة لروسيا الاتحادية. ولكن هذا التوجه الصارم القائم على المشاركة بين قوتين عظميين في عالم ثلاثي القطبية هو في الحقيقة موجه نحو القطب الثالث وهو الولايات المتحدة. والسبب هنا هو أن حسابات القوة قد تغيرت ولم تعد كما كان عليه حالها في أعقاب انتهاء الحرب الباردة حينما كان بعضا من التفكير الأميركي يدور حول نهاية التاريخ. فما حدث فعلياً في الولايات المتحدة لم يكن فقط ارتجاجاً في نظامها السياسي، ولا في الرغبة الأخيرة من قِبل قيادة بايدن في القيادة السياسية والأخلاقية لعالم لم يعد على استعداد للقبول بما تقدمه الجمعيات المدنية الأميركية بصلافة من تدخلات متعالية، وإنما في أن الحقيقة هي أن توازن القوى في العالم قد تغير، وتداخلت فيه ليس فقط القدرات العسكرية والاقتصادية وإنما أكثر من ذلك اعتبارات الكفاءة والإنجاز التي كشفتها «الجائحة» سلبياً بالنسبة للولايات المتحدة أثناء إدارتي ترمب وبايدن معاً. والحقيقة، أن الديمقراطية الأميركية على حالها الآن فقدت الكثير من القدرة على التوافق بين الحزبين الرئيسيين وداخل كلٍ منهم؛ وأكثر من ذلك فإنها باتت جزءاً من عملية الشلل التي تطرأ على النظام الفيدرالي الأميركي وقدرته على توقيع الموارد في زيادة القدرات الأميركية.
الوهن والتراجع لم يحدثا للولايات المتحدة وحدها، ولكنهما حدثا أيضاً في أوروبا والتي ربما بدأت رحلتها مع التراجع ابتداءً من قبول الاقتراح البريطاني ليس بتعميق الاتحاد الأوروبي، وإنما بتوسيعه من خلال قبول دول أوروبا الشرقية الأعضاء في حلف وارسو سابقاً، والذي كان يعني ليس علاقة مع الاتحاد وإنما مع حلف الأطلنطي. التوسيع خلق أعباء باهظة على الاتحاد، ومن الغريب أن بريطانيا التي فرضته، وظلت هي بعيدة عن تعميق «الشنجن» الذي يخلق منطقة أمنية مشتركة، و«اليورو» الذي يخلق منطقة اقتصادية ومالية مشتركة، ومع ذلك فإنها كانت من خلال «بريكست» أول من بدأ عملية تفكيك الاتحاد الأوروبي. لم يتوقف الأمر على هذا التدهور السياسي والاقتصادي وإنما شمل أيضاً التحولات السياسية الضخمة نحو اليمين في حكومات دول الاتحاد الشرق أوروبية والتي تعاونت بشكل كبير مع اليمين القومي الأميركي الذي جاء مع ترمب.
والحقيقة، أن الحديث يمكن أن يطول في انتشار الوهن والضعف داخل الاتحاد الأوروبي الذي مع ما جرى في أميركا يأخذنا إلى لحظة للمراجعة Revisionism سوف تأخذنا إلى تقلصات وتوترات حتى يستقر نظام جديد.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عالم الشك وانعدام اليقين عالم الشك وانعدام اليقين



GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

GMT 17:36 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تَدَعوا «محور الممانعة» ينجح في منع السلام!

GMT 17:32 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

عودة ترمبية... من الباب الكبير

GMT 17:27 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

ترمب الثاني

GMT 21:28 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

«هي لأ مش هي»!

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 11:11 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

نظام غذائي يُساعد في تحسين صحة الدماغ والوظائف الإدراكية
المغرب اليوم - نظام غذائي يُساعد في تحسين صحة الدماغ والوظائف الإدراكية
المغرب اليوم - الاتحاد الأوروبي يُغرم شركة ميتا الأميركية بـ800 مليون دولار

GMT 05:49 2022 الخميس ,01 كانون الأول / ديسمبر

أفضل الطرق العصرية لتنسيق الجينز الفضفاض

GMT 18:53 2022 السبت ,05 شباط / فبراير

الوداد يكتفي بالتعادل أمام إتحاد طنجة

GMT 18:18 2020 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

أترك قلبك وعينك مفتوحين على الاحتمالات

GMT 14:42 2023 الأربعاء ,25 كانون الثاني / يناير

أفكار لتنسيق المجوهرات الملونة مع الملابس العصرية

GMT 02:07 2023 الثلاثاء ,17 كانون الثاني / يناير

ليفاندوفسكي يكشف سر تألق غافي أمام ريال مدريد

GMT 23:43 2023 السبت ,14 كانون الثاني / يناير

مؤشر بورصة موسكو يصعد إلى أعلى مستوى في نحو 5 أسابيع

GMT 06:20 2023 الإثنين ,02 كانون الثاني / يناير

«تسلا» تفقد 700 مليار دولار من قيمتها السوقية

GMT 00:58 2022 السبت ,05 آذار/ مارس

ارتفاع أسعار المحروقات في المغرب
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib