حصاد ما سبق ومشروع ما هو آت
استقالة وزيرة هولندية من أصول مغربية بسبب "تصريحات عنصرية" صدرت داخل اجتماع لمجلس الوزراء إستشهاد 7 فلسطينيين وإصابة آخرين في قصف إسرائيلي على خيم النازحين بمواصي خان يونس وزارة الصحة اللبنانية تُعلن ارتفاع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلى على البلاد إلى 3445 شهيداً و14599 مصاباً استشهاد 3 أشخاص وجرح 9 في الغارة التي شنها جيش الاحتلال الإسرائيلي على منطقة المساكن الشعبية في صور جنوب لبنان الجيش الروسي ينفذ هجومًا بالصواريخ والطائرات المُسيرة على مدينة أوديسا مما أسفر عن مقتل شخصًا وإصابة عشرة آخرين على الأقل حارس منتخب تونس أمان الله مميش يرتكب خطأ فادحاً خلال مواجهة مدغشقر في التصفيات المؤهلة لكاس أمم إفريقيا 2025 زلزال قوي يضرب إندونيسيا بلغت قوته 6.5 درجة على مقياس ريختر زلزال بقوة 4.9 درجة على مقياس ريختر يضرب ولاية ملاطيا وسط تركيا اليويفا يفرض غرامات على الاتحاد الفرنسي لكرة القدم والإسرائيلي عقب الأحداث التي وقعت أمس في باريس ضمن منافسات دوري الأمم الأوروبية وفاة الأميرة اليابانية ميكاسا أكبر أعضاء العائلة الإمبراطورية عن عمر يناهز 101 عاماً
أخر الأخبار

حصاد ما سبق ومشروع ما هو آت!

المغرب اليوم -

حصاد ما سبق ومشروع ما هو آت

عبد المنعم سعيد
بقلم - عبد المنعم سعيد

اكتملت الاستحقاقات الدستورية الواجبة لبدء فترة رئاسية جديدة مع قسم الرئيس السيسى أمام مجلس النواب، ومع افتتاح «العاصمة الإدارية الجديدة»، ورفع علم مصر إيذانا باستكمال مرحلة مجيدة من تاريخنا الوطنى، وبدء مرحلة أخرى تكتمل فيها «رؤية مصر ٢٠٣٠» خلال السنوات الست المقبلة، وتؤذن بعهد يوفر الاستمرارية والاستدامة، ويحقق الاستقرار اللازم للانتقال السلمى للسلطة. ومن الطبيعى فى هذه المرحلة أن يكون واضحا بجلاء حصاد المرحلة السابقة، بحلوها ومرها، وأن يكون لدينا الشجاعة للنظر فى المستقبل. لقد كانت الفترة الماضية التى تماثل عقدا كاملا من العمل حقق إنجازات كثيرة غيرت من العلاقة بين الجغرافيا المصرية وديموغرافيا الشعب المصرى غير مسبوقة فى التاريخ المصرى.

هذا الإنجاز يحتاج الكثير من الشرح لأنه من ناحية أشرت إليه فى هذا المقام ومقامات أخرى، ومن ناحية ثانية يبدو أنه كان عصيا على الفهم للجمهور العام، ومن ثم تقديره التقدير الذى يستحقه. وأذكر أنه فى ١٣ يونيو الماضى أرسل لى صديقى المهندس صلاح دياب حزمة من «الفيسبوكيات» التى تعلق على مقالاتى التى لفت نظرى فيها، بعيدا عن التجاوزات اللفظية، أن الوعى بهذه القضية فضلا عن فهمها ضعيف. والعجيب أن أول مشروعات مصر الناصرية التى ذاع صيتها وقبل مشروع سد أسوان العالى كان إنشاء مديرية التحرير فى الصحراء الغربية، وبعد فشل هذه وذهابها إلى دائرة النسيان تردد مشروع «الوادى الجديد» الذى ظل مشروعا لفترة طويلة حتى أتى ذكره مرة أخرى فى عصر آخر للرئيس مبارك وهو مشروع «توشكى». فيما بين هذه المشروعات كان هناك مشروع «الصالحية» الزراعى فى عهد الرئيس السادات، ومعه جرت بداية إنشاء مدن كبرى فى الصحراء مثل ٦ أكتوبر والعاشر من رمضان و١٥ مايو. وراء كل ذلك كانت محاولات لعبور العلاقة ما بين الجغرافيا - الصحراء المصرية الواسعة فى شرق البلاد وغربها - والديموغرافيا السكان الذين يتزاحمون فى نسبة صغيرة حول نهر النيل فى الوادى والدلتا لم تتعد ٣٪ عام ١٩٥٢، ولم تتجاوز ٧٪ عام ٢٠١٠.

الفكر المصرى فى العموم كان مدركا للخلل الجارى فى التوزيع السكانى على الجغرافيا المصرية، وسواء كان التفكير قادما من د. جمال حمدان أو من د. فاروق الباز، فإن حل مشكلة التوازن المختل تركز حول مشروعات ظلت أولا محدودة فى طموحاتها، وثانيا أنها رغم الطموح المحدود فقد بقى ما تحقق بلا رابط من بنية أساسية. كان الفكر الذائع يرى أن المصنع - أو المدينة - هو الذى يخلق الطريق. والحقيقة التى ثبتت هى أنه لا يمكن الاستغناء عن كليهما، ولعله من الجائز أن تقوم بتنمية «العوينات» فى أقصى الجنوب الغربى لمصر، لكن نتاج التنمية سوف يظل بعيدا عن مناطق الاستهلاك، وموانئ التصدير المحدودة. المدن الصناعية ظلت بعيدة عن مواصلات عامة كافية لانتقال العمال والسلع والمواد الخام. ما حدث خلال السنوات العشر الماضية هو عبور هذه الفجوة بحيث اتسعت مساحة المعمور المأهول المصرى إلى ١٥٪، واقتربت المسافة والسرعة بين الإنتاج والسوق، وباختصار حل الأزمة بين الديموغرافيا والجغرافيا وهى أزمة كان حلها جزءا مهما من التجارب التنموية، سواء تلك التى جرت فى آسيا أو أوروبا أو حتى الولايات المتحدة التى استفاد منها الرئيس أيزنهاور خلال فترة الحرب العالمية الثانية.

كان طبيعيا أن يكون لكل أمر بهذا الطموح ثمن. وبقدر ما كان هناك من بناء كانت هناك تحديات أولها الإرهاب الذى كلف مصر أعمارا وإعمارا، وثانيها جائحة الكورونا التى اختبرت قدراتنا الاقتصادية والصحية، وثالثها الظروف الدولية والإقليمية غير المواتية التى تمثلت فى الحرب الأوكرانية وحرب غزة الخامسة. المجمع الشامل لهذه التحديات شكل ضغطا كبيرا على القدرات المصرية وأدخلت الدولة المصرية فى أزمة التضخم وارتفاع الأسعار هددت الثقة فى القدرة المصرية على الاستمرار فى تحقيق معدلات النمو التى بلغت ٦.٦٪ عام ٢٠١٩، وكان مقدرا لها أن ترتفع إلى الآفاق العليا للنمو المتسارع خلال الفترة التالية. نقطة البداية فى التعامل مع الأزمة هى «تشغيل التغيير» الذى حدث خلال العقد الماضى فى البنية الأساسية وما تحقق فى البنية الإنتاجية وما أنجز فى القدرات التعليمية والتكنولوجية المصرية من خلال انفتاح اقتصادى يحرر السوق المصرية من القيود البيروقراطية ويدفعها إلى درجة أعلى من التنافسية الاقتصادية التى يشغلها قطاع خاص مصرى وأجنبى.

إن جزءا مهما من «تشغيل التغيير» يقوم على تحفيز الانتقال السكانى من وادى النيل الضيق إلى حيث توجد المدن الجديدة، والتعمير للمدن الحديثة على البحرين الأبيض والأحمر وسيناء. هذا الانتقال السكانى سوف يحقق حلما مصريا فى الانتشار السكانى من النهر إلى البحر يعطى الإقليم المصرى الكثير من الفاعلية الناجمة عن عمل الشباب المصرى الذى يمثل ٦٠٪ من السكان، ويواكبه رفع معدلات تشغيل النساء. فرغم ما جرى من رفع شأن النساء بتولى القيادة فى المناصب العامة والمهمة، فإن نسبة النساء من قوة العمل متدنية بحيث لا تتجاوز حاليا ١٧٪ من هذه القوة، وهو ما يضر بدخل الأسرة وقدرتها على المساهمة فى الناتج القومى الإجمالى. يضاف إلى ذلك أن جزءا مهما من تعبئة الموارد العامة، وزيادة الاستثمار فى مناطق مصر المختلفة يتطلب اهتماما خاصا خلال المرحلة المقبلة بالمحليات، وتحويلها من «الإدارة المحلية» التى تكتفى بمتابعة تنفيذ الخطة العامة للدولة، إلى - كما نص الدستور- «الحكم المحلى» الذى يعبئ الموارد المحلية ويعيد استثمارها فى محافظات مصر المختلفة. إن هذا التطور سوف يساعد فى تحقيق الانتشار السكانى عندما ينتقل المصريون من المحافظات المزدحمة إلى محافظات الخفة السكانية فى مرسى مطروح والوادى الجديد وجنوب سيناء وشمالها، والبحر الأحمر من السويس إلى حلايب وشلاتين.

رغم كل ما تحقق فإن الطريق إلى التقدم المصرى لايزال طويلا، لكنه ليس غامضا ولا مظلما فهو استكمال ما تحقق وإدراك لأهمية استنفار المبادرات الفردية، وقدرات القطاع الخاص من خلال سوق حرة قادرة على جذب الاستثمارات الأجنبية. ما حدث خلال السنوات العشر الماضية أفصح عن حجم الثروات التى تحتويها التربة والشواطئ المصرية، بقدر ما أبرز لنا عوار الاعتماد المبالغ فيه على قدرات الدولة التى كانت سريعة الإنجاز من ناحية، لكنها كانت خافتة فى توليد مصادر الدخل الأجنبى الكافية لاستمرار دوران عجلة التنمية بالسرعة والمعدلات المطلوبة. التجربة التركية قريبة وموحية، فرغم أن ديونها وصلت فى بعض الأوقات إلى ما يزيد على ٥٠٠ مليار دولار (والآن ٤١٢ مليارا) مقابل ١٦٧ مليارا فى مصر، فإن قدراتها التصديرية، ومصادرها السياحية، وعلاقتها الأوروبية والأطلنطية كانت كافية لكى تستعيد الليرة التركية التى انهار، فى بعض الأوقات، الكثير من قوتها. السنوات الست المقبلة فى التاريخ المصرى سوف تكون حاسمة فى قيام مصر كدولة قوية وعفية

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حصاد ما سبق ومشروع ما هو آت حصاد ما سبق ومشروع ما هو آت



GMT 17:00 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

بيت من زجاج

GMT 16:59 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

إدارة ترامب والبعد الصيني – الإيراني لحرب أوكرانيا...

GMT 16:58 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

ترمب ومشروع تغيير المنطقة

GMT 16:45 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

طبيبة في عيادة «الترند»!

GMT 16:43 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

ولاية ترمب الثانية: التحديات القادمة

GMT 16:41 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

من الرياض... التزامات السلام المشروط

GMT 16:40 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

بين قاهر.. وقاتل

GMT 16:38 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

مصمم الأزياء إيلي صعب.. هل تآمر على مهرجان القاهرة؟

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 11:11 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

نظام غذائي يُساعد في تحسين صحة الدماغ والوظائف الإدراكية
المغرب اليوم - نظام غذائي يُساعد في تحسين صحة الدماغ والوظائف الإدراكية
المغرب اليوم - الاتحاد الأوروبي يُغرم شركة ميتا الأميركية بـ800 مليون دولار

GMT 05:49 2022 الخميس ,01 كانون الأول / ديسمبر

أفضل الطرق العصرية لتنسيق الجينز الفضفاض

GMT 18:53 2022 السبت ,05 شباط / فبراير

الوداد يكتفي بالتعادل أمام إتحاد طنجة

GMT 18:18 2020 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

أترك قلبك وعينك مفتوحين على الاحتمالات

GMT 14:42 2023 الأربعاء ,25 كانون الثاني / يناير

أفكار لتنسيق المجوهرات الملونة مع الملابس العصرية

GMT 02:07 2023 الثلاثاء ,17 كانون الثاني / يناير

ليفاندوفسكي يكشف سر تألق غافي أمام ريال مدريد

GMT 23:43 2023 السبت ,14 كانون الثاني / يناير

مؤشر بورصة موسكو يصعد إلى أعلى مستوى في نحو 5 أسابيع

GMT 06:20 2023 الإثنين ,02 كانون الثاني / يناير

«تسلا» تفقد 700 مليار دولار من قيمتها السوقية

GMT 00:58 2022 السبت ,05 آذار/ مارس

ارتفاع أسعار المحروقات في المغرب
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib