رؤوس باردة فى لحظات حرجة
الحوثيون يؤكدون إفشال هجوم أميركي بريطاني على اليمن باستهداف حاملة الطائرات "يو إس إس هاري إس ترومان" إسرائيل تنفي مغادرة أي وفد لمفاوضات وقف إطلاق النار في غزة إلى القاهرة 10 جنود إيرانيين شباب لقوا حتفهم في حادث سقوط حافلة في واد غرب إيران سقوط نحو 300 قتيل في اشتباكات عنيفة بين قوات سورية الديمقراطية وفصائل مسلحة مدعومة من تركيا في محيط سد تشرين وزارة الصحة في غزة تكشف أن عدد ضحايا عدوان الاحتلال الإسرائيلي على القطاع ارتفع إلى 45,259 شهيداً و107,627 مصاباً من 7 أكتوبر 2023 تسجيل 76 حالة وفاة و768 إصابة جراء إعصار شيدو الذي ضرب مقاطعات "كابو" و"ديلغادو" و"نابولا" و"نياسا" في شمال موزمبيق زلزال متوسط بقوة 5.3 درجة غرب يضرب جنوب إفريقيا تكريم الفنان الكوميدي محمد الخياري في الدورة العاشرة لمهرجان ابن جرير للسينما وفاة الفنان المغربي القدير محمد الخلفي عن عمر يناهز 87 عامًا بعد معاناة طويلة مع المرض ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي إلى 45227 شهيد و107573 جريح منذ السابع من أكتوبر 2023
أخر الأخبار

رؤوس باردة فى لحظات حرجة

المغرب اليوم -

رؤوس باردة فى لحظات حرجة

عبد المنعم سعيد
بقلم - عبد المنعم سعيد

ربما لا تحتاج مصر أن تكون رؤوسها باردة وأنفاسها عميقة وقدرتها على الحساب والتدبير بأحكم ما تستطيع كما هى الآن وهى تواجه حزمة مركبة من التحديات الحرجة. وليس معنى ذلك أن حالة بمثل هذا الحرج لم تواجهها مصر من قبل، وهناك بين المصريين مَن ينتمون إلى جيل مرّت عليه أزمات وكوارث بدَت الدنيا وقتها حالكة الظلام، وحتى الجيل الحالى شاهد اللحظات الكارثية التى هلّت على الدولة المصرية فى مطلع العقد الماضى عندما حكم الإخوان، وبعد أن مضوا إلى حالهم تاركين دولة خاوية على عروشها. الخلاصة هى أن مصر خاضت امتحانات من قبل فى صلابتها، واختُبرت فى اختياراتها؛ وهذه المرة فإن مصر وهى تواجه امتحانًا آخر فإنها أكثر استعدادًا من أى وقت مضى. وباختصار فإن مصر تواجه أربعة تحديات كبرى استحكمت حلقاتها فى لحظة تاريخية واحدة، وهى فى الواقع تتشابك فى التأثير على الأوضاع المادية والمعنوية المصرية وتضعها فى حالة على غير ما يُرام. هى حالة سلبية يريد الأعداء استغلالها ثأرًا لأيام سبقت، أما مَن ضلّت بهم الطرق فإنهم يراكمون الشكوك وانعدام اليقين. وبدون ترتيب فى الأهمية، فإن مصر تواجه نتائج وتأثيرات سلبية للحرب الروسية الأوكرانية، التى هزّت الاستقرار العالمى وحلقت على أجنحتها أزمات فى الغذاء والطاقة وسلاسل التوريد إلى آخر ما هو معروف عن أهم أزمة عرفها العالم منذ انتهاء الحرب الباردة قبل أكثر من ثلاثة عقود. وأزمة «جائحة» كورونا، التى ليست باقية فقط، ولكنها أيضًا منذرة بالاستئناف مع الخريف القادم، وفقًا لتقارير وتقديرات دولية معتمة تقدر عدد المتوقع إصابتهم بالمرض بـ100 مليون نسمة. وحالة الإرهاب الذى عاد يطل تحت راية «داعش» برأسه غادرًا ومجرمًا؛ بعد فترة من الهزيمة والتراجع.

.. التحدى الرابع يأتى بكامله من داخلنا، ويأخذ شكلين: أولهما أنه خلال العقد الأخير زاد عدد سكان مصر بأكثر من عشرين مليون نسمة؛ وثانيهما أنه رغم التقدم الكبير الذى جرى فى الحالة الاقتصادية لمصر، فإننا حتى الآن ورغم الإعلانات المتوالية والتأييد الكامل من قيادة البلاد فإننا لم نحقق انتقالًا شافيًا إلى اقتصاد السوق، ورغم التصريحات الصريحة والقوية على مدى السنوات الماضية، فإن الجهاز البيروقراطى للدولة لا يزال عصِيًّا على استيعاب فكرة أن الانطلاقة الكبرى للاقتصاد المصرى لن تتحقق بدون مشاركة كاملة وصريحة من قِبَل القطاع الخاص فى مصر. ولم يكن ذلك لتباطؤ فى القرار، ولا لكسل فى التخطيط، وإنما كان لعرقلة مضنية فى التنفيذ، تؤجِّل وتُرحِّل أمرًا كان ممكنًا له أن يوسع القاعدة الإنتاجية، وأكثر من ذلك يوسع القاعدة الرأسمالية فى مصر.

عند هذه اللحظة الحرجة من التركيب والتعقيد بين التحديات المختلفة، فإنه لحسن الحظ فإن مصر أكثر استعدادًا من أى وقت مضى للتعامل معها، فلديها القيادة التى عركتها الأيام بوعى كبير بهذه التحديات؛ بقدر ما لديها الإدراك الشعبى المصرى أن التجربة الحديثة من الشمول بحيث غطّت الجمهورية كلها أفقيًّا ببنية أساسية جاهزة للتعامل مع الواقع الجديد، وعمقًا لأنها لم تكتفِ بالحضر وإنما وصلت إلى أعماق الريف المصرى. ما يُثلج الصدر أنه حتى نهاية عام ٢٠٢١ فإن السفينة المصرية كانت تسير فى بحر الحياة بسلاسة ويسر، وخلال النصف الأول من العام المالى الحالى بلغ معدل النمو ما تعدى ٩٪، وهو المعدل الذى يمكنه بالفعل تجاوز الزيادة السكانية فى العام الحالى، والأهم أنه يمهد الطريق مع استمراره إلى تراجع الزيادة السكانية ذاتها. أكثر من ذلك فإن مصر حققت اختراقًا فى مجال التصدير عندما ارتفع من ٣٠ مليار دولار إلى ٤٥ مليارًا، أى بنسبة ٥٠٪، كان أهم ما فى ذلك أن السلع غير البترولية مثّلت ٧٢٪ من الصادرات. الاحتياطى المصرى كان ولا يزال أعلى مما كان عليه فى مطلع العقد الماضى، مضافًا إليه أن احتياطنا من الذهب بلغ ١٢٧ طنًّا، وفوقها أن عائدات المصريين فى الخارج تجاوزت ٣١ مليار دولار خلال العام الماضى.

خلال الشهور القليلة الماضية، جاءت العواصف المتتابعة من حرب دولية إلى خطر الجائحة إلى إطلالة الإرهاب مرة أخرى، ربما لكى تؤكد لنا ضرورة التمسك بالمسيرة الوطنية الحالية وسرعتها التى تحققت، والتمسك باستكمال ما لا يزال ناقصًا منها خلال ما تبقى من زمن فى تنفيذ رؤية مصر ٢٠٣٠. وليس سرًّا على أحد أن ما تحقق حتى الآن خلال السنوات السبع الماضية قام على دفعة تنموية كبيرة قامت بها الدولة، مع جهد كبير من القوات المسلحة، نتج عنه كمّ هائل من الأصول التى يخلق استغلالها طفرة هائلة فى معدلات النمو والتشغيل. بعض المشروعات ذات الطبيعة الزراعية على وشك أن تسد جزءًا غير قليل من فجوة «القمح» خلال العامين القادمين، ومع السير فى نفس الطريق من خلال التوسع الزراعى فى سيناء والصحراء الغربية فإن زوال الفجوة ليس بعيدًا عن الواقع.

ما نحتاجه بقوة الآن أن نُبقى الرؤوس باردة فى مواجهة تحديات تخلق لدى بعضنا ما يحدث فى دول أخرى من سخونة ترقص على إيقاع وسائل التواصل الاجتماعى وكتائبه الإلكترونية، التى يعتقد مَن يديرونها أن مصر واقعة فى أزمة يمكن استغلالها بالإرهاب والمزايدة والتشكيك لكى تجرى استعادة فوضى السنوات الأولى من العقد الماضى. وللحق، فإن الغلاء دائمًا ما يثير ثائرة المواطن فى كل بلدان العالم، ولكن معالجته فى الواقع المصرى ممكنة من خلال زيادة استغلال الأصول، ومضاعفة الإنتاج، وتحقيق المزيد من المنافسة فى المجالات المختلفة، والأهم من ذلك كله المضى قدمًا فى استكمال علامات اقتصاد السوق باستيعاب أكبر وأعمق للقطاع الخاص المصرى والأجنبى داخل السوق القومية والإقليمية أيضًا. وفى هذا الإطار فإن تحرير الاقتصاد المصرى من التدخلات الحكومية فى مجالات الخبز والعقار سوف يفتح أبوابًا كثيرة لاستغلال رؤوس أموال راكدة.

هل يمكن للحوار السياسى الوطنى المصرى أن يقوم بدور فى كل ما تقدم؟، والإجابة هى بالتأكيد نعم إذا ما كانت التوجهات بنّاءة تبنى على ما سبق، وتسد ما نقص، وتضيف إلى ما وجب خلال السنوات الثمانى المقبلة. وليس خافيًا على أحد أن هذا الحوار يقوم بين القوى الوطنية المصرية التى ائتلفت فى ٣٠ يونيو ٢٠١٣ لقيام ثورة ضد الفاشية، وهى المؤمنة بالدولة الوطنية المصرية القائمة على المساواة بين المواطنين دون تفرقة بسبب الدين أو العرق أو النوع، وهى الساعية لكى تكون مصر دولة مدنية ديمقراطية حديثة. تحقيق ذلك ليس شعارات مرفوعة، أو خطبًا تستدعى التصفيق، وإنما سياسات مطروحة معروفة التكلفة والزمن اللازم للتنفيذ.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

رؤوس باردة فى لحظات حرجة رؤوس باردة فى لحظات حرجة



GMT 22:27 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

تل أبيب ــ دمشق... سقوط الضمانات

GMT 19:37 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

وانفقأ دُمّل إدلب

GMT 14:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الحضارة بين العلم والفلسفة أو التقنية والإدارة

GMT 14:35 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل

GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

إطلالات أروى جودة في 2024 بتصاميم معاصرة وراقية

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 11:19 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
المغرب اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 10:20 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
المغرب اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 13:49 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الفنانة زينة تكشف عن مفاجأة جديدة في مشوارها الفني
المغرب اليوم - الفنانة زينة تكشف عن مفاجأة جديدة في مشوارها الفني

GMT 18:10 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

يبدأ الشهر بيوم مناسب لك ويتناغم مع طموحاتك

GMT 09:12 2024 الأربعاء ,12 حزيران / يونيو

لاعبو منتخب "الأسود" يؤكدوا ثقتهم في الركراكي

GMT 08:54 2023 الأربعاء ,06 كانون الأول / ديسمبر

العام الحالي 2023 الأكثر حرّاً في التاريخ المسجّل

GMT 16:07 2023 الثلاثاء ,10 تشرين الأول / أكتوبر

علماء الآثار يزعمون اكتشاف "خريطة كنز عملاقة"

GMT 05:19 2018 الخميس ,11 تشرين الأول / أكتوبر

زينّي حديقة منزلك بـ"فانوس الإضاءة الرومانسي"

GMT 09:00 2018 الثلاثاء ,12 حزيران / يونيو

" ديور " تطرح ساعات مرصعة بالألماس

GMT 18:37 2016 الأحد ,03 إبريل / نيسان

شيرى عادل فى كواليس تصوير "بنات سوبر مان"

GMT 02:51 2017 الجمعة ,27 تشرين الأول / أكتوبر

شيرين سعيدة بنجاح "سابع جار" ودورها في "عائلة زيزو"

GMT 08:44 2016 الثلاثاء ,27 أيلول / سبتمبر

لائحة مغربيات لمعت أسماؤهن في سماء الموضة العالمية

GMT 10:55 2016 الخميس ,21 تموز / يوليو

ماريو غوتزه ينضم إلى بروسيا دورتموند رسمياً
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib