التعريب والتهويد في فلسطين
ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 45,097 منذ بدء عدوان الاحتلال الإسرائيلي في السابع من أكتوبر 2023. كتـــائب القسام تقصف موقع قيادة وسيطرة الاحتلال الإسرائيلي في محور نتساريم قوات الاحتلال الإسرائيلي تتوغل بعمق 9 كيلومترات داخل ريف درعا في جنوب سوريا شركة سبيس وان اليابانية تُعلن إلغاء محاولتها الثانية لإطلاق صاروخ يحمل أقماراً اصطناعية إلى الفضاء تأجيل عودة رائدي فضاء ناسا العالقين في محطة الفضاء الدولية إلى الأرض حتى الربيع إرتفاع حصيلة جديدة لضحايا زلزال فانواتو إلى 14 شخصاً وما لا يقل عن 200 مصاباً الرئيس الفرنسي يزور جزيرة مايوت للوقوف إلى جانب السكان بعد مرور الإعصار المدمر "شيدو" الولايات المتحدة تدعو إيران إلى ضرورة الإفراج عن صحافي أميركي بنيامين نتنياهو يوجه رسالة من قمة جبل الشيخ بعد سيطرة الجيش الإسرائيلي عليها فور سقوط بشار الأسد كتائب القسام تعلن مقتل وجرح 14 جندياً إسرائيلياً في مخيم جباليا شمالي قطاع غزة
أخر الأخبار

التعريب والتهويد في فلسطين

المغرب اليوم -

التعريب والتهويد في فلسطين

عبد المنعم سعيد
بقلم - عبد المنعم سعيد

القضية الفلسطينية تأرجحت دائماً ما بين الجغرافيا والديمغرافيا، وكانت هي الأولى التي يدور حولها الخلاف والصراع من أول قرار التقسيم 1947 حتى الحروب العربية الإسرائيلية، ومن ساعة اتفاقيات الهدنة عام 1948 حتى اتفاق أوسلو 1993 والمبادرة العربية للسلام وما بينهما. الثانية دارت حول خلق الحقائق على الأرض بدءاً من التهجير القسري للفلسطينيين من فلسطين، وهجرة اليهود للاستيطان في الأرض، وقدرة الفلسطينيين على الصمود والنمو داخل إسرائيل وخارجها في الأراضي المحتلة.
وفي العموم فإن العالم العربي عامةً ركز على الجانب الأول في حربه وسلامه داعياً لحل الدولتين الذي هو امتداد تاريخي لقرار التقسيم؛ بينما كان حائراً إزاء السكان العرب واليهود معاً حتى باتت فلسطين أكثر أهمية من الفلسطينيين، وإسرائيل أكثر أهمية من الإسرائيليين. إسرائيل من ناحيتها ترجمت الفكرة الصهيونية إلى حقيقة «جيوسياسية» قائمة على القبول بما هو مشروع مهما كان صغيراً بالتناسب مع المشروع الصهيوني، والتوسع فيما هو غير مشروع بالقوة المسلحة أحياناً، واستغلال الغفلة العربية والفلسطينية في أحيان أخرى، وفي كل الأحوال اعتماد الزمن حليفاً لخلق أمر واقع يفيد في التفاوض ويزيد في التوسع. وبعد أكثر من سبعة عقود من الصراع العربي - الإسرائيلي، وما هو أكثر من ذلك من الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي، فإن الحقائق الديمغرافية على الأرض تشكّل واقعاً جديداً قوامه أنه مهما كانت الحقائق الجيوسياسية على الأرض، فإن الحقائق الديمغرافية هي أن هناك 13 مليون نسمة يعيشون بين نهر الأردن والبحر الأبيض المتوسط، أي أرض فلسطين ما قبل التقسيم، وأن نصفهم من العرب الفلسطينيين ونصفهم الآخر من اليهود الإسرائيليين. والحقيقة الثانية أن هناك داخل هذه المساحة من الجغرافيا تجري عمليات من الاعتماد المتبادل والتفاعلات اليومية التي تغالب بشدة واقع الانقسام والصراع. والحقيقة أنه على جانبي الخط الأخضر توجد منطقة اقتصادية واحدة، لها عملة واحدة، وسوق عمل مشتركة، ونظم مالية وجمركية متقاربة. من الناحية الأمنية، وكما وضح من اجتماعات الرئيس محمود عباس ووزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس، فإن الضفة الغربية الفلسطينية بأقسامها الثلاثة (أ- ب - ج) مع إسرائيل ضمن حدود 1948 تشكل منطقة أمنية واحدة.
كثير من المراقبين الفلسطينيين يرون في ذلك الواقع مقدمة ليست مرفوضة لقيام دولة واحدة سواء أخذت شكلاً كونفيدرالياً أو فيدرالياً أو حتى مركزياً تقوم على الديمقراطية والمساواة. الشرط الفلسطيني لتحقيق ذلك أن تقوم الدولة الفلسطينية أولاً وبعدها يمكن النظر في أشكال سياسية أخرى تتماشى مع الواقع القائم. المراقبون الإسرائيليون على الجانب الآخر يتخوفون من هذا الواقع على اعتبار أنه يَحرم الإسرائيليين من تحقيق حلمهم الصهيوني في أن يكون لليهود دولة لهم الأغلبية فيها. ورغم هذا التخوف فإن التطورات السياسية في إسرائيل، والتي دفعت بشدة نحو اليمين، فإن إسرائيل لم تبذل كثيراً من الجهد للتعامل مع الحقائق السكانية القائمة، اللهم إلا بالنظر إلى الناحية الأخرى في الساعات الحرجة للممارسات العنصرية داخل المدن الإسرائيلية المختلطة بين العرب واليهود. والجائز أن كثيراً من الإسرائيليين يعرفون الآن أن حظوظ هجرة اليهود إلى إسرائيل تتراجع، وسقفها في كل الأحوال هو أن عدد يهود العالم لا يتجاوز 16 مليون نسمة، ولم يبقَ منهم كثيرون على استعداد للهجرة إما لأنه جرى استيعابهم في مواقعهم بالدول الغربية، وإما لأنهم بسبب ولاءاتهم الديمقراطية والليبرالية أصبحت لديهم تحفظات سياسية وأخلاقية على العيش والانتقال في دولة تعتدي على سكان البلاد الأصليين وتحرمهم من حقوق الإقامة والسكن والملكية. نتيجة هذا الواقع المختلط بين الاعتماد المتبادل والتخوفات منه على الجانبين، فإن المخاوف الفلسطينية استقرت على التحذير مما تسمى «أسرلة» الفلسطينيين بعد تعلمهم اللغة العبرية والدخول إلى الكنيست ومؤخراً إلى التحالف الوزاري اليميني الحاكم؛ وفي المقابل يوجد الخوف الإسرائيلي من «تعريب إسرائيل» بعد أن أصبح 90% من صيادلة تل أبيب من الفلسطينيين، والطلب الزائد على أطباء الأسنان منهم، فضلاً على طلب استيراد العمالة، وجميعهم من الفلسطينيين؛ والحل لدى المتطرفين الإسرائيليين من أمثال عضو الكنيست بن غفير، أن تكون هناك إلى جوار الاستيطان نكبة أخرى يُطرد فيها الفلسطينيون من فلسطين.
هذه الحالة المزدوجة على الأرض يغذّيها ويمنع عنها القدرة على الانتقال إلى ترتيبات سياسية جديدة، حالة العداء التي ولّدت أربع حروب في قطاع غزة نتيجة الانقلاب «الحمساوي» على اتفاق أوسلو، وعلى السلطة الوطنية الفلسطينية، في آن واحد. وعلى الجانب الإسرائيلي فإن العداء يأتي من اليمين الذي بات يعيش ليس فقط على العداء التاريخي مع الفلسطينيين، وإنما على ارتفاع أسهم معاداة السامية في المجتمعات الغربية. ولكنّ هذا العداء من ناحية أخرى يشمل الفلسطينيين والعرب ليس بوصفهم ساميين، ولكن لأن غالبيتهم مسلمون. والمرجح أن مثل ذلك الاتجاه في المجتمعات الغربية يولّد علاقات سياسية إيجابية في المهجر الفلسطيني أو الدياسبورا اليهودية ربما تشجّع على أنواع جديدة من الاعتماد المتبادل الذي يواجه العنصرية والتمييز داخل الأرض وخارجها. العامل الآخر الذي قد يشجع هذا التوجه هي اتفاقيات السلام الجارية بين الدول العربية وإسرائيل. فرغم «السلام البارد» الذي دار بين مصر والأردن في ناحية وإسرائيل في ناحية أخرى، فإن واقعه الآن أكثر دفئاً مما كان عليه الحال قبل عقود، بحكم أنواع جديدة من الشراكة في مواجهة الإرهاب، ومنتدى غاز شرق البحر المتوسط، وما سار معه من اتفاقيات «الكويز» والغاز، يمكنها أن تشمل ليس فقط إسرائيل والدول العربية المعنية، وإنما أيضاً فتح أبواب الغاز الفلسطيني لكي ينضمّ إلى المعادلة الإقليمية. ولكنّ ذلك مستبعَد في المستقبل القريب نتيجة انتزاع «حماس» لغزة من الحضن الفلسطيني؛ ومع ذلك فإن السعي نحو تهدئة طويلة المدى سوف يتيح الكثير من المشروعات والاعتمادات المتبادلة الصناعية والتجارية.
الاتفاقيات الإبراهيمية قامت في الأساس على «التطبيع» والعلاقات التجارية والصناعية والتكنولوجية، وهذه بطبيعتها تعتمد على الاعتماد المتبادل، وربما كان ما تحتاج إليه أن يكون الفلسطينيون داخل إسرائيل وفي الضفة الغربية جزءاً منها. المسألة هكذا ربما تحتاج إلى طرق جديدة للتفكير لا تجعل الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي في وجهه الجيوسياسي هو حجر الزاوية في القبول والرفض في العمليات التفاوضية؛ وإنما تجعل الاعتماد الفلسطيني - الإسرائيلي المتبادل هو العنصر المساعد والمشجع والمعجل ليس فقط لترجمة مبادرة السلام العربية إلى واقع، وإنما أكثر من ذلك يسمح بمواكبة عمليات الإصلاح والتقدم الاقتصادي المنتشرة الآن في دول عديدة في المنطقة، وجميعها تسعى لاستقرار المنطقة والتوسع في سوقها الاقتصادية. كل ذلك ليس من قبيل الأحلام وإنما هو رؤية للواقع الذي تخلّق من خلال تفاعلات حقيقية تدور على الأرض وليس في السماء، وجميعها تشكل سوقاً اقتصادية واجتماعية تنتظر الخيال الذي يحوّلها إلى ترتيبات سياسية.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

التعريب والتهويد في فلسطين التعريب والتهويد في فلسطين



GMT 22:27 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

تل أبيب ــ دمشق... سقوط الضمانات

GMT 19:37 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

وانفقأ دُمّل إدلب

GMT 14:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الحضارة بين العلم والفلسفة أو التقنية والإدارة

GMT 14:35 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل

GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 08:41 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات أنيقة وراقية لكيت ميدلتون باللون الأحمر
المغرب اليوم - إطلالات أنيقة وراقية لكيت ميدلتون باللون الأحمر

GMT 08:59 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

الوجهات السياحية الأكثر زيارة خلال عام 2024
المغرب اليوم - الوجهات السياحية الأكثر زيارة خلال عام 2024

GMT 09:23 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

نصائح للعناية بالأرضيات الباركيه وتلميعها
المغرب اليوم - نصائح للعناية بالأرضيات الباركيه وتلميعها

GMT 10:24 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء
المغرب اليوم - نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 13:23 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

خالد النبوي يكشف أسراراً جديدة عن مسيرته الفنية
المغرب اليوم - خالد النبوي يكشف أسراراً جديدة عن مسيرته الفنية

GMT 19:20 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

بوسفيان يغيب عن قمة الرجاء والجيش

GMT 15:57 2020 الإثنين ,01 حزيران / يونيو

لا تكن لجوجاً في بعض الأمور

GMT 23:12 2018 الإثنين ,08 كانون الثاني / يناير

زيدان يفاجئ الجمهور برحيله عن ريال مدريد

GMT 21:39 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

بركان تهزم لوندا سول بكأس الكاف

GMT 14:23 2022 الجمعة ,21 تشرين الأول / أكتوبر

يوفنتوس في اختبار جديد ضد إمبولي في الدوري الإيطالي

GMT 00:02 2021 الخميس ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

جمهور الرجاء يوجه طلبا خاصا لرئيس النادي عقب هزيمة أسفي

GMT 11:29 2019 الإثنين ,30 كانون الأول / ديسمبر

شرطة أغادير تتأهب لتأمين احتفالات رأس السنة

GMT 17:19 2019 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

نوريتش سيتي يفقد جهود جودفري 6 أسابيع بسبب الإصابة

GMT 19:50 2019 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

الشرطة الإسبانية تصادر أقنعة ميسي عقب الكلاسيكو

GMT 11:09 2019 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

ماني ينافس ماديسون على جائزة لاعب الشهر في البريميرليج

GMT 00:03 2019 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

الفيلم المغربي "آدم" ضمن المسابقة الرسمية لمهرجان قرطاج 2019
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib