الحرب بوسائل أخرى
افتتاح الملعب الكبير للحسيمة ويحتضن أولى مبارياته اليوم الاثنين بين منتخبيْ جزر القمر ومدغشقر محامي اللاعب حسين الشحات يكشف عن قرب إتمام الصلح النهائي بين موكله واللاعب المغربي محمد الشيبي زلزال بقوة 5.1 درجات يضرب جزر ماريانا غرب المحيط الهادئ وزارة الصحة اللبنانية تُعلن إرتفاع عدد شهداء العدوان الاسرائيلي إلى 3516 شهيداً و14929 مصاباً قوات الاحتلال الإسرائيلي 10 فلسطينيين على الأقل من الضّفة الغربية بينهم شقيقان مقتل سيدة وإصابة 10 آخرون جراء سقوط صاروخ على منطقة بشمال إسرائيل الأونروا تعلن تعرض قافلة مؤلفة من 109 شاحنة مساعدات للنهب بعد دخولها إلى قطاع غزة وزارة الصحة الفلسطينية تكشف حصيلة الشهداء جراء عدوان الاحتلال الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر 2023 ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة إلى 43,846 شهيدًا و 103,740 جريحاً منذ 7 أكتوبر 2023 وزارة الصحة اللبنانية تُعلن إستشهاد طفلتين ووالدهما وإصابة شخص في غارة العدو الإسرائيلي على الماري بقضاء حاصبيا
أخر الأخبار

الحرب بوسائل أخرى!

المغرب اليوم -

الحرب بوسائل أخرى

عبد المنعم سعيد
بقلم - عبد المنعم سعيد

 

وسط أمور كثيرة يحتار فيها القارئ عند متابعة الحرب الروسية الأوكرانية أنه لا يعلم ما إذا كانت الحرب مستمرة حتى يكون فيها منتصرا ومهزوما، أو أن طرفى الحرب مهتمان بالفعل بوضع نهاية لها، من خلال المفاوضات التى بدأت بعد فترة قصيرة من بداية العمليات العسكرية، ولاتزال مستمرة حتى الآن بشكل مباشر أو غير مباشر من خلال أطراف ثالثة.

والحقيقة التى دلنا عليها الاستراتيجى البروسى (الألمانى) كارل فون كلاوزفيتز (١٧٨٠- ١٨٣١)، فى كتابه «فى الحرب»، هى أن المفاوضات أو السياسة ما هى إلا حرب بوسائل أخرى.

ما يجرى بحثه دائما هو «الصراع» أو النزاع بين أهداف متصادمة، ويكون العمل العسكرى وسيلة للتأثير فى مواقف الخصم، لكن هذا «التأثير» كثيرا ما يأتى من خلال تفاعلات شتى، كانت المفاوضات أبرزها فى الماضى، لكن الآن فإن الاقتصاد والإعلام وساحة المنظمات الدولية أو تأييد الرأى العام العالمى صارت جزءا من المعادلة لا يمكن الاستغناء عنه.

وكان من الطبيعى فى حروب جرت فى الماضى أن تكون الأداة العسكرية هى الحاسمة فى نتائجها رغم وجود درجة من درجات «الدبلوماسية» والتفاوض، لكن ذلك كان يأتى عادة عندما تقرر الأطراف أن الصراع المسلح قد أدى إلى درجة عالية من الإرهاق، أو بات واضحا أن هناك حاجة ماسة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه.

والآن لم يعد الحال كذلك، فالاتصالات المباشرة تكون حاضرة منذ ما قبل بداية الصدام المسلح، ولم يمنعها نشوب الحرب، وفى كل الأوقات كانت هناك جسور أقامتها دول رأت فى نفسها أن بوسعها الوساطة نظرا لروابطها بالطرفين، وفى أحيان أخرى أرادت دول أن تكون وسيطة أمام عدسات المصورين، وكفى.

فى الحرب الجارية بين روسيا وأوكرانيا فإن «الوسائل الأخرى» تبدو أوسع كثيرا من طرفى القتال. فالأصل فى الموضوع له علاقة بالتركيبة «الجيو سياسية» فى الصدام، وهو ما يستدعى النظر إلى الخريطة، حيث الجغرافيا التى تحتضن فيها روسيا أوكرانيا، والتاريخ الذى خلق علاقات وثيقة بين الطرفين خرجا منها بكثير من الحنين فى ناحية، والسخط والغضب فى ناحية أخرى.

علاقات الجوار دائما لا تؤدى إلى حُسْنِه، وكثيرا ما تكون مصدرا للخوف والحذر وخوفا من الاستيعاب أو الابتلاع. وعندما تكون الدولة واقعة بجوار دولة عملاقة فى الحجم السكانى والجغرافى، وكثيرا ما يحدد كلاهما القوة المسلحة، فإن الدولة الأصغر حجما وسكانا تتحسب كثيرا للحالة النفسية والسياسية للدولة الأعظم.

وربما لا توجد صدفة أن الدول الصغيرة المجاورة للولايات المتحدة وروسيا والصين والهند تخشاها إن لم يكن لتنازع حدودى أو سكانى، فإنه يكون خوفا من طغيان ثقافى. كل هذه العوامل تشابكت فى صراع موسكو وكييف، وربما كانت جزءا من إساءة التقدير للذى انتاب كليهما خلال المراحل الأولى من التنازع.

من ناحية فإن روسيا ظنت أن صلاتها بالشعب الأوكرانى وثيقة، ولا يقلل من ذلك إلا حزمة سياسيين من «النازيين الجدد» الذين يستخدمون النزعة القومية للعداء تجاه روسيا، فإذا ما تم الخلاص من هؤلاء فإن أوكرانيا سوف تعود إلى الأحضان راضية مرضية. ومن ناحية أخرى فإن أوكرانيا ظنت أنه من الممكن تجاهل كل عناصر الجغرافيا والتاريخ، والقفز عليها اقترابا من حلف الأطلنطى والولايات المتحدة والغرب عامة، مهما كانت الأحوال فى الشرق.

ولم تكن هناك مصادفة فى أن الخطابات التى وجهها الرئيس الأوكرانى «زيلينسكي» إلى برلمانات الدول «الصديقة» كانت محملة بالكثير من خلق شعور بالذنب لدى هذه الدول أنها لم تذهب إلى أوكرانيا لقتال الجيش الروسى، ومن ثم فإنه بات عليها تعويض ذلك بكثير من المعونات والعدد والعتاد.

ما حدث عمليا هو أن «النزعة القومية» غلبت على كل الأمور الأخرى، وفى الإطار الروسى فإن الرئيس بوتين وضع الصدام دائما فى إطار ما تعرضت له «روسيا» من مهانة فى أعقاب نهاية الحرب الباردة. لم تكن روسيا، بالاشتراك مع ١٤ جمهورية أخرى، جزءا من دولة الاتحاد السوفيتى، ومن ثم فإن الإهانة كانت موزعة على الجميع أو أن الفشل كان نصيبها مجمعا.

فالواقع أن روسيا اعتبرت دائما أن الاتحاد السوفيتى هو الترجمة المعاصرة فى القرن العشرين لروسيا القيصرية، ولذا فإن سقوطه، حسب تعريف الرئيس بوتين، كان أكبر خطأ استراتيجى حدث فى ذلك القرن. لم تكن القضية سقوطا يماثل سقوط القياصرة من آل رحمانوف، وإنما سقوطا لروسيا وهويتها التاريخية، وحتى نزعتها فى التوسع الجغرافى الدائم.

التاريخ هكذا بدا واحدا من «الوسائل الأخرى» المستخدمة فى الصراع، وهو وسيلة لا تستخدم فقط فى مواجهة الخصوم، وإنما لضمان التأييد فى الداخل، خاصة وقد دخل الاقتصاد إلى الساحة، ولم يعد الصراع يعتمد على توازن القوى العسكرية، وإنما على قدرات التحمل الاقتصادية فى مواجهة عقوبات قاسية.

وبغض النظر عن التحليلات المختلفة لنتائج المعارك، وما عكسته من توازنات للقوى العسكرية، فإن الولايات المتحدة، بالإضافة إلى المعونات والتحركات العسكرية القريبة من ساحة القتال، كان لديها نوعان من الوسائل الأخرى: الأول هو العقوبات الاقتصادية، وجوهرها أن تدفع روسيا ثمنا لضآلتها الاقتصادية فى زمن العولمة، والثانى نزع الشرعية عن النظام السياسى الروسى وعن الرئيس بوتين شخصيا من خلال تقسيم العالم والأنظمة السياسية بين «الديمقراطية» و«السلطوية».

ورغم أن ذلك كان أداة الرئيس بايدن لبث العنفوان الليبرالى فى الحزب الديمقراطى، فإن جوهره فى الصراع كان نزع الشرعية عن الرئيس بوتين، وبالتالى حربه تجاه أوكرانيا. ورغم أن مثل ذلك لم يكن جديدا خلال فترة الحرب الباردة، فإن الواقع الدولى الراهن يختلف عما كان عليه فى ذلك الوقت، فروسيا بعد كل شىء صارت دولة رأسمالية تتفاعل سوقها مع باقى الأسواق العالمية، خاصة فى أوروبا، وفى مجال الطاقة غازا ونفطا.

مثل ذلك يأتى بالصين إلى الساحة رافضة للتقسيم الأمريكى للعالم، وتضع مكانه تقسيما آخر بين حلف الأطلنطى فى ناحية، وبقية العالم فى ناحية أخرى. ومن هنا تأتى صيحة المراجعة للنظام الاقتصادى العالمى التى وضعتها روسيا على المحك من خلال استهداف قدس أقداسه القاضى بأن يكون الدولار الأمريكى هو العملة الدولية الرئيسية فى كافة المعاملات والتبادلات بين دول العالم.

الحرب الروسية الأوكرانية سوف تنتهى فى يوم ما، ربما لن يكون بعيدا، لكن ما لن ينتهى فسوف يكون كيف أدت الحرب إلى تغيير العالم ومعه النظام الدولى. ملامح ذلك تبدو شاحبة الآن بما سوف يظهر فى «أوراسيا» أو فى الإقليم الروسى الأوروبى الذى يدور حول أوكرانيا، لكن المؤكد أن النتائج سوف تكون أبعد، بعضها سوف يتمدد إلى وضعية الدول المحايدة، وبعضها الآخر إما أنه سوف يؤدى إلى الخفوت لروسيا، أو البروز الظاهر للمكانة والقوة الصينية، ومعهما سوف تكون الولايات المتحدة وعملتها فى الميزان، حسبما ستكون عليه الأوضاع السياسية داخل أمريكا ذاتها.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الحرب بوسائل أخرى الحرب بوسائل أخرى



GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

GMT 17:36 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تَدَعوا «محور الممانعة» ينجح في منع السلام!

GMT 17:32 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

عودة ترمبية... من الباب الكبير

GMT 17:27 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

ترمب الثاني

GMT 21:28 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

«هي لأ مش هي»!

إلهام شاهين تتألق بإطلالة فرعونية مستوحاه من فستان الكاهنة "كاروماما"

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 03:54 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

حميد الشاعري يكشف تفاصيل بيع بصمته الصوتية
المغرب اليوم - حميد الشاعري يكشف تفاصيل بيع بصمته الصوتية

GMT 15:59 2019 الأربعاء ,24 تموز / يوليو

إليك كيفية وضع المكياج الخفيف للمحجبات

GMT 00:07 2018 الخميس ,12 إبريل / نيسان

صحافة التشهير لا تواجه بالتشهير

GMT 03:52 2016 الإثنين ,28 آذار/ مارس

فوائد الجوافة في تجنب التهابات المعدة

GMT 14:31 2017 الخميس ,12 كانون الثاني / يناير

الفنانة المغربية سلمى رشيد وهيثم مفتاح يقفزان من السماء

GMT 00:44 2021 الجمعة ,20 آب / أغسطس

شواطئ ساحرة حول العالم لعطلات الصيف

GMT 10:11 2020 السبت ,13 حزيران / يونيو

يحيط منزله بسور مصنوع من هواتف (آيفون)

GMT 11:07 2019 الثلاثاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

ترسيم الحدود البحرية يعترض صفقة عسكرية بين المغرب وإسبانيا

GMT 12:15 2019 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

بدر هاري بعد نزال القرن أظهرت للعالم أنني مازلت الأقوى

GMT 16:08 2019 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

إنزاجي يعلن تشكيل لاتسيو أمام يوفنتوس في السوبر

GMT 18:48 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ضابط شرطة يفارق الحياة في طريقه لصلاة الفجر في بني ملال

GMT 10:52 2019 الثلاثاء ,29 تشرين الأول / أكتوبر

القضاء الأسترالي يقول كلمته بعد اغتصاب وقتل فتاة عربية

GMT 21:52 2019 الإثنين ,16 أيلول / سبتمبر

نورا أريسيان توقع "تقاليد الفقراء" في معرض الكتاب
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib