المرجعية والجهاز الإدارى للدولة
وزارة الصحة في قطاع غزة تُعلن إرتفاع عدد الشهداء منذ العام الماضي إلى 43799 ونحو 103601 مصاباً الخارجية الإيرانية تنفي المزاعم بشأن لقاء إيلون ماسك بممثل إيران في الأمم المتحدة وزارة الصحة اللبنانية تُعلن ارتفاع حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على البلاد إلى 3452 شهيداً و14.664 مصاباً استشهاد اثنين من قيادات حركة الجهاد الفلسطينية في غارة إسرائيلية على سوريا استشهاد 5 أشخاص في غارة إسرائيلية على مدينة النبطية جنوبي لبنان مئات الإسرائيليين يتظاهرون في تل أبيب احتجاجاً على"تخريب صفقات الأسرى" استقالة وزيرة هولندية من أصول مغربية بسبب "تصريحات عنصرية" صدرت داخل اجتماع لمجلس الوزراء إستشهاد 7 فلسطينيين وإصابة آخرين في قصف إسرائيلي على خيم النازحين بمواصي خان يونس وزارة الصحة اللبنانية تُعلن ارتفاع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلى على البلاد إلى 3445 شهيداً و14599 مصاباً استشهاد 3 أشخاص وجرح 9 في الغارة التي شنها جيش الاحتلال الإسرائيلي على منطقة المساكن الشعبية في صور جنوب لبنان
أخر الأخبار

المرجعية والجهاز الإدارى للدولة

المغرب اليوم -

المرجعية والجهاز الإدارى للدولة

عبد المنعم سعيد
بقلم - عبد المنعم سعيد

سوف تعيش مصر خلال الأسابيع القليلة المقبلة ثلاثة أنواع من الحوار: أولها سوف يكون اقتصاديا بين خبراء الاقتصاد والمهتمين به سواء كانوا فى دوائر الإنتاج أو الاستهلاك، للخروج من الأزمة الاقتصادية التى نجمت عن الحرب الأوكرانية وتراكمات "الجائحة" وما تسببت فيه من إرباك للاقتصاد العالمي. وثانيها "الحوار الوطني" الذى سوف يدور فى ساحة أوسع فى المكان والزمان من المختصين، ومجاله التجربة الوطنية فى أبعادها السياسية والاقتصادية والثقافية أيضا. وثالثها حوار عالمى سوف يدور فى إطار الواجب الدولى لمصر فى "كوب ٢٧"، وسوف يدور بين دول العالم فى لحظة غير مواتية يتعارك فيها وتتوتر العلاقات بين الدولة الصناعية الكبرى فى النظام العالمى والمتحملة لذنوب وخطايا الكوكب والأخطار التى تحيط به. الحوارات الثلاثة لن تكون لا مغلقة ولا سرية وإنما سوف يكون ما يدور فيها متاحا للرأى العام المصرى ليرى ما فيها من أمور؛ ويخلق ذلك فرصة كبيرة لمراجعة، وليس التراجع، للمسيرة الوطنية التى بدأت منذ ٣٠ يونيو ٢٠١٣ وحققت إنجازات ملموسة خلال السنوات الماضية. ولما كانت المساحة المتاحة فى هذا المقام محدودة لمناقشة ما سوف يجرى فى هذه الحوارات (٨٠٠ كلمة)، فإن التركيز حول القضايا الملحة يبدو ملحا. وفى هذا الصدد هناك أمران نظنهما فى مقدمة الحاجة إلى الفحص والتمحيص: أولهما ما هى المرجعية التى نستند إليها فى الحوار تقييما وتوصية؛ وثانيهما الجهاز الإدارى للدولة باعتباره العمود الفقرى لعملية التغيير الجارية فى مصر. وفى القضية الأولى فإن المعلوم هو أن المرجعية هى للدستور ورؤية مصر ٢٠٣٠. وفى الثانية فإن نموذج الدولة يقضى بأن يكون جهازها الإدارى حاكما فى إدارة الموارد ومواجهة التحديات إما بطريقة مباشرة، أو بالمشاركة مع القطاع الخاص والمبادرة الفردية فى المجتمع. وإذا كانت هذه وتلك تمثل ما هو معتاد فى التعامل مع المسيرة الوطنية، فإن الحديث هنا هو البحث عن "النموذج" الواجب اتباعه دعما للمرجعية؛ والإجراءات الضرورية للخروج من الأزمة الراهنة، ووضع القواعد التى تجعلنا أكثر قدرة وفعالية للتعامل مع أزمات مقبلة. فى كل جيل من أجيال مصر الحديثة كانت هناك مهمة كبرى عليه تحقيقها من أجل وطن عظيم. وإذا كان ممكنًا التلخيص، فإن المهمة الراهنة لا تقل فى تحديها عن تحقيق انطلاقة مصرية تتجاوز معضلات المرحلة الخارجية والداخلية إلى معدلات نمو عالية ليس فقط فى المجال الاقتصادى، وإنما أكثر من ذلك أن يكون الإنسان المصرى فى مستوى العصر الذى نعيش فيه. ولا أجد مثالًا يقرب من ذلك قدر تلك الحالة من الفوران الكبير فى دول شرق وجنوب شرق آسيا، التى دارت فى المدارين الصينى واليابانى فى عصور قديمة؛ ثم دخلت عليها نوبات الاستعمار الفرنسى والبريطانى والهولندى، والحروب العالمية، وكل حالات الفقر والوباء والمجاعة. الأمثلة اليابانية والصينية فى التقدم وبناء الإنسان كثيرة، ولكن آخر ما لفت الأنظار قادمًا من المنطقة كان استعداد كوريا الجنوبية لاستعمار القمر. وظلت التجربة الفيتنامية حاضرة ومُلِحّة فى الأذهان لفترة طويلة، وكان النضال الفيتنامى ملهمًا، ولكن ما هو مناسب هو دروس انتقال فيتنام من صفوف الدول النامية إلى قلب الدول البازغة؛ وعندما وصلت صادراتها إلى أكثر من ٢٦٤ مليار دولار سنويا فإن "التجربة النضالية" كانت فى البناء والتعمير، وجنبا إلى جنب مع بناء الإنسان الفيتنامى لكى يتناسب مع دولة متقدمة مثل تلك التى قامت فى كوريا الجنوبية من قبل. هذه الحالة الآسيوية تشكل مرجعية ناجحة للخيارات المصرية خلال المرحلة المقبلة، والهدية التى تأتى من الجيل السابق للجيل الحالى هى أن مصر قد باتت مُحرَّرة من كل احتلال وحضور أجنبى لأربعة عقود كاملة، وهذه لم تتحقق منذ ما قبل ثلاثة آلاف عام. المرجعية المشار إليها عرفت بناء عناصر القوة المختلفة من خلال أسواق مفتوحة تعمل كما تعمل اقتصاديات السوق فى البلدان المتقدمة؛ وفيها يجرى تجديد الفكر وعمران الثقافة بقوة الدفع الجارى فى بناء دولة حديثة.

هذه المرجعية باتت شائعة عالميا حتى فى منطقتنا العربية التى تنازعتها من قبل مرجعيات سلفية وإرهابية؛ ولكن ما يهمنا هنا أن مفتاح التغيير يبدأ دائما من الجهاز الإدارى للدولة ومدى قبوله للمشاركة فى إطار اقتصاد السوق من قبل قطاعات أخرى فى المجتمع يقع فى مقدمتها القطاع الخاص والمجتمع الأهلى، ومدى استعداده لقبول أشكال من اللامركزية الإدارية تتيح المرونة اللازمة لاتزان السوق المصرية. ما حدث فعليا خلال السنوات الماضية هو أن محاولات إصلاح الجهاز الإدارى للدولة وضعت جانبا بينما ظل حجمه من الاتساع بحيث يتحدى ما جرى فى كل الدول المشار إليها أعلاه. وفى كثير من الأحيان فإن هذا الجهاز بات حزبا سياسيا ضاغطا على عملية التنمية بالتضخم العددى، والتزيد فى الإجراءات. ولم تكن هناك صدفة فى وجود ذلك الميل الدائم للتعامل مع المبادرات القومية من خلال إقامة مجالس عليا يصاحبها صناديق للدعم، وكلاهما مكلف، وأكثر من ذلك يصير معوقا. التعامل مع ذلك يحتاج الكثير من الشجاعة خلال الحوارات القادمة سواء من قبل المتخصصين فى الاقتصاد أو خلال الحوار الوطنى أو فى كليهما معا لأن ذلك سوف يحدد مدى الكفاءة فى التعامل مع القضايا المعقدة الراهنة. جدول الأعمال هنا هو كيف نجعل وثيقة ملكية الدولة وثيقة حية تقود إلى إعطاء الفرص للمبادرات الفردية وبجدول زمنى يستدعى سرعاتنا فى المشروعات العملاقة التى تليق بالدول الناهضة الصناعية فى آسيا، وبمرونة كافية من حيث السلطات للمحافظات المصرية والذى برزت آثاره الإيجابية أثناء "الجائحة". الحوارات فرصة لكى نضع الأساس لانطلاقة مصرية قادمة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المرجعية والجهاز الإدارى للدولة المرجعية والجهاز الإدارى للدولة



GMT 14:15 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

في ذكرى النكبة..”إسرائيل تلفظ أنفاسها”!

GMT 12:08 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

مشعل الكويت وأملها

GMT 12:02 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

بقاء السوريين في لبنان... ومشروع الفتنة

GMT 11:53 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

“النطنطة” بين الموالاة والمعارضة !

GMT 11:48 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

نتنياهو و«حماس»... إدامة الصراع وتعميقه؟

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 11:11 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

نظام غذائي يُساعد في تحسين صحة الدماغ والوظائف الإدراكية
المغرب اليوم - نظام غذائي يُساعد في تحسين صحة الدماغ والوظائف الإدراكية

GMT 18:09 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد فراج يكشف تفاصيل أحدث أعماله الفنية
المغرب اليوم - محمد فراج يكشف تفاصيل أحدث أعماله الفنية
المغرب اليوم - الاتحاد الأوروبي يُغرم شركة ميتا الأميركية بـ800 مليون دولار

GMT 16:47 2022 الجمعة ,14 كانون الثاني / يناير

حزب التجمع الوطني للأحرار" يعقد 15 مؤتمرا إقليميا بـ7 جهات

GMT 23:38 2024 الخميس ,17 تشرين الأول / أكتوبر

3 أهداف وانتصاران لحمدالله أمام النصر

GMT 23:35 2024 السبت ,19 تشرين الأول / أكتوبر

سعر صرف الدرهم يتحسن مقابل الأورو وينخفض أمام الدولار

GMT 04:03 2024 الإثنين ,21 تشرين الأول / أكتوبر

اتحاد طنجة يفوز على أولمبيك آسفي

GMT 18:23 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 18:55 2017 السبت ,16 كانون الأول / ديسمبر

محمد صلاح يتنافس بقوة مع هازارد على مكان في الريال

GMT 23:33 2016 الأحد ,10 كانون الثاني / يناير

تأخير قطع الحبل السري مفيد للمولود

GMT 01:55 2014 الخميس ,01 أيار / مايو

"الفريكة" و"البرغل" تراث موسمي لفلاحي غزة

GMT 00:18 2020 الأربعاء ,03 حزيران / يونيو

قصص لينكدإن تصل للمستخدمين في الإمارات
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib